سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 4 مارس 2014

مقالات دينية: سنة التغيير بقلم/ محمد عزوز

القاهرة مارس 2014


جرت سنة الله في خلقه أن الجزاء من جنس العمل وأنك لا تحصد من الشوك العنب وأن عمالكم عمالكم وكيفما تكونوا يولى عليكم .

ارجو من كل معارض او مؤيد مع أو ضد أن يعي هذا الكلام جيدا ثوروا كيفما شئتم واعتصموا واعترضوا وتظاهروا واصرخوا لن يتغير مجتمع إلا إذا تغير أفراده .

من الناحية العملية المعادلة رياضيا تقول أن 1 + 1 = 2

على الصعيد الاجتماعي فإن المجتمع ما هو إلا مجموعة أفراد وكذلك المؤسسات حتى الظالمين والطغاة ما هم إلا أفراد لم يتجبروا إلا بمساعدة أفراد حوله وخنوع أفراد آخرين .

قال ابن القيم -رحمه الله-:

«وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم


بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم ومُلوكِهم

فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم، وإن عدَلوا عدَلَت علَيهم

وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ

وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم وبَخِلوا بها

مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم

وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم

أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ

وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ

فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم

وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم

ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ

فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ

فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز

فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ
بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم

وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها

ومَن له فِطنةٌ إذَا سافَرَ بفِكرِه في هَذا البابِ

رأَى الحِكمةَ الإِلهيَّةَ سائرَةً في القَضاءِ والقَدَر ظَاهرةً وبَاطنةً فيهِ، كما في الخَلقِ والأَمرِ سَواء

فإيَّاكَ أن تظنَّ بظنِّك الفاسدِ أنَّ شَيئًا مِن أَقضيتِه وأَقدارِه عارٍ عن الحِكمةِ البَالغةِ

بل جَميعُ أَقضيَتِه تَعالى وأَقدارِه وَاقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحِكمةِ والصَّوابِ

ولَكنَّ العُقولَ الضَّعيفةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن إِدراكِها

كما أنَّ الأَبصارَ الخَفاشيَّةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضَوءِ الشَّمس

وهَذهِ العُقولُ الضِّعافُ إذَا صادَفَها الباطِلُ جالَتْ فيه وصالَتْ ونطقَتْ وقالَتْ

كما أنَّ الخُفَّاش إذَا صادَفَه ظلاَمُ اللَّيل طارَ وسارَ

خَفافِيشُ أَعْشاهَا النَّهارُ بضَوئِهِ ولاَزَمَها قِطَعٌ مِنَ اللَّيْل مُظْلِم».

ولا ننسى حين جاء صناديد قريش يعرضون على نبينا – صلى الله عليه وسلم – رياسة مكة على أن يترك هذا الأمر أو أن يصير أغنى قريش ولكن لا فائدة من ان يكون حاكما صالحا لشعب فاسق الفائدة كلها أن يخرج حاكم صالح من بين شعب صالح .

قد يكون صالحا قبل الحكم ثم يعوج بعد ان يصير حاكما جزاءا لهؤلاء الفسدة .

قد يكون هذا الكلام معلوما لدى الكثير ولكن ما أخشاه ان يضيع الشرفاء في هذه البلد بين مقتول أو مسجون أو مجرم فهذا يبعد عنا إصلاح المجتمع أكثر وأكثر فإن المؤمن امنة على من حوله يصلح في بيته وفي أصحابه وفي جيرانه كل ما أخشاه أن يضيع هذا الشباب الخلوق أو صاحب الرأي بغير فائدة وغير نفع يرجى أخشى ان يزيد الخلاف ويصبح ثأرا وتعصبا اعمى والثمن مدفوع من بلادنا ودمائنا وأنفسنا وحلمنا في أن نحي لهذه الامة مجدها وعزها حكموا عقولكم وحافظوا على ما يمكن أن يحافظ عليه لان الطريق طويل والعقبات كثيرة أسأل الله لجميع شبابنا وأهلنا الهداية والتوفيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق