سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 7 ديسمبر 2013

مقالات فلسفية: الشعور أخلاقي بقلم/ أحمد حضرى

إن المفارقة التي يطرحها الفيلسوف طه عبد الرحمن بين العقلانية المجردة و العقلانية "المتخلقة" لابد وأن ترمي بظلالها على النص؛ من حيث كونه علامة على معنى في ذاته، أو من منظور آخر يلقي بظلاله على المعنى من حيث طرائق عقلانيته.
وإذا كان المشروع الحداثي للغرب قد عقلن المعنى ليصطبغ بالـ"المحايثة"، أو عقلنه ليصطبغ بـ"السيميوز"، إلا أن تلك العقلنة لم تمنع من ظهور "الخطاب التطويعي" الذي يفتقر إلى "الأخلاق".
وباستقراء المشروع المعقلن للسيميولوجيا نجد تطورا مهما في النظرية يتمثل في أسبقية الشعور على الفعل، ذلك الشعور غير المختذل في الموجودات المادية، وفي الوقت ذاته ليس محض ذاتية، لا يزال تصورهم للعقل والشعور كائنات مستقلة عن الإنسان، في حين يستقرأ طه عبد الرحمن العقل في ضوء المجال التداولي الإسلامي على أنه نتاج فعل القلب، ومهما يكن من أمر فتصور السيميولوجيا لاستقلال الشعور عن العقل وتوجيهه للفعل عرج بهم في فضاءات "الاستهواء" والاستقطاب "صالح / طالح" الذي يرسم حدود الفعل تجاه الأشياء بعد ذلك.
ما أريد قوله؛ إن الغرب قد شعر بأسبقية الشعور بـ"قيمة" الأشياء -صالح / طالح- وعلاقتها بسعي الإنسان الدؤوب نحو ممارسة الكمال، مما يؤثر بدوره على طابعه الأخلاقي في حالات التطويع أو الاستهواء -بشكل أكبر- إذا تعارضت موضوعات مع رغبة الذات في الاتصال بقيم موضوعات تحقق له الكمال وإن كان على حساب الآخر.
إن ذلك الشعور هو شعور أخلاقي مدرج في مراتب تتجلى في الاستقطاب "صالح/طالح"، متى صلحت صلح العمل كله ومتى فسدت فسد العمل كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق