سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 15 مارس 2014

شعر: عامية – فصحى: الساقية بقلم/ عماد محمود بيومى بدر

وقت العصارى والهوا مالى المكان

والناس بتغسل همها فطين الغيطان

وقرص الشمس فى المية دهب سايل

وشجرة توت مع النسمة بتتمايل

وأنا قاعد فى ضل التوتة ع الترعة

ودايرة الساقية قدامى

لقيت وياها دار فكرى

وخدنى لأحلى أيامى

زمان لما

زمان الطيبة واللمة وأحلى أصحاب

من الكتاب على الفسحة وكورة شراب

فانوس رمضان وصوت مدفع بنستناه

وزينة فرح تتعلق على الأبواب

وليلة العيد يامحلاكى ياليلة العيد

وأحلى هدية وعيدية ولبس جديد

وفرحة عليها نتلاقى قريب وبعيد

تدوب الفرقة نتصافى مايبقى عتاب

وقعدة مصطبة حلوة فى ليلة صيف

و(أهلا مرحبا) بيها نلاقى الضيف

بشاى براد على المنقد بيحلى القول

وتحلى القعدة واللمة مع الأحباب

وصوت أمى بتدعيلى فى كل صباح

توصينى عشان يابنى تشوفها براح

على قد اللحاف مدد تعيش مرتاح

تلاقى الدنيا جيالك تدق الباب

وفجأة فى عز مافكرى واخدنى معاه

لقيت واحد ماكان ليا كلام وياه

جايبلى الشاى لقيت نفسى بقول (الله)



تعيشى يامصر دا طبعك صحيح غلاب

القصة القصيرة: مقام الولي المزعوم بقلم/ عيسى ناصري "من المغرب"

امرأتان تلتفعان ملاءتيهما، وتقصدان الولي الصّالح للتبرّك. الولي المزعوم يقع تحت تلّة هائلة تفصل بين مدشرين كبيرين. المدشران ينتسبان إلى قبيلة واحدة. القبيلة الجبلية تشتعل فيها صراعات طاحنة بين ساكنة المدشر الأول والثاني. الأول شمال التلّ يدعى مدشر آل عبدو، والثاني على يسار التلّ يعرف بمدشر آل عمو.

تداولت المرأتان أسئلة عن سبب الزيارة. المرأة العجوز من آل عمّو تستدر بركة الولي ليعود إليها ابنها الذي ابتلعته المدينة. الشابة من آل عبدو تسجدي الولي خطيبا، وتستعطفه لطرد تابعة النحس المحلقة في سمائها.

حكت المرأة الشابة بإعجاب عن كرامات الولي وقدراته الخارقة في قضاء المآرب، وإشفاء المرضى، و إبعاد النحس واللعنة، وطرد أسباب الشر، والنصر على الأعادي...

حكت العجوز بإطناب عن تاريخ هذا الولي المزعوم، وعادت بالشابة خمس عشرة سنة إلى الوراء: قالت إن هذا المكان يشهد على وضع حجر أساس لمشروع طريق تصل القبيلة بالمدينة البعيدة. إن هذه الشاهدة العالية عند رأس الولي الوهمي نصبُ تذكار بني بالاسمنت المسلح ليكون نقطة إطلاق مشروع الطريق المعبدة. أمام هذا النصب وقف وزير فارع القامة ذات يوم ودق عليه بمطرقة، فدقت الطبول ولعلعت الحناجر بالزغاريد فرحا بالمولود القادم، ودقت ساعة وليمة الغذاء التي دقت لأجلها أعناق خمسة عشر كبشا أقرن قبل أن تشتوى.

انتقل الوزير لوزارة أخرى، والحكومة تغيرت، وشيء من هذا النصب التذكاري لم يتغير، فقط صار مجمع الرعاة عند الغروب، ومزار العشاق ليلا، ومنام المشردين، قبل أن يتحول إلى ولي صالح بين ضحى وعشيّ. انتظر سكان القبيلة الطريق لتأتي إليهم من المدينة معبدة، وطال انتظارهم لسنوات فاقت العشر.

الشابة تلتمع عيناها استغرابا أمام العجوز المتغضنة التقاسيم، قاطعتها واستفسرت عن سبب بناء التذكار في هذا الخلاء تحت ذلك التلّ الموحش بعيدا عن المدْشَرين. تبسمت العجوز وواصلت. قالت إنّ المدشرين المتعاركين إلى يومهما ذاك، تنازعا حول شرف ضيافة الوزير في مدشرهم. لجؤوا إلى حكيم، زوج العجوز بالمناسبة. نصحهم بالبحث عن ديك لم يطأ تلك البقاع ليذهبوا به إلى أعلى التل، ويخلوا سبيله، والمدشر الذي سيلوذ إليه الديك هو الذي سيحظى بشرف استضافة السّيد الوزير. طبّقوا ما أفتى به الشيخ بالحرف. غير أنه في اللحظة التي بلغ فيها الديك الوديك إلى أسفل التلة، هوى عليه صقر فأخذه على متن مخلبه إلى عنان السّماء. لم يحزنوا على ذلك بل بشرهم الحكيم بأن الوديك لم يكن إلّا قربانا اتقت به القبيلة شرّا مسطورا وهلاكا منذورا. إضافة إلى أنه دلهم على مكان الاستقبال. فشيد النصب هناك في العراء، ليكون نقطة انطلاق المشروع، ومعه نصبت خيام الولائم.

هوذا النصب متألق في عيني العجوز بكتاباته المنحوتة التي طمست وبصمات مطرقة الوزير التي درست. لقد كان بشارة خيرعلى إصلاح ذات البين بين المدشرين المتطاحنين، وإعلان هدنة بينهما. ولا زال آل عبدو يرفضون تزويج نسائهم لرجال آل عمّو.

النصب المتألق في عيني الشابة لا زال يبدو كما شاهدة قبر. لقد رويت عنه أساطير كثيرة. ثبت في وجدان السّاكنة أنه قبر لولي صالح جال المشرق والمغرب، رجل لازم العبادة والخلوة في زهد وتقشف. تربى على حبه الصغار وقال الكبار إن زيارة ضريحه من أسباب النجاح والفلاح. كثر زواره وباتوا يأتونه من بعيد للتبرك، حتى من أقاصي المدن وأقربها. يذبحون له القرابين ويغمرونه بقطع النقود الصفراء. لقد بني حول مجسم القبر سور في الأول، ثم غطي بساقفة خشبية، قبل أن تبنى له قبّة عالية تلمح من بعيد.

سيعود ابني، تمتمت العجوز قبل أن تواصل: سيعود ولدي وسأزوجك به يا فتاة رغما عن أنف "آل عبدو"، بعد أن يزول عنك النحس الذي يلاحقك، وتزول حدبة الوزير. كل هذا متعلق بكرامات هذا الشيء الذي ننحني عليه نحن الاثنتين.

استرسلت العجوز في حماس زاد منه تساؤل الشابة عن حدبة الوزير. قالت ذات الغضون إن السيد الوزير مرض. بان مرضه في شكل حدبة على ظهره، جال مستشفيات العالم عن الدواء، قالوا إن مرضه يحتاج إلى معجزة، بحث عنها في بلدان المعجزات، عاد خائبا، ودلّوه على ولي لا كالأولياء. سار بسيارة رباعية الدفع، في طريق عبدتها الأرجل قبل السواعد، لاعنا حفرها وحدباتها وحدبته. بلغ أسفل التلة. تداعت صور ضبابية في ذاكرته فروّعته. دخل إلى قبّة الولي متخشعا بقامته الفارعة، انحنى معقوفا على أعتاب القبر يقبل أركانه الأربعة، ويتمتم ابتهالات وأذكار مما حفظه من دعوات الفقهاء لأصحاب الولائم التي يحضرها. كان يتمسح بظهره على الشاهدة... جمدت عينه هناك على الكتابات المنطمسة على الشاهدة. بدا فزعا ببشاعة أحدب نوتردام في تلك الرواية التي لم يقرأها ولا قرأتها العجوز. النصب التذكاري ذكره كيف نصب على ميزانية المشروع. الميزانية التي أكلها في بطنه، وأبت أن تهضَم، فزاغت إلى ظهره في صورة حدبة شبيهة بشكل التلة التي بني فيها مقام الولي المزعوم.

05.11.2013

شعر: عامية – فصحى: من سيعمد النهر بقلم/ مروان سليم الهيتي "من العراق"

زماننا هرم جدا كضوء هدته المسافات

حاملا نباله المعقوفة

لا شيء معه

سوى صدأ فكر

وقمر غائب يتلصص علينا من شباك مغلق,

السماء أزعجها الدعاء

و الأرض دفنها البدو ,

يونس لا تخرج من بطن الحوت,

لأنا لا نملك في الدنيا سوى رهان خاسر

وصلاة لا تستجاب

وعيون مازالت تبصر ولكن كل شي مشكوك فيه

فالكون افتراض

والدنيا شفا

وأصل الشمس امرأة رملها الربع الخالي 

في معركة الغسق المقدس

أيتها االآلهة المحطمة ,

من سيعمد النهر؟

ومن على تمثال الضوء كل يوم يعرج المطر,

نسيت روحك وأتيت بلا جسد

وأنا الوجع الصاعد من تحتك

كنظرة لم تطلقها العين بعد

بين أضغاث يقظة

وفوضى الأجناس ,

ربما يعود المسيح 

عند نهاية النفق المدوَّر!

أو على شطحات البراهين

يوم استقلال الموت



ولكن حتما سيصلب مرة أخرى

القصة القصيرة: تستظل بجناح الموت بقلم/ منيف الهلالي

جالساً على فوهة القلق ومتكئاً على كوم من الأوجاع التي ورثناها من ورش النخاسة التي بُيعت فيها مصائر الشعوب العربية ومستقبلها, كنت اتصفح الجريدة اليومية متأبطاً ديوان شعر, ممنياً النفس بخبرٍ يليق بوجعي.. وإذ بأصواتِ خَطوٍ متعبة.. تقترب مني.. أكثر فأكثر.. إنه الدكتور عامر عائداً من الجامعة، وقد بدت على محياه علامات الضيق والحيرة, وانبعثت من بين أوراقه رائحة الحبر المغلف بأمواج العتمة, وهو الذي يذهب ممتطيا الضوء ويؤب مرفرفاً بأجنحة الأمل. حاولت اكتشاف خفايا حزنه, غير أنه أخذني إلى زاوية قريبة وشرع يزيل ما علق بنفسي من ركام السياسة ومتاعب السنين, قائلاً: في ظل التشظي والانقسامات التي يشهدها البلد إياك أن تدع الضغينة تجد طريقها إلى قلبك العامر بالحب, كن أنت, فقد خبُرتك محبا للوطن, عاشقا لذرات ترابه, دعك من أولئك الذين يتسابقون لاسترضاء الخارج, متخلِّين عن أوطانهم مقابل حفنة من المال, فإن لعنة العمالة ستقض مضاجعهم, وإن تأخرت لبعض الوقت, حتما ستأتي على ما شيدوه فتجعله دكا, لا تخشَ الموت, فلا ضير أن تمد تربة الوطن ذراعيها لاحتضان بعضنا, فإن الأوطان المغتصبة لحظة فكاكها من قبضة اللصوص تأكل الشرفاء من أبنائها كتلك القطة التي تأكل بعض صغارها خوفاً عليهم, إذ ترى وجودهم في جوفها أكثر أمنا لهم من بطش الواقع, لكنها في نفس الوقت تترك البعض الآخر ليتحملوا عبء تخليص الواقع من أوكار الظلمة.

غادرني دون أن يدع لي فرصة التعرف على الراهن الموبوء بالصراعات والتطرف, فأيقنت حينها أن ثمة مكروها محدقا يترصد بالوطن.

في تلك الليلة.. وهروباً من الأسئلة التي أمست تلهب بسياط صخبها ذهني المتعب الحزين؛ دخلتُ مع الكرى في معركة الهزيع الأخير من الليل, بعد أن وضعت قلمي على المنضدة القريبة, وأحلت هاتفي على الوضع الصامت, محاولاً القبض على الكائن المتمرد على جفوني, كما يعمل معي ساعة أن يمد الصباح يده إلى دفتري يتحسس آخر مفردات المساء, غلبته هذه المرة بأعجوبة, لكنه ظل ممسكا بي دون فكاك حتى منتصف نهار اليوم التالي, كانتقام يود أن يرضي به غروره..

نهضت أتصبب تعباً ونهض الخوف على فمي بكامل قواه, يشتق صرختي الوحيدة "اللــــــــــــــــــه", أمسكت بهاتفي الصامت حد الموت, فإذا بإحدى وأربعين مكالمة لم يرد عليها, ورسالة أيضاً, شعرت أن ثمة فاجعة تلوح في الأفق, بقيت أسألني وأنا أحاول إدخال كلمة السر الطويلة التي خاطت عش أسراري: ترى أي حدثٍ جللٍ يترصدني؟ أثمة مكروه أصاب الوطن أم فاجعة أخرى تفتل خيوط حدوثها الآن؟

ما زلت تائه الإدراك أحاول لملمة الأحرف التي تمثل خارطة الطريق إلى الحقيقة, غير أن محاولاتي باءت بالفشل, رمز الدخول غير صحيح, حاول مرة أخرى, هكذا خاطبني الهاتف ثم وضع الأحمر على خده مشيحاً وجهه عني, عبثاً أفتش في جيب الصمت عن حرفٍ يوصلني إليّ.. معتصراً عقلي عله ينعش ذاكرتي المشوشة. شعرت بالمكان يضيق بي فتركت الغرفة متوجهاً شطر فناء المنزل, توقفت بالقرب من الشجرة التي نمت جذورها في صدري, كنت أود تذكر كلمة السر التي غيبت عني حدثاً يتدحرج في صدري كرة من لهب, الحديقة يسودها الصمت, والشارع القريب تشوبه حركة خجلى, قلبي يخفق بصخب مثقلٍ بالخوف والقلق, وبضعة مسلحين يجوبون الهجير بأعين تحصي الأنفاس والخطى, فجأة توقفتْ على الهاتف فراشة كانت تبحث عن ملاذ آمنٍ يقيها من غضب الشمس وقسوة الطبيعة, منخدعة بجمال الزهور التي على شاشة التوقف, غير أنها غادرت سريعاً حين اكتشفت تواجدها في المكان الخطأ, مخلفة وراءها شيئاً من رماد جناحيها, الأمر الذي أعاد إلى ذهني " رماد القلب " الجملة التي أنهكتُني وأنا أبحث عنها, متسكعاً في مدن ذاكرةٍ خيم عليها اليباب, كلمة المرور التي أخذَتْني إلى حجرة الرسائل كيما أواجه حقيقة توجسي.

ثمة صوت غريب يمنعني من فتح الرسالة غير أني أدركت ألا مفر.., فتحتها بصمت.. وأحرفها الثكلى تحدق في سطور قلبي بحزن موجع, قائلة: " قتلوا الدكتور عامر", أسندت رأسي إلى جذع الشجرة القريبة, بينما تدحرجت على خدي دموع حمراء كلون الأفق, حاولت أن أصرخ لكن صرخاتي كانت تختفي في ضجيج الفاجعة.. أستجمعت آخر أنفاسي، بصعوبة، وذهبت ـ ترافقني كآبة سوداء ـ أتفقد مدينتي التي تستظل بجناح الموت.

Almonef86@gmail.com

شعر: عامية - فصحى: بخاف:بقلم/ أحمد المغازى

لما أحس أني محتجلك
لما بكون سعيد جدا وأنا جمبك
لما بشوف فيكِ حاجات مني
و أشوف الحب متخبي
أتاريكِ أنتِ كمان خايفة من النهايات
طب أنا كانت بتاخدني النشوة من كاسك
ولا تنهيدتك دي كانت تمرجحني
وإن زادت تطوحني
أخاف من نصيب يجرحني
فأتداري
وأجري من خوفي إليكِ
أضمك
بين شراييني
و أسمع نبضك يكلمني
ويجاوب علي كل اللي حيرني
وأرجع أسرسب أنا مني
أدور فيي ما لقاني
أتاري روحي
راحت مني
و أشوف خيالات تكلمني
و ألاقي لساني نطق بأسمك

قصة قصيرة: بنت الدكتور بقلم/ محمد حسن عبد العليم

كانت أجمل بنت في الكلية، فرغم جمال وجهها الأخاذ، إلا أن ما كانت يميزها شدة رقتها وثقافتها المتنوعة، فقد كانت تقرأ وتطلع على الكثير من الكتب العلمية والأدبية والفنون التشكيلية.. كانت حلمًا يراود كل شباب الكلية..
عندما كنت أجتمع مع زملائي، لا يخلو حديثنا عنها.. كنا ننتظر الخطيب المنتظر، الذي يستقدم لها لنرى ما به من مميزات.. لا أنكر أني حلمت بها كثيرًا، وتمنيتها، وقد شجعني على ذلك ابتسامتها لي كلما التقت عيوننا، وحديثها معي في بعض الأحيان، وسؤالها عن شقيقتي الكبرى، فهي صديقتها منذ فترة..
تخرجت من الكلية وما زال الحلم يداعبني، لكنه بعيد، فهي بنت الدكتور، وبنت الدكتور ستتزوج – حتمًا – ابن دكتور مثلها، وليس شابًا بسيطًا ما زال في بداية حياته العملية.. بعد تخرجي قابلتها مرات قليلة تكاد لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان الحديث المعتاد ولغة العيون هي المشتركة بيننا.. في أحد الأيام زارتنا صديقة لشقيقتي ولها في نفس الوقت، وتحدثنا عنها، وفوجئت أنها كانت معجبة بي مثل إعجابي بها.. لم أصدق.. ابتسمت في سخرية، وشرد ذهني عدة دقائق، إلى أن قاطعتني صديقة شقيقتي على خبر زواجها من معيد بالكلية، وهو ابن دكتور أيضًا، فابتسمت مرة أخرى، وقلت مخاطبًا.. لقد أعجبت بي قبلك، وحلمت بي قبلك، والحلم الجميل الذي لا يتحقق، يظل حلمًَا جميلاً..

شعر: عامية - فصحى: يَومُ عَمَلْ بقلم/ أحمد جمال سعيد

يَوْمِي كَانَ كَلَوْنٍ لِلْبَحرْ

وَأَبِي مَنْ ينْفُضُ عَنِّي كَسَلِي

شَمْسِي بِغُدُوٍّ وَرَوَاحٍ

صِرْتُ دَؤُوْبًا كَذَكَرْ

وَقَطَعْتُ طَرِيْقِي دُوْنَ كَلَلْ

ثَمَّةَ أُغْنِيَّاتٍ تَهْمِسُ فِي أُذُنِي

كَيْفَ أَصِيْدُ عَصَافِيْرًا

وَبِكَوْمَةِ قَشّْ؟
!
كَانَ أَمَامِي شَخْصٌ يَمْزَحُ

حِيْنَ يُطِلُّ بِمَاءِ العَينْ

أُمْعِنُ فِي فَهْمِ المَغْزَى

إِذْ يَهْزَأْ بِالكَلِمَاتْ

أَلْعَقُ بَلْسَمَ صَمْتِي

كَانَ شِتَائِي يُمْطِرُ شِعْرًا

قُلْتُ لِنَفْسِي:

أَكْتُبُ شِعْرًا حِيْنَ العَوْدَةِ لِلْمَنْزِلِ

كَي أُفْرِحَ أُمِّي

قُمْتُ عَلَى عَمَلِي وَعَلَى أَكْمَلِ وَجْهْ

وَأَخِيْرًا عُدْتُ عَلَى خَيْرٍ

وَحَكَيْتُ لِأُمِّي

أُمِّي فَرِحَتْ

وَأَبِي أَسْدَى لِي نُصْحًا

حِيْنَئِذٍ

كُنْتُ أَنَا فِي رِيْعَانِ شَبَابِي

أَضْحَكُ كَالزَّهْرَةِ

مَا بَيْنَ نَسِيْمٍ وَنَدًى


المقالات الفلسفية: آلاء السعادة المثلى بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

يعتقد بعض الفلاسفة الماديون أن الهيام الروحي ليس موجودا ولا أثر له في الواقع إلا في عالم العلوم الإنسانية :/الملحمة/ /المسرحية/ الرواية/ القصة/ أو في لوحات تشكيلية أو لدى المتأملين السرياليين والرومانسيين أو المتصوفة الروحانيين والفلاسفة الطوباويين خاصة من بينهم ثلة من الشعراء الملسوعين لصناعة الكلمات، حروفها كالماس المكنون تفيض من ذات إنسانية بالخير الروحي ،خالية من كل رجس رجيم... ضار بخلائق الرحمن الذين خلقوا سواسية في التكوين البيولوجي.. ،ومع ذلك فأنا لا أبالي بما قيل أو سوف يقال عن هذا النوع الجمالي للحب السامي/الهيام الروحي/،... أحس في بعض اللحظات بسعادته من خلال بحثي المستمر ودراساتي لتاريخ الشعوب وتجربتهم في عالم الحب العذري بما فيها الأساطير والخرافات، حينها أتأمل في عالم الهيام الروحي بدرجة كبيرة خاصة في جمال الطبيعة ومخلوقات الله المتعددة الألسن والألوان ثم أحيانا أهيم في استبصاري للتجلي الأسمى للإلوهية الخالقة التي تنجلي واضحة لذوي الأبصار من خلال بلاغتهم للكلمة البلاغية الزئبقية ومستجدًياتها في علم التكنولوجية وعلم الأرواح الخاص بعلم النفس..هيام الله سامي عذري بديع الكمال لا يتحسَس نوره ويتلمسه بسهولة إلا الإنسان الباحث المتحكِم في القوى المحرِكة الداخلية للذات وعناصر "فسيولوجية"أخرى اكتشفها علم النفس وعلماء في علم الفلك يسبٍحون وفي أبراج الكواكب يتأملون، حيث يؤكدون أن لترويض الخيال المخيلة لهما دور عظيم ليتلمس المتأمل سجايا جمال الكون البديع بمعين العلم المرصًع والملفلف بأكمام ذات جمال وأفنان ...سبحان خالق الكون والأكوان وكل مخلوقاته خلقها بساعة بيولوجية ذات حسبان.. إلى حين.!!. الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

دراسات: نثر - شعر: توظيف الثرثرة في رواية ثلاث مرات لمروان محمد بقلم/ علاء الدين حسو

هل يمكن أن تتحول الثرثرة إلى حوارات بناءة تلون مساحات الرواية ؟

وإلى أي مدى يمكن دمج اللعبة المسرحية في فضاء الرواية؟

ألا يعني احتواء الرواية للمسرح تقيدا للرواية وإن اعطى للمسرحية هامش اوسع للحرية ؟

وما هي الغاية أصلا من العمل الادبي ؟ 

أليس المقصود إيصال فكرة، توجيه ، تعليم ، دعوة للتفكير بصورة مختلفة؟

تحوم هذه الأسئلة في الذهن وأنت تتابع قراءة رواية مروان محمد ثلاث مرات الذي اختار الكاتب أن يصنفه كرواية مع أنه أقرب للمسرح أربع مشاهد توزعت في الرواية في أربعة فصول جرت احداثها في أربعة أماكن من مدينة الاسكندرية هي الكورنيش والريفرا كافيه وزفير في الماكس وعروس السلسلة في الشاطبي قدام مكتبة الاسكندرية لعب الحوار فيها السارد المخفي لكشف اهواء ونفسيات الشخصيات وتفاعلها وتجاوبها كأننا أمام مسرحية بوحدات ثابتة هي الاماكن التي ذكرت.

الحكاية في الرواية حكاية تقليدية مستهلكة في خطوطها العريضة ، حكاية حب وخطوبة وغيرة وانتقام وندم وخيانة تحدث في أي بيت أو عائلة على وشك البناء او مبنية من زمن . 

الملفت هنا طريقة السرد ، توظيف الحوارات لمعرفة بواطن الشخصيات فتتفاعل معها على انها واقعية فتولد في نفس القارئ تقبل كل هذه الثرثرة وتقول لنفسك حسنا انت الان امام مرآة شفافة تريك نفسك البشرية من خلال التلصص على مجموعة شغلتها همومها العائلية كمن يشاهد فيلما سينمائيا مع متعة التخيل حيث لا شخصية محددة ، فأنت لن ترى هنا رشدي اباظة أو حسن يوسف أو أحمد ذكي ولا شادية أو نجلاء فتحي أو سعاد حسني . بل ستجد الشخصية امامك تتبدل في كل مرة من المرات الثلاث التي تسرد عين الحدث وفق وجهة نظر صاحبها.

يلعب الحوار دورا مهما وأساسيا في تنوير النقاط الغامضة للشخوص فتنسى نفسك انك امام رواية بل مسرحية تشخص تتابع تفاصيل الحوار بلذة تلصصية لمتابعة انفعالاتها وتطورانها وتكوين انطباعات عنها دون أن تضع شخصية محددة امامك تقيد خيالك وهنا يبدأ الفضاء الروائي ببث سحره في التخييل بأن تبدل موقع التلصص عبر طريقة السرد التي اختارها الكاتب باستعمال ضمير المتكلم لسرد احداث الرواية على لسان ابطال الرواية الثلاث 

البطل (س) - ولا يهمنا هنا ذكر الاسماء – الذي ندرك لحظة وصوله الى الكورنيش ومن خلال مكالمته الهاتفية ندرك أنه مع مشكلة مع خطيبته ليتلقي صدفة بالبطل الثاني (ع ) الانثى التي تعيش هي بدورها مشكلة مع خطيبها (ج) . وبطريقة مباشرة ندخل لصلب الموضوع ولنتعرف عبر س وع و ج عن هذه الحالة ثم تستكمل الفصول تطورات اللقاء الثاني س مع ع في مكان من المفترض ان يكون مكان التصالح بين ع وج ثم تتطور العلاقة بين س وع في الفصل الثالث وتصبح مشكلة ع الاختيار بين س وع وتنهي في الفصل الرابع عودة ع الى ج و اعتبار س حالة خطأ .

نقاط ايجابية واخرى سلبية جعلت الرواية تترواح في مستواها الفني من المقبول تارة والجيد تارة اخرى والردئ تارة أخرى تجعل قل قارئ يرسم في ذهنه منحني المحصلة النهائية للرواية ورسم البياني الختامي للعمل 

من النقاط التي يؤخذ عليها صعوبة تتبع الغريب عن مدينة الاسكندرية عن تصور جغرافي للمكان فالوصف لم يكن دقيقيا بما فيه لمعرفة مستوى الطبقي والثقافي للشخصيات وكذلك لغة الحوار لم تكن مطابقة-وخصوصا تعمد الكاتب صبغ الواقعية للعمل- للهجة المحكية للاسكندارني حسب ظني وكان يكفي لو قامت الشخصيات المتممة بالتحدث بلهجة الاسكندراني مثلما كان يفعل اسامة انور عكاشة في اعماله البصرية .

هل كانت رسالة من هذه الرواية التي غالب عبيها طابع الثرثرة ؟ نعم ثمة هناك رسالة ورسالة قوية هي الثرثرة بحد ذاتها تلك الرسالة التي تذكرنا برسالة الثرثرة العبثية التي قدمها عميد الرواية العربية واستاذها نجيب محفوظ في روايته المشهورة ثرثرة فوق النيل وان كانت بصورة مختلفة تقدم لنا ثرثرة عبثية لعالم العربي اليوم لعينة تشغلها اليوم احداث بعيدة عما يجري حولها .

علاء الدين حسو

عنتاب 15/3/2014









الخميس، 13 مارس 2014

مقالات سياسية: سياسة "خبّطوا.مازال يتنفّس" بقلم:المختار الأحولي

هكذا يتحدّث بعض المنافقين والجهلة للشعب. عبر وسائل الإعلام.بقول حقّ يراد به باطل. لقتل بذرة الحياة فيهم. قائلين(نحن نريد الآمان والأمن. ونريد العيش الكريم في كنف المواطنة. وأن تعمل الدولة على إدارة حياتنا اليوميّة من خلال التخفيض في الأسعار. بما يتناسب مع قدراتنا الشرائيّة. "ونحن لا دخل لنا في معارك الأحزاب النظريّة.ومعاركهم السياسيّة. ولا علاقة لنا بمشاكل خياراتها اليمينيّة أو ألاشتراكية" نحن نريد فقط أن نعيش)

هذا الخطاب ذاته الذي قتل كلّ بذرة حياة في الشعب التونسي. وجعله رهينة لكلّ ديكتاتور يريد ركوبا ظهره بأسهل السبل وأسرع وقت. وسرقة لا فقط أمواله وعرقه. بل وبيعه ورهنه للمستعمر وللجهات الخارجيّة التي ترعى أصحاب رأس المال الداخلي من خلال شبكة علاقات توفّر له مزيد الإستثراء والاغتناء بفحش على حساب شعب يفقّر ويسرق جهده وثروته من خلال أيضا شروط صناديق يتسوّل منها هؤلاء باسم الشعب ما يسرقوه ليؤسس ممالكهم وقصورهم وحساباتهم البنكيّة الموزّعة خارج البلاد لضمان بعدها عن يد وأعين كاشفيهم وفاضحيهم للشعب .

خصوصا وأنه سلّم نفسه وثروته بخطابه هذا. وتفكيره المنقول عن باعثه وراعيه. وزارعه في لقمة حياتنا. وهو المتسلّق. الوصولي. الانتهازي. الذي يسعى بكلّ قواه وما أوتي من لؤم لكي يقود طائفة ناخبة من الموهومين بما أعمى أعينهم به من ورع وتقوى. أو في جهة مقابلة. في صورة راعي الحريات. والديمقراطيّة التي على مقاس صندوق النقد الدولي. وفروعه. وواهب صكّ الحكم له. في دول. تقود مشروع سرقة عرق الشعوب. وتحويلها إلى مزارع لتفريخ عبيدها. في شكلهم الجديد. ذي الألوان الزاهية السالبة لعقول هؤلاء الغفل. إلى طريق. هو نفسه يجهل(وذلك في أفضل حالاته الوطنيّة)إلى أين سيفضي به؟.وبالتالي سيفضي بشعب بأسره.ووطن بطم طميمه.

فالمعركة السياسيّة بين الأحزاب هي معركة خيار ومصير فما بين الاشتراكية والرأسماليّة بون شاسع. يحدّد مصير رزق المواطن التونسي. ومستقبل حياته الاقتصاديّة. التي تسطّر في عمق. وأساس أدوارها. الموازنة "عموما وبتبسيط كبير" بين ثمن عرقه وجهده. وسعر تواصل هذا الجهد. والمتمثّل في رغيفه. ودواءه. وما يستر بدنه. هو والعائلة. التي تمثّل استمرارية الحياة. وبالتالي الجهد والعمل وأيضا الاستهلاك. في هذا الوطن . وخصوصا حياته كلها بجميع تفاصيلها. ومستقبل ثروته الوطنيّة كاملة. وهنا نكتشف مقدار كذبهم حتى يبعدون المواطن عن معرفة حقيقة ما يصنعونه من خلال مراكزهم المتقدمة برزقه وجهده وثروة كدحه اليوميّ.

وهنا أراني مجبرا إلى العودة لما صرّح به رئيس الحكومة(التكنوقراطيّة).التي عيّنت فقط لتسيير وإكمال الفترة التي ستقودنا. إلى انتخاب من سيضع برامج البلاد الاقتصادية. حسب رغبة الأغلبيّة الناخبة.وهي ليست مطالبة بوضع برامج. بل خطّة إصلاح. وتحييد ما أفسده من سبقه في إدارة البلاد محاولا بسط نفوذه لاحتلال الحكم واغتصابه عنوة. وليس كما يروّج إعلاميّا وظاهريّا.من خلال الديمقراطيّة وحرّية الاختيار.

لذلك فإن دور هذه الحكومة ليس تنفيذ برامج بل وضع خطّة ظرفيّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي خصوصا. ومن هذا المنطلق فإنّ قراءته ودراسته التي تحدّث عنها والتي حملته إلى استنتاجات قادته إلى حلول هذه الحلول التي عوض أن تتوجّه إلى عمق الداء ذهبت إلى المسّ من لقمة لا فقط ألزوالي بل وتجاوزت لتمسّ من لقمة من كنّا نرى فيهم المرفّهين نسبيا وهم الطبقة أو الأصح الشريحة الوسطى.وبلغت لتمسّ حلم البطّال في شغل يوفّر له الكرامة والاستقلاليّة.وتحيلنا هذه الخيارات والحلول إلى توصيات صندوق النقد الدولي الذي قتل ويقتل أينما بسط وجوده كل استقلال لقرار وطني لمن هم أدرى بشعاب مكّة.وبوضع الوطن وقدراته وثروته وما يمكن لهما أو من خلالهما من إنتاج لحلول جذريّة لكل أزمة داخليّة أو حتى لها مساس أو حدود تماس مع أزمات خارجيّة.لكن هذا الصندوق الذي تموله وترعاه في وجوده وتوجّه مشاريعه التمويليّة لدول بعينها قصد تطويعها تمهيدا لاستعمارها والاستحواذ على ثرواتها سواء الباطنيّة أو جهد وعرق من يحسبوهم عبيد الزمن الجديد.

ولكي نكون منصفين. وبعيدين عن التحامل. سنوضّح بعض النقاط الأساسيّة في مشروع هذه الحكومة. والتي طرحها السيد مهدي جمعة في مداخلته المتلفزة.فحين يتحدّث عن صندوق الدعم. حتما يحيلنا إلى توصيات صندوق النقد. ومقترحاته التي تزعم إنقاذ اقتصاد تونس. حتى يوفّي التزاماته الماديّة لتسديد الديون المستوجبة.لكن يتجاهل هذا الفريق الحكومي. أن عديد الأثرياء الجدد على حساب الشعب. والمجرمين في حقّ الوطن.قاموا ولا يزالوا بسرقة هذه المواد. وبكميات تدفعنا للسؤال. من يسهّل لهم ويساعدهم على سرقة المواد المدعومة وتهريبها سواء إلى الخارج؟ أو لمناطق تغيب عنها رقابة الدولة لسبب أو لآخر؟ونحن نعلم علم اليقين أن الفلاّحين يوفّرون المادة الرئيسيّة الأولية و بأكثر من الطاقة التصنيعيّة الموجودة حاليا في البلاد. لذلك عوضا عن توفير مصانع توفّر مجالا لليد العاملة. وتنقذ الشعب من رعب البطالة. ومن رفع الدعم. نشطب صندوق الدعم إرضاء لهذا الصندوق الاستعماري. ونحوّل خيرات الفلاّحين ومصدر تواصل رزقهم إلى الزبالة. في انتظار موت الفلاحة. ونزوح الفلاحين للعاصمة طلبا للرزق في مواطن شغل أخرى.ها هو مشروع هذه الحكومة يحكم عليها بالإغلاق. وتوقّف عجلتها حين اختار أن يوقف الانتدابات. التي حسب رأييه تنهك خزينة البلاد.وبذلك يخرق إحدى بنود وجوده واختياره وأعني الحوار الوطني والبنود التي وضعها رعاته لهذه الحكومة. ويزيد في تعميق جراح ألزوالي. والشريحة الوسطيّة. التي انحدرت في ظلّ حكومات ما يسمى بالثورة إلى درك أسفل. من خلال توقيف تطوّر الأجور بما يتماشى وارتفاع الأسعار الجنوني. الذي تفرضه الرأسماليّة التي اشترت. ولا تزال تشتري(وهذا أحد مقترحات هذه الحكومة)ما خوصصته الدولة. من آليات ضمان عدم انفراد البرجوازيّة الجشعة. والبشعة. واللا وطنيّة. بخبز ألزوالي.وأعني الشركات والأراضي الدوليّة. والتي بنيت. وكانت أهمّ ركيزة في إثراء خزينة الدولة. وجعلها قادرة على مصارعة البرجوازيّة اللا وطنيّة في الداخل. وتموّل الدولة بما يسهم في عدم ارتهانها للخارج.والتي بنيت بعرق وجهد. وتضحيات الشعب.لنفرّط فيها اليوم ببخس الأثمان. لبرجوازيين لا يكتفوا من خلالها بسرقة جهدنا. بل ورهننا للخارج. من خلال شراكة كانت ولا تزال هي المنفذ للمستعمر. للتحكم بالوطن في كلّ وجوده. وخصوصا موقفه السياديّ الوطنيّ. وهذا هو أساس برنامج صندوق النقد الدولي المذكور من يقف خلفه في هذا المقال. فعوض إصلاح هذه الشركات (أو على الأقل ما بقي منها) وضخّ ما يمكن ضخّه لتفعيل وجودها. وجعلها مصدر رزق ليد عاملة. ومصدر توازن في السوق الوطنيّة. حتى لا يترك الحبل على الغارب. في يد رأسمالي غبيّ. غير واعي. حتى أصبح لا وطني. ذهبت هذه الحكومة إلى استسهال حلول صندوق النقد الدولي. وهو البيع والتفريط. فيما هو ملك للشعب أولا وأخيرا.

وللمتابع الفطن. سيجد أن هذه الحكومة البريئة جدا. تعاملت مع الشعب لتطويعه لهذا البرنامج الذي تقترحه. والذي ذكرنا ما نراه أهم نقاط فيها.بأسلوب تضليليّ وموارب. لإنفاذه إلى عقول البسطاء. حتى يكونوا سندهم على الساحة.فقبل يوم من طلت السيد مهدي جمعة. يطلع علينا وفي كلّ وسائل الإعلام الغير بريئة. ولا حتّى محايدة حتى الآن.سبر للآراء قامت به شركة مشبوهة. ومعروفة منذ زمن بن علي. لتوهمنا أنّ الشعب التونسي في غالبيته لا يهتم بقوته. قدر اهتمامه بالإرهاب والأمن.وتستضيف قنوات وإذاعات مكشوف أدوارها منذ زمن المخلوع. وجوها قدرها أن تكون كملمّع وملوّن. تطلع علينا فقط لتصوير المشاريع الحكوميّة وحلولها. على أنه لا مناص منها. ولا مفرّ من اعتمادها. وأنها الرأي الفذّ. والوطني الصرف.مع بعض تلوين بوجوه معارضة للمشروع. تظهر وكأنها تصارع الريح بمواقف دونكيشوطيّة. وسؤالنا الموجّه لهم. ألم تكتفوا من لعب هذه الأدوار. لتسهيل "استغباء" واستغفال شعب. بالفعل أثبت براءته ونقص فادح في تكوينه ووعيه. بحقيقة قدرته وثروة وطنه. التي يمثّل هو ذاته. أحد أهم ركائزها؟ وللسيد مهدي جمعة نقول. تلفّت إلى كنوز ما تقف عليه. قبل الالتفات إلى كراس شروط الصندوق المشئوم.من نفط منهوب. إلى ثروات فلاحيه تسرق وتباع خارج البلاد بلا حسيب ولا رقيب.إلى سوق موازيّة تستعمر جيب المواطن بمواد مجهولة المصدر والأضرار وليقف على أسباب التجائه إليها عوض شراء ما يعرضه المنتج التونسي.إلى غياب الرقابة على الذين يسعّرون ما يعرضونه من مواد السلع الوطنيّة خصوصا المدعومة منها..هذه عيّنة بسيطة جدا.. جدا.. مما يسعنا أن نقول.وللحديث بقيّة. 

تونس في:09/03/2014

شعر: عامية - فصحى: المصافحات العابرة والمصافحات التصادمية بقلم/ علاء الدين حسو

-1-

اليد كالقطار
تحمل ..
توصل..
تعطي..
تاخذ...
-2- 
المصافحات كحركة القطارات..
هناك مصافحات عابرة
وهناك مصافحات تصادمية
-3-
المصافحات العابرة كالقطارات المتجاورة
تمر باتخاهين مختلفين ، أو متوازيين.
بسرعات متماثلة، أو متفرقة.
المصافحات التصادمية كقطارين قادمين من مكانين متعاكسين يستخدمان عين السكة.
-4-

تكثر التصادمات في بلاد الشرق المتوسط
لفرادة السكة .
-5-
المصافحة لا ينفعها الثبات ولا التحولات
المصافحة تقتضي الهز .. وإلا لا معنى لها
و كثر الهز يخلع الكتف .
و طفحان الهز ، كخرو ج إحدى العربات وتهور القطار
-6-
منع المصافحة . حرمان لتدفق المعرفة ..
-7-
اليد .. مقدسة
وهي شغل العالم
فالمبابعة باليد
والمقايضة باليد
واللذة ترسل باليد .
-8-
والنصافحة انواع
منها كهربائي لاسع
ومنها بخاري لاذع
ومنها زيتي مائع
-9-
مصافحة الحبيب مخيفة
مصاحبة العدو مريحة
مصافحة الحبيب تصادمية
ومصافحة العدو عابرة
-10-
التلويح رفض للمصافحة
إما حزنا لحبيب
أو عقابا لمخطئ
أو تجنبا لطاغوت
أو ترفعا عن تكبر.
-11-
والمصافحة طرق
بالأنف
بالوجه
بالراس
وبالفم
وباليد
اليد أفضلها وأقواها
-12-
المصافحة تبادلية
تسخن البارد
وتبرد الساخن
لا يحس الساخن بنظيره
ولا البارد مع رديفه
كقطارين ..يسييران على سكتين متوازتين ..وبسرعتين ممتاثلتين
حيث يستحيل التوقف واللقاء معا في محطة واحدة .
علاء الدين حسو
عنتاب 10/3/2014

مقالات أدبية: هرمون الحبين بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

فخور بالمثقفات والمثقفين المتواجدين في المنتديات الثقافية المتنورة قصد سجَال جدلي يقودنا إلى ما هو أفضل وأحسن وأجمل لمعرفة مستجدات عالم الإنسان الذي خلق هلوعا جزوعا باحثا منقبا مستفسرا عن السلم والسلام مع مختلف بني جلدته وجنسه في الشكل واللون وفي المعتقدات والنحل والملل عل وعسى يسود الهيام بين سائر البشر في كل جزء من هذا العالم الجميل..
هناك الكثير من القصص الجميلة التي تُروى عن الهيام الروحي لتوائم الأرواح، الذي هو أعلى درجة مراحل الحب وهو جسدين بقلب واحد، ويعتبر الهيام حياة جديدة لأي إنسان يدخل هذه المرحلة العظيمة، ويؤكدون الحكماء في قصصهم أن الهيام أقوى من الحب العذري لأنه يعتبر جنون من العشق والحب الشديد الواجد والمتعلق بالشكل والمضمون ولا يستطيع أحدهما ((الأنثى والذكر)) التخلص من الغرام الناري وشعور بمشاعر من هام به وما يغضبه وما يفرحه وما يحب وما يكره...جميل عالم الغرام وما أدراك من الغرام...توائم الأرواح لها كواكب خاصة تستقر في أبراجها وتدور دورات حلزونية عبر مغناطيسية الانجذاب نحو شخص ما أو شئ ما، وقد ينظر إلى بعضهما من خلال عيونهما القرمزية على أنهما كيمياء متبادلة بين اثنين ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأكسيتوسين المعروف ب:"هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين..الله يا سلام!! ما أعظم التلاقي عند الوصال مع توأم الروح... حرث محروث رائع بامتياز تعتبر ثانية اللذة الكبرى أغلى من الدهر بأكمله...يا عيني!!!!!!
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

مقالات أدبية: سانفونية الأرواح بقلم/ بنيحيى علي عزاوي



توائم الأرواح يبحثون عن بعضهم البعض عبر مغناطيسية سامية في صرح هذا الكون الغريب السر والغامض الأسرار،.. كيف يتم اللقاء بين هذين المخلوقين من سلالة من طين وماء دافق مهين؟ لا أحد استطاع من فلاسفة علم الأرواح أن يثبت لنا نظرية علمية وإنما هناك مجموعة من الفرضيات حسب ثقافة شعوب العالم... كل شعب له حججه ودلائل تغريك عند قراءتها أو سماعك أحداثها..جميعها تصب في سرٍ تسيير القدر أو عن سحرية لعبة الصدف في حق معلوم لقائهم في مكان وزمان مسجَل في سجٍل مرقوم بشكل عجائبي يحار فيه العقل المستنير لفك رموز كتابة الكتاب، إلا من لهم بصيرة نورانية تستمد طاقتها من كواكب ذات روعة في الجمال، تدور في خطوط حلزونية و في فلك الأكوان يسبحون إلى مستقر مبين بساعة "بيو سماوية" إلى حين...توائم الأرواح لها حواس خارقة عن المألوف والمعلوم، تمتاز بسمع مغناطيسي بديع الكمال، أقماره الاصطناعية نبراس مرصع باللؤلؤ والمرجان.. مصوب بعناية ربانية وإتقان فوق رأس إرادة توأم الروح، يبرمج الأقمار الاصطناعية سلطان الذات الذي هو العقل الجليل الصنع من لدن الرحيم الرحمن،... ثم يعطي الأوامر لفسيولوجية الإنسان..، تتحرك الذاكرة الانفعالية تلقائيا نحو كومبيوتر فائق سرعة التدوين، ثم حاسة اللمس والنظر والشم والذوق تنتفض كالبركان في الذات وتعلن حالة الطوارئ منتظرة أموار القلب الظمآن للهيام الروحي العظيم...يا عيني....ويا سلام.. ما أجمل لقاء توائم الأرواح عند اللقاء المرتقب بحسبان.. 
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج 

قصة قصيرة : واثق الخطى بقلم/ محمد حسن عبد العليم

هو رجل واثق الخطى ، نظراته حالمة طموحه قوية تعكس شخصيته ، شاب في مقتبل عمره يحاول تحقيق أحلامه التي وضعها لمستقبله ، تخطى كل الصعاب ، وأجتهد وحقق خطوات ثابته من نجاحاته .
هو فارس أحلام كل فتاة لكنه أعجب بفنه ثم عشقه وأصبح حارسا عليه مرت سنون والحياة تسير بالنسبة للعمل والمستقبل مثلما حلم به وترجاه من المولى تقدم في العمر وشعره الأبيض، زحف على رأسه كثيرا ،وهو شارد يفكر في حياته يستعيد ذكرياته مع الحياه وما حققه فيها واثناء ذلك أرسل الله له هبة من عنده .
هي كالفراشه التي تحضن الدنيا صباحا عند شروق الشمس كالقمر ليلا تنير محيط أقامتها وتنير وجود والدها ووالدتها 
جذبه نور وجهها سطع في عينه فتجسد الحب في نسيم الهواء، في لون الشمس، في ضوء القمر، في خطوات أقدامهما عند اتجاهها نحو الآخر 
تبدل الدم داخلهما لتطبع اسم كل منهما داخل الاخر هي حالمة رومانسية تعشق معنى الحب فعزفت على أوتار قلبه 
وهو كان يحتاج لمن يروي قلبه بالحنان فكانت هي وردة أتت فجاة على بستانه مازال يحتفظ بقلب طفل 
قلبهما أعادا تشكيلهما فلم يعدا على شكل التفاحه كما نعرفه بل على شكل أسماهما او حرفان فقط ( ع ،ل )
هما قصة حب استطاعت هي أن تخلدها .
مرت سنوات لم يفارقا بعضهما مطلقا وذات يوم شعر بالبرد حاولت تدفئته لكنه شعر ببرودة جسده 
امسكت بيده كانت ترتعش ماذا حدث؟ بدأت ورقته تهتز قاربت على السقوط شعرت بذلك وقفت بجانبه تعلق هو برقبتها كتعلقه بأمه .
هو يحتضر هي تبكي فحبيب العمر سيعلن الوداع قريبا وجاءت اللحظة أعلن الوداع بكت على حبيب العمر ،وأقسمت عند دفنه أنها ستبقى على حبه
وصدقت ومازال الحب يحيا والحبيب سعيدا في قبره لأنه أحب ملاكا.

تاريخ: حتى لا ننسى بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر




لا تسقط النازية بالتقادم، ولا يضيع حق وراءه افريم زوروف، ولن يستطيع شرطي أن يتوارى في ثياب مدنية من أعين القناصة اليهود مهما أجاد التخفي أو بلغ من العمر أرذله، ولا حصانة لأفراد الجستابو حتى وإن تابوا وحسنت توبتهم. فالصهاينة لا ينسون ثاراتهم ولا تأخذهم بحراس الهولوكوست رأفة ولا رحمة حتى وإن بلغوا من العمر سبعة وتسعين عاما. 
عام 1944، وتحديدا في بودابست، وأمام معسكر حشر فيه اليهود أفواجا، وقف الضابط تساري لينظم الهياكل المضطربة استعدادا للترحيل أو الحرق، لكنه لم يكن مجرد حامل للأصفاد والكلاليب، وغالبا ما كان يتجاوز واجبات المناوبة الليلية، فكان يخلص في ركل اليهود بيديه وسوطه، ويتقن إذلالهم وتعذيبهم. 
لكن المغرور بنجومه اللامعة لم يستطع البقاء في منصبه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، واضطر إلى الهرب متخفيا بعد أن أدانته محكمة تشيكوسلوفاكية عام 1948، وحولت أوراقه إلى فضيلة العشماوي. واستطاع الرجل أن يغافل شرطة تورونتو ومونتريال خمسين عاما كاملة، بيد أنه اضطر إلى مواصلة رحلة الهرب بعد أن اكتشفت الشرطة أمره عام 1997. لكنه لم يستطع الإفلات من كلاليب الشرطة المجرية التي ألقت القبض عليه بعدها بعشر سنوات كاملة. 
كان تساري على رأس المطلوبين يهوديا، ليس لأنه الأكثر دموية وحسب، ولكن لأنه أحد المعمرين من النازيين القلائل في القرن الواحد والعشرين. ولم يكن الرجل الآمن في سربه يعلم أن الملياردير اليهودي زوروف قد خصص قدرا لا يستهان به من ماله ووقته لمتابعة هيكله العظمي النخر. "حين دق المجريون بابه، خرج تساري في ثيابه الداخلية، فالتقطوا له صورا المخجلة،" يضحك زوروف حتى يستلقي على قفاه أمام الكاميرا. وفي عام 2012، سربت الصحف الصفراء صورا غير مغرية لرجل تجاوز الخامسة والتسعين من الحزن في سروال داخلي غير فضفاض. 
كانت رحلة القنص التي بدأت عام 2011 مضنية للغاية، بدأت برسالة غامضة من مجهول مجري يطلب فيها ثمن رقبة تساري، ولأن زوروف يقدر الرؤوس جيدا، لم يساوم على رأس الرجل. وفي غضون أيام، اكتملت الصفقة، والتفت السلاسل الحديدية حول ساقين نخرتين معروقتين، ووجد التسعيني نفسه فجأة في قبضة التاريخ. 
قد تأتي العدالة متأخرة بعض الشيء، وإن ظن المتلذذون بفرقعات سياطهم أن ذلك رجع بعيد. وقد تجد من الجالسين تحت كفتي التاريخ تراخيا وتوانيا، لكن رجال الأعمال المستعدون لتسخير أموالهم في خدمة قضاياهم المصيرية قادرون على استعجال النطق بالأحكام المتأخرة رغم أنف القضاة والقوانين العاجزة. 
لما وجد زوروف من العدالة المجرية ما يريبه، قرر تسخير الإعلام لقضيته المشكوك في سندها، فحول صحيفة ذا صن البريطانية إلى متحدث رسمي باسم ضحايا الهولوكوست، وفوضهم لمتابعة القضية، وهكذا تحولت قضية تساري إلى قضية رأي عام، وانشغل ما لا يقل عن مليوني قارئ بحديث قد لا يكون لهم فيه ناقة ولا عقال. ورغم ما أثارته الصور المقززة لتساري من انتقادات واسعة، لم يراجع الملياردير اليهودي ولا عماله في الصحيفة البريطانية مسلماتهم الإنسانية ليرحموا عزيز قوم هرم وأكل على جسده الدهر وبال.
في أغسطس الماضي، رحل تساري بما يملك من ذاكرة مشوشة، لكنه ترك آلاف الروايات المنشورة في الصحف الناطقة بالمصالح والهبات في مشفى بائس في بودابست، لكنه ترك حسرة وكمدا في قلب الملياردير اليهودي الذي لم يتمكن من التشفي بضحيته المسنة وقتا أطول. وحتما وصلت رسالة زوروف العابرة للتاريخ إلى من تبقى من النازيين والمشككين بأمر المحرقة من كتاب الزمن الأخير. 
قد تكون قصة تساري من وحي خيال قناص يهودي محترف، وربما تكون رواية مدفوعة الثمن في زمن تشترى فيه الحكايات والخرائط والتاريخ، وربما يحق للمتابعين التشكيك في صحة ما جاء من روايات متضاربة من شهود لم تعد جماجمهم صالحة للقص، لكنها حكاية تستحق الالتفات من شعوب تحمل ذاكرة ذبابة، ولا تجد في عروق التاريخ ما يستحق الرواية. 
في أغسطس من عام 2013، حمل المشيعون جدث مئوية كاملة إلى اللحد، لكن اليهود الذين يجيدون استنطاق العظام النخرة، لم ينفضوا أياديهم فوق جثة تساري، وينصرفوا إلى شئونهم الصغيرة، بل عادوا إلى حواسيبهم المتقدمة لتلقي ما تبقى من رسائل، وفي جيوبهم آلاف النذور وفاء لمن رحل. أما الذين لم تجف دماؤهم بعد عند أسلاك العروبة الشائكة، فمستعدون للمقايضة والمبادلة وقبض الثمن ونسيان تاريخ لم يجف حبره دون ثمن. مسكين تساري الذي ظن أن ثارات اليهود كعنتريات العرب، فوقف عند مداخل معسكرات التعذيب شاهرا سوطه.
عبد الرازق أحمد الشاعر
Shaer129@me.com

الاثنين، 10 مارس 2014

المقالات الفلسفية: سمو الجمال بقلم/ بنيحي علي عزاوي


تحية إجلال وتقدير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الحرة في العالم.
مقال دراماتورجي لكي تستشف وتكتشف المرأة الحرة في العالم من مضمون/ المقال/ رؤوس أقلام لكي تقيٍم وضعيتها مع صنوها الرجل في هذا اليوم8---مارس لسنة2014..الذي يعتبر عند فقهاء القانون الدولي الحجر الأصم في وادي منظومة حقوق الإنسان-!!!
@سؤال أولي كوني متداخل:هل تستطيع المرأة والرجل في "الجنوب" تفكيك المفهوم الكوني لحقوق الإنسان..؟ و قتل عنصر الشر بداخل ذواتهما؟
@سؤال ثاني:أكتب للعقل المستنير،لا للعقل الشوفيني الطوباوي الذي يدعي المطلق.
@مدخل : من أجل استيعاب وإدراك مفهوم إنسانية الإنسان :
في كل مقالة وسيلة وغاية في نفس الوقت، ثم من جانب آخر بلاغ إنساني وهدف سامي،... مقالاتي برمتها تحفُر في جميع الثقافات الإنسانية وتحتوي مشاعرها النبيلة ثم تغربل وترتٍب الفضائل العليا تحصيهم الذاكرة الواعية بالدرجات... طبعا من خلال الأفكار المتنورة المستوحاة من تراث شعوب العالم... ما أعظم عقل البشر الصانع المعجزات في عالم الخير والشر.. يظن بعض الفلاسفة أن ميزان الذات البشرية لها توازن ولا زالوا يعتقدون و لم يحددوا بعدُ من الأحسن والأفضل: هل الشر أم الخير؟ 
@سؤال ثالث:هل الخير هو سلطان الذات أم الشر غريزة منذ الأزل بحسبان ؟؟...يا لروعة الخلق في تركيبة البشر في سمو الجمال.. 
@استهلال: روعة الجمال في عين العقل آية يدبًرها كتغريده لعيون القلب الولهان...!!!
سمو الجمال هو نشوة لذيذة يتذوقها العقل بعين ثاقبة في آية الأبصار... وينظر لجمالها ألعجائبي القلب الذي ليس مضخة للدم فقط،بل هو يتبصر بعيون قرمزية ذات منظار غريب الصنع من صناعة الرحمن...الجمال لا يمكن أن نحدده في شكل من الأشكال...،أو إطار...!!.كل بشر يحدده حسب ذهنه.. مضمونه الجمال مسبوك بالتأمل والبرهان حسب قدراتنا الفكرية....، الجمال هو حياة تحيى في كل عالم الأكوان ...حتى في المستنقعات لها جمالها لذوي الأبصار... وفي فضاءات أخرى يانعة بالورود والريحان.... وأشجار باسقة ظلالها من نخل وتين ورمان... إلى مخلوقات مختلفة الأشكال والأحجام ...من حشرات وحيوانات ذات أفنان....ومن بينها عالم الإنسان... الذي هو موضوع بحثنا وتغريدتنا في ألهنا والآن....
الإنسان مخلوق جاء إلى هذا العالم((الغامض)) ثم اكتسب ثقافة ورثها عن الأجداد بحكم صيرورة الزمان ...تغير العقل البشري تدريجيا ببلايين السنيين امتدادا حبا في البقاء لسلالة آدم عليه السلام.(هكذا علمونا في المدرسة والبيت عن التراث الشعبوي العالمي، وقيل العكس عند "داروين" وعن أشياء أخرى لازال العلم لم يثبت دلائلها بالبرهان. ومع دورات عقارب ساعة الزمان..تطور عقل البشر واستطاع أن يطوع الطبيعة ويتحكم في دواليب هندستها طولا وعرضا وأفقا وعمقا في الآن... وبفضل فنون "علم" الفيزياء وضع للطبيعة ميزان....الأقمار الصناعية تملأ الكون العظيم...وسفن فضائية تسبح بعجائبي العقل ولازلت تبحث عن سمو الجمال..المتواجد ربما عند مخلوقات أخرى ذات أكمام....عجيب أمر هذا الإنسان... يحب ويكره بسرعة..ولا يشبع من لذة الجمال في كل وقت ولحظة المحال...جمال الروح له مميزات خاصة مع توأمه أثناء صدفة الصدف يكون أحسن وأجمل وأمتع وألذ في التلاقي والوصال....ما أعظم اللقاء عندما يكتمل باحتفالية عرس الأعراس موسيقاه متعة رائعة سانفونيتها هادئة وناعمة الإيقاع كأريج نسيم عليل في فجر الصباح..ما أحلى الحرث المحروث في الأرض الخصبة مع حور عين الملاح...الأنثى والذكر إذا تم بينهما الهيام الروحي يكون حرثهما و لباسهما من حرير ناعم له طعم لذيذ وأريجه من عطر ومسك وريحان. بغض النظر عن الممل والنحل والديانات السماوية والوضعية... يا لروعة الجمال في الحرث المحروث مع الروح "التوأم" من أجل إنتاج جينات العباقرة لكي ترتقي سلالة البشر إلى عالم الفضائل والمساواة والحب والإخاء والوئام والدالة الاجتماعية والسلم والسلام شريطة ذبح الشر واقتلاع جذوره من عمق ذات الانسان...
@السؤال الأخير :هل مع مرور السنوات والقرون يحقق الإنسان الكوني الراقي هذا الحلم السامي لبني البشر؟
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

مقالات تربوية: كن طيب القلب تكتشف ما هو أطيب منك بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

طيبة القلب نعمة من نعم الدنيا، لا تباع ولا تشترى ولا تهدى أو تصنع بعلم معين ثم لا تتحكم في نبتة بذرتها وبلورتها بتربية شعبوية غيبية أسطورية من طرف الأبوين ولا المجتمع يؤثر فيها ولا حتى العلوم الإنسانية الدقيقة بشتى فروعها تستطيع تغيير الذات الموبوءة من أبوين تزوجا من أجل سُنة النكاح فقط،..بل تتواجد جينات انسيابية من ماء دافق مهين يخرج من بين صلب المخيخ والعقل وإرادة رجل وامرأة لهما جينات العباقرة..هذان المخلوقان لهما هيام الأرواح الطيبة، ولهما قدرة قادر أن يزرعان نبتة طيبة في قلب جنينهما الإنسان الكوني المرتقب الذي أتحدث عنه من حين للآخر في الكثير من دراساتي المسرحية التي قلت فيها ولازلت أأكد أن الممثل المبدع يجب أن يكون الانتيلجينسيا لكي يستطيع إضفاء معجزة السحر الجمالي بروعة إبداعه على خطاب العرض ليبهر العقل ويسعد القلب ثم يخلق انسجاما بديعا ساميا لتجمع الأرواح في المكان القدس المسمى:theatron.
نبتة توائم الأرواح بذرة ذات أكمام وأفنان لها سلطان عظيم من ملكوت السموات مسيرة سابحة كالأفلاك والنجوم والكواكب بحسبان...مثلها كمثل النجم الطارق، بديعة التكوين في سمو الخلق والإبداع من صانع الأكوان الحي القيوم هو الواحد الأحد ليس مثله شئ بل هو قريب للإنسان من حبل الوريد حين ندعوه يستجيب لذوي الألباب الذين لهم سلطان الأرواح ويتخذون من مبدأ واحد سامي /فقط / من المبادئ المثلى الراقية في سمو الجمال ...قريبا سيكون الإنسان الكوني الذي هو فينا ومن بيننا... ومادام الإنسان مؤمنا بذاته كمخلوق ضعيف وقوي في نفس الوقت ..ضعيف من حيث تكوينه البيولوجي فاكتشف باستمرار الداء والدواء.. وقوي من خلال عقله العظيم الله قال فيه الله في العقل: ((أقبل فأقبل وقال أدبر فأدبر.. وقال: وعزتي وجلالي لا ولن أعطيًنك إلا لمن أحب من عبادي)). جميل ورائع..كن متفائلا بالقضاء والقدر. واستمر في البحث المبحوث لأن"المبحوث" اسم المفعول من منظمة قانونية نحوية بامتياز..من فعل"بحث" يتطلب منا السير قدما للاستفسار والتساؤل في جوهر الأشياء..أجل "المبحوث" كلمة فلسفية ترقى بنا إلى عالم الخيال والتخيل في جمال الكون العظيم...ويتساءل المتأمل في كل لحظة وحين ولا تعلٍم عناصر ذاتك الكسل والتكاسل بل حرٍكها وتحرَك مع المجتمعات الإنسانية في كل مكان بغض النظر عن ألوانهم وأشكالهم أو عقيدتهم أو ملتهم أو دينهم ، واضبط جيدا قياس وحدة الزمان لأن حياة الإنسان قصيرة جدا تتحكم فيها ساعة بيولوجية إلى حين مكان....وإن استطعت صقل ذاتك بمعين العلم المرصع المبين لكان ذلك أحسن وأعظم، حينها يؤتيك الله نورا تستبصر به جمال الكون وسمو الإنسان الكوني البديع الخلق والأخلاق، ومن حيث لا تعلم تؤتيك مسرَات من مخلوقات طيبة مثلك أو أكثر بخيرات كثيرة من حيث لا تحتسب بسحر عجائب الصدف في حياتك كتفاحة"نيوتن" المباركة هي سبب اكتشاف نورانية الجاذبية...ما أروع صدفة المفاجأة حين تأتيك من ملكوت السماء تمطر عليك غيثا مباركا كالنجم الطارق مفعم بنور حب وحنان وعطف ونبل، يرزق القلوب الطيبة نبتة سامية الأخلاق العليا تنبت كشجرة بديعة الجمال في الشكل والمضمون تنمو في القلب بسرعة الضوء تثمر فاكهة ليس كمثلها شئ في حياة كوننا الجميل، لذتها أروع من نعم الكوكب الأزرق الرائع الصنع والبهاء..تشفي/الفاكهة/ كل من يأكلها من كل الشرور وتقوي فيه مناعة الخير المبارك بالسلم والسلام. نعرف جيدا أن في أرضنا أصبحت موبوءة بفيروسات شروري العفاريت المخلوقة من شجرة نار وأبالسة في الصفة البشرية المخلوقة من ماء دافق مهين ملوث من أبوين مثليين تحديا سلطان توازن جمال الطبيعة فأصبحت ذاتهما كشجرة الصنط. فروعها من رؤؤس الشياطين.. توسوس وتخنس للطيبات والطيبين بالحقد الحقود وتزيٍن للغافلين على أن الشر فيه منافع للناس وتوصي فقط باجتناب جمال الكون العظيم ..وأما الشجرة الطيبة بقدرة قادر يصبح أصلها ثابت في القلب الطيب وفروعها تتفرع في الذاكرة الانفعالية والخيال والعقل والمشاعر والحواس الخمسة بل تصبح في حاسة الرقيب سادس حاسة ثم في حاسة إرادة الإنسان حاسة سابعة....سبحان من خلق كل مخلوق بحسبان...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

شعر: عامية - فصحى: لسه الظلم مكلبش فيا بقلم/ محمد حسن عبد العليم

لسه الظلم مكلبش فيا
وف رجليا
وموقفنى
مش عارف امشى
لسه الظلم مقيد ايدى
مكتف وشى
رايحة ملامحى
مش عارف اضحك
مش عارف اكل
مش عارف اشرب
ولا عارف اهرب
لسه الظلم حبسنى فى قمقم
مش عارف اخرج
نفسى احب
قلبى مجمد
عاوز حاجة
نفسه فى حب
مش لاقى حب
اصل القلب
بيرفض يعشق قلب حزين
قلب مكلبش
قلب الموت فيه هيعشش
لسه الظلم بيقوى عليا
تعذيبى بالنسبه له غيه
اه م الظلمه
ليه بيخلوا حياتنا فى ضلمه
حد يجاوب

قصة قصيرة: وداعًا حبيبتي بقلم/ محمد حسن عبد العليم

ربما القدر هو الذي وضعها في طريقه فتمسك بها وأحبها رغم ما حدث له بعد ذلك من هذه المرأة.. هو الصحفي الملتزم، الذي يمتلك جاذبية خاصة في كتابته وإبداعاته الأدبية، كان كل حلمه أن يصبح كاتبًا صاحب رأي وأسلوب مميز في الكتابة، ولم يحلم بالحب مطلقًا..
رآها أول مرة في أحد (الاستوديوهات) وهي تصور مسلسلاً جديدًا، فهي ممثلة شابة جميلة، تمتلك قدرًا كافيًا من الجاذبية كي تلغي قانون الجاذبية لـ (نيوتن) من كل أساسياته..
هكذا كانت هي.. تعرف عليها، وعرفها بنفسه.. لا يعلم ما سبب انجذابه إليها.. ربما جمالها.. فطرتها في التعامل مع الآخرين.. ربما خلقها.. أو ربما كل هذا.. مرت أيام كان يراها فيها بين الحين والآخر، لكنه توقف عند سؤال راوده: لماذا يختلق الفرص والمواقف كي يحدثها أو يراها؟ أهو يحبها؟.. سؤال سألته له الأيام، فأجاب بالإيجاب، نعم يحبها، ويتمنى الارتباط بها، لكن كيف وهو لا يمتلك أي شيء سوى قلمه وعمله وإبداعه.. توقف عن ملاحقتها.. جعل الأيام تتكلم، والعيون تتحدث، والآذان تستمع..
في أحد الأيام، طالعته الصحف بخبر حادثة وقعت لسيارتها، وأصابتها بكسور في جميع أنحاء جسدها.. فور قراءته لهذا الخبر، هرول إليها ليطمئن عليها.. دخل حجرتها.. رآها.. ممددة على الفراش، وقوالب الجبس تحيطها.. لم يتمالك نفسه، ولم يتمالك قلبه، انهمرت الدموع من عينيه.. أهو حب حقًا.. هو سيفقدها، وبمجرد أن تولّد هذا الإحساس داخله بدأ يبكي كثيرًا.
كان يطمئن عليها كل يوم، يزورها، بدأت حالتها تتحسن، وبدأت تتجاوب مع من حولها، عرفت أنه زائرها المعتاد كل يوم قبل ذهابه إلى عمله..
أحبها كثيرًا، وزاد حبه لها يومًا بعد الآخر.. بدأت عاطفتها تتجه إليه.. مرت ثلاثة أشهر.. خرجت من المشفى.. لكن هناك عاهة قد أصابت إحدى قدميها، وستظل هكذا دائمًا، لا تستطيع أن تتحرك إلا بعصا تتوكأ عليها.. بدأت أنوار الشهرة تتخافت من حولها.. انتابه الخوف عليها من أن يصيبها الاكتئاب.. بدأ في كتابة قصة لها لتعود بها إلى عملها.. انتهى من كتابتها.. وأقنع بها إحدى شركات الإنتاج التي وافقت بعد صعوبة كبيرة على أن تقوم حبيبته ببطولة القصة في فيلم سينمائي.. كان يساندها بكل جوارحه.. وقف بجانبها.. كان يرافقها لمواقع التصوير.. حتى انتهت من تصوير الفيلم.. جاء يومًا واعترف لها بحبه، فابتسمت، واعترفت هي الأخرى بحبها له.. تمت الخطبة، واستعدا لإتمام الزفاف.. لكن قبل موعد الزفاف بحوالي أسبوع، تم عرض الفيلم.. نجح نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، صفق لها النقاد.. عادت للأضواء.. فسخت الخطوبة، ونشرت في إحدى الصحف أنها ستسافر بلاد أوربا لعلاج قدمها وإزالة العاهة.. لكن لا تعلم أنها النهاية.. سقطت الطائرة التي استقلتها، واحترقت مع كل ركابها في يوم 31 أكتوبر 1999، وأذيع الخبر في كل قنوات العالم.. لم يجد أي رد فعل داخله سوى أنه سامحها، وكتب مقالاً أسماه.. (وداعًا حبيبتي).

مقالات أدبية: ما أغرب وأعجب حروف العلة؟ بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

عاشق يبحث عن روعة الفكر الأنثوي في الزمكان اللحظي الذي كثرت فيه حروف العلة ...مشكل كبير وعويص مع حروف العلة.. لا لون ولا شكل لها.. تجدها باستمرار حتى في تأملاتك مع ملكة خيالك تنغصك وتشكك في تشكيك الشك.. حروف العلة مثلها كمثل إبليس هو يراك وأنت لا تره وإذا أحسست بريحها الزئبقي يلف حولك عطر من مسك جميل فائح جنة جنان يدوخك وتنساب انسيابا وتنسى ما أنت باحث عنه..حروف العلة لها قدرة فائقة في عالم التكنولوجيا بلمح بصر تعطر الجو حتى لا تستنشق رائحتها الزئبقية ثم يمكن لذوي الحاسة السادسة تلمسها من خلال تحولها إلى أحباب وأصحاب و أقارب تسمع سانفونيتهم الناصحة النصوح المزركشة بعلم الكتب الصفراء التي تقول: إن القرين يتسلط على من يعشق العشق العذري لامرأة شاعرة ،والعكس بالنسبة للمرأة إذا صار غرامها لشاعر مغوار مطوع الكلمات وأرجعها لينة جميلة جمال الورد في عز فصل الربيع الممتدة ظلاله في فجر بلجة الصباح ....حروف العلة نخرت أفكارنا بالخرافات ولأساطير وعلمتنا الأفكار الطوباوية أن لا نوظف حروف النفي وجمل الشك والتشكيك وإلا ارتكبنا معصية وإثم الآثمين في الدنيا والآخرة.
حروف العلة متواجدة في كل الميادين..في الصحافة تجدها سباقة إلى الإشاعات الملفقة ضد حروف الاستبصار..حروف العلة تجدها في الصدارة عند مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة وفي الجمعيات الحقوقية والجمعيات الخيرية ثم حتى في مؤسسات المجتمع المدني تتصدر الصدارة وتسبق السابقين العارفين بعلم اليقين ..حروف العلة لا تعرف النوم والتهاون والتكاسل حيث تتخذ موقف من كل علَم "علم" وتختزله اختزالا براقا تدهش به أصحاب العقول البائسة اليائسة والشاذة شدد الجنس الثالث الذي أصبح يشهر زواجه وسماه"زواج المثليين" ولكن حروف العلة لها صراع دائم ومستمر مع أصحاب المناعة الذي سيصححون حروف العلة بتلقيها لقاحا عجائبي وتتحول إلى كلمة "الغُلَة"...نقطة فوق العين....؟؟ كيف يمكن سحق العين وإرجاعها حرف الغين؟؟؟
لننتظر ما سيكتشفه لنا علم الحداثة...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

مقالات سياسية: استقالة على الهواء بقلم/ عبد الرازق أحمد الشاعر

حين تحشرك السياسة بين قوسين، وتجد نفسك مضطرا لإذاعة منشورات غبية تمليها عليك الأموال العابرة للحقائق، وتقف الحروف في حلقك منزوعة الفاعلية، وتفقد ثقة الباحثين عن الحقيقة في بريق عينيك ونبرات صوتك، وتقف عاجزا عن البوح أمام مكبرات الصوت والعدسات المحدقة في وجهك المربد، يمكنك أن تغادر. يمكنك أن تخلع طوق الطاعة من أذنيك، وتلقي بأوراق المعدين فوق الطاولة، وتقف كما لم تقف من قبل لتعلن انسحابك شاء من شاء وأبى من أبى. يمكنك أن تدير ظهرك لكل الوجوه التي لطالما انحنيت أمامها في ضعة، وأن تغادر صندوق مخاوفك القديم لتخرج من العلب المغلقة إلى ضجيج الحياة وصخبها وتتنسم عبق الحرية.
هذا بالضبط ما فعلته ليز وال مذيعة قناة روسيا اليوم اعتراضا على غزو الدببة لأوكرانيا بعد ثورة شعبية جارفة أطاحت بفيكتور يانوكوفيتش واضطرته إلى مغادرة البلاد إلى مسقط دعمه في روسيا. كانت المرأة تتصبب شجاعة وهي تعلن خروجها السافر عن قضبان القناة التي يمولها الكرملين من ذات الاستديوهات التي بثت منها أخبارا تظن أنها الحقيقة على مدار سنوات. وبنفس الثقة التي وقفت بها تتحدى التدخلات الأمريكية في شئون البلاد والعباد، جلست ليز خلف الكاميرا لتلقي نظرة وداع من شرفتها الضيقة على العالم لتقول: "إيمانا مني بأهمية نشر الحقائق، أعلن بكل فخر استقالتي." وهكذا تحولت الفتاة من مقدمة أخبار إلى خبر في المقدمة، وشغلت الرأي العام المشغول حتى أسفل ذقنه بمتابعة الفعل الروسي وردود الأفعال الأمريكية والأوروبية على مقدمات حرب كونية قد تكون الأخيرة في تاريخ الفساد البشري على ظهر البسيطة.
صحيح أن استقالة ليز لن تحل مشاكل الثوار في أوكرانيا، ولن تقنع أهل كريميا بالعدول عن التصويت المزمع حول انضمام القرم إلى روسيا، كما لن تقنع أمريكا بسحب تهديداتها الأخيرة لبوتين، لكنها مجرد حجر ألقته شابة وسيمة في وجه الكاميرا عله يصل إلى قلوب وعقول من يشاهدها من أصحاب الكنبة في منطقة قابلة جدا للاشتعال مع أي تصريح غير مسئول. 
حتما ستتهم ليز بالتحيز لبلاد فر إليها أجدادها ذات اضطهاد، فوجدوا فيها المأوى والسكن، وستتهم ليز بالتحيز السافر ذي الخلفية العنصرية ضد أصحاب القامات العالية والفرو الكث لأنهم طاردوا أسلافها المجريين حتى أسلاك أمريكا الشائكة. وسيقول المغرضون من أبناء عالمنا العاجز أن المرأة حملت سفاحا من أموال المخابرات الأمريكية، وأنها تنفذ أجندة خاصة تهدف إلى نزع الثقة من القنوات الراعية للمصالح الروسية في أمريكا والعالم. وسيقول المخلفون من الكريميون أنها تحاول كسب المزيد من الأضواء والشهرة على حساب مصالحهم المعطلة.
كان بوسع ليز أن تلقي باستقالتها المسببة من تحت الطاولة لرئيس القناة، وتعتذر عن تقديم الأكاذيب ولوي أعناق الحقائق، وتخبره أن ما تقدمه في نشرتها الإخبارية لا يتوافق مع المبادئ الحرة التي تشربتها من مجتمع الكاوبوي. كان بإمكان ليز أن تخرج من نفس الباب الصغير الذي ولجته لاهثة لتنال حظا وافرا من الشهرة والمجد دون إحداث ضجة لا تتناسب مع مستوى الإهانة، إن كان في الأمر ثمة إهانة. لكن الشابة أبت إلا أن تسير على خطى آبي مارتن التي انتقدت في برنامجها الحواري على قناة روسيا اليوم ما تفعله الخوذات الروسية بأهالي كريميا. 
لم تكن استقالة أحمد موسى مقدم برنامج "الشعب يريد" على قناة التحرير بدعا من الاستقالات إذن، ولم يكن بثها على الهواء مباشرة مفاجأة لمتتبعي مسلسل الاستقالات في العالم عامة وعلى الفضائيات المصرية خاصة والذي دشنه الناقد الرياضي علاء صادق باستقالة مبثوثة عبر الأثير ليشاهدها ملايين المتتبعين لخلافه الشهير مع المعلق مدحت شلبي حول عدد الأهداف التي كان من شأنها أن تؤهل مصر لمونديال 2010. 
تقديم الاستقالات على الهواء مباشرة موضة عالمية إذن، يلجأ إليها مقدمو البرامج احتجاجا على سياسات القناة. وربما تتعدد أسبابها، لكن نتائجها في الغالب واحدة. فهي تثير الزوابع في عقول المشاهدين وتتركهم فرائس للتخمين والحدس. وتضيف قدرا لا يستهان به من النجومية الكاذبة على شخوص الإعلاميين المغمورين، لتجعلهم ملء السمع والبصر. وفي بلاد تقتات على الشائعات كبلادنا، وتمر بما نمر به من فتن، تصبح تلك الأحداث الصغيرة طبقا من الدسم فوق الموائد الفارغة. 
ربما تغضب كلماتي أصحاب العنتريات المدعاة من الإعلاميين الذين يجهزون استقالاتهم المسببة من قنوات فضائية ملأوا من أموالها "المشبوهة" بطون أطفالهم وأرصدتهم الخاوية، ورضوا عن سياساتها "المشبوهة" شهورا وسنوات. لكنني أذكرهم وأذكر ليز أن النجومية اليوم للشعوب، ولن تسرق ثلة من الإعلاميين المراهقين أضواء الشهرة من أصحاب المواقف الصادقة، وإن كان لدى شعوبنا المقهورة اليوم ما يشغلها، فللكاميرا حتما ما يشغلها عن متابعة استقالاتهم المسببة. 
عبد الرازق أحمد الشاعر
Shaer129@me.com