طيبة القلب نعمة من نعم الدنيا، لا تباع ولا تشترى ولا تهدى أو تصنع بعلم معين ثم لا تتحكم في نبتة بذرتها وبلورتها بتربية شعبوية غيبية أسطورية من طرف الأبوين ولا المجتمع يؤثر فيها ولا حتى العلوم الإنسانية الدقيقة بشتى فروعها تستطيع تغيير الذات الموبوءة من أبوين تزوجا من أجل سُنة النكاح فقط،..بل تتواجد جينات انسيابية من ماء دافق مهين يخرج من بين صلب المخيخ والعقل وإرادة رجل وامرأة لهما جينات العباقرة..هذان المخلوقان لهما هيام الأرواح الطيبة، ولهما قدرة قادر أن يزرعان نبتة طيبة في قلب جنينهما الإنسان الكوني المرتقب الذي أتحدث عنه من حين للآخر في الكثير من دراساتي المسرحية التي قلت فيها ولازلت أأكد أن الممثل المبدع يجب أن يكون الانتيلجينسيا لكي يستطيع إضفاء معجزة السحر الجمالي بروعة إبداعه على خطاب العرض ليبهر العقل ويسعد القلب ثم يخلق انسجاما بديعا ساميا لتجمع الأرواح في المكان القدس المسمى:theatron.
نبتة توائم الأرواح بذرة ذات أكمام وأفنان لها سلطان عظيم من ملكوت السموات مسيرة سابحة كالأفلاك والنجوم والكواكب بحسبان...مثلها كمثل النجم الطارق، بديعة التكوين في سمو الخلق والإبداع من صانع الأكوان الحي القيوم هو الواحد الأحد ليس مثله شئ بل هو قريب للإنسان من حبل الوريد حين ندعوه يستجيب لذوي الألباب الذين لهم سلطان الأرواح ويتخذون من مبدأ واحد سامي /فقط / من المبادئ المثلى الراقية في سمو الجمال ...قريبا سيكون الإنسان الكوني الذي هو فينا ومن بيننا... ومادام الإنسان مؤمنا بذاته كمخلوق ضعيف وقوي في نفس الوقت ..ضعيف من حيث تكوينه البيولوجي فاكتشف باستمرار الداء والدواء.. وقوي من خلال عقله العظيم الله قال فيه الله في العقل: ((أقبل فأقبل وقال أدبر فأدبر.. وقال: وعزتي وجلالي لا ولن أعطيًنك إلا لمن أحب من عبادي)). جميل ورائع..كن متفائلا بالقضاء والقدر. واستمر في البحث المبحوث لأن"المبحوث" اسم المفعول من منظمة قانونية نحوية بامتياز..من فعل"بحث" يتطلب منا السير قدما للاستفسار والتساؤل في جوهر الأشياء..أجل "المبحوث" كلمة فلسفية ترقى بنا إلى عالم الخيال والتخيل في جمال الكون العظيم...ويتساءل المتأمل في كل لحظة وحين ولا تعلٍم عناصر ذاتك الكسل والتكاسل بل حرٍكها وتحرَك مع المجتمعات الإنسانية في كل مكان بغض النظر عن ألوانهم وأشكالهم أو عقيدتهم أو ملتهم أو دينهم ، واضبط جيدا قياس وحدة الزمان لأن حياة الإنسان قصيرة جدا تتحكم فيها ساعة بيولوجية إلى حين مكان....وإن استطعت صقل ذاتك بمعين العلم المرصع المبين لكان ذلك أحسن وأعظم، حينها يؤتيك الله نورا تستبصر به جمال الكون وسمو الإنسان الكوني البديع الخلق والأخلاق، ومن حيث لا تعلم تؤتيك مسرَات من مخلوقات طيبة مثلك أو أكثر بخيرات كثيرة من حيث لا تحتسب بسحر عجائب الصدف في حياتك كتفاحة"نيوتن" المباركة هي سبب اكتشاف نورانية الجاذبية...ما أروع صدفة المفاجأة حين تأتيك من ملكوت السماء تمطر عليك غيثا مباركا كالنجم الطارق مفعم بنور حب وحنان وعطف ونبل، يرزق القلوب الطيبة نبتة سامية الأخلاق العليا تنبت كشجرة بديعة الجمال في الشكل والمضمون تنمو في القلب بسرعة الضوء تثمر فاكهة ليس كمثلها شئ في حياة كوننا الجميل، لذتها أروع من نعم الكوكب الأزرق الرائع الصنع والبهاء..تشفي/الفاكهة/ كل من يأكلها من كل الشرور وتقوي فيه مناعة الخير المبارك بالسلم والسلام. نعرف جيدا أن في أرضنا أصبحت موبوءة بفيروسات شروري العفاريت المخلوقة من شجرة نار وأبالسة في الصفة البشرية المخلوقة من ماء دافق مهين ملوث من أبوين مثليين تحديا سلطان توازن جمال الطبيعة فأصبحت ذاتهما كشجرة الصنط. فروعها من رؤؤس الشياطين.. توسوس وتخنس للطيبات والطيبين بالحقد الحقود وتزيٍن للغافلين على أن الشر فيه منافع للناس وتوصي فقط باجتناب جمال الكون العظيم ..وأما الشجرة الطيبة بقدرة قادر يصبح أصلها ثابت في القلب الطيب وفروعها تتفرع في الذاكرة الانفعالية والخيال والعقل والمشاعر والحواس الخمسة بل تصبح في حاسة الرقيب سادس حاسة ثم في حاسة إرادة الإنسان حاسة سابعة....سبحان من خلق كل مخلوق بحسبان...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق