سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 18 مارس 2013

المقالات الدينية : ذكر الشيطان فى القرآن الكريم عرض و تقديم: مروان محمد



أحاول هنا فى هذا المقال أن أنتقى بعض الآيات التى تتحدث عن ذكر الشيطان فى القرآن الكريم و دوره المحورى فى غواية البشر و الوسوسة إليهم و قد قمت بانتقاء بعض الآيات من كتاب معجم الأعلام و الموضوعات فى القرآن الكريم للدكتور عبد الصبور مرزوق, على أمل أن يلقى هذا المجهود البسيط جدا قبولكم و أن ينفعنا جميعا بما فيه من تذكير لأنفسنا بخطر الانسياق لوسوسة الشيطان التى قد تودى بنا إلى التهلكة و بئس المصير و ندعو الله سبحانه و تعالى أن يحسن خواتمنا و لا أجد أفضل من كتاب الله سبحانه و تعالى للتذكير بهذا الأمر الجلل و الملفت للنظر من خلال تصفحى لباب ذكر الشيطان فى هذا الكتاب أنه قد ورد ذكر الشيطان أو الشيطانين و مختلف مشتقاتها فى أكثر من مائة آية فى القرآن الكريم و أن دل هذا فيدل على خطورة و أهمية هذا الأمر و تكرار ذكره بهذه الصورة فى كتاب الله هو دلالة قوية على الدور المحورى الذى يلعبه الشيطان فى الوقيعة بين الناس و بين العبد و ربه و فى تحريف عقيدة التوحيد و فى حرف الإنسان عن طريق ربه إلى طريق الضلال و هو من الموضوعات القلائل التى حظيت بهذا الاهتمام البالغ فى كتاب الله لا يضاهيه فى كثرة الذكر و التأكيد سوى أخبار اليهود و بنى إسرائيل و كأن الموضوعين على نحو ما قرينين لبعضهما البعض! 

فيما ورد فى القرآن الكريم من وجوب التعوذ بالله من الشيطان الرجيم, و البديع فى القرآن الكريم أنه حدد للمرء المواقف التى يستعيذ بها الإنسان من الشيطان الرجيم مثل أن يهبك الله ذرية فيجب وقتها أن تستعيذ بالله كما ورد فى الآية التالية:(وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (آل عمران/36)و آية أخرى تتحدث عن ضرورة التعوذ من الشيطان بشكل مستمر و خاصة من همزات الشيطان كما ورد فى الآية الكريمة التالية:(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) ( المؤمنون /97-98), و فى موقف ثالث يبين الله لنا كيفية التعامل مع نزاغات الشيطان إذا مست أحدنا و كيفية التعامل معها و مداوة هذا المرض الخبيث كما ورد فى الآية التالية: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) (فصلت/36)و هناك فى الآية التالية أمر مباشر من رب العزة و الجلالة يأمرنا فيه بوجوب التعوذ من الشيطان قبل قراءة القرآن الكريم خاصة (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل/98) فى هذه الآيات و غيرها التأكيد على ممارسة فعل التعوذ الدائم من الشيطان فى مختلف الأفعال و خاصة الأمر المباشر و الصريح فى وجوب التعوذ قبل قراءة القرآن و قد أعطى هذا الأمر أهمية خاصة فكثيرا منا يتعوذ بدافع التعود و الممارسة دون الإدراك الحقيقى لقيمة التعوذ من الشيطان الرجيم و لذلك فتلك الآيات تنبهنا إلى أن الأمر بحق مهم و حيوى. 

و قد ورد فى القرآن الكريم أيضا عداوة الشيطان لكافة الرسل و الأنبياء فى الآيات التالية: 

(و كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) (الأنعام/112) 

(فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) (طه/120) 

( و ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) (الحج/52) 

(و اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) (ص/41) 

و الآيات التى وردت أيضا فى ذكر عداوة الشيطان لكافة الأنبياء و الرسل كثيرة و لكن نكتفى فى هذا الصدد بأربعة آيات من كتاب الله و الذى دعانى إلى التفكير هو أن حتى الرسل و الأنبياء لم يفلتوا من وسوسة الشيطان و غوايته و لعل الشيطان من خلال استعراض مختلف الآيات قد بذل كل ما فى وسعه لتخريب رسالات الرسل و إفساد الدعوة على الأنبياء و قد عانوا منه أكثر مما يعانى البشر العاديين من وسوسة الشيطان. 

و نورد هنا بعض الآيات التى تتحدث عن كفر الشيطان و عصيانه لربه و هى كالتالى: 

(إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا) (مريم/44) 

( و كان الشيطان لربه كفوراً) ( الإسراء/ 27) 

( إلا إبليس استكبر و كان من الكافرين) (ص/74) 

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) ( البقرة/102) 

و الشيطان فى القرآن هنا محل صفة وصف بها أبليس الذى كان من الجن و أيضا يوصف بها الآنس كما ورد فى الآية الكريمة: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" و فى آية أخرى أيضا " من الجنة و الناس" 

و هنا استعراض لعدد من الآيات التى تحذر الإنسان من فتنة الشيطان و خطورة اتباع خطواته و هى كالتالى: 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) و قد وردت أيضا فى آية أخرى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) ( البقرة/186-208) و فى الآيتين ورد التنبيه و التذكير على وجه العموم و على وجه الخصوص فى نفس السورة ففى المرة الأولى يخاطب الله عز وجل فئة المؤمنين و هى فئة خاصة و من ثم يوجه خطابه إلى عموم الناس أى جميع البشر, جميع بنى آدم ألا يتبعوا خطوات الشيطان. 

( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النساء/ 60) 

( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً) ( النساء/119) 

و يحذر الله فى هذه الآيات الناس جميعا و المؤمنين خاصة أن يتبع الشيطان يضله ضلال و ليس بضلال محدود الآثار أو بالهين و لكن أكدت الآية الكريمة على أنه سيكون ضلال بعيدا أى الأنحراف الكامل عن الطريق المستقيم للوصول إلى رضى الله سبحانه و تعالى و أيضا يحذر الله الناس من عاقبة أن تتخذ الشيطان وليا فهو بذلك قد خسر خسرانا مبينا, و هل هناك خسرنا مبينا أكثر من أن يقذف بالمرء فى جهنم. 

و تتوالى عدد من الآيات تحذر من عاقبة اتباع الشيطان فمرة تقول الآيات الكريمة أن اتباع الشيطان يقود المرء إلى أن يخذله الشيطان كما ورد فى الآية التالية: (و كان الشيطان للإنسان خذولاً) ( الفرقان/96) و أما علامة خذلان الشيطان لمن يتبعه عبرت عنها الآية التالية بوضوح يجب أن تقشعر له الأبدان : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) ( الأنفال/48) و أيضا يرد فى آية أخرى أن اتباع الشيطان يورث صاحبه قسوة القلب ( وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام/43)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق