سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 8 ديسمبر 2013

دراسات: نثر-شعر: هذه هي الشاعرة العراقية/ وفاء عبد الرزاق (1) بقلم/ عدنان أبو أندلس


للفترة من

قصيدة أول الصرخة...آخر الكلام – الشاعرة وفاء عبد الرزاق.

تدرج العتب بتأكيد اللائمة-التشخيص والتشبيه.

إن عنونة القصيدة جاء كما يقال أصحاب المهن -إستندر- وفقأً لقياسات ممنهجة ومضبوطة حيث آلية الإشتغال بأدوات مسبوكة فنياً, ومن حيث المناخ السائد نفسياً.

وقد راعت بها الأبعاد الثلاثية – أول / أوسط – آخر-كي تكون عند حسن ظن الجميع- المتلقون- هذا ما أخالني أن أضيفه كي أتدرج في منعرجات العتب - أول الصرخة- لما لها من مدلول إستدراجي يعول عليه في جذب الأحاسيس والتهاب المشاعرعلى "صرخة الوطن ومازال يصرخ ,لعل الأبناء تستفيق",وبهذا ساورها أن تفرز العتب الشفيف المتدرج نيابة عنه, معلنة اللائمة على الأبناء ,وهذا حق يترتب علينا في الذود عنه في الملمات.

وقد يكون آخر الكلام- وجاء مطابقاً لمتن النص بفقراته الثلاث,بدءاً من التدرج المحسوب بنفس قصير ومستهله كاف التشبيه .

كما للكون معنىً

لا يُفسر إلا بِهِ

أُفسر بكم

وأُتلى على الذاكرة

هذه بداية عتب شفيف ولمعرفة صدى الوقع ,فكانت هذه المفاخرة والتشبيه بشطريه- المعنوي والمادي- سمواً ورفعة- إتساعاً وشمولاً- والصفة البشريه لطبائعها تشابه النشوء الكوني-التكوين -

وفي ذاكرتها الخصبة المثول التتابعي للمخاطب الجمعي-المجتمع-الأهل,إنهم بذاكرتها أبداً,

ثم يتوالى التدرج وتزداد نغمة العتب بطور آخر, أشرس من الإستهلال وترافقه لائمة مصاحبة تشحنه عند الفتور لقلب حاني لكنه من جلل المصاب ينز دماً ويحز به ذلك الجُرح الغائر في الأعماق تقول بتحفز :

كما أفرطت بذكركم

أصابني ثقل الجسد

شللُ العائد من نعشه

الأتي من سفر مغلق 

إختلاط الأقصى بأثر الأدنى

حالة الإفراط المصاحبة لشدة الشوق أنهكت قواها مما أصابها العجز والركون في زاوية االنقاهة الأنية-شلل جسدي- هذيان نفسي-بدليل إختلاط الأقصى بأثر الأدنى- نوع من النكوص- تراجع بياني,

وأختم القصيدة رغم إستمرار نبضها بهذا المقطع الملائم لخاتمتها الهادفة :

وكما للذنب كفرُ

كفرتم برئتي

وخنقتم الهواء

أنا الذي أيقظ الأشجار 

التي إسترسل جمرها

قدحَ مطرٍ وصحنَ رطب

حقيقة الوقوف لابد منه في هذا النص المركز والمشبع عتباُ يضاهي كل مفردات التجريح -مما حدا بها أن تعادل مفردات النص بموازنة دقيقة -الذنب- الرئة- لهواء/كفر- خنق-

هذا ماجرى من اجوائها الطليقة من مماحكة لفظية واجتراح لغوي أدى بالقصيدة أن تلتف حول نفسها بذاك التدرج الدائري .لكن ما أن تكمل دورتها حتى تعود الى شفافيتها من نماء يخضل به اليباب - أيقظ الأشجار-إسترسل جمرها- قدح مطر وصحن رطب.

واخيراً أتمنى لأختي الغالية -كما تعودت أن أُخاطبها- الشاعرة- وفاء -مزيداُ من إزاحة الهم بهذا العتب وتفريغ المكبوت كيلا يخنقها السكوت.



كركوك -9-9-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق