سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 9 نوفمبر 2013

مقالات سياسية: حيلة السؤال البديل بقلم/ مروان محمد


لعبة تمارسها كل الحكومات الديموقراطية و الاستبدادية.... و ربما منذ فجر التاريخ 
شاهدت منذ دقائق معدودة فيلم لعبة عادلة يتحدث الفيلم باختصار عن حرب أمريكا على العراق و الزعم أنه بسبب أسلحة الدمار الشامل و الأصل فى الحرب هو الاستيلاء على بترول العراق 
و أن هناك شخصية عامة حاولت أن تكشف للرأى العام الأمريكى حقيقة الحرب على العراق و كذب البيت الأبيض فى أسباب الحرب.
و كم حاولوا أن يشوهوا صورته إعلاميا هو و زوجته التى تعمل لدى السى أى إيه 
قصة حقيقية بالمناسبة 
الرجل قرب نهاية الفيلم وقف يتحدث إلى مجموعة من الحاضرين و قال لهم: كم منكم يعرف ال16 كلمة التى وردت فى خطاب الرئيس - يقصد بوش الأبن لم يرفع أحد يده فسأل سؤال آخر كم واحد منكم يعرف أسم زوجتى فرفع الجميع أيديهم 
فقال لهم: أنا سألت سؤال لماذا نحن ماضون فى الحرب على العراق و ظهر شخص آخر يسأل سؤال ثانى ما أسم زوجة هذا الرجل و بذلك نجحت الحيلة .
بالفعل كذلك نجحت الحيلة و هى لعبة السؤال البديل 
أنت تسأل سؤال يمس جوهر النظام القائم سواء كان ديكتاتورى أو ديموقراطى و من ثم النظام يسرب للرأى العام سؤال آخر مختلف تماما يشغل به الراى العام عن السؤال الذى يمس جوهر النظام 
تماما كما حدث فى مصر على مدار ستون عاما و كما يحدث الأن فى ظل النظام الأنقلابى 
نحن نسأل سؤال ما هى المكاسب التى عادت علينا من الانقلاب على مرسى ؟
و من ثم ظهر شخص آخر يحدثنا عن تخابر مرسى مع حماس و محاكمته عليها!
هذه هى لعبة السؤال البديل لتضليل الرأى العام عن السؤال الجوهرى و المحورى و الذى يجب أن نسأله كلنا؟
أن تسأل أنت كيف يخرج رجال أعمال مبارك الفاسدين براءة من كل التهم المنسوبة إليهم فيرد عليك النظام من خلال أبواقه الإعلامية الخاصة و الحكومية بأنه تم القبض على قيادات الأخوان الأرهابيين فى ظل حملة مكافحة الأرهاب !
إذا أنت سألت سؤال عن ما هو مصير قتلة الثوار فى ثورة 25 يناير فيرد عليك شخص آخر سنحاسب مرسى و الأخوان على قتلى الأتحادية !
السؤال الأصلى بجوار السؤال البديل و السؤال البديل ينتصر دائما لأن النظام هو من يصنعه و هو من يملك أبواق الإعلام و الفضائيات فهو القادر على طرح السؤال و يتركك مشغولا بالإجابة عليه و يعطيك إجابات مجزئة عليه كأنه مسلسل تليفزيونى شيق 
لتنسى الأسئلة الأهم و التى تمس جوهر النظام 
ما هو الفرق بين أمريكا و مصر؟, أن احتمالية كشف هذه الحيلة ممكنة و بنسب مطمئنة و لكن فى بلادنا محرما علينا كشف هذه الحيل لأنك بذلك تريد قلب نظام الحكم و تكون شريك أصيل فى جمعية الأرهاب الدولية و فوضوى.
هناك إعلام فى أمريكا يتحكم فيه النظام بلا شك و له تأثير قوى على الرأى العام و كثيرا ما ينجح فى خداع الرأى العام و لكن فى المقابل هناك إعلام مستقل يتمتع بمساحة حرية عالية و لكن قد تكون موارده محدودة و لكنه كفيل بزلزلة النظام و إعادته فى كثير من الأحيان إلى صوابه 
هذا ليس موجودا عندنا بالمرة فكل الإعلام الخاص و الحكومى موجهة بشكل خاص لتلميع النظام و يتم قمع أى إعلام آخر مستقل أو حر أو محدود بحجة مكافحة الأرهاب 
و من ثم يدفع لك النظام بعدة قضايا ثانوية لشغلك عن الهدف الرئيسى, على سبيل المثال : قانون مكافحة الأرهاب... تعديل بعض مواد قانون العقوبات و إطالة مدة الحبس الأحتياطى فى حالات الحكم بالسجن المؤبد و الإعدام.... مناقشة قانون لتحصين الوزراء من العقاب و المسئولية و المحاكمة.... مواد لتحصين منصب وزير الدفاع فى دستور لجنة الخمسين.
هذه ليست القضايا التى يجب أن تشغلنا و لكنه من خلال أبواق الإعلام حتى كطرف معارض للنظام يدفعك للأنشغال بها لتهدر طاقاتك فى خوض معارك وهمية حول هذه القضايا الفرعية و ترك جوهر القضية و هو حكم العسكر.
الحيلة تنطلى علينا مؤيد و معارض. فمتى نستيقظ ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق