سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

مقالات اجتماعية: ربى أبنك على ألا يكون مثلك! بقلم/ مروان محمد

هل نحن بحاجة إلى إعادة الحسابات و ترتيب الأوراق مرة أخرى؟
هل نحن بحاجة إلى فاصل طويل من الهدوء ؟
أتصور أننا بحاجة إلى فاصل طويل من الهدوء و إعادة ترتيب كل الأوراق و الأفكار و المنهج. 
نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل. 
لا أقصد بذلك جيلنا أو الأجيال التى سبقتنا. 
لا, و لكنى أقصد بالأخص جيل أبنائنا. 
قد يبدو الهدف بعديا و سيمتد لسنوات و هذا صحيح و لكنه الهدف الأهم و الأكبر و الأعظم 
الذى بالتأكيد سيحقق الحلم الأكبر. 
الذى فشل جيلنا تماما فى تحقيقه و ساعد على وأده جيل آبائنا بخنوعهم و استسلامهم و العبودية التى تتشبع بها نفوسهم. 
نحن جيل مشوه ثقافيا و فكريا و أخلاقيا. 
لا نراعى خلاف فى الرأى و لا نقف عند حرمة الدم موقف حازم. 
نحن جيل يحب الدماء و يرفض الرأى الآخر و يكفر و يخون و يفسق الآخر. 
أضف إلى ذلك أن الكثير من أبناء جيلنا يعيد صياغة الخيانة فى خانة الاختلاف فى الرأى! 
نحن لسنا الأمل! 
نحن قد نكون مجرد مرآة لمدى القذارة و سوء الأخلاق و التدنى الثقافى لوعى هذا الشعب. 
هذه حقيقة يجب علينا ألا نتهرب منها.
هذه الثورة لم تظهر أحسن ما فينا و لكنها أخرجت أسوأ ما فينا. 
جعلتنا نرى أنفسنا على حقيقتها. 
نفس مريضة بكل أنواع المرض النفسى للأسف الشديد. 
نحن جيل مشوه خلقيا إلى أقصى حد. 
جيل بلا وعى سياسى أو أخلاقى, نحن عبارة عن صندوق قمامة المشاعر الإنسانية البذيئة و الشريرة فقط.
جيل لازال يعيش على أرث عبد الناصر و السادات و مبارك.
جيل لازال يعيش على حب تقديس المؤسسات و الأشخاص و يضع لنفسه مئات الخطوط الحمراء لمؤسسات لا يفترض أن نضع لها كل هذه الخطوط الحمراء, جيل يتصور أن كل الكون يتمحور حول شخص بعينه أو مؤسسة بعينها فالهجوم النقدى عليها بمثابة هدم لنظام الكون!
جيل لا يرى فى نفسه لا كرامة و لا حرية يستحقها و لكن يجب أن يحكم بالحديد و النار. 
لذا الأمل ليس فينا أبدا و لا فى شباب هذه الحقبة الحالية من تاريخ مصر. 
فجيلنا بجيل الشباب الذى يلينا هم مجرد مسوخ و كائنات قذرة مشوهة لا أمل فيها يرجى. 
نحن نسخ رديئة من أجيال سبقتنا تم تشويهها بحرفية عالية. 
نحن لسنا أفضل من جيل آبائنا أو الأجيال التى سبقتنا مباشرة نحن مثلهم و أسوأ منهم. 
منا من يشمت فى قتل الآخرين و يسعد بذلك. 
منا من فوض السفاح لقتل من أختلف معه فى الرأى. 
و منا من لايزال يخضع كل حواسه لتصديق هذا النظام القذر الفاسد. 
الأمل ليس معقودا علينا و لكنه معقود فقط على جيل أبنائنا. 
من غير الممكن أو المعقول أن نعيد تأهيل أنفسنا أو تربية أنفسنا من جديد. 
يكفى أن ندرك أننا مرضى بأمراض قذرة بشعة أظهرت حقيقتنا و أننا حيوانات ناطقة فقط لا عقل لها و لا أخلاق تذكر. 
و لكن ربما ... بما أننا ندرك كل هذه العيوب بداخلنا أن نتلافى قدر المستطاع أن ننقلها إلى جيل أبنائنا و أن نعلمهم عكس ما تعلمنا و ما تربينا عليه. 
و ألا نطلب منهم أن يكونوا مثلنا عندما يكبرون. 
لأننا بئس المثل و القدوة. 
نحن من أرذل خلق الله و أسوأه خلقا فكيف نطلب منهم أن يكونوا مثلنا؟! 
يجب ألا يكونوا مثلنا.
يجب أن نحرص على أن يكبر أبنائنا غيرنا تماما. 
لأن مصيبة آبائنا أنهم قاموا بتربيتنا بمثل ما تربوا عليه فماذا كانت النتيجة ؟ أسوأ الأجيال التى عرفتها مصر كنا نحن.
أقصى درجات التدنى الأخلاقى و الإنسانى. 
لا رحمة فى قلوبنا و لا شفقة بأحد. 
ألا حب الدماء و التعطش للدماء و الرغبة فى الانتقام الأعمى. 
لذلك يجب أن نربى أبنائنا بطريقة مختلفة تماما عن أسلوب تربيتنا. 
حتى لا يكون هذا الكلام فى باب العموميات سأضرب بعض الأمثلة على ما أريد أن أنقله إليكم من مجموعة أفكار.
على سبيل المثال: توقف عن الكذب تماما أمام طفلك أو حتى الكذب من أجل تبرير موقف له.
توقف تماما عن معاملته كطفل أبله فتفسر له الأشياء المحيطة بعلل تافهة مضحكة و أرهق نفسك فى إبلاغه بالعلل الحقيقية للأشياء التى يسأل عليها. 
علمه كيف يتقبل رأى الآخر و أن يظل مختلفا معه و أن الأختلاف ليس فتنة و الرأى الواحد لا يعنى توحد الأمة و لكن توحد الأمة يأتى من خلال أختلاف الأراء إلى أقصى حد و لكن مع تقبل كل طرف لرأى الأخر و يظل أيضا على قناعاته و لا يغيرها, أن يدافع عن رأي غيره و لو أختلف معه لأن هذا يعنى بالضرورة أنه يدافع عن رأيه الشخصى من خلال تحصين رأى الآخر, علم أبنك أن يسمع الآخرين كما يحب أن يسمعه الآخرون, لقد تحولنا إلى أجهزة أرسال و أتلفنا أجهزة الاستقبال لدينا, لم يعد أيا منا مؤهلا لأن يسمع الآخر, علمه أنه ليس معنى أنه أختلف فى الرأى مع زميل له أن زميله خائن أو عميل أو جاهل أو خروف أو كافر.
علمه أن ليس هناك مؤسسة على وجه الأرض مهما كان شأنها مقدسة أو لا يجوز المساس بها, علمه أن كرامته أغلى من أى شىء آخر فى الدينا و أنه لا يجوز له التفريط فى كرامته مقابل أزمة بنزين أو كهرباء !
علمه أن يناقش مدرسته أو مدرسه فى كل معلومة يقولها و ألا يخاف أو يتردد أو يشعر بالإحراج لأن هذا من حقه, يجب أن يفعل ذلك بالفعل فى حدود الأدب و لكن هناك فرق جلى بين الأدب و بين الخجل الغير مبرر أو الخوف, يجب أن يسأل على كل ما يتبادر إلى ذهنه و حتى أن يراجع المعلم فى المعلومة التى يخبره بها و أن يناقشه فيها المعلم.
هناك مئات الأشياء الإيجابية التى من الممكن أن تعلمها له, و أن تربيه عليها و ألا يكون مثلك لأنك كائن مشوه فلا يجب أن يكون مثلك أو مثلى و لكن يجب أن يكون مثله هو فقط, حتى يكون أكثر طهرا و نقاءا منى و منك.
نحن نعد جيل قادم للثورة على الظلم و الفساد, جيل يعرف كيف يحتفظ بانتصاراته و يستغلها لتحقيق كل مآربه و ليس جيل فاشل مثلنا, كلا منا يريد أن يكون قائد و رئيس و لذلك شاهدنا مئات الأئتلافات الشبابية التى لا تغنى و لا تسمن عن جوع , كلها ائتلافات كرتونية هزلية لبضعة شباب عاطل لا يفقه شىء فى أى شىء سوى أنه يريد أن يصدر بضعة قرارات , لا نريدهم أن يكونوا مثلنا فنحن نموذج متجسد للفشل و لا فخر لهم من أى ناحية أن يكونوا مثلنا.

هناك تعليقان (2):

  1. بصراحة تستحق القراءة لان لاسف كل كلمة فيها صح لاسف الشديد

    ردحذف
  2. فلتكن هذه نقطة انطلاقة نحو اسلوب تربية مختلفة لابنائنا

    ردحذف