كانت أجمل بنت في الكلية، فرغم جمال وجهها الأخاذ، إلا أن ما كانت يميزها شدة رقتها وثقافتها المتنوعة، فقد كانت تقرأ وتطلع على الكثير من الكتب العلمية والأدبية والفنون التشكيلية.. كانت حلمًا يراود كل شباب الكلية..
عندما كنت أجتمع مع زملائي، لا يخلو حديثنا عنها.. كنا ننتظر الخطيب المنتظر، الذي يستقدم لها لنرى ما به من مميزات.. لا أنكر أني حلمت بها كثيرًا، وتمنيتها، وقد شجعني على ذلك ابتسامتها لي كلما التقت عيوننا، وحديثها معي في بعض الأحيان، وسؤالها عن شقيقتي الكبرى، فهي صديقتها منذ فترة..
تخرجت من الكلية وما زال الحلم يداعبني، لكنه بعيد، فهي بنت الدكتور، وبنت الدكتور ستتزوج – حتمًا – ابن دكتور مثلها، وليس شابًا بسيطًا ما زال في بداية حياته العملية.. بعد تخرجي قابلتها مرات قليلة تكاد لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان الحديث المعتاد ولغة العيون هي المشتركة بيننا.. في أحد الأيام زارتنا صديقة لشقيقتي ولها في نفس الوقت، وتحدثنا عنها، وفوجئت أنها كانت معجبة بي مثل إعجابي بها.. لم أصدق.. ابتسمت في سخرية، وشرد ذهني عدة دقائق، إلى أن قاطعتني صديقة شقيقتي على خبر زواجها من معيد بالكلية، وهو ابن دكتور أيضًا، فابتسمت مرة أخرى، وقلت مخاطبًا.. لقد أعجبت بي قبلك، وحلمت بي قبلك، والحلم الجميل الذي لا يتحقق، يظل حلمًَا جميلاً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق