سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 8 مارس 2014

دراسات: نثر - شعر: عنصر المفاجأة فى حكاية البيت الهابط لمروان محمد بقلم/ علاء الدين حسو

يخطر في بالك وأنت تقرأ العنوان كمدخل للنص، أن ثمة طريقان للرواية . الطريق الأول ساهمت اللوحة الفنية التي تصدرت الرواية في انطباعه في الذهن وهو أننا أمام بيت هابط اخلاقيا بائس روحيا . عبّر عنه سيطرة اللون الرمادي وخلوه من الالوان الساخنة أو البادرة. وجو مشبّع بالذعر والخوف والاستيلاب. حيث امرأتان الأولى راكعة . لا حول لها ولا قوة، وقد شق فستانها من الخلف ويدها اليسرى في حالة استسلام ، تنظر لجهة مذعورة منه خوفا منه أو عليه. وأمامها امرأة مبهمة المعالم لولا الأرجل والحذاء لخلتها رجلا. وتبدو أصغر سنا؛ ولكنها ليست بتعاسة الأولى . ويوحي- للناظر- انحناء الظهر وانتصاب الشعر على هم كبير وعجز كبير للتحمل . 


وما أن تخطو بقدمك اولى الخطوات لدخول البيت لتسمع مقطع لقصيدة للشاعر صلاح جاهين يتغنى (النخل في العالي ..والنيل ماشي طوالي..معكوسة فيه الصور .. مقلوبة وانا مالي ..) فيسنف الانطباع الذي ولده لك اللوحة الفنية ويدفعك للدخول سريعا للبيت لمعرفة حكايته الذي يبدو ليس بيتا منهار أخلاقيا وإنّما ثمة شيء أخر تتحدث عنه الرواية وما هذا البيت الا نموذج مصغر له.

كتبت الرواية بطريقة سينمائية، تعرض فصولا قصيرة كمشاهد متتالية . كل مشهد يمهد للمشهد الذي يليه. مع تقديم لذة توقع القارئ لما سيحدث حتى انه استخدم الفعل المضارع ليوحي الينا أننا امام رواية مصورة حيث يبدأ بمشهد الجد( الحاج عبد الرحمن على مقعده المتحرك بجوار البيت المفتوح على الشارع، ذلك الشارع الذي يعلو البيت . يراقب المارة ...ترسم تجاعيده الكثيرة ملامح اسى واستحضار لماضي جميل مضى عليه الكثير جدا من الوقت....)

وهكذا يبدأ لنا وصف الشخصيات الرئيسة استطراد مع الحدث. عائلة فقيرة معدمة تتألف من الجد وزوجته وهيبة وابن هو حسن الذي يعمد على قياس كشف الباب لمعرفة مقدار هبوط البيت، وولداه مؤمن وزينب. وأن الجد العاجز يطالب ابنه لجلب البنّاء لتعديل السلالم، ليتمكن من الصعود والخروج إلى الشارع. وتبدأ المشاهد المتتالية لنتعرف إلى زوجة حسن و البنّاء الذي يتهرب من تعديل السلالم ومن ثم وفاة الجد والجدة والبيت في طريقه للهبوط اكثر وعجز حسن من معالجة الوضع .

اذا الحكاية حكاية بيت مرشح للانهيار وهو يهبط تدريجيا والأسرة التي تقطنه تنتمي إلى ثلاثة أجيال . جيل الماضي الممثل بالجد عبد الرحمن المقعد والمرتبط بالكرسي، وزوجته الثانية التي تسيطر عليه وتسخر منه وترفض طلباته ويتمثل برفضها طلبه الدفن في الصالة وتختار أن يدفن في الغرفة الداخلية وتخبر ابنها أن لا يهتم فهو (راجل كبير وبقي زي العيل الصغير)ص 8.

وجيل الحاضر المتمثل بالابن حسن العامل القوي جسديا والفقير ماديا هو عاجز ماديا من اعمار البيت أو اصلاحه ولا يقدر على مواجهة زوجته النمطية، الثرثارة، المتمردة، والمتأففة. التي تطالبه بالتغير ومغادرة البيت ويرفض حسن ويعلل لها بأنه سيموت إن خرج فتقول له (كده كده حنموت يبقى نموت على وش الارض مش تحت الارض) ص9

أما الجيل الثالث فهم الأولاد مؤمن وأخته زينب حيث يمثلان المستقبل الذي يؤمن لجده المحروم من نور الشمس فهو يقوم بتعبئة (نور الشمس في الازازة)ص12

ويموت الجد ويدفن في الغرفة الداخلية وتموت الجدة والبيت في الهبوط ويقرر حسن كحل فتح نافذة في السقف لإنارة وتهوية البيت ليصطدم بقوة مقاول بنى قربه عمارة شاهقة يفشل في التصدي له، وتصل الذروة حين يقرر المقاول بإغلاق تلك النافذة .

اذا توضحت الصورة كما توقعنا وان البيت ما هو الا البيت المصري ، وأن أسماء الشخصيات تعبر عن ذاتها أي ذات دلالة رمزية وهي تعبر عن مضمون كل شخصية ويكاد ينتهي كل شيء وان البيت انهار واغلق وتستعد للخروج ونحن نرثو لحال البطل ونسقطه للوضع المعاش حاليا في أغلب البلاد اتي تشهد تغيرات فتكون الصورة قاتمة كما عبرت عنها اللوحة وأنك ستغني مثلما غنت القصيدة وستخرج وتقول مالك ومال هذا البيت لولا عنصر المفاجأة الذي تقوم حمدية تلك المرأة النمطية المتمردة حين تقوم بالمهمة الصعبة ، فحين ترى انهيار واستسلام زوجها الذي يدهش حين يراها تتجه نحو السدة التي اغلقها المقاول (ثم استمرت في الصعود حتى وصلت الى النافذة ....وهي تنظر الى حسن بعينين زاخرتين بمزيد من العزم والاصرار.....ناوية اكسر في الاسمنت ده لحد ما نطلع لوش الارض)

كان لعنصر المفاجأة دورا كبيرا في رفع سوية النص الذي اعتقد أنه أقرب للقصة الطويلة من الرواية قدمت لنا بصورة لطيفة وممتعة عرض أهم مشكلة في حياتنا الراهنة وقدمت لنا الحل بطريقة معقولة تركت في النفس اثرا طيبا 

القصة القصيرة: على هامش الصفحات ...... حيــــــاة بقلم/ عبد الرحمن شوقي

اقتص الشيب من عمري ما اقتص ، و حطت ناقة الحياة رحالها في وادي الفراق ، و انسكبت أوعية الذكريات في طريق الحياة فلا أحتفظ إلا بالقليل ، و فارقتني شريكة دربي إلى دار الخلد ، و رحل من الصديق من رحل ، و غاب منهم من غابت به الحياة في دهاليزها ، و ما عاد لي إلا هذا المنزل - قلب حياتي - العريق بقدمه ، الأنيق ببساطته ، الذي يضم بين أذرعه أولادي و أحفادي الذين لولاهم لكنت أكابد وحدة ما اعتدتها أبدا بعد زمن من شدة الخلطة بالناس .

مستلق أنا على أريكة خشبية مطرزة برسم عثماني ، مبطنة بمقاعد و أظهر قطنية مكسوة بروع المنقوش ، أفكر كأني لا أفكر ، أنظر كأني لا أنظر ، و هذا ولد ولدي ذو الخمس سنين يبعثر كتبا و أوراقا قديمة لي منذ أيام الجامعة ، يطوي الصفحة تلو الصفحة ، يرمي كتابا و يمسك آخراً . ثم إذا به لحظة يحرك يده الرقيقة على بضعة أحرف إنكليزية كتبتها ذات يوم على هامش الصفحات ، استرعت انتباهي فارتديت نظارتي المعلقة على صدري و نهضت من رقدتي و اقتربت محتضنا صغيري ، و حين ارتسمت شفتاي برسم الأحرف الكتوبة علمت أنها أبدا لم تكن على هامش حياتي ، بل كل الحياة .

سرعان ما تمثلت صورة صاحب الاسم أمامي ، و أخذت أنا شاردا أحادث صغيري ......... اسمها الحب يا ولدي ، نبض الفؤاد و خفقته ، حياة العشق و لذته ، أنين الشوق و لوعته ، ضياء العمر و روعته ، استيقظت يوما من حلم لي رآها ، و يوما بعد يوم أفكر في هواها ، أعدُّ الوقت للقياها ، أختلي بنفسي و لا أنساها ، تخالظ ضحكتي بشرا و الضحكة تتمناها ، قاسيت حزنا دون لمسة يديها ، ألفت قصائد في عينيها ، قضيت ليالٍ بآهات ، استبشرت حلما ظننته آت .

نعم ... ظننت أن الحلم آت ، لكنني لم أسع إليه ، أتعلم أني لم أحادثها قط طيلة حياتي ؟؟ لا تنظر إليَّ بعجب هكذا يا صغيري ، لقد كنت مترنحا بين تمسكي بحبها و خوفي من ضياعه ، و بين إخلاصي لمبادئي و خلقي و ديني . كنت أغدو عازما على أن أصارحها بحبي لها و أني أريد الزواج منها خلال زمن ما ، ثم أروح يملؤني الخوف من أن تتبدل الأحوال و لا أستطيع الوفاء بوعدي ، فأنا كإسلامنا لا أعترف بقصص الحب التي تدوم ثم تنتهي ، سواءاً انتهت بزواج أو لم تنته به ، الحب الذي أعلمه هو الزواج و فقط .

على كل حالي يا ولدي ، ذات يوم و أنا على قمة أمانيَّ و في خضم تفكيري بمتى تحين اللحظة لمصارحتها ، سمعت خبراً ، أن رجلا قد اقتنى يدها ، مرًّر بالخاتم إصبعها ، زين بالأساور رسغها ، و سلام على حبي لها . لقد مرًّ الأمر و كفى ، و إلى الآن لا أدري كيف مر ؟؟ كل ما أذكره أن شريطا صغيرا من الأحلام المضيئة بوجهها مر أمام عيني محاطا بهالة من السواد ، فأخذت نفسا عميقا و أطبقت شفتيًّ على بعضهما و ابتسمت بأسى .

هكذا مر الأسى و ما مر الحب من قلبي ، فما هي إلا جزء انفصل من روحي و رحل ليحيا بعيداً بعيداً في عالم شاسع المدى لكنه محدود بموعد الفراق الأبدي ألا و هو الموت ، فكم من سنين حييتها على أمل اللقاء به و لو على بعد خطوات من الفراق و لو حتى بعد الفراق في الجنان إن أراد الله .

لست ناكرَ جميلٍ أنا ، و لا جاحد حبٍ أو عطفٍ كما يدور في مخيلتك يا صغيري ، إن كان هذا حب وُصِف فحب جدتك لا يوصف ، و النفس تروي و تسهب في روايتها لما تشتاق و ما منعت ، أوجدت نبتة تروي الماء كيف يحييها ؟؟ هكذا إذن هو حب جدتك ، حب أحياني فحييته و ما زلت أحياه ، حب قربني من الله ، حب أعاطني ما أرجوه ، حب تمثل في الوجوه ، أراه في وجهك و وجه أبيك و وجه إخوته ، أراه في صفحات الحياة ، أراه على جبيني في المرآه ، حب لم يرحل مع رحيل جدتك كي أرويه ، بل رحل جسدها و حبها قلبي يأويه .



الله أكبر ... الله أكبر ...... لقد أُذِّن للعصر يا ولدي ، هيا بنا لنتوضأ ، اغسل يديك هكذا ....... ، آه يا صغيري فأنت لا تعي الآن مما حدثتك شيئا ، لكني أردت أن أعلمك ، و سأعلمك حين تكبر ، لو ظللت حيا ................



............. الحب إن سكن القلب لا يهجره يا بني ، و إن حلَّ عليه ألف حب

شعر: عايمة - فصحى: حب العذارى بقلم/ ماجدة تقى

عندي حنين وشعورفي قلبي مخبيته

لحبيب عمري ماشفته ولاسمعت صوته

لأعرف شخصه ولا صورته أو حتى هويته 

أشوف أسمه قلبي يدق ويتوه في حيرته 

زي طفل صغير بيفرح لما تيجي سيرته

وتغمرني السعاده لما بقرأ حروفه وكلماته

ياريت كنت أعرف مكانه وين هو عنوان بيته 

علشان خبره بحالي لمابحس بهمسته

يا أهل الغرام يللي حبيتو ا قبلي تقولولي نصيحة 

أدور عليه ولا أنساه و أكتم بقلبي بلاش فضيحة 

شعر: فصحى - عامية: الربيع الكاذب بقلم / محمد شاكر المدهون

يأتي الربيع بعد شتاء
خادع شمسه مشرقة
وغيثه يملأ الطرقات
سقيع يميت القلب
وماء يبلل الأرض
ينبت خبثا 
الشمس تكسف بالغيوم
مظللة لعلنا نصحوا
في الظلمات ويجيء ربيعنا
متعثرا لا شمس تجلوه
ولا نبت أزهاره دمنا
وعبيره خزي يلا حقنا
يجرجر ماض يؤلمنا
يخدعنا ربيعنا يمكر بنا
ببسمة ليث جائع يبلعنا
نحسن الظن به
من سركهم جاء مدرب
يحسب خطاه ويعلم جرحنا
كنا نظنه امل خاب ظننا
هواءه سقيع مذلة
جاء بها شتاء سابق يهددنا

مقالات اجتماعية: تساؤلات مع الذات البشرية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة2014 بقلم/ بنيحي علي عزاوي

ما رأي النساء العربيات اللواتي لازلن يتدحرجن ما بين مطرقة الدولة الحداثية وسندان سلطة الفقيه؟ كل سنة وانتن طيبات بمناسبة 8 مارس الحجر الأصم في وادي المنظومة العالمية لحقوق الإنسان.
هل الحب ما بين المرأة والرجل حرام؟ وهل الحب مثله كمثل الهيام الروحي؟ من الدائم أبد الدهر والباقي حتى تغيب شمس الحياة؟ الحب أم الهيام الروحي؟..كيف تتم ولادة حب وغرام عابر؟ ثم متى تلبس الذات البشرية الهيام الروحي؟ هل لمغناطيسية الأرواح دور عجائبي في التلاقي والوصال إلى اللذة الكبرى ؟ وما أدراك منها لذة ونشوة لها أريج فواح نبتها من مسك وعنبر وريحان سبحان الخالق الرحمن..القلوب المستبصرة هي من تدرك القيمة التلذذية للهيام الروحي..ولكن لا ننسى أننا نعيش في غربة واغتراب.. في زمن تغيّرت فيه القيم والفضائل والأخلاق النبيلة، ومع ذلك متفائل أنا أن الإنسان يبقى محتاج إلى الحنان والوئام ولو في ظل الحروب والفقر المفقع والغدر والغزوات وسلطان الدكتاتوريات..زمن موبوء بالفيروسات مستحم بعلتها المعلولة تلعب لعبة الجار والمجرور في فن تسييس الافتراء والكذب المزركش بالألوان بالقوة والسلطان ..والرابح صاحب السلطة والمال... 
الاغتراب الوجودي هو لغز يحار فيه من سيتبصر بعمق في جمال الوجود بعين العقل الداخلية التي تعطي تحفيزا تأمليا جميلا لتلمس أحاسيس المخلوقات المتواجدة بكثرة التكاثر باختلاف أشكالها وألوانها ثم مضامينها السامية القمة الإبداعية الصنع والجمال من لدن الخالق الرحيم الرحمن..مشاعر الفيلسوف الجياشة الطيبة تستطيع تحسس الوجود وتسمو إلى علياء غربته لأن خيال الفيلسوف جامح وله أجنحة نارية توقد من شجرة مباركة كونية الإبداع،وبتحسسه وتلمسه المغناطيسي يعرف شكلها /اللذة الكونية/ومضمونها لأن له القدرة في عالم الروحيات المسماة: /التركيز الروحاني / الذي يتوصل به إلى التجلي الأسمى للإلوهية الخالقة....ما أروع حب الله !!! وما أجمل حب خلائقه المختلفة الملل والنحل والعقائد المتعددة المشارب كأرض لينة خصبة دائمة الانتاج..وما أحلى وأغلى عندما يكون لقلب العاشقين عيون...القلب له عيون ترى بنور عظمة وجلال الكون لذا يجب على المفكر والمفكرة البحث على عيون قلبهما لكي يلتحمان ويلتصقان للخصب الجميل عل وعسى يكون لهما إنجاب سامي التكوين يحمل جينات العباقرة المسمى الإنسان الكوني....
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

الخميس، 6 مارس 2014

مقالات سياسية: بلقنة سوريا..ومثلث الرعب برمودا السوري بقلم/ علاء الدين حسو

لم تعد اليوم في سوريا مناطق محررة،أو غير خاضعةللنظام ،أو تحت سيطرة الجيش الحر. 
كل المناطق باتت منكوبة. 
منها مناطق منكوبة خاضعة لبراميل النظام . تطمس وتغمر الاطفال،كبار السن، النساء، ومن تبقى من المدنين العاجزين عن الهجرة لاسباب كالفقر، والخوف من الذل والاغتصاب والمهانة . 
ومنها مناطق خاضعة لسيوف دولة تنظيم الاسلام المعروفة باسم داعش التي نشرت الرعب والذعر واعادت الزمن الى القرون الوسطى زمن محاكم التفتيش وعصر التكفريين التي عانت منه اوربا ردحا من الزمن . وراحت تنفذ احكاما اوقفت في زمن الصحابة ايام الحروب والمجاعات. وغررت بشباب مسلم جاء بمبايعة حرب كما صور له ليتكشف مبايعة امارة .
ومنها مناطق خاضعة لكتائب تزعم انها للجيش الحر وكانها اقطاعيات صغيرة لكهنة القرن الثالث عشر ميلادي. تعبث وتقتل وتنهب باسم الثورة وباسم سوريا الحرة وباسم الجيش الحر الذي اعلن عن اسمه النقيب حسين هرموش والذي بيع بمئة الف دولار من قبل رجل امن تركي فضحته زوجته حين هجرها ليصرق النقود على بائعات الهوى .
ومنها متاطق حرة كمعسكرات . لا يعجبها العجب وانتشر فيها الفحش والرزيلة مع الامراض . وهي حالة طبيعية لمكان اختلط فيه الناس ولا شيء يفعلونه . 
براميل النظام وسيوف داعش ولصوص الكتائب 
هذا المثلث المرعب ، يشكل برمودا السوري الذي يبتلع كل سفينة صبر ،أو طائرة أمل تنقذ الوضع السوري
ولا حل للراغب من النفاذ من هذا المثلث الا اللجوء لدول الجوار او لمناطق النظام فيتعرض لسخط الشامتين او لذل القوى المسيطرة في تلك المناطق والتي هي بدةرها ليست احسن حالا . فهي مقسمة لمتاطق خاضعة لمليشيات ابو الفضل أو لحزب الله أو للروس وكان الله في عون العاجرين عن التعبير او الهجرة . 
شيئنا ام ابينا سورية تتعرض اليوم لاكبر تقسبم في التاريخ . 
اقسام متفرقة . وولاء كل قسم لمن يسبطر عليه.
هذه هي الحالة . ولا حل لها الا باتحاد كل القوى وراء الاتلاف مهما كان عمق التحفظات. لتمكين حكومتها المؤقتة فرصة وبمساعدة القوى التي تساندها للتصدي لهمجية ووحشية الطرف الاخر . المسائلة الان ليست اعتراف او عدم اعتراف . المهمة اليوم انقاذ البلد من التقسيم الذي اصاب الابدان قبل ان يصل ويتعمق ويتجذر بالجغرافيا
علاء الدين حسو
عنتاب 6-3-2014

شعر: عامية - فصحى: يا ضرسى بقلم/ محمد عاطف عبدالمنعم

يا ضرسى ياللى تعبنى

انا عمرى ما اخلعك

لو انت هتضيعنى

انا عمرى ما اضيعك

سهرت ليه عنيا

وعزمت ليا النيا

شعللت النار فيا

واخرتها هتولعك

يا ضرسى ياللى تعبنى

انا عمرى ما اخلعك

لو انت هتضيعنى

انا عمرى ما اضيعك

طب ليه معذبنى 

وعايز تسبنى

لو انت حاببنى

ياحبيبى هدلعك

يا ضرسى ياللى تعبنى

انا عمرى ما اخلعك

لو انت هتضيعنى

انا عمرى ما اضيعك

قصة قصيرة: نعم أمك لا تكذب بقلم/ عبادة عشيبة

من مجموعة ( الثعلب فات )

كانوا في إنتظاره يلعبون ، تأخر ، لمحوه قادماً من بعيد ، جروا ، التفوا حوله ، يبتسمون ، يتلمسونه ، بان على غير عادته ، صامتاً منكس الرأس حزيناً ، أمطروه بكلمات دافئة وهزات حانية ، إنفجر في بكاء ، ارتبكوا ، هرولوا إلى أمه ، بعد فترة عادوا ، بصوت خفيض نادوه : ( تناوشنا كثيراً دون جدوى ) .
وضح آخر : ( أمك قالت : يصبر.. فالديك لا بأس به غير أنه جائع هزيل لا يقدر
على آذان الآن .. )
رد صاحبهم مهموماً : ( والشيخ يقول: توضأ على آذان الديك وصلّ على آذاننا ،فالديك يؤذن أولاً ثم نحن )
وواصل : ( والشيخ يقول : ما بين الوضوء وآذاننا إنتظار صلاة ، وإنتظار الصلاة صلاة حتى لا تدخلوا النار ) ، وبكى ..
قال رابعهم متعاطفاً : ( نخطفه ) ، واصل مرتجفاً : ( فتغيره أمك بأقوى ) .
هللوا للفكرة ، إنفرجت أساريرهم ، ابتسم صاحبهم ، دبروا الخطة .
من مكان خفي دخلوا ، حاولوا جهدهم تحديده .
همس أحدهم : ( كلهم فراخ ) ، أيده آخر وآخر .
يشحرون ، صفر الأيادي ، قابلهم مضطرباً : ( أين الديك ؟!! ) .
صوت : ( الأرجح ألآ ديك هناك ) .
صاحبهم بحدة : ( لا ، أمي لا تكذب ، تقول : الديك هزيل الآن ) .
عاد باكياً : ( سأدخل النار ) ، صوت مهتماً : ( نطرد كل الفراخ من العشة ) .
آخر متحفزاً : ( وهنا تشتري امك مضطرة ديكاً جديداً )
صاحبهم متخوفاً : ( ستحزن أمي وستبكي ) .
سكتوا متحيرين ، برهة اقترح أحدهم : ( نشترك جميعاً ونشتر .. ) .
من فوره قاطعهم صاحبهم ميؤساً من أمره : ( أمي تقول : ديك وديك لا يجتمعان ، وإن اجتمعا فسدت الفراخ ) ، ارتابوا ... !!! .

مقالات سياسية: كرات من لهب بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر

حين ترسل كرة مفخخة بالمرح الطفولي عبر الأسلاك الشائكة، فترد عليك الحدود بكرات من اللهب والغازات المسيلة للحزن، ولا يلتفت إليك من ذوي القربى أحد، وتضطر إلى مغادرة أرض الملعب كسير الفؤاد محزونا دون أن تسجل أي هدف، لا يتبقى أمامك إلا الحاسوب لتفجر فيه طاقاتك الطفولية المهدرة. 
في ثورة يأس على التاريخ والجغرافيا، وجه الطفل الفلسطيني معروف عيد عبر موقعه على الفيس بوك رسالة حانقة إلى من يهمه الأمر من أصحاب السيادة والسعادة والفخامة في الأمم المتحدة، يشكو أسلاكا نصبها العجز العربي فوق خاصرة قريته واحتلالا جثم كطائر رخ فوق بيوض أحلامه الصغيرة، فحرمه ورفاقه شهوة اللعب فوق أرض لم تعد آمنة، ولم يعد يأتيها رزقها رغدا من أي مكان. 
لم يطالب معروف بعقد اجتماع أممي طارئ، ولم يطمع في عقد قمة عاجلة لمجلس الأمن، ولم يناشد الأمم المتحدة بإزالة أكياس الرمل من خط الوسط في ملعب قريته الوحيد. فقط أراد طابته، لأنها لم توقع على اتفاقيات عجز ولا تعرف معنى الأسلاك الشائكة بعد تنكيس الأعلام، فكان أن حلقت كطائر أعمى فوق خوذات المحتلين لتسخر من سواتر الصهاينة وبزاتهم العسكرية وعيونهم المتربصة. لم يكن معروف ورفاقه يطمعون في تسجيل أي هدف في مرمى الاحتلال، لكنهم حين اقتربوا من الخنادق المفخخة بالجند، أمطرتهم سلطات الاحتلال بوابل غير صيب من القنابل والرصاص، فاضطروا إلى تنكيس أحلامهم والعودة إلى منازلهم دون أن يتمكنوا من حمل أمتعة الفرح من أرض الحصار.
لكن مناشدات الصبي لم تذهب كمناشدات سياسيينا سدى، ولحسن حظ صبية القهر، وقعت الرسالة عرضا في يد صحفية أسبانية تدعى آنا ألبا تعمل في صحيفة "بيريوديكو" الكتالونية، فما كان من المرأة إلا أن أوصلت الرسالة إلى جهة الاختصاص. ذهبت آنا وفي يدها نسخة من صرخة طفل بائس إلى قلوب المسئولين في نادي برشلونة، فما كان منهم إلا أن استجابوا لبث أطفال طولكرم وحزنهم. 
وبعد أيام من نشر مقالها، توجهت آنا إلى طولكرم وفي جعبتها عشر كرات ممهورة بتوقيع أشهر لاعبي البارسا، وبالقرب من الأعين المتربصة، وقفت المناضلة آنا لتلتقط الصور التذكارية مع أطفال أضاعوا طابة فعوضهم الله بعشر أمثالها، وفقدوا أهلا، فأبدلهم الله خيرا منهم.
يستطيع أطفال كفر صور أن يعودوا اليوم إلى ملعبهم المسيج باحتياطي هائل من الكرات العابرة للعجز ليمارسوا لهوهم البريء في ساحاتهم المحتلة، يستطيع معروف ورفاقه اليوم أن يركلوا الكرة بعزم أشد وحرص أقل، وثقة أكبر بقدرتهم على هزيمة البنادق المصوبة وكرات اللهب. 
شكرا لآنا لأنها أعادت البسمة لوجوه أطفالنا العابسة وردت الكرة إلى نصف الملعب المحاصر، وشكرا لآنا لأنها أعادت إلينا الثقة بالقلم واليقين بالنصر، وردت أفئدتنا المخلوعة إلى صدورنا اللاعجة. شكرا لآنا لأنها أثبتت من كتالونيا أن الصحافة مهنة شريفة وأنها ليست محظية في قصور الأمراء ودواوين الحكومات. 
وشكرا لإدارة برشلونة ولاعبيها، الذين لم تلههم مبارياتهم المصيرية عن قراءة الاستغاثات العابرة للحدود والتجاوب مع صرخات أطفال لا يملكون من حطام وطن إلا نصف ملعب محاصر لا يستطيعون فيه ركل طاباتهم خوفا من الفقد. لن تضيع طابة وراءها مطالب أيها الباحثون في رماد التاريخ عن ذكرى كرامة، ولن توقفكم حدود التاريخ الشائكة من ممارسة ضحكاتكم البريئة في مناخ لم يعد بريئا أبدا. 
ولا عزاء لمن شغلتهم حروبهم السياسية القذرة وتحيزاتهم المخجلة عن قول كلمة حق عند جار جائر .. لا عزاء لإدارات نواد شغلتها هزائمها المتتابعة وخيباتها المتلاحقة عن إرسال عشر كرات إلى أطفال الحصار، ولا عزاء لمن شغلتهم عقود التجديد وعقود الاحتراف عن التوقيع وإن بأحرف أولى على كرات من خجل تواري سوأة عجزنا السياسي المهين. ولا عزاء للشعوب التي تحولت إلى ألتراس كبير لا يجيد إلا الرقص في الملاعب والعبث بالمولوتوف. شكرا لك آنا وشكرا برشلونة.
عبد الرازق أحمد الشاعر
Shaer129@me.com

مقالات سياسية: الرقص مع الدببة بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر

لم ينته المشهد الدموي في أوكرانيا بعد، وإن انحنت الهياكل المدنسة بدماء ثمانين ثائر حر عند أعتاب الميادين. ولن تمحو الكلمات المبللة بدموع التماسيح أكبادا رطبة ذاقت مرارة الفقد على من رحل دون وداع. وعلى الواقفين حول خواصر الميادين الأوكرانية المحررة أن يؤجلوا زغاريد الفرح وأهازيج النصر حتى تكشف الأيام القادمة عن ساقها. فرقعة الشطرنج هناك لم تغلق مربعاتها أمام كافة الاحتمالات القادمة من شرق وغرب، والجالسون عند أطراف الرياح الباردة لا يزالون يمسكون بقطعهم الأخيرة في انتظار صافرة التاريخ.
الثوار قادة غير محترفين، ولهذا تراهم يعدون معاركهم الصغيرة حروبا، ويطالبون التاريخ بالانحناء أمام قبضاتهم المتشنجة كما فعلت الشرطة الأوكرانية ذات اعتذار، لكنهم لا يدركون أن رقعة أوكرانيا ليست حكرا على برلمانها وأن رئيسها الهارب "فيكتور يانوكوفيتش" لا يقف وحده أمام قصره المغتصب رافعا رمحه كما فعل رمسيس الثاني ذات تاريخ، وأن وراء أكمة أوكرانيا ما وراءها.
هل يسحب أوباما جنده ويتراجع مخلفا فراغات هائلة في مسام الخريطة أمام دب يكتشف مخالبه؟ وهل يستطيع بوتين بما أوتي من تهور أن يتجاوز حدود استدعاء السفراء وإلقاء العصابات المسلحة فوق خاركيف، وأن يضع يده في عش التاريخ ليوقظ زنابير الأحلام الراقدة ويدق أجراس الحرب الباردة بالتدخل المباشر في أوكرانيا؟
لم تكن استغاثات أهل القرم، ولا لافتاتهم سببا كافيا لإقدام الدوما على منح تفويض لبوتين بالتدخل المباشر في بلاد كانت رفيقة قهر شيوعي قديم، ولم تكن المظاهرات المفتعلة المطالبة بالحماية عذرا كافيا لتحليق أسراب الطائرات الروسية فوق عاصمة الثورة، لكنها حرب الدماء الدافئة في العروق الباردة، وحرب الصاع بالصاع والعين بالعين. ولأن أوباما "أكثر زعماء الأرض سذاجة" باعتراف ماكين، فماذا يضير دب القوقاز لو تقدم فوق رقعة التهور مربعا أو مربعين، لا سيما بعدما اختبر تهديدات خصمه الهزيل فوق الحلبة الدمشقية المشتعلة، ووجده لا حول له ولا مارينز؟
منذ قرن، تقدمت بعض الخوذات الغبية نحو حرب كونية وهي لا تدري في أي مستنقع بائس ستلقي بملايين البشر، وفي طريقها نحو الأسلاك الشائكة، داست كل شيء دون أن تنظر مواقع أقدامها أو نهاية النفق. لكن حربها الأولى لم تكن الأخيرة، وبين الحربين تبدلت المواقع وتغيرت رايات النصر وأهازيجه. لكن خيطا عميقا قرمزيا ظل يربط بين الحربين، وأنات ثكلى لا تحتاج إلى ترجمة ظلت قاسما مشتركا بين الفريقين ذات اليمين وذات الشمال.
في مصر، وضع ثوار التحرير أصابعهم في أفواههم، وعضوا الأنامل من الحسرة وهم يرون ثوار كييف يرفعون هاماتهم عاليا ويهزجون بأناشيد الثورة، ومنهم من تمنى لو غير الربيع روزنامته، وزار رواد ميادين كييف قبل أن يسيح في ميادين المحروسة. لكنهم لا يدركون أن هروب يانوكوفيتش لم يمثل نهاية الثورة، فيانوكوفيتش ليس زين العابدين، والقاهرة ليست كييف، ولاعبوا الشطرنج من وراء الحدود لم يعلنوا نهاية للثورة الناشئة هناك بعد. وإذا كان ثوار كييف قد استولوا على البرلمان ذات إرادة، فمسلحو روسيا قادرون على انتزاع برلمان القرم في لحظات. 
ثورة كييف لم تنته بعد كما يأمل الحالمون، وبوتين قادر على حماية مكتسباته في أرض كان يانوكوفيتش يحكمها بالوكالة حتى حين. والطائرات الروسية قادرة على الوصول إلى أبعد مدى من أجل نفخ الروح في الجسد الروسي المتخشب منذ سنوات في ثلاجات التاريخ. تبقى الكرة الآن في ملعب أوباما ومجالسه. فهل يحتفظ الرجل برزانته المعهودة ويلجأ لتفاهمات مهينة وصفقات مخجلة، أم يضطره الجمهوريون للتخلي عن سذاجته وارتداء زي حربي أكبر من هيكله الصغير؟ ربما يقرر أوباما أن يتقدم على رقعة الشطرنج خطوة كما فعل خصمه، ليكشف عن ساق أمريكا التي لم تختبر إلا في بلادنا العاجزة، وعندها يمكننا أن نتوقع خروج الشمس من مغربها وأفول نجم الإنسان فوق كوكب لم يعد آمنا أبدا.
عبد الرازق أحمد الشاعر 
Shaer129@me.com

المقالات الاجتماعية: مرارة نضالات المرأة على مستوى العالم. بقلم/ : بنيحي علي عزاوي

تحية نضالية لكل إنسان /امرأة ورجل/ يؤمن بالتجلي الأسمى للإلوهية الخالقة وحبه لله،...وستبصارا في عظمة العزيز الرحيم الذي خلق عباده بالتساوي ..لكن مع ذلك فواقع الإنسان "المرٍ" وخاصة /المرأة/في هذا العالم الموبوء ،على مستوى القوانين الكونية لازلت ما بين المطرقة الشوفينية الذكورية ومطرقة سلطة الكاهن الرجيم ..ولنقل بتفاؤل على أن هذا العالم لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا بتوازن وعدل ومساواة ما بين الجنسين /ذكر وأنثى/مختلفين في الشكل صحيح لكن متساويين المضمون الذي هو/الإنسان/..نفس المشاعر والإحساسات وعقل وإرادة....طبعا هناك تفاوت في تموًجات في الفكر لكل منهما ،ولكن هذا لا يمنع من التوصل إلى توافق ما بين الجنسين لخدمة التقدم الحضاري و ما تحتاجه الذات البشرية لتسخير خيرات الطبيعة لصالح الأسرة والمجتمع لكي يرتقي الإنسان إلى علياء السمو في الخير وقتل الشر الذي أصبح وباء على الإنسان منذ غابر الأزمان، لكيف ؟ومتى؟ هذا ما سيصل إليه الإنسان الكوني الذي هو حلم توائم الأرواح.. حلم ليس صعب المنال... سيكون الإنسان الكوني له جينات العباقرة هو من يستطيع سحق عنصر الشر والشرور في كل مكان ثم يخلق زمان زاهي الألوان..
محطات تاريخية مهمة تحتاج منا الوقوف عندها والتأمل فيها.
في ظل بناء مفهوم الدولة الحديثة وبالضبط في أميركا سنة 1857, قررت المرأة "الإنسان", المرأة "النضال "أن تعلن بشفافية وتعري مفهوم السلطة بامتياز ,فخرجت النساء بالآلاف في شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاً إنسانية التي كنً يجبرًن العمل تحتها ورغم أن شرطة القمع تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا بعد سنتين على تلك المسيرة الاحتجاجية.
وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك :شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف, رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وكان اسم تلك الحركة "سوفراجيستس" (suffragists) وتعود جذورها النضالية إلى فترات النضال ضد العبودية من أجل انتزاع حق الأمريكيين السود في الحرية والأنعتاق من العبودية.
وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909
وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاغن بالدانمرك الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.
غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.
وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم. كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا في سنة 1993 ينصص على اعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول العالم تنقيصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار الإنسانية.
حتى نكون صادقين مع أنفسها فالتاريخ الإنساني يؤكد أن تداخل الحضارات هو ثمرة نضج للفعل الإنساني ولا شك أن كل أمة استفادت من الأخرى ثم طورت آليات الفعل و تفاعلت معه, ومن ثمة وجب علينا نحن معشر الرجال في بلدان" الأنعام"أن نحتفل بهذا اليوم العالمي مع حرات النساء العربيات في كل سنة من شهر 8 مارس،... في طقس جميل يضيف قوانين حداثية جديدة ،لمفهوم ((حق المواطنة ثم حب الوطنية)) ثم نقر في الدساتير أن المرأة /شريكة/ الرجل وليس "نصفه", في حين نعمل جاهدين لبلورة مدونات الأحوال الشخصية بامتياز ونعزز قانون الحريات المدنية التي سنتها الدساتير الحداثية العالمية حتى تعيش مجتمعاتنا في نعم الحرية وتزيح ستائر القهر والغبن واللا مساواة على مستوى إنسانية الإنسان ...كان الإنسان العربي بصفة خاصة والجنوبي بصفة عامة معذبا مقهورا مغبونا شارد الذهن مكفهر الأفكار لا يبالي بأي شئ, ناسيا متناسيا حتى جغرافية المكان وسرعة الزمان,......
وأخيرا...يجب أن لا ننسى فضل المرأة العربية المثقفة الواعية التي قامت بدورها النضالي في أحسن الأحوال...وستؤكد المرأة " الإنسان" في كل مكان أن مفهوم الحرية وسنن الديمقراطية , يجب على المواطن "الرجل "أن يستوعبها ويدرك مفهومها الفلسفي لكي نبني إنسانا جديدا ليعيش جنبا لجنب مع أخيه الإنسان: -الذكر والأنثى -صنوان لا يفترقان بل هما الاثنان ملتصقان أبديان وهما من يصنعان الحياة ويساهمان في استمرارية وديمومتها ونشوتها الديمقراطية الحداثية في ظل الثورات التي تنشد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتحلم بالإنسان الكوني الجديد الذي هو مصدر الخصب والنمو الرفيع يحمل جينات العباقرة.هو الذي يستطيع تغيير المكان والزمان...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج

المقالات الاجتماعية: هل داخل مجتمعاتنا الحنان الروحي؟ بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

عيد سعيد لسنة2014للنساء الحرات في العالم أجمع..8مارس نقطة تحول بامتياز.
من منا لا يحب الحنان؟ ومن منا لا يحب من يحن عليه ولو من بعيد...؟ أو عبر مكالمة هاتفية أو شات"كويس" أو مجاملة مفعمة بالتخمة والمشاعر الجياشة السانفونية..؟ من منا لا يحتاج إلى أفكار جديدة تغذي عقله وفكره لأن الإنسان محتاج إلى طاقة جديدة تنير له طرق شتى في هذا الزمان الجافي الذي يهمش الفكر ويناصر أصحاب المال.. ..هؤلاء أصحاب المال من أين جاؤوا به.؟؟.ومن أين أتوا بهذه الثورة المتواجدة بكثرة التكاثر في المصاريف العالمية...وعلى رأس كل عام يكفّرون عن سيئاتهم أمام الحاكم خوفا من أن ينزل عليهم "التعزيرات" بحجة تبيض الأموال أو قانون وضعي يسمى الضرائب المباشرة.. لهذا يكون سبَاقا لتفعيل الزَكاة بالتطبيل والمزامير التي لا تتعدي بعض الدراهم لبعض الفقراء الذين يظنون أنفسهم أذكياء لا في واق الأمر أغباء في خبرة "لقوالب" للكذب المباح لإشهار الرجل البرلماني في المدية..و يقول للمغفلين :" الحاج فلان متقي الله، لو تقصده لا يبخل عليك في كل شئ(( ربي أعطاه))!!!وهو أصلا قد ضٌرب على الروج وللحاج على جباهم حجابا من شجر "الصنط" فأصبحوا لا يبصرون ولا يستبصرون ولا يتذكّرون..ولا يتفكرون..ولا يعقلون لكن سيصبح الحال من المحال...هو وأمثلهم آية من آيات الله أمام الشعب المخدَر بأفيون الميتافيزيقا وما هو وأصنافهم كشجرة الزقوم يكلون في بطونهم نارا...سبحان الله ،إن لم تستحيي افعل ما شئت ولا تنسى "يا السيد الحاج ابن الحاج" أن عجلة الزمان تدور وخاصة في هذا القرن 21 تغير كل شئ وسيتغير حتى على مستوى مفهوم الدولة في العالم أجمع ستتغير دواليبها ومفاصلها وأسسها...هذا ما يؤكده عليه "علم " المستقبليات..
ألم تلاحظوا معي أن في هذا الزمان الموبوء بالفروسات أصبح كل صفيق يمارس السياسة" عيني عينك" متحديا علم السياسة..وما أكثرهم في –شبه- البرلمانات العربية تجدهم على رأس اللائحة... حار العقل في هؤلاء الأذكياء الأبالسة الذي يتسلقون ويتقنون لعبة فن الحيَل الشيطنة من أجل السطو على أموال الشعوب بغير حق ، باعوا أنفسهم للشركات العلمية الكبرى مبدعة عالم مافيا البيزنيس وقوة الحديد والنار،متخذين سحر هاروت وماروت على مستوى طرق "الماركو-تينغ".. كل شئ عندهم سهل المنال..حركاتهم مشروعة ولا حاجة لتبيض المال. عندهم السلطة:=/المال الكاش/ الذكاء الزئبقي/واللعب على مشاعر عامة الناس باسم"تأويل التأويل " والكهنوت الرجيم..إذا كانت الرياح شرقية يرشقونها وإذا كان غربية يغربلونها وإذا كانت شمالية يشملونها وإذا كانت جنوبية يجنبونها سواء كان هذا التأويل سماوي أو وضعي ,
وفي أوربا يستغلون جميع المفاهيم للعنصرية للوصول إلى سدة السلطة "الحنان"وما أدراك ما حنان كرسي.الحكم.هههههههه, وفي البلدان المتخلفة يٌروّج للقبيلة والجهوية باسم العرف السائد الأسطوري المروج له هو من طرف شيخ القبيلة ويعتبر من السُنن المحمودة التي رسّخت لها الديكتاتوريات في الشمال باسم الجنس السامي, ثم عند دول جنوب التي تتحكم فيها السلطة الدينية المعروفة عندكم,..إيران مثلا وما جاورها.. تمنع حتى من المظاهرات السلمية لأنها تمس شعائر وطقسية ولي الأمر الذي يلتصق بالكرسي –السلطة المطلقة "الحنان" ويتدث باسم الله، وحتى وان جعت وتظاهرت بلافتة تعبٍر فيها عن فقرك تحبس أو تجلد أو تنفى كما صار لأبي ذر الغفاري الغريب....شعوب الجنوب وحتى الشمال محتاجة إلى "/الحنان/" القانوني الذي ينصف الإنسان ويصون كرامته...
كلنا محتاجين للحنان, حتى حكامنا يشكون من الانفصام في الشخصية, مرضى بجمع المال بأية طريقة كانت.., الحلال يحلَلونه بالأسعار الغالية والحرام عند مفهومنا يروجون له بإشاعات طبية"الضرورات تبيح المحرمات.."...ما أقبح الحنان حين تجد نفسك مع"صفيق"...الصفيق له لسان طويل وفي كل المجامع تجده..يستطيع أن يبلور الكذب بأشكال مختلفة الإيقاعات حسب الجو والمكان المتواجد فيه , ما أحوجنا إلى الحنان الصادق وخاصة عندما يكون بين فكرين متوازيين في الأخذ والعطاء, الحياة هي أخذ ثم عطاء وتدبير..والناس بالضرورة محتاجين إلى الحنان لكن طيب القلب يؤدي ضريبة المجاملات لأنه بحاجة ماسة إلى الحنان.
كلنا بحاجة إلى الحنان وخاصة إن تحول إلى هيام جميل سعته كسعة البحر العظيم, يعشقونه الرومانسيون وذوي الألباب الذين يعرفون القيمة الجمالية العليا للهيام العذري وما أدراك من الهيام الجميل الذي يتولد أصلا من فلسفة الحنان....هل داخل هذا مجتمعاتنا في الجنوب حنان أصدقاء "صح" أم هم كما أشعر أنا بالغربة واغتراب الحنان؟ 
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

الثلاثاء، 4 مارس 2014

شعر: عامية - فصحى: اشتياق بقلم/ شاكر محمد المدهون

أشتاق اليك لا أعلم
أيهما الصعب
شوقي لعينيك
أم شوقي لحنان القلب
أتوه منك فيك
لا أعرف ايهما الصعب
أأعيش أسيرا في قلبك؟
يأسرني القلب
أم أحيا بعيدا
يسألني عنك القلب؟
أحتار تأخذني الحيرة
من نفسي
فالموقف صعب
صعب أن أبقى أسيرك
والأصعب أن تأخذني منك الدرب
فالعيش بعيدا عنك مأساتي
في دنيا الحب
أغادر دنيا أحلامي
أتركك يسألني عنك الدرب
وصبح يسأل عن ليل
تاه فيك وليل يسأل
عن قلب تاه
أين القلب؟؟

3/3/2014

مقالات دينية: سنة التغيير بقلم/ محمد عزوز

القاهرة مارس 2014


جرت سنة الله في خلقه أن الجزاء من جنس العمل وأنك لا تحصد من الشوك العنب وأن عمالكم عمالكم وكيفما تكونوا يولى عليكم .

ارجو من كل معارض او مؤيد مع أو ضد أن يعي هذا الكلام جيدا ثوروا كيفما شئتم واعتصموا واعترضوا وتظاهروا واصرخوا لن يتغير مجتمع إلا إذا تغير أفراده .

من الناحية العملية المعادلة رياضيا تقول أن 1 + 1 = 2

على الصعيد الاجتماعي فإن المجتمع ما هو إلا مجموعة أفراد وكذلك المؤسسات حتى الظالمين والطغاة ما هم إلا أفراد لم يتجبروا إلا بمساعدة أفراد حوله وخنوع أفراد آخرين .

قال ابن القيم -رحمه الله-:

«وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم


بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم ومُلوكِهم

فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم، وإن عدَلوا عدَلَت علَيهم

وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ

وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم وبَخِلوا بها

مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم

وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم

أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ

وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ

فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم

وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم

ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ

فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ

فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز

فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ
بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم

وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها

ومَن له فِطنةٌ إذَا سافَرَ بفِكرِه في هَذا البابِ

رأَى الحِكمةَ الإِلهيَّةَ سائرَةً في القَضاءِ والقَدَر ظَاهرةً وبَاطنةً فيهِ، كما في الخَلقِ والأَمرِ سَواء

فإيَّاكَ أن تظنَّ بظنِّك الفاسدِ أنَّ شَيئًا مِن أَقضيتِه وأَقدارِه عارٍ عن الحِكمةِ البَالغةِ

بل جَميعُ أَقضيَتِه تَعالى وأَقدارِه وَاقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحِكمةِ والصَّوابِ

ولَكنَّ العُقولَ الضَّعيفةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن إِدراكِها

كما أنَّ الأَبصارَ الخَفاشيَّةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضَوءِ الشَّمس

وهَذهِ العُقولُ الضِّعافُ إذَا صادَفَها الباطِلُ جالَتْ فيه وصالَتْ ونطقَتْ وقالَتْ

كما أنَّ الخُفَّاش إذَا صادَفَه ظلاَمُ اللَّيل طارَ وسارَ

خَفافِيشُ أَعْشاهَا النَّهارُ بضَوئِهِ ولاَزَمَها قِطَعٌ مِنَ اللَّيْل مُظْلِم».

ولا ننسى حين جاء صناديد قريش يعرضون على نبينا – صلى الله عليه وسلم – رياسة مكة على أن يترك هذا الأمر أو أن يصير أغنى قريش ولكن لا فائدة من ان يكون حاكما صالحا لشعب فاسق الفائدة كلها أن يخرج حاكم صالح من بين شعب صالح .

قد يكون صالحا قبل الحكم ثم يعوج بعد ان يصير حاكما جزاءا لهؤلاء الفسدة .

قد يكون هذا الكلام معلوما لدى الكثير ولكن ما أخشاه ان يضيع الشرفاء في هذه البلد بين مقتول أو مسجون أو مجرم فهذا يبعد عنا إصلاح المجتمع أكثر وأكثر فإن المؤمن امنة على من حوله يصلح في بيته وفي أصحابه وفي جيرانه كل ما أخشاه أن يضيع هذا الشباب الخلوق أو صاحب الرأي بغير فائدة وغير نفع يرجى أخشى ان يزيد الخلاف ويصبح ثأرا وتعصبا اعمى والثمن مدفوع من بلادنا ودمائنا وأنفسنا وحلمنا في أن نحي لهذه الامة مجدها وعزها حكموا عقولكم وحافظوا على ما يمكن أن يحافظ عليه لان الطريق طويل والعقبات كثيرة أسأل الله لجميع شبابنا وأهلنا الهداية والتوفيق

القصة القصيرة: الفرخة الإنكليزية الحمراء بقلم/ عبادة عشيبة

من مجموعة ( الثعلب فات )

الوقت قيلولة..
نتغدى في ظل كومة غاب ، تجلس على مقربة منا فوق السطح الساخن بجانبها الطرحة السوداء ، عادتها أمي لاتلبسها إلآ عند لقاء غريب .
ممددة الساقين ، مفترشة الثوب ، تبحلق في الشمس العمودية بعين فوقها بيضة ، والعين الأخرى تحجبها كف اليد الثانية ، تفر البيض ، بيض الفرخة البلدية ، رقدتْ من مدة كافية للفقس .
أمي لا تتحدث أثناء العمل الحساس ، فقط تعمل ، برفق وضعتْ عن يمين بيضة ثم بيضة ولم تزد.
لما انتهتْ كان أيضاً عن شمالها بيضتان وهناك فوق الطرحة السوداء يرقد بيض كثير .
رفعت أمي بمنكبيها ، مطت الشفة السفلى طويلاً ، أشاحت بيدها صامتة ، ثم التفتت يميناً قائلة في امتعاض : فقط بهم كثر ، وسكتت مبتئسة .
قالتْ أختي معللة : المدة غير كافية ، ردتْ أمي رافضة : لا لم نعهد فرخة ترقد أكثر من هذا ، قالتْ أختي مشككة : الديك..!!! ، قاطعتها أمي بحدة متسائلة :
مااااله ؟!!! ، واصلتْ مستنكرة : طول عمره مع الفراخ عمر بيضه ما فسد .
لمت أمي ساقيها ، جاءتنا في زحفتين ، طلبتْ منتبهة بيض الفرخة الإنكليزية الحمراء تكشف عنه ، أكدت أختي متحيرة : الفرخة الإنكليزية بعد هذه بأيام ، ألحت أمي غاضبة : بس هااااتيه ...!!!
استجابت أختي وراحت أمي تتغدى بلا نية واضعة الطرحة فوق رأسها .

المقالات الفلسفية: وحيد أوحد خلق الإنسان....عجبا.! بقلم/ بنيحيى علي عزاوي.


حائر أنا في وحدانية الإنسان!!!!؟؟حائر في غربة واغتراب الإنسان!!!؟ حائر أنا في مفهوم الشك والتشكيك!!!؟ حائر بين الفينة والأخرى عندما أقرأ لفيلسوف عظيم تأملاته حول مفهومه للكون وتجلياته السامية!!!!؟ حائر أنا ووحيد أوحد!!حائر والحيرة تسكن عمق أعماقي عندما أحاجٌ الآخر بأسئلة جدلية في سمو هذا العالم الغامض الجميل ينتفض كالبركان بعاطفته وليس بعقله..لماذا تعطل العقل عندما؟ ما السبب؟!!!؟؟حائر أنا في وحدانيتي عندما أحس بوجع في عضو من أعضاء جسمي لا يستطيع أي مخلوق كيف ما كان أن يحس ويتلمس وجعي إلا خالقي,... يمكن أجد صديقا نابغة لبيب الأحساس، يجاملتي ويحاكي لي بكلمات طيبة تهوٍن علي ألمي..لكن أحقا متواجد في عالمنا المتخلف من/أنثى أو ذكر/انسان لبيب؟؟ممكن!!! ولمَ لا؟يمكن أن تكون لدية القدرة في معرفة ما يخاج قلبك من أسرار!!!؟ ممكن!!!؟ إن كان مقربا جدا إليك وله عين عقل ثاقبة للفعل الإرادي الملموس على الطبيعة: -

-شرط أن تكون السلوكياتك عفوية لا إرادية- ..

حائر أنا كما سبقني لهذا العالم عظماء أجلاء, فاستفدت من حيرتهم وتولدت عندي حيرة أخرى لازلت ألاطفها وأراوضها لكي يتسنى لي يوما ما أن أبوح ربما بسر يفيد الإنسان الحكيم من بعدي أو يزيده حيرة الحيرة المقلقة للقلق الوجودي الذي كان ولا يزال غربة الغرباء...

حائر أنا ولازلت حائرا في المشاعر الجياشة التي يكتبها القلب للحبيب ,الذي تعلم من المصلحة ما يفيد عقله وجفا الرومانسية العذبة التي تريح النفس في بحر التأملات ذات مصداقية وعافية...ما أجمل الحب العذري إذا كان مفعما بمصداقية متبادلة في النفع والانتفاع!!!!؟

الغرباء إذا أقسموا على الله لأبرهم...

الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

مقالات أدبية: يا لعظمة روعة الخيال بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

عام بعده عام ثم تتوالى السنون والأعوام ...ولا يستيقظ الأنسان للقيمة الزمانية الا بعد فوات الأوان.. العلم جميل والقراءة هي طاقة للعقل لكي يستطيع البشر التحكم في ارادته لتنعم الذات بنور الجمال، لهذا فكرت أن أخاطب العاشقين الباحثين عن الحب العذري من شباب وكهول وشيوخ بمقال ،ليس قصة ولا أقصوصة تروي المحال ، بل مقال شاعري مفعم ومستحم برؤية دراماتورجية كثارسيسية المكان.. ربما ..!!!مستقبلا يصنف المقال وغيره من المسجدات المحملة بمثقال ذرة وعلم معين يقاس بالميزان. 
روعة سمو الخيال.!! 
يبدع بسخاء تكريما للبشر ولو من ذوي الأنعام...........
ما أجمل وأحلى تسنيم الحب العذري المتوازن مع روعة الفكر عند الوصال!!!
خيال الفنان كبير كبر الكون بل أكثر وأكثر...خيال الفنان هو الذي وضع الحجر الأساس للعلم"الدقيق" في البحث والتنقيب عند الأقوام التي تحرر فكرها ليس عند"بني غندور"" ابتسامة عرضية مفعمة بالحزن محمومة من نار الجحيم" . 
خيال الفنان عندما يسرح ويقلع فوق صهوة حصانه البارع الساحر الذي لا تدركه العين المجردة بل تتلمسه فقط عين العقل المرمم من نور النور كأنه كوكب ذري في الفلك مع العقول المستفاضة وفي سعة الكون يسبحون...سرعة الخيال المستنير في الثانية من مقياس جرينتش هو بليون سنة مما تعدون,الخيال العبقري يبني ويشيد القصور الشامخة فوق صفحة ماء البحر لعشاق الخيال والتخيل..خيال الفنان يمشي أحيانا على أرجلين ثم في لحظات التحول يمشي على أربع
وحين يجد المتاريس من صنع /القطيع/يزحف متمتما بقراءة الطلاسم لكي يتحول إلى طائر الفنيق...من كثرة الغم والهم يموت ويحيا من جديد ..وفي فصل الشتاء يجري على أرجل واحدة ورجله الأخرى تتحول الى مظلة فائقة في الجمال تقيه من غزارة الأمطار ورياح الثلج القارص مقتلع الأشجار.. وعند فصل الربيع الممتدة ظلاله ونسائمه على المخلوقات من أنثى وذكر في جو ممتع للخصب والنمو يطير بأجنحته المنسوجة من نار فائقة في الجمال لا باردة ولا حامية ظلالها ممتدة تسر الناظرين وخاصة عشاق الحب العذري ورومانسيته المزركشة بألوان قزح العظيم الصنع في الجمال والبهاء ...خيال الفنان هو الذي أسس الفلسفة المثالية ومن أرضيتها كبرت ونمت الفلسفة المادية وأبحرت في العلوم الراقية التي نحن الآن والهنا نتمتع بها. .خيال"أديسون" سحق الظلمة والظلام وأعطى للإنسانية نورا جميلا يوقد من طاقة مباركة رآها بعين خياله الجموح وصنعها بعقل عقله النوراني السرمدي في الإبداع والجمال...خيال الفنان يطوع الكلمات وينفخ فيها حياة جميلة في قصيدة شعرية عصماء أو رواية محبوكة مسبوكة القصة في التشويق والإبداع...خيال الفنان في فصل الصيف يداعب حرارته بفن الطبخ الراقي الذوق واللذة في الطيبة وحسن التدبير وخاصة صنع المكسرات والمثلجات التي أبدعها الفنان الصانع مع صراعه لقسوة الصيف العنيد في الحرارة المفرطة لذات الإنسان, فخلق الفنان "العالم" بالبيان المرقوم المكيفات المتنوعة الخارقة الخيال وأشياء أخرى تريح النفس البشرية اللوامة وأخرى مطمئنة...خيال الفنان دوما كان ولا يزال يصارع الطبيعة فاستطاع التحكم"فيزيائيا" في ميكانيزمات وعناصر دواليب الحياة ولا زال يبدع ويبحث عن السر والأسرار في الخلق العظيم حيث أكتشف شموسا وضاءة وأخرى ليست كشمسنا وكواكب شتى ربما تحيا فيها مخلوقات لا نعلم نحن الفضوليون عن شكلها ومضمونها لأن العلماء حريصين على الوقت المناسب لنضج عقل الإنسان حتى لا يصيبه الصرع...أكيد في يوم ما سيكشفون"العلماء" للبشر ما هو غريب وعجيب ...أحيانا أبحر بخيالي إلى ما هو أبعد وأبعد في سعة الكون وجماله ألعجائبي العظيم...عندما أركز تركيزا ثابتا على هدف معين تهتز الأرض بي أوتكاد تدوربشكل مخيف ، يرعب ذاتي ويتوقف عقلي بالرغم أن إرادتي لها سلطان مبين...خوف مرعب حين يسرح الخيال المتوازن للفنان ويترك المجال لعنان الخيال من أجل الإبحار في عوالم الأكوان...تتراكم عليه أسئلة كثيرة مغلقة الجواب .........
ذات الإنسان عجيبة الصنع, قلب يخف لاإراديا, وعقل يشتغل بسلطة الإرادة لتحفيز المشاعر المتراقصة ما بين الذاكرة والخيال...ما أجمل الخيال حين يسمو إلى تلمس الحب العذري المقدس بأحاسيسه ومشاعره حين يجد صنوه الرائع في أحلام اليقظة وبسبب متهيئ من الأسباب يلتقي نصفه الثاني صدفة..أجل كل أسباب الحياة تأتي صدفة وبالصدفة تتحقق المعجزات...ما أجمل الصدف الميمونة التي تثري الفكر بالسعادة التي فقدناها بكثرة الهرج والمرج والهدر المباح الذي أباح وأصبح كل من هب ودب له الحق باسم الفعل الديمقراطي المزيف قول :"لا لا!!!"لمنارة وشعلة الحكيم...,... هل الحب موجود ومتواجد؟ أم خيال الفنان يبدعه عبر القصائد الشعرية والمسرحيات الغريبة..؟..أظن أن مادامت الحياة مستمرة في خطها الحلزوني ومفعمة بالحياة هنا ك حب عذري ووصال.... وما دام فيها أخذ وعطاء فالحب العذري متواجد بيننا ولا يمسك زئبقيته إلا من له عيون في قلب طيب رحيم. .....
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

مقالات أدبية: حكاية الوحدانية في يم الخيال بقلم/ بنيحي علي عزاوي

عندما أنزوي في حجرتي لتوحدي بنفسي ومع نفسي، ينتابني شعور بالوحدانية... وخاصة إذا عم الصمت الحجرة...مرة أتصفح كتاب وأخرى استشف من نشوة السيجارة التي أصبحت لا تفارقني أكثر من صديق، أتلذذ ها بشوق وحنان مع فنجان قهوة معطرة "بالحليب والكاوبيل" لحظات تلوى الأخرى لا أسمع في حجرتي إلا زفير الرياح...تذكرت أن الوقت فصل الشتاء، الناس نيام وأنا لوحيد أتأمل في محيط الحجرة ونور الشمعة سدل ستائره بحسبان..فكرت أن ألعب كالصبيان لعبة الأصابع في الحيطان...حركت يدي أمام نور الشمعة فبرز خيال ذئب جوعان ..كرهت الذئاب لأنها كثرت في هذا العالم الموبوء وخاصة في ثورات الربيع العربي اليابس، ظهرت بجلاء للعيان جماعة يظنون إن الله لم يهد سواهم...فغيرت حركات يدي باحثا عن الأسد "الكاريزما"، الذي يسكن في وجداننا وكنا نظن أنه منقذنا في كل زمان..للأسف مات الرجل "الكاريزما" منذ زمان قال لي هاتفي الساكن في عمق ذاتي..أجبته بسرعة الشجعان وقلت له: متى مات منقذ الأمم والأجيال...؟ أجاب وقال: منذ أكشف العلماء الساعة البيولوجية للإنسان...ضحكت ضحكة العربان وتذكر سورة الرحمن فقلت لهاتفي: فبأي آلاء ربكما تكذبان...أجاب الهاتف وقال: أنتم يا معشر الأنعام كل حواسكم معطلة ..قلت له كيف؟ قال سمعكم فيه الصمغ وعيونكم لا تبصر ولا تنظر نظرة الاستبصار وذوقكم ماتت مناعته لأنكم محرومون من تنوع الفواكه والثمرات ذات الأكمام ولذة الفواكه من نخيل وتين و رمان ثم لمسكم أصابه الصمم وشمكم تلوث من غيوم الغمم ...خيفت من هاتفي ونظرت إلى الساعة فإذا هي الخامسة صباحا. وبغتة كسر آذان الفجر الصمت المخيف في الأذهان... فسبحت للرحيم الرحمن وسرحت بخيالي إلى عمق جمال خالق الأكوان...وهنا تذكرت حبيبي البعيد عني جغرافيا بالكيلومترات لكنه قريب مني بالأمتار على مستوى تقليص الزمان.. فشعرت بتواجده وأريج حنانه الدافئ يلامس وجهي وكل جسدي في آن....ونمت على نشوة ولذة الخيال في سعة وأمان...وانتهت\ حكاية الوحدانية في يم الخيال
الناقد المسرحي المغربي الدرامتورج :

مقالات دينية: و لكنكم تستعجلون بقلم/ محمد عزوز

القاهرة - مارس 2014

في هذه الايام ترخص الدماء وتسيل على الارض بلا ثمن بل بخسارة ليتها بلا ثمن فقط كل يوم تطلعنا الصحف والأخبار بمقتل وإصابة أبناء هذه الأمة الغالية والسؤال إلى متى تهون عليكم أنفسكم وإلى متى بغير ثمن .

اسمع أخي الكريم وأختي الكريمة ودعك من التعصب وتدبر أيهما أتقى لربك وأنقى لنفسك وأنفع لوطنك لا تحكم إلا بعد أن تتدبر معي ما جاء في سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم - .

لم يفتر المشركون عن إيذاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته، منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم، وأظهره الله عليهم، ومع ما له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عظيم القَدْر والمنزلة، إلا أنه قد حظي من البلاء بالحِمْل الثقيل، والعناء الطويل، منذ أول يوم صدع فيه بالدعوة، فكانت فترة رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحياته سلسلة متصلة من المحن والابتلاء، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، بل صبر واحتسب .. وأعطى أصحابه القدوة في التحمل والصبر، والثبات على دين الله والدعوة إليه، ورباهم على ذلك ..

ومن ثم فقد تحمل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من البلاء العظيم ما تنوء به الجبال، وبلغ بهم الجَهْد ما شاء الله أن يبلغ، لكنهم ثبتوا، وضربوا لنا المثال في الصبر والثبات، ومِنْ هؤلاء الرجال الذين رباهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خباب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ ..

في صحراء مكة, التي كانت تلفح بالحر الشديد، كان خباب لا يزال دون العشرين من عمره, وهو من أوائل من آمن بدعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأظهر إسلامه، وكان ـ رضي الله عنه ـ مولى لأم أنمار بنت سِباع الخزاعية، فلما علمت بإسلامه عذبته بالنار، وكانت تأتى بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره ورأسه، ليكفر برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانا، وكذلك كان المشركون يعذبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفأها إلا شحم ظهره ..

وقد تحدث خباب ـ رضي الله عنه ـ عن بعض ما كان يلقى من المشركين من سوء معاملة، ومساومة على الحقوق حتى يعود إلى الكفر، فقال ـ فيما رواه البخاري ـ: " كنت قيناً(حدادا)في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل السهمي دَيْن فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، فقال: وإني لميت ثم مبعوث؟، قلت: بلى، قال: دعني حتى أموت ثم أبعث فسوف أُوُتىَ مالاً وولداً فأقضيك(أعطيك)، فأنزل الله: { أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } (مريم:77) إلى قوله: { وَيَأْتِينَا فَرْداً } (مريم: من الآية80) ..

قول خباب : " والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث "، قال ابن حجر : " مفهومه أنه يكفر حينئذ، لكنه لم يُرِدْ ذلك، لأن الكفر حينئذ لا يُتصور، فكأنه قال: لا أكفر أبدا " ..

ولما زاد ضغط المشركين وتعذيبهم للمسلمين المستضعفين، شكى خباب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال: (شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا ؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) ( البخاري ) .. وفي رواية أحمد قول خباب : (شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا يا رسول الله ألا تستنصر الله تعالى لنا؟، فجلس محمرا وجهه .. ) ..

وهذا الأسلوب في الطلب من خباب ـ رضي الله عنه ـ حين قال: " ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ " يوحي بما وراءه، وأنه صادر من قلوب أتعبها العذاب، وأنهكها الجهد، وهدتها البلوى، فهي تلتمس الفرج العاجل، وتستبطئ النصر فتستدعيه، ومع ذلك احمر وجهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقعد من ضجعته، وخاطب أصحابه بهذا الأسلوب القوي المؤثر، ثم عاتبهم على الاستعجال بقوله: (ولكنكم تستعجلون )، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يربي أصحابه على أن قبل النصر البلاء والصبر، فالرسل وأتباعهم يُبْتلون ثم تكون لهم العاقبة، قال الله تعالى: { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } (سورة يوسف، الآية:110)، وقال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (النور:55).

إن من يتأمل ذلك الموقف الذي كان يعيشه خبّاب بن الأرت ـ رضي الله عنه ـ يدرك أن له من المبررات الكثير، لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن يربي الصحابة ـ ومن يأتي بعدهم ـ على الصبر والثبات وعدم الاستعجال، وعلى التأسي بالسابقين من الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، الذين تحملوا الأذى في سبيل الله، وضرب لهم الأمثلة في ذلك . كما كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يملأ قلوبهم بالتعلق بما أعده الله في الجنة للمؤمنين الصابرين من النعيم، وعدم الاغترار بما في أيدي الكافرين من زهرة الحياة الدنيا .

ومع ما هم فيه من شدة وبلاء فتح لهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ باب البشرى والأمل في التطلع للمستقبل الذي ينصر الله فيه الإسلام، ويذل فيه أهل الذل والعصيان، فقال: ( والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) .

ولم تكن هذه البشارات ـ وغيرها ـ التي يبشر بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه، مخفية مستورة، بل كانت معلنة مكشوفة، يعلمها الكفرة، كما كان يعلمها المسلمون، حتى كان الأسود بن المطلب وجلساؤه، ذا رأوا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تغامزوا بهم، وقالوا: قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر، ثم يصفرون ويصفقون .

ولم يزل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغذى أرواح أصحابه بمعاني الإيمان، ويزكى نفوسهم بالقرآن، ويحدو بنفوسهم إلى منازل سمو الروح وحسن الخلق، ويأخذهم بالصبر على الأذى والبلاء، والصفح الجميل، حتى ازدادوا ثباتا على الدين، وتحليا بالصبر، وعزوفا عن الشهوات، وحنينا إلى الجنة ..

وإذا كان الاعتداء والإيذاء، قد نال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام، فلم يعد هناك أحد هو أكبر من الابتلاء والمحنة، وتلك سنة من سنن الله في خَلقه، وعلى ذلك ربى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ..

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )( ابن ماجه ) .

ومن ثم فلا ينبغي للمسلم أن يضعف إذا ما عانى شيئا من المشقة والابتلاء، في طريق سيره ودعوته إلى الله، فقد سبقه في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، فلا يستعجل الثمرات والنتائج، وليعلم أنه كلما اشتد الظلام أوْشك طلوع الفجر، وكلما ازدادت المحن والابتلاءات، قرب مجيء النصر، قال الله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } (البقرة:214) ..

هذا وبالله التوفيق أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق .

الأحد، 2 مارس 2014

القصة القصيرة: أسطورة الذكريات بقلم/ ربا الناصر " من الأدرن"

تمهيد

عندما أتى المساء وتشرب السكون وقع أقدام المارة، لم يبق في منزلي سوى الهدوء ورعشات ضوء السراج الضعيف يمضيان معي ليلي الطويل. وعندما توسدت أوراقي المبعثرة على الأرض بدأت تجول في عقلي أسئلتي المعتادة، محاولا إشباع فضولي في المعرفة، فداهمني سؤال سألت قاع نفسي عنه:
"هل من الممكن أن تحتفظ الأماكن بذكرياتها دون أن تذريها رياح الزمن ويخفيها ظل الإهمال؟"
لم أعلم إجابته، فحولت نظري إلى ضوء السراج حتى شعرت بنور روحي تنسلخ من جسدي وتحلق بالقرب منه وحدها، قبل أن تنضم إليها فراشة دخلت من نافذة غرفتي وقد جذبتني رقة جناحها وبداعة ألوانها. حامت حول روحي برشاقة فتنتني، وقبل أن تحترق من الضوء قالت لي:
"أيها الإنسان، يا من تحاول اكتساب الحكمة، اذهب إلى المكان الذي يرشدك إليه قلبك، فهناك تكمن الإجابة."
مع بداية الصباح فتحت الأزهار عيونها الدامعة وبدأت الحياة شيئا فشيئا تستيقظ من سباتها، حتى اتشحت السماء بنحاس أشعة الشمس واصطفت الغيوم فوق خط الشفق ملقية بظلها على أغصان الأشجار المرفوعة تجاه السماء كأنها تطلب الغيث.
ومع توسط الشمس في كبد السماء كنت أمشي بين أشجار الزيتون مصغيا لنبضات قلبي وإحساسها بمعرفة موقع المكان، تاركا لها حرية سلك الدروب الملتوية. وقفت على مقربة من منطقة نائية فيها القليل من الشجر يتوسطها جدول ماء سريع الارتطام بصخرة عالية على الضفة الشرقية من الجدول، حيث كنت أقف. بدأت نبضات قلبي تزداد تواترا وملامح المكان بدأت تلمع كومضات في عقلي مع اقترابي منه أكثر فأكثر.
وبعد قطع مسافة قصيرة، لمحت تيجان شجر الكينا من بعيد تتمايل بشموخ على أنغام العصافير التي تسكنها. بدأت ملامح المكان تتوضح، فوقفت أمام كوخ صغير مبني من حجارة صفراء اللون، تحيطه أشجار الكينا والصفصاف من كل جانب. وقفت أمامه ولي رغبة في وضع يدي على صدري صامتا، مستشعرا ما قد يحويه هذا المكان من ذكريات لا زالت عالقة فيه تستوجب مني الاحترام.
نظرت إلى الكوخ مطولا، وقد أعجبتني نافذته الحدباء وقضبانها المتشابكة، أما بابه فكان مقوسا كظهر عجوز طاعن في السن. بدا المكان للحظة مهجورا، ولكن فجأة، طل طيفان لرجل وامرأة من نافذته الحدباء ينظران إلى الأفق الممتد أمامهما بأمل. اقتربت منهما فكنت أراهما ولا يراني. دخلت الكوخ والطيفان لا يزالان يحدقان في الأفق، وكان على مقربة منهما شيخ هرم تحيطه هالة من النور كأن ضوء القمر انسكب على جسده وغطاه. كان العجوز مكورا نفسه عند زاوية ضيقة وقد كبلت يداه وقدماه. لم أعلم من هو ، ولم كبل بطريقة لا تتفق وسنه الكبير، لكن ما علمته جيدا في تلك اللحظة حديث الطيفين الهامس.
نظر الرجل إلى العجوز بازدراء ثم خاطب المرأة: "لقد حان وقت الانتقام من هذا العجوز والخلاص من هيمنته على مشاعرنا، والعصف بأحلامنا، فلم يعد لي صبر على إبقائه حيا، ولن أطيق أن تبقى أحلامنا دفينة في جوفه المتعفن. هلمي وساعديني في رميه في الجدول، لعله يكتسب بعض الطهر قبل موته."
جر الرجل العجوز والمرأة تتبع خطواتهما، يغذان السير تجاه جدول المياه، وهناك وقف الطيفان وراء الرجل العجوز الخاضع لأوامرهما طالبا الرحمة دون أن يفصح عنها، مكتفيا بنظرة عينيه الغائرتين. رمقه الطيفان بازدراء كما رمقته العصافير المستقرة على فنن الأشجار المورق، كأنها تحفظ هذه اللحظات في ذاكرتها لتقص هذه الحكاية نشيدا تواسي به قلوب العشاق الملتهبة.
وبعد دقائق ألقيا به في النبع، فكان ارتطامه بالصخرة الكبيرة أول وآخر ألم شعر به، على الرغم من إشعاره جميع العشاق بألم الفراق واعتصار الحسرة في قلوبهم، فهذا العجوز ليس إلا تجسيدا لحظهم العاثر، هذا الحظ الذي تعايشوا معه باسم الرضا والقناعة بعطاء القدر وقسمته، لكنه اليوم مجرد وهم علا الهواء فذرته الرياح بعيدا.
طفت جثة الرجل على سطح المياه وبدأ جسمه بالتشقق. خرجت منه فراشات تماثل تلك التي رأيتها مسبقا: دقة في جمال جناحها وبراعة ألوانها. انتشرت الفراشات في كل مكان بجنون كأنها تعرف وجهتها فهي تحتفظ في دقة جسدها قصص عشق حبكت بين أحضان هذا المكان، وتحمل في جمال جناحيها بشرى للعاشقين الجدد بدوام حبهم والأمل في تحقيقه.
وقف الطيفان يرقبان خروج الفراشات وابتسامتهما تزداد بريقا مع تزايد خروج الفراش من بين الشقوق. شعرا بطعم انتصار لم يبلغاه في تلك الأيام. ازدادت ابتسامتهما أكثر فأكثر فلبستهما نشوة مجنونة امتزجا على أثرها وصارا طيفا واحدا صعد على سلالم من أحلامهما الماضية حتى بلغا صفحة السماء، وهناك اتخذا موضعا لهما وأصبحا كنجمين سيارين في منظومة واحدة.

عندما أغمضت الأزهار عيونها وبدأت خيالات الصخور بالاستطالة، ودب الصمت في المكان، قررت الرجوع من حيث أتيت. وقد وجدت شيئا هنا في رحم الطبيعة، شيئا لن تمحوه دموع الخريف ولن تميته قسوة الشتاء، شيئا يتجلد ويحيا في الربيع ويزهر في الصيف. وجدت مفتاحا لسؤالي، لكني أيضا وجدت أسطورة تقبع في أحشاء ذلك المكان، أسطورة لا يفهمها إلا من يشعر بها ويعيش عليها.

مقالات سياسية: من الذي يكرّس وعي القطيع؟ بقلم/ المختار الأحولي " من تونس"

بعد فترة وجيزة من قيام (ثورة)17/14 جانفي 2011 برز على الساحة الفايسبوكيّة على وجه التخصيص معطى جديد يتمثّل في وثائق يجمع أهل الحلّ والعقد أنها من مستمسكات وأرشيف دوائر مختصّة وعلى رأسها الأمنيّة. هذه التي قيل عنها الكثير من المبهمات التي تفيد تسرّبها إلى أيدي وجهات حتى اللحظة لم يكشف عنها إلاّ أننا وفي كلّ مرحلة جديدة حتى لا أقول في كلّ يوم ينهال سيل من هذه الوثائق "المفترض" سرّية وتحديدا على صفحات الفايسبوك.
وهذا ما يذكّرنا بالدور الذي لعبه هذا الفايسبوك من خلال ترويج ما سمي بقضيّة تسريبات ويكيليكس الشهيرة حينها وهنا أراني ملزما بإعادة طرح السؤال المحيّر(لماذا صمت العالم وخصوصا أمريكا عن متابعة دعاويها القضائيّة ضدّ منشئ ومسرّب الوثائق الاستخباراتيّة لدوائرها السرّية على موقعه ويكيليكس؟ ولماذا قبّرت هذه القضيّة حتى أننا نسيناها بفضل تعمّد جهات معيّنة نافذة سياسيا وطبعا إعلاميّا تابعا وخادما وموظّفا استعماريا وهم الذين يحاربون الدكتاتوريين حول حرّية ونزاهة وحياديّة الإعلام؟ ولماذا وظّفت ملفّات المخابرات الأمريكيّة من خلال إيهامنا بقوّة خارقة لصاحب موقع ويكيليكس في اختراق مواقعها وكشف حقائق وأسرار موظّفيها في دوائر إستخباراتها من رؤساء دول الربيع العربي؟)
ونقتصر على هذه الأسئلة حتى لا نخوض غمار قضيّة أخرى غير التي نريد في هذه المقالة التي نبحث من خلالها حول من يقف خلف هذه التسريبات لوثائق إدانة شخصيات وكوادر تونسيّة المفروض أنّ جهة واحدة تختصّ بالبحث في أخبارهم وسيرهم؟ ولماذا اختياره لمواقيت محدّدة لتسريبها كمادة فيسبوكيّة وهو يعلم علم اليقين أنّ التونسي أصبح مدمنا على الفايسبوك لبلوغ المعلومات وليس الأطر الإعلاميّة والوسائل الإخباريّة الرئيسيّة؟ ويعرف أنّ غالبيّة المتعاملين مع الفايسبوك هم من فئة الشباب الغاضب أساسا. والمتوتّر بسبب أوضاعه الحياتيّة العامة واليوميّة. والفاقد في غالبيته للوعي اللازم والكافي لتوجيه غضبه وسخطه.تجاه ما يثيره هذا الكم من المعلومات الموثّقة بوثائق. بلغ حدّ تزيفها وفبركتها ولا ندري لأيّ مصلحة ولمن يقدّم هذه المصلحة؟ حتى أننا نحتار ويبلغ بنا الأمر أن نخلط بين صحيح ومغلوط منها في اعتمادها كشاهد ووثيقة إثبات وإدانة.
إنّ هذه الآلة التي تفيدنا سرعة تحرّكها ودقّة تسريباتها فيما يتعلّق بالشأن الرسمي للبلاد. أنها متمركزة جيّدا في مراكز القرار على اختلاف محيطاته. من حكومة. ورئاسة. وحتى الأمن والجيش. والأحزاب بشخصياتها حتى التي تتموقع في خطوط خلفيّة. وغيرها من المنظمات والجمعيات أو ما يسمى بالمجتمع المدني فبأي قدرة خارقة تحتمي. وفي أي قدرة خارقة وحارقة في بعض الأحيان تتحكم وتسيّر؟وأي قادر حاكم بأمره يوجّه مسارها لتوجيه دفّة بلد برمّته؟ وهل هو تونسي أو أجنبي؟ وأي مصلحة سيجنيها من كلّ عمله هذا؟
كلّ هذه الأسئلة وغيرها يحيلني شخصيّا لما يروج من أخبار تمكّن مخابرات عالميّة من التغلغل في ساحتنا الوطنيّة.مع فرضيّة من كانوا السبّاقين إلى إخفاء وثائق الدولة لخاصتهم وعلى رأسها وثائق أمن الدولة أو ما يسمى بأرشيف البوليس السياسي. وهنا لابد أن نتسائل عن مصير هذه الوثائق هل بقيت لدى تونسيين أم وصلت إلى أيدي هذه المخابرات العالميّة التي وجدت لها موطئ قدم في ساحتنا الوطنيّة؟
وهي طبعا ستستغل فيما يخدم مصالح محدّدة في حينه(وحينه هذا أوّل غيثها الانتخابات القادمة التي يراد لها أن تكون نزيهة وشفّافة)ولتكون فعلا كذلك يجب على من يريد أن تستعاد هيبة الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها وزارة الداخليّة أولا أن تكشف عن مصير وكل من تورّط في إخفاء (وأين أخفى؟ولمن سلّم؟) هذه الوثائق الراجعة إلى البوليس السياسي. أو إلى أرشيف الدولة. خصوصا القصر الرأسي. والوزارات وعلى رأسها وزارات السيادة الوطنيّة. منذ فترة الغنوشي ثم السبسي وصولا إلى حكومات الترويكا النهضاويّة
وتفعيل دور المخابرات الوطنيّة التي لا تختصّ في البحث عن ما يشوّه المعارضة الوطنيّة بل همها الوحيد وشغلها الرئيسي ومهمّتها الوحيدة والمحدّدة حماية الوطن من المتخابرين عليه(أي عناصر الإستخبارات الأجنبيّة) والكشف عن عناصرهم والمتعاونين معهم من خونة تونس (ولا أقول تونسيين). ومحاكمتهم في تونس كمتآمرين على أمن الدولة والشعب.
وترك مهمّة البحث عن المعلومة الصحيحة والموثّقة على عاتق إعلام وطنيّ حرّ ونزيه.له كامل الصلاحيات للنفاذ للمعلومة أيّا كانت الجهة مع إعطاء الضمانات اللازمة لحماية المصدر قضائيا وقانونيّا.وهذا لا يتأتّ إلاّ بعد تطهير ميدان الإعلام من مصادر التمويل المشبوهة والأقلام أو الأبواق المأجورة. التي احترفت وتحترف بيع ضميرها(حتى لا أقول أكثر).
ولأنّ كلّ الذين مرّوا على الحكم يوجعهم إنّ لم أقل يدمّرهم الكشف عن حقائق هذه الملفات الحارقة المتعلّقة بأرشيف وبنك معلومات البوليس السياسي. والقصر الرأسي. ووزارات الدولة السياديّة منها وغيرها.وحتى لا تحرق مصائرهم ناره خيّروا عدم الكشف عن مصيره والتستّر عن وجهته ليس فقط للمتاجرة به بل وحتى لا ينكشف مستور ما صنعته عمالتهم وتاريخهم الذي يريدون تبيضه بين قوسين بوطنيّة مزعومة وهبتها لهم(الثورة المغدورة).وهنا لا يفوتنا أن نسأل السيد وزير الداخليّة المستقلّ ما الذي فعلته في فترة تولّيك الوزارة في خصوص أرشيف وزارتك السياديّة(المستقلّة).خصوصا ونحن نقترب من خلال بنود خارطة الطريق نحو انتخابات وطنيّة ستلعب فيها هذه الملفات لعبتها ليس من خلال الكشف البريء والمطلوب كمطلب شعبيّا منذ قيام (الثورة)لكن الموجّه. والمنتقى. والمختار. بحساب الظرف. والمعطيات(إن لم أقل الأوامر) الخارجيّة قبل حتى الداخليّة المسترابه والمشبوهة
فبأيّ تحف فايسبوكيّة سندخل الانتخابات الديمقراطيّة جدّا؟

مقالات سياسية: لماذا يريدوننا أن "نكره" السياسة والساسة؟ بقلم/المختار الأحولي " من تونس"

منذ نجاحهم (المشبوه) في انتخابات 23 أكتوبر. وهموا يدفعون بكلّ الوسائل نحو إبعاد وسرقة الجماهير الشعبيّة لوعيها الطبيعي بمهامها السياسيّة. ووجوب الفهم. والوعي بآليات ومفاهيم ما يختارونه من نهج سياسي.يرغبونه ديمقراطيّا أن يكون دليلهم ونهجهم نحو تأسيس استقلال ورفاه وعزّة وكرامة تونسيّة.ديمقراطيّة نموذجيّة. المعطى الذي اكتسبته هذه الجماهير بدم شهداء انتفاضة 17/14 جانفي المجيدة.التي قسمت ظهر أعتا الدكتاتوريات البوليسيّة في هذا المفصل من تاريخ الإنسانيّة. وابتدعوا وسائل شتى ومتنوعة الأساليب المراوغة لأجل تحيد(في مرحلة أولى)ثمّ التشويش(من خلال تكثيف وتنويع الأزمات) قصد تصوير المعارضة على أنها الشيطان بما فيها الإتحاد العام التونسي للشغل أولا. ثمّ وحين أقحموا في الصورة نتيجة ردّة فعل المعارضة القويّة لمجابهة مختطاتهم الرامية لعودة الجماهير الشعبيّة لسباتها العميق الذي كان.والتفرّد بالحكم من خلال رضوخ الشعب لأمرهم الواقع.متخذين من فعل تمطيط الزمن الأصلي للانتهاء من زمن الحكم المؤقّت والانتهاء من كتابة دستور أصبح كأنه عقيم منذ بدايته وحتى الآن بحكم سيطرة كبيرة لنهج وخطّ واحد ورؤاه التي أظهرت منذ البداية النفس الاستبدادي الدكتاتوري الذي يقصي من قاموسه حريّة الاختلاف والتنوّع في تونس القديمة والحديثة على السواء.لذلك طوّروا ردّة فعلهم نحو تأسيس كره ونفور الشعب عن دوره السياسي وبثّ الشكّ في سياسييهم حتى يبعدوهم ويفصلوهم عن الجماهير. التي هدّها ما خططوا له من تفقير بلغ حدّ لا يطاق جعل الشعب يلهث خلف الخبز دون الانتباه أو التفكير في أسباب قلّته أو غلاءه.ثم اللعب على نسبة الوعي. التي لا تزال لم تصل إلى الحدّ الذي يمتلك فيه الشعب ناصيته في الحكم على حاكميه بنفس عدل الحاكم في توزيع الثروة على المحكومين.وفهم الأسباب الحقيقيّة التي جعلت حالته الماديّة والمعنويّة تتردّى إلى هذه الدرجة الغير مسبوقة رغم كلّ القروض والهبات التي أنهكت البلاد ورهنتها إلى تاريخ معلوم يجعل من استقلال البلاد حلما صعب المنال.ويرهن الشعب الكادح إلى الدائنين بحيث يصبح أمرهم ليس بأيديهم.وأوّل من بادر بذلك السبسي ذاته الذي هو الآن راغبا في العودة إلى الحكم بأي ثمن. بعد أن إستثرى من استثرى بفضل هذه القروض والهبات, ليؤسس رأسمال يمثل ورقة ضغط سياسية. على خليفته بحيث يتمكن متى شاء من إيقاف عجلة من لا يتماشى مع رغباته السياسية ويتحكم ايضا في صندوق الانتخابات بفضل قدرته المالية التي تخول له ان يرمي الفتات لشعب يستغفل مجددا. وتشترى ذمتّه ويسلّم عنقه لجلاّده طائعا ومطيعا.

وأخيرا مللهم وقرفهم المعلن من السياسة والسياسيين عامة. مدّعين أنهم لا يفكّرون في الشعب بقدر تفكيرهم في الكرسي الحاكم. وهنا نسأل من الذي يتشبّث بهذا الكرسي بكلّ ما أوتي من جهد وخبث بلغ الحدّ الذي ذكرنا سابقا وأكثر ولماذا؟

لماذا لا يتركون الأمور تسير بشكل طبيعي وبدون أزمات بلغت حدّ سفك دماء جديدة(بعد الانتفاضة الشعبيّة) باسم الدين.مع الملاحظة أنّ هذه الدماء لم تراق. إلاّ عند بلوغ الطرف المقابل شعبيّة تسمح له بأن يكون عنصرا كاشفا لهم. ولأوراقهم. أو عند انتهاء زمن الحوارات وبداية العدّ التنازلي نحو تطبيق مشروع وطني. هو ذاته سيكشف زيف وخبث مكرهم؟

لذلك أصبح دم التونسي حلالا لتلميع صورة. أو لمواراة جرم أكبر في حقّ شعب بأسره. في قوته ومستقبل كرامته واستقلال قراره الوطني. فلولا تواطأ من يحكم(حتى بالصمت أو بالتغافل نتيجة فهم خاطئ أو حتّى بالمسؤوليّة الفعليّة كحاكم للبلاد صاحب الأغلبيّة وصاحب التعيينات التي قيل لنا. أنها الرجل المناسب في المكان المناسب)إن لم نقل مسؤوليّة المشاركة والدفع نحو هذا التصعيد والتغطية عنه وعن منفذيه.

ومن هذا المنطلق وجب أن يعي الشعب التونسي أن كلّ سياسي هو طامع في الحكم بطبيعة وجوده. قصد تنفيذ برنامجه. الذي يمثّل بالنسبة للشعب هو الفيصل. والقاسم المشترك والدليل نحو انتخاب هذا الطرف أو ذاك.ولا ينتهي دوره هنا بل يراقب ويفضح ويكشف للشعب مغالطات. أو عدم قدرة الطرف المنتصر في الانتخابات وتجاوزاته في حقّ ثروة الشعب. وقوته. بكلّ السبل المشروعة(وهذا ما تقوم به معارضتنا حتى الآن. فهي لم تتحوّل إلى معارضة مسلّحة حتى يشنّ عليها هذه الحرب الإقصائيّة السلبيّة. من طرف الحاكم. تنفيذا لأجندات معلومة المصدر) 

لذلك فإنّ من يصرّحون علنا أنهم ملّوا من السياسة ومن الساسة. أنّ كلّ التضحيات والشهداء الذين تقدّمهم تونس اليوم خصوصا من الجيش والأمنيين قصد تخويفهم وإرهابهم في خصوص الملفات الحارقة وعلى رأسها ملفات الشهداء من القادة السياسيين(شكري بلعيد والحاج البراهمي وبالمفتي وغيرهم ممن لم يسعفهم التاريخ الحالي بالذكر وسيذكرهم الوطن يوما) هي تضحيات لأجلهم.لأجل كرامتهم وحرّية ممارستهم رغم الاختلاف.وهي تضحيات لأن يكون لهم موقف سياسي حرّ ومسئول يشاركون به في تطوير وإثراء وبناء تونس الديمقراطيّة الحرّة والمستقلّة.

وليكن في علم هذا الشعب أن الساسة ليسوا معصومين فهم قريبين من الأخطاء قربهم لأرواحهم التي يقدمونها حين تقدّموا الصفوف. لذلك فإن مرآتهم المصحّحة والكاشفة هي الشعب بآلياته التي يمارس بها ومن خلالها الرقابة عليهم. من الإعلام الحرّ إلى أبسط مواطن موجود في خليّة حزبيّة أو نقابيّة أو مجالس بلديّة...إلى آخره من مواقع العمل الفعلي لدفع هؤلاء السياسيين لتصحيح مواقفهم وتطبيق وعودهم الانتخابيّة.

وبذلك فإنّ من يدفعهم اليوم للكفر بالسياسيين وبالسياسة. هو يريد إقصائهم. وتنويمهم مغناطيسيّا. للاختلاء بالبلاد وحكمها بالنار والحديد. والعودة بهم إلى الخوف والصمت والموت ألسريري.ولأن تكون المعارضة على شاكلة زمن بن علي.بوتيكات لصاحبها الحزب الحاكم. وحوانيت داعمة يستثري منها من باع الوطن بمن فيه وما عليه مقابل مصالحه الخاصة هو ومن دخل بيته الآمن بفعل فاعل.

وما حدّة مواقف بعض المعارضين الصادقين.ومحاولاتهم المتعدّدة لتأسيس خيط رابط مع الجماهير التي أنهكها الفقر والحاجة. حتى أنها لم تترك لهم متنفّسا للتواصل معها. أو حتى محاولة فهم ما تقوله وتنادي به(رغم أنه يعنيها ويعني قوتها اليومي ومستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة)وهي "ربّما" لا تعلم عنها سوى, ما يؤسسونه لهم من مفاهيم بقصد إبعادهم عنها. وإلهائهم عنها. ليس لينفردوا بالحكم فحسب. بل وحتى قتل هؤلاء. وهم قيد الحياة مثلما كان سلفهم ومنير طريقهم وهاديهم ومثالهم كما تأكدنا منه. "بن علي الهارب". وبذلك ينهون هذه المرحلة التأسيسيّة. بتأسيس الدكتاتوريّة الثيوقراطيّة.التي تقتل وتسحل وتفقّر وتجهّل باسم الله. الذي قال أوّل ما قال لرسوله الكريم في محكم تنزيله "اقرأ". ولم يقل له أقتل قريش الكافرة. ولأننا مجتمع مسلم علينا أولا أن نقتدي بكلام الله. ونقرأ. أيها الشعب العظيم(حتى بأذننا إن لم نستطيع أو نجد الوقت لقراءة ما يجب أن نقرأ)حتى نفهم منطلقات ونهايات ما يريدونه ساستنا. من طموحهم لاعتلاء كرسي الحكم.

وأن نعي أنّ هذا اليسار الذي كثيرا ما خان يساريته في هذا الزمن الحقيقي. باسم. ولأجل رغبات الشعب. وتماشيا مع واقعه الذي فرض هذه التغييرات. أنّ الحرب موجّهة لمحوه من الساحة. حتى لا يبق للعمّال والكادحين والمفقّرين والمعطّلين والفلاّحين صوتا يسمع. ولا عين تكشف للعيان حقيقة البلاد. واقتصاد البلاد. الذي هو الموجّه لدفّة السياسة. وما يطرحه الساسة من بدائل وفكر. ورؤى لتجاوز الأزمات. وتوزيع الثروات.وخيرات البلاد. توزيعا عادلا بين عموم الشعب. أينما كان على تراب الوطن الحبيب. تونس العظيمة. التي ولدت لروح كلّ شهيد. مشروع شهيد. ينتظر دوره وهو يناضل من اجل حرّية وكرامة واستقلال الوطن. وهم الساسة. والنقابيين وغيرهم في كلّ المواقع السياسيّة والنقابيّة...

تونس في:19/10/2013