سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 8 ديسمبر 2013

دراسات: نثر - شعر: هذا هو الشاعر العراقي / جابر محمد جابر (2) بقلم/ عدنان أبو أندلس

 للفترة من 3-9-2013 إلى 8-9-2013.
إنعكاس الذات -الإحتمال والتأويل.
قصيدة -آتيك وتأتيني- في مجموعة "قصائد ملعونة"للشاعر جابر محمد جابر.

إن الذات عالم راسخ في مجهوليته ابداً ,لم يستطع أياً منا الغور بأعماقه وسبر أغواره مهما أوتينا من قوى عقلية باذخة , تكشف لنا خباياه المستورة عياناً والوصول الى كنهه وما هيته المتأصلة في لامرئيته التي لا تدركها نفسية الإنسان ,لا تزحزحها إستفزازات وإغراءات عينية يراد منها الكشف الدلالي آخر مطاف التطلع لهذا الكائن المخبوء في جسدنا ومنذ شهقتنا الأُولى.
إن التمعن بتلك الخاصية للروح العجائبية المضمرة التي ارهقتنا تفسيراً لما لنا من فضول بإكتشافها المستحيل لحظة التمني المادي ,إلا غاية في نفسيتنا التواقة لمثل هذه المغامرات اللحظوية ساعتها,لكن ذاك يتطلب منا الصفاء الروحي لإدراك الجوهرة الفرد- المطلقة- وهذا ماتمنته الصوفية شعراً بالتقرب النفسي والوجودي معاً,إنها إرتدادا ت الى الذات بمحاورة أو همس أو رياضة روحية وما الى ذلك من أساليب ربما باطنية,
بعد هذه المقدمة الموجزة , أود الدخول الى روحية الشاعر جابر وما ذخره لنا من مخبوء في قصيدته -آتيك وتأتيني- المحاورة ثنائية لا تقبل طرفٍ آخر.
بين وجهك والمرأة
ترتسم لي الشفاه
واحة من دخان 
وحدود قارّة مدينة
عبر هذا الحوار المهموس والمرموز الثنائي والذّي قلنا لا يقبل الولوج بينهما كطرف ثالث-المرآة قد تكون بينهما إذ صح القول ,لأنها تنطق ملامح الحوار المتأصل وتفصح عن الكشف اللحظوي وإنعكاس إحتمالات الصيرورة التي تنبي عن مكونات مستحيلة
-واحة من دخان/مدينة ليس لها وجود إلا في خارطة الحياة.
تنتظرني
آتيك وتاتيني
إخلع أظفار السنابل 
وأتحدث عن إمرأة 
شوهتها الحقيقة
كما قلنا سلفاً غن القصيدة حوارية وللشاعر أراء مطلقة في التشبيه الذي اجاده بخبرة ودقة موفقتين في الإستدلال الذي ينوب عن التفسير والتاويل-الذي اضحى إنعكاساً للذات الراسخة فينا .
آتيك سفناً
تبحث عن بحار 
تاتيني 
حلماً يطارد ذاكرتي
عبر الموانىء 
هذه الاحلام المستقرة في النفس الإنسانية نجدها لحظة التمني -سفينة وبحار وموانىء-كلها مفردات للسفر الروحي نحو عباب المجهول, 
وتتحدث لي عن مدينة 
سرق اللصوص بكارتها 
فأصبحت عارية 
كوجه الإنسان
هذه ذخائر الشاعر العجائبية بلعبة المعنى والتي إمتهنها عن عقلية رائعة ولرؤى بديعة مكنته من مزاحمة كبار شعراء قصيدة النثر الحديثة إبداعاً وتألقاً- قصائد ملعونة -وحدها تفي بغرض التأويل لما بثته روحه من هيامات تتطابق مع ذاتنا ابداً.
كركوك -6-9-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق