سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 7 ديسمبر 2013

مقالات أدبية: من تـعـقـيـد الشعراء... يسِّــروا يسَّــر الله عليكم بقلم/ سامح شعبان

كثيراً ما نقرأ لشعراء أو من يكتبون الشعر وهدفهم المخالفة لإبراز أن عندهم شيئاً مختلفاً عن الآخرين... فيلجأ بعضهم إلى الغموض حتى درجة الإبهام في الرمز.. وبعضهم إلى استخدام مفردات مع مفردات ليس من مجالها الدلالي على أنه براعة في العبارة الشعرية.. وبعضهم يلجأ إلى الكثير من المخالفات النحوية المقصودة حتى يظهر أنه فوق النحو.. والعجيب أنك تراه يبتسم عندما تنقد ما كتب وكأنك حققت الغاية التي يريدها.. وليفهمك أنك لم تصل إلى هذا النوع العجيب من الاختراع.. فلا بد أن يجد من هم على شاكلته ليوافقوه وهنا تدور حوله الخلافات فيغدو كأنه مالئ الدنيا وشاغل الناس.... هذه الظاهرة ليست بالجديدة ولكنها في القديم قليلة وهناك من يتصدى لها ويظهر عيوبها.. أما اليوم - ويا حسرتا على اليوم - فقد انقلبت المعايير... وأترككم مع ابن جني في تفنيد تعقيد أحد الشعراء الذي وصفه بـ ( المتعجرف )... 

..................( فأصبحَتْ بعد خطَّ بـهْـجَـتِـها ... كأنَّ قَفْراً رسومَها قلما )................

أراد : (( فأصبحت بعد بهجتها قفرا كأن قلما خط رسومها )). ففصل بين المضاف الذي هو ( بعد ) والمضاف إليه الذي هو ( بهجتها ) بالفعل الذي هو ( خط ) وفصل أيضا بـ ( خط ) بين ( أصبحت ) وخبرها الذي هو ( قفرا ) وفصل بين ( كأن ) واسمها الذي هو ( قلما ) بأجنبيين : أحدهما ( قفرا ) والآخر : ( رسومها ) ألا ترى أن ( رسومها ) مفعول ( خط ) الذي هو خبر ( كأن ) وأنت لا تجيز كأن خبزا زيدا آكل . بل إذا لم تُجز الفصل بين الفعل والفاعل على قوة الفعل في نحو ( كانت زيدا الحُمى تأخذ ) كان ألا تجيز الفصل بين كأن واسمها بمفعول فاعلها أجدر 
نعم وأغلظ من ذا أنه قدم خبر ( كأن ) عليها وهو قوله : ( خط ). فهذا ونحوه مما لا يجوز لأحد قياس عليه . غير أن فيه ما قدمنا ذكره من سمو الشاعر وتغطرفه وبأوه وتعجرفه . فاعرفه واجتنبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق