سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 2 مارس 2014

مقالات سياسية: أخيرا أنجبت تونستان زعيم ومنظّرا للثورة بقلم/ المختار الأحولي "من تونس"

في هذا الزمان الرديء والموبوء. الذي لا يمرّ فيه يوم بدون أن نكتشف كلّ هذه الضحالة والبؤس الفكريّ والسياسيّ الذي يسوسنا.وكلّ هذا الكمّ الهائل من أموال الشعب المهدورة أو المنهوبة. مع تكالب و تهافت منقطع النظير على اعتلاء كرسيّ حتى (في مرحاض وزارة تغبير أيام شعب مسكين) الذي لم يجني من هذه الثورة المزعومة سوى تدهور وهوان حاله. وحال عياله. وانسداد أفق حياة كانت وفي أحلك مراحل الدكتاتورية أفضل بكثير. 

فمن منكم يخبرني عن كلّ هذه الأرقام التي دخلت البلاد في شكل قروض أو هبات والتي تسابق من تسابق لتوريطنا فيها وهو يعلم علم اليقين أن لا مفرّ للعامل التونسي من سدادها أو تحمّل تبعات عدم سدادها والمتمثّلة في وضع اليد على كلّ البلاد بعبادها وهواءها وماءها و...و...؟وذلك منذ السبسي الذي رفض تدخّل الإتحاد العام التونسي للشغل لدى المنتظمات الدوليّة والضغط عليها قصد إعفاء تونس من ديون بن علي وآل بن علي. وتفاخر بعيد حضوره اجتماعات G8 أن اسمه فقط واسم ثورة الياسمين أغدق على تونس قروض جديدة تضاف إلى شقاء التونسي لسداد القديمة منها بؤسا جديدا (ولما لا استعمارا واضحا وصريحا في قادم الأزمات). 

ولم يكتفي قادتنا من الترويكا التي حكمت بأحكامها. من النهل من منهل الذلّ الذي جلبوه إلى التونسي. حيث أصبحوا باسمه متسوّلون محترفون في كلّ محفل يمدّون اليد في كلّ الاتجاهات.حتى تدهورت عملتنا المحلّية واستنزف مخزون البلاد من العملة التي جزء منها الأغلب يدهب لسداد هذه الديون. وتحمّل نتائج كلّ هذه الكوارث المواطن الذي غرق في الفقر أكثر بكثير مما كان عليه. 

والمصيبة أنّني أريد أن يروني إنجازا واحدا بحجم كلّ هذه الأرقام حتى يطمئنّ قلبي وأشكّ حتّى أنني متحامل أو حسود أو حتّى ناكر للجميل الذي أتحفونا به طيلة هذا الزمن الذي من المفترض أن يجعل من تونس قبلة ثوريي العالم وشبيبتها لتعلّم ما لم تعلّمه لهم كتب التاريخ عن شعب صنع من الحلم حقيقة. 

وأنا أعرف أيضا أننا حتّى الآن نعيش بميزانيّة 2012 وجزئها التكميلي الذي أقرّته حكومات الترويكا .وجزء من ميزانيّة 2013 وهي التي جمعت من عرق الشعب. والضرائب التي تتكاثر كالفقاقيع في الماء الآسن.حتّى أنها تذكّرني بتاريخ شعب قتلته الجباية وجشع حتّى (المخازنيّة والقيّاد أيام البايات).أخبروني بلله عليكم أين ذهبت هذه الأرقام. 

وهنا سأضع مثالا لبعض من آل لهم هذه المال (الجمعيات المشبوهة ومنها لجان حماية الثورة)فلا غرو أن يطلع علينا من قمقم البلطجة في هذه الأيام الغبرة قائد وزعيم ميدانيّ ومنظّر سياسيّ في حجم (آيات الله العظمى دغيج وأخ "حتى لا أقول بتسميّة الكفّار رفيق ألطريق" الإمام المعصوم ريكوبا)وفي هذا الوقت بالذات الذي شهدت فيه البلاد رغم بعض الشوائب حالة من تنفّس بعض هواء غير ملوّث. 

وما أو من دفعه ليصوّر ويبثّ غائط فمه المتعوّد منذ زمن الطرابلسيّة الذين استخدموه كبائع خمور. على مثل هذه الشطحات النضاليّة الثوريّة الإسلامويّة بتاريخ بلطجيّ بامتياز؟ ثمّ يجمع وفدا من نوّاب الشعب(قالوا !)بقيادة نائبة رئيس المجلس التأسيسي محرزية العبيدي.ليزوروا وزير السيادة في وزارة السيادة ويصدر الحزب الحركة بيانا في خصوص هذا الزعيم الفذّ والقائد الملهم(وهنا من قبيل التفكّه العقلانيّ أسأل بلله عليكم حدّدوا المفاهيم يا ؤولي الألباب هو حزب أم حركة وكيف تكون هذه الخلطة حزب وحركة معا ؟)وفي خصوص الحرّيات عموما. 

فليخبرني من يخبرني.ألم توقّع هذه الأطراف وهذه الأحزاب والحركات وجمعيات المجتمع المدني على خارطة طريق. عصارة الحوار الوطني. وكان من ضمن بنودها حلّ ما يسمى برابطات حماية الثورة؟ 

أخبروني بلله عليكم يا ؤولي الألباب (الفاطقة الناطقة في عالم حقوق الإنسان)هل الحرّية أن نسبّ قصد إثارة فتنة. قصدا وعمدا. في وزارة تعاني ما تعانيه للحدّ إن لم نقل اجتثاث إرهاب أبنائكم مطاريد جبل الشعانبي(الذين يذكّروكم بشبابكم وشباب زعمائكم)؟ هل من الحرّية أن نتهم القضاء الذي يحاول الوقوف على قدمين ثابتتين بعد أزمة ثقة طال عهدها. بمثل تلك التهم الثوريّة المباشرة وبتهديد مبطّن ومباشر. بالويل والثبور لقضاء كان أحد الفاعلين في فضح دوركم وأنتم في الحكم كيف أردتم تطويعه لخدمة أجندتكم "الثوريّة". ووزارة الداخليّة التي فوتت على (أبنائكم) حلم الدولة الإسلاميّة (الداغشيّة).والنقابات الأمنيّة التي فضحت دوركم في تفخيخ وتلغيم وزارة من أهم الوزارات السياديّة للدولة. وخلق وزارة موازية داخل الوزارة. حتّى ضمّها بالكامل إلى مشروعكم "الثوريّ جدا"؟ 



أليس هذا بداية مشروع إفشال مرحلة الإعداد للانتخابات الحرّة النزيهة الديمقراطيّة جدّا ؟ أليس هذا بداية مخطط جديد للاستيلاء على السلطة من بوابة فشل السلطة المحايدة (أو الغير متحزّبة كما يزعمون) وصكّ الفشل هذا أنتم من يوقّع عليه بأحرف من دم الشعب؟أليس هذا تكريس وترهيب لمن يمسّ من من عينتموهم في خطوط التماس على ساحة الانتخابات الديمقراطيّة؟ 

ومن يتحدّث عن مؤامرة خارجيّة أسأل هل دغيج مازال على اتصال بالطراتبلسية مثلا وهم من أشاروا عليه بسلك هذا البرنامج ؟ أم أنّ الأمريكان والأوروبيين أو الصهاينة وجدوا فيه المنقذ من شرّ ما خلق في تونس ؟أو أن وزارة الداخليّة ونقاباتها انتهوا من تفكيك كلّ شيفرات الإرهاب في البلاد وغيرها من القضايا ولم يبق أمامها سوى افتعال واختلاق ملفات جديدة ولم تجد سوى دغيج لتحرّكه ليكون صيدها المقنع بأنّ تونس في أمان وها هو آخر مجرم قبض عليه وانتهينا ولم يبق أمامنا سوى تسريح كلّ العاملين فيها وإحالة وزيرها على التقاعد الوجوبي وإقفال هذه الوزارة ذات الماضي الإرهابي (الطاغوتي).أو أنّ هذه الوزارة أوصتها أمريكا أو الصهيونيّة العالميّة بدغيج خيرا؟ 

وهذا الخطاب الذي نطق به المنظّر السياسي والقائد الملهم دغيج وهو يهدّد عاملين بوزارة دولة وهم يمثّلون الدولة وهيبتهم من هيبتها وهيبتها من هيبتهم وانضباطهم. متوعّدا ومهددا. ألا يذكّرنا بخطاب الطاغوت لكنّه "لايت" ؟أليس هذا نموذج من نماذج رابطات حماية الثورة وطرق تعاملها لإرهاب ناخبي الأحياء الفقيرة من خلال صولاتهم الثورجيّة وتاريخهم في البلطجة. التي تحاول إقناعهم أنّ الترويكا لم تكن السبب في تعمّق فقرهم وتدهور حالتهم وسوء ما بلغته أيامهم بل الأزلام. ولهم نقول لهؤلاء الفقراء البسطاء دغيج ألم يكن من الأزلام ؟ من ولاّه عليكم ؟ وغيره ممن يضيق المجال لذكره من الذين يجاوروكم وتعرفوهم حقّ المعرفة من الذي أعطاه هذه السلطة ليكون زعيمكم والناطق باسم ثورتكم ولم يحاسبه أولا على ما اقترف في حقكم وحقّ أبناءكم وأهلكم ؟ أهي المعارضة أو أطراف خارجيّة أو ماذا؟ 

أختم وبي مرض من ما بلغه أمر بلادي.و لست ممن يدافعون عن المخطئين في حقّ الشعب ومناضليه. في أي حين. وأي زمان. لكن أسألكم وأنتم من كنتم في السلطة ومررتم بكرسي هذه الوزارة. أين المحاسبة القانونيّة عن الجرائم المرتكبة في مشروعكم وقتها ؟ أمّا وقد تخاذلتم وخذلتم. فلا يحقّ لكم الآن وقد خرجتم. التكلّم باسم المضطهد.. أخذتم كفايتكم من مال ووظائف وبمفعول رجعي. وقبضتم ثمن شغلكم وعملكم النضالي(ولا أقول حالتكم وتاريخ أوهم من أوهم من الغفل بالثوريّة) وانتهى. دعوا من لا يؤمن بأن النضال والحبّ لا ثمن له سوى الحبّ حبّ الناس وحبّ الوطن واخرجوا منّا إلى ممتلكاتكم الجديدة واتركونا نحاسبهم بطريقتنا الثوريّة القضائية الحقيقيّة وليس بالمتاجرة بالملفات. نعرف جيدا أن هناك عناصر لم تحاسب وانتم من جعل منهم أبطال وضحايا في هذا الزمن الرديء لذلك لستم مؤهّلين اليوم لهذا الدور الذي أيضا فشلتم فيه وأروني ملفّ واحد نجحتم فيه أكون ممنونا لكم. أخرجوا من دفاترنا إلى سواد قلوبكم وبغضكم وشهوة التدمير الكامنة في عقولكم المتكلّسة الجامدة واتركونا لمصيرنا نقوّم ما نستطيع من فشلكم وهزيمتكم. 

وأيضا لا أدافع عن معارضة قتلت فينا حلم المصداقيّة والثبات على المبادئ لقاء انتهازية تأصلت من خلال الحلم باعتلاء السلطة.حتّى بالتحالف مع الشيطان.والسلطة التي لا تقرع بابك الآن لا تجري وراءها جري الجياع بل إمضي إليها بثبات على المبادئ ولا تتهافت ليحملك جهل الغفلة إلى إلى أخطاء قاتلة.لذلك نأمل أن يصدر الشعب حكما عادلا في حقّ نفسه أولا وأخيرا. ويعلم أنّ "ثورته" ثروة لا يجب أن يفرّط فيها.من خلال وعيه الفطري في ظلّ غياب وعي مبنيّ على فكر واتجاه. ومركّز علميّا.من خلال اكتشاف الحقائق الكامنة في تمشّي كلّ طرف بتتبّع الأحداث. ولا يتمّ له ذلك إلاّ من خلال الوعي بالراهن. اللازم للمرحلة. وغربلة كلّ طارئ وحادث بعقل لا منتمي أولا. ثمّ تطوّعه التحاليل العقلانيّة للمنتمي كما يشاء الاتجاه الذي ينتهجه.ومن خلال الانخراط المكثّف والفاعل المشارك في صنع البلاد من عدم. إن أراد هذا الشعب الحياة تحت الشمس. في عالم لا يحي فيه إلاّ المتحرّك الفاعل. 

تونس في 28/02/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق