سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 2 مارس 2014

مقالات سياسية: لماذا يريدوننا أن "نكره" السياسة والساسة؟ بقلم/المختار الأحولي " من تونس"

منذ نجاحهم (المشبوه) في انتخابات 23 أكتوبر. وهموا يدفعون بكلّ الوسائل نحو إبعاد وسرقة الجماهير الشعبيّة لوعيها الطبيعي بمهامها السياسيّة. ووجوب الفهم. والوعي بآليات ومفاهيم ما يختارونه من نهج سياسي.يرغبونه ديمقراطيّا أن يكون دليلهم ونهجهم نحو تأسيس استقلال ورفاه وعزّة وكرامة تونسيّة.ديمقراطيّة نموذجيّة. المعطى الذي اكتسبته هذه الجماهير بدم شهداء انتفاضة 17/14 جانفي المجيدة.التي قسمت ظهر أعتا الدكتاتوريات البوليسيّة في هذا المفصل من تاريخ الإنسانيّة. وابتدعوا وسائل شتى ومتنوعة الأساليب المراوغة لأجل تحيد(في مرحلة أولى)ثمّ التشويش(من خلال تكثيف وتنويع الأزمات) قصد تصوير المعارضة على أنها الشيطان بما فيها الإتحاد العام التونسي للشغل أولا. ثمّ وحين أقحموا في الصورة نتيجة ردّة فعل المعارضة القويّة لمجابهة مختطاتهم الرامية لعودة الجماهير الشعبيّة لسباتها العميق الذي كان.والتفرّد بالحكم من خلال رضوخ الشعب لأمرهم الواقع.متخذين من فعل تمطيط الزمن الأصلي للانتهاء من زمن الحكم المؤقّت والانتهاء من كتابة دستور أصبح كأنه عقيم منذ بدايته وحتى الآن بحكم سيطرة كبيرة لنهج وخطّ واحد ورؤاه التي أظهرت منذ البداية النفس الاستبدادي الدكتاتوري الذي يقصي من قاموسه حريّة الاختلاف والتنوّع في تونس القديمة والحديثة على السواء.لذلك طوّروا ردّة فعلهم نحو تأسيس كره ونفور الشعب عن دوره السياسي وبثّ الشكّ في سياسييهم حتى يبعدوهم ويفصلوهم عن الجماهير. التي هدّها ما خططوا له من تفقير بلغ حدّ لا يطاق جعل الشعب يلهث خلف الخبز دون الانتباه أو التفكير في أسباب قلّته أو غلاءه.ثم اللعب على نسبة الوعي. التي لا تزال لم تصل إلى الحدّ الذي يمتلك فيه الشعب ناصيته في الحكم على حاكميه بنفس عدل الحاكم في توزيع الثروة على المحكومين.وفهم الأسباب الحقيقيّة التي جعلت حالته الماديّة والمعنويّة تتردّى إلى هذه الدرجة الغير مسبوقة رغم كلّ القروض والهبات التي أنهكت البلاد ورهنتها إلى تاريخ معلوم يجعل من استقلال البلاد حلما صعب المنال.ويرهن الشعب الكادح إلى الدائنين بحيث يصبح أمرهم ليس بأيديهم.وأوّل من بادر بذلك السبسي ذاته الذي هو الآن راغبا في العودة إلى الحكم بأي ثمن. بعد أن إستثرى من استثرى بفضل هذه القروض والهبات, ليؤسس رأسمال يمثل ورقة ضغط سياسية. على خليفته بحيث يتمكن متى شاء من إيقاف عجلة من لا يتماشى مع رغباته السياسية ويتحكم ايضا في صندوق الانتخابات بفضل قدرته المالية التي تخول له ان يرمي الفتات لشعب يستغفل مجددا. وتشترى ذمتّه ويسلّم عنقه لجلاّده طائعا ومطيعا.

وأخيرا مللهم وقرفهم المعلن من السياسة والسياسيين عامة. مدّعين أنهم لا يفكّرون في الشعب بقدر تفكيرهم في الكرسي الحاكم. وهنا نسأل من الذي يتشبّث بهذا الكرسي بكلّ ما أوتي من جهد وخبث بلغ الحدّ الذي ذكرنا سابقا وأكثر ولماذا؟

لماذا لا يتركون الأمور تسير بشكل طبيعي وبدون أزمات بلغت حدّ سفك دماء جديدة(بعد الانتفاضة الشعبيّة) باسم الدين.مع الملاحظة أنّ هذه الدماء لم تراق. إلاّ عند بلوغ الطرف المقابل شعبيّة تسمح له بأن يكون عنصرا كاشفا لهم. ولأوراقهم. أو عند انتهاء زمن الحوارات وبداية العدّ التنازلي نحو تطبيق مشروع وطني. هو ذاته سيكشف زيف وخبث مكرهم؟

لذلك أصبح دم التونسي حلالا لتلميع صورة. أو لمواراة جرم أكبر في حقّ شعب بأسره. في قوته ومستقبل كرامته واستقلال قراره الوطني. فلولا تواطأ من يحكم(حتى بالصمت أو بالتغافل نتيجة فهم خاطئ أو حتّى بالمسؤوليّة الفعليّة كحاكم للبلاد صاحب الأغلبيّة وصاحب التعيينات التي قيل لنا. أنها الرجل المناسب في المكان المناسب)إن لم نقل مسؤوليّة المشاركة والدفع نحو هذا التصعيد والتغطية عنه وعن منفذيه.

ومن هذا المنطلق وجب أن يعي الشعب التونسي أن كلّ سياسي هو طامع في الحكم بطبيعة وجوده. قصد تنفيذ برنامجه. الذي يمثّل بالنسبة للشعب هو الفيصل. والقاسم المشترك والدليل نحو انتخاب هذا الطرف أو ذاك.ولا ينتهي دوره هنا بل يراقب ويفضح ويكشف للشعب مغالطات. أو عدم قدرة الطرف المنتصر في الانتخابات وتجاوزاته في حقّ ثروة الشعب. وقوته. بكلّ السبل المشروعة(وهذا ما تقوم به معارضتنا حتى الآن. فهي لم تتحوّل إلى معارضة مسلّحة حتى يشنّ عليها هذه الحرب الإقصائيّة السلبيّة. من طرف الحاكم. تنفيذا لأجندات معلومة المصدر) 

لذلك فإنّ من يصرّحون علنا أنهم ملّوا من السياسة ومن الساسة. أنّ كلّ التضحيات والشهداء الذين تقدّمهم تونس اليوم خصوصا من الجيش والأمنيين قصد تخويفهم وإرهابهم في خصوص الملفات الحارقة وعلى رأسها ملفات الشهداء من القادة السياسيين(شكري بلعيد والحاج البراهمي وبالمفتي وغيرهم ممن لم يسعفهم التاريخ الحالي بالذكر وسيذكرهم الوطن يوما) هي تضحيات لأجلهم.لأجل كرامتهم وحرّية ممارستهم رغم الاختلاف.وهي تضحيات لأن يكون لهم موقف سياسي حرّ ومسئول يشاركون به في تطوير وإثراء وبناء تونس الديمقراطيّة الحرّة والمستقلّة.

وليكن في علم هذا الشعب أن الساسة ليسوا معصومين فهم قريبين من الأخطاء قربهم لأرواحهم التي يقدمونها حين تقدّموا الصفوف. لذلك فإن مرآتهم المصحّحة والكاشفة هي الشعب بآلياته التي يمارس بها ومن خلالها الرقابة عليهم. من الإعلام الحرّ إلى أبسط مواطن موجود في خليّة حزبيّة أو نقابيّة أو مجالس بلديّة...إلى آخره من مواقع العمل الفعلي لدفع هؤلاء السياسيين لتصحيح مواقفهم وتطبيق وعودهم الانتخابيّة.

وبذلك فإنّ من يدفعهم اليوم للكفر بالسياسيين وبالسياسة. هو يريد إقصائهم. وتنويمهم مغناطيسيّا. للاختلاء بالبلاد وحكمها بالنار والحديد. والعودة بهم إلى الخوف والصمت والموت ألسريري.ولأن تكون المعارضة على شاكلة زمن بن علي.بوتيكات لصاحبها الحزب الحاكم. وحوانيت داعمة يستثري منها من باع الوطن بمن فيه وما عليه مقابل مصالحه الخاصة هو ومن دخل بيته الآمن بفعل فاعل.

وما حدّة مواقف بعض المعارضين الصادقين.ومحاولاتهم المتعدّدة لتأسيس خيط رابط مع الجماهير التي أنهكها الفقر والحاجة. حتى أنها لم تترك لهم متنفّسا للتواصل معها. أو حتى محاولة فهم ما تقوله وتنادي به(رغم أنه يعنيها ويعني قوتها اليومي ومستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة)وهي "ربّما" لا تعلم عنها سوى, ما يؤسسونه لهم من مفاهيم بقصد إبعادهم عنها. وإلهائهم عنها. ليس لينفردوا بالحكم فحسب. بل وحتى قتل هؤلاء. وهم قيد الحياة مثلما كان سلفهم ومنير طريقهم وهاديهم ومثالهم كما تأكدنا منه. "بن علي الهارب". وبذلك ينهون هذه المرحلة التأسيسيّة. بتأسيس الدكتاتوريّة الثيوقراطيّة.التي تقتل وتسحل وتفقّر وتجهّل باسم الله. الذي قال أوّل ما قال لرسوله الكريم في محكم تنزيله "اقرأ". ولم يقل له أقتل قريش الكافرة. ولأننا مجتمع مسلم علينا أولا أن نقتدي بكلام الله. ونقرأ. أيها الشعب العظيم(حتى بأذننا إن لم نستطيع أو نجد الوقت لقراءة ما يجب أن نقرأ)حتى نفهم منطلقات ونهايات ما يريدونه ساستنا. من طموحهم لاعتلاء كرسي الحكم.

وأن نعي أنّ هذا اليسار الذي كثيرا ما خان يساريته في هذا الزمن الحقيقي. باسم. ولأجل رغبات الشعب. وتماشيا مع واقعه الذي فرض هذه التغييرات. أنّ الحرب موجّهة لمحوه من الساحة. حتى لا يبق للعمّال والكادحين والمفقّرين والمعطّلين والفلاّحين صوتا يسمع. ولا عين تكشف للعيان حقيقة البلاد. واقتصاد البلاد. الذي هو الموجّه لدفّة السياسة. وما يطرحه الساسة من بدائل وفكر. ورؤى لتجاوز الأزمات. وتوزيع الثروات.وخيرات البلاد. توزيعا عادلا بين عموم الشعب. أينما كان على تراب الوطن الحبيب. تونس العظيمة. التي ولدت لروح كلّ شهيد. مشروع شهيد. ينتظر دوره وهو يناضل من اجل حرّية وكرامة واستقلال الوطن. وهم الساسة. والنقابيين وغيرهم في كلّ المواقع السياسيّة والنقابيّة...

تونس في:19/10/2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق