عندما أنزوي في حجرتي لتوحدي بنفسي ومع نفسي، ينتابني شعور بالوحدانية... وخاصة إذا عم الصمت الحجرة...مرة أتصفح كتاب وأخرى استشف من نشوة السيجارة التي أصبحت لا تفارقني أكثر من صديق، أتلذذ ها بشوق وحنان مع فنجان قهوة معطرة "بالحليب والكاوبيل" لحظات تلوى الأخرى لا أسمع في حجرتي إلا زفير الرياح...تذكرت أن الوقت فصل الشتاء، الناس نيام وأنا لوحيد أتأمل في محيط الحجرة ونور الشمعة سدل ستائره بحسبان..فكرت أن ألعب كالصبيان لعبة الأصابع في الحيطان...حركت يدي أمام نور الشمعة فبرز خيال ذئب جوعان ..كرهت الذئاب لأنها كثرت في هذا العالم الموبوء وخاصة في ثورات الربيع العربي اليابس، ظهرت بجلاء للعيان جماعة يظنون إن الله لم يهد سواهم...فغيرت حركات يدي باحثا عن الأسد "الكاريزما"، الذي يسكن في وجداننا وكنا نظن أنه منقذنا في كل زمان..للأسف مات الرجل "الكاريزما" منذ زمان قال لي هاتفي الساكن في عمق ذاتي..أجبته بسرعة الشجعان وقلت له: متى مات منقذ الأمم والأجيال...؟ أجاب وقال: منذ أكشف العلماء الساعة البيولوجية للإنسان...ضحكت ضحكة العربان وتذكر سورة الرحمن فقلت لهاتفي: فبأي آلاء ربكما تكذبان...أجاب الهاتف وقال: أنتم يا معشر الأنعام كل حواسكم معطلة ..قلت له كيف؟ قال سمعكم فيه الصمغ وعيونكم لا تبصر ولا تنظر نظرة الاستبصار وذوقكم ماتت مناعته لأنكم محرومون من تنوع الفواكه والثمرات ذات الأكمام ولذة الفواكه من نخيل وتين و رمان ثم لمسكم أصابه الصمم وشمكم تلوث من غيوم الغمم ...خيفت من هاتفي ونظرت إلى الساعة فإذا هي الخامسة صباحا. وبغتة كسر آذان الفجر الصمت المخيف في الأذهان... فسبحت للرحيم الرحمن وسرحت بخيالي إلى عمق جمال خالق الأكوان...وهنا تذكرت حبيبي البعيد عني جغرافيا بالكيلومترات لكنه قريب مني بالأمتار على مستوى تقليص الزمان.. فشعرت بتواجده وأريج حنانه الدافئ يلامس وجهي وكل جسدي في آن....ونمت على نشوة ولذة الخيال في سعة وأمان...وانتهت\ حكاية الوحدانية في يم الخيال
الناقد المسرحي المغربي الدرامتورج :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق