من مجموعة ( الثعلب فات )
كانوا في إنتظاره يلعبون ، تأخر ، لمحوه قادماً من بعيد ، جروا ، التفوا حوله ، يبتسمون ، يتلمسونه ، بان على غير عادته ، صامتاً منكس الرأس حزيناً ، أمطروه بكلمات دافئة وهزات حانية ، إنفجر في بكاء ، ارتبكوا ، هرولوا إلى أمه ، بعد فترة عادوا ، بصوت خفيض نادوه : ( تناوشنا كثيراً دون جدوى ) .
وضح آخر : ( أمك قالت : يصبر.. فالديك لا بأس به غير أنه جائع هزيل لا يقدر
على آذان الآن .. )
رد صاحبهم مهموماً : ( والشيخ يقول: توضأ على آذان الديك وصلّ على آذاننا ،فالديك يؤذن أولاً ثم نحن )
وواصل : ( والشيخ يقول : ما بين الوضوء وآذاننا إنتظار صلاة ، وإنتظار الصلاة صلاة حتى لا تدخلوا النار ) ، وبكى ..
قال رابعهم متعاطفاً : ( نخطفه ) ، واصل مرتجفاً : ( فتغيره أمك بأقوى ) .
هللوا للفكرة ، إنفرجت أساريرهم ، ابتسم صاحبهم ، دبروا الخطة .
من مكان خفي دخلوا ، حاولوا جهدهم تحديده .
همس أحدهم : ( كلهم فراخ ) ، أيده آخر وآخر .
يشحرون ، صفر الأيادي ، قابلهم مضطرباً : ( أين الديك ؟!! ) .
صوت : ( الأرجح ألآ ديك هناك ) .
صاحبهم بحدة : ( لا ، أمي لا تكذب ، تقول : الديك هزيل الآن ) .
عاد باكياً : ( سأدخل النار ) ، صوت مهتماً : ( نطرد كل الفراخ من العشة ) .
آخر متحفزاً : ( وهنا تشتري امك مضطرة ديكاً جديداً )
صاحبهم متخوفاً : ( ستحزن أمي وستبكي ) .
سكتوا متحيرين ، برهة اقترح أحدهم : ( نشترك جميعاً ونشتر .. ) .
من فوره قاطعهم صاحبهم ميؤساً من أمره : ( أمي تقول : ديك وديك لا يجتمعان ، وإن اجتمعا فسدت الفراخ ) ، ارتابوا ... !!! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق