سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2012

مقالات أدبية: روائع الفن وطرائف الجن 1 بقلم حسن البرسيجى



يروى لنا قاضى القضاه يحيى بن اكثم

  دخلت على الخليفة  هارون الرشيد وهو مطرق مفكر اى انه كان شارد الذهن يفكر فقال لىاتعرف من قائل هذا البيت
  الخير ابقى وان كال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد
  ومعنى البيت ان الخير باقى وان طال الزمان والشر اخبث مايحمل الانسان من زاد 
  وهنا يشبه الانسان الذى يحمل الشر بوعاء مملوء باخبث مايمكن ان يملا به وعاء وهو تشبيه شديد البلاغة 
  فقال يحيا يا امير المؤمنين ان لهذا البيت شان مع عبيد ابن الابرص 2
  فيرد الرشيد حدثنى عنه فيرد يحيى يا امير المؤمنين حدث عبيد قال
  كنت فى احد السنين ذاهبا للحج فلما توسطت الصحراء فى يوم شديد الحر سمعت ضجة كبيرة فى القافلة الحقت اولها باخرها اى ان القافلة اضطربت وحدث هرج ومرج فسالت عما يجرى فقال رجل من القوم  تقدم لتر ما بالنا
  فتقدم عبيد الى اول القافلة فاذا بحية سوداء كبيرة جدا تفتح فمها وتخور كالثور والخوار هو صوت الثيران وترغوا كرغاء البعير والرغاء هو صوت الجمال  والبعير هو صغير الجمل فارتعب عبيد من امر الحية وتحير لايدرى ماذا يفعل ولم يتشجع احد من القوم ان يقترب فانحرفت القافلة عن مسارها لتبتعد عن تلك الحية فواجهتهم ثانية فقال عبيد افدى هذا العالم بنفسى اى انه فداءا لباقى القافلة واتقرب الى الله بخلاص هذى القافلة فاخذ قربة من الماء واستل سيفه فلما راته الحية يقترب منها هدات وتوقع عبيد ات تثب عليه وتبتلعه فلما رات الحية القربة فتحت فمها وجعلت فمها فى فم القربة فصب عبيد لها الماء كما يصب فى الاناء فلما انتهت انسابت فى الرمال مبتعدة  فتعجب من تعرضها لهم وانصرافها عنهم من غير سؤ وذهبوا لحجهم ثم عادوا من نفس الطريق ونزلوا بنفس المكان وهم فى طريق العودة فاخذ عبيدا شئ من الماء وانحرف قليلاعلى جانب من الطريق فنام مكانه فلما استيقظ من النوم لم يجد للقافلة حسا فقد رحلوا وبقى هو منفردا لا يرى احدا ولم ميدر ماذا يفعل واخذته الحيرة واضطرب امره فاذا بهاتف يسمع صوته ولا يراه يقول 
  يا ايها الشخص المضل مركبه ماعنده من ذو رشاد يصحبه
  دمنك هذا البكر منا تركبه وبكرك الميمون حقا تجنبه
  حتى اذا ماالليل زال عيهبه عند الصباح فى الفلاة تسيبه
  اى يا ايها الرجل الذى ضل موكبه  وضل عمن كانوا يصحبونه  ويهدونه الى طريقه 
  دونك هو اسم فعل امر بمعنى خذ  والبكر الفتى من الابل اى خد هذا الفتى من الابل منا تركبه
  والميمون اى مصحوبا السلامة والبركة اى و لتصاحبكما البركة و السلامة
  حتى اذا ما انقضت ظلمة الليل وانتهت وغيهب الليل اى ظلمته 
  عندما يلوح الفجر فى الصحراء تسيبه
  فنظر عبيد فاذا بجمل قائم وحبله الى جانبه فاناخه وركب فلما سار قدر عشرة اميال لاحت له القافلة وانبلج الفجر ووقف الجمل فعلم عبيد انه لابد ان ينزل فتحول الى الجمل وقال 
  يا ايها البكر قد انجيت من كرب ومن هموم تضل المدلج الهادى
  الافخبرنى بالله خالقنا من ذا الذى جاد بالمعروف فى الوادى
  وارجع جميدا فقد بلغتنا مننا بوركت من ذى سنام رائح غادى
  اى يا ايها الجمل قد نجانى الله من كرب ومن هموم تضلل من يسير بالليل
  فخبرنى بالله عليك الذى خلقنا من الذى تكرم على بهذا المعروف
  وارجع لك الحمد قد اكرمتنى  بما فعلت معى بارك الله فيك يا ذو السنام ذهابا وايابا
  فالتفت اليه البكر وهو يقول
  انا الشجاع الذى الفيتنى رمضا والله يكشف ضر الحائر الصادى
  فجدت بالماء لما ضن حامله نصف النهار على الرمضاء بالوادى
  الخير ابقى وان طال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد 
  هذا جزاؤك منا لايمن به لك الجميل علينا انك البادى
  اى انا الحية التى وجدتها عطشى والله يكشف الضر عن من احتار من شدة العطش فى حر الصحراء
  فوهبتنى الماء لما بخل حامله وانا قد كدت اهلك من العطش نصف النهار فى الوادى
  الخير يبقى وان طال الزمان به والشر اخبث مايحمل المرء من صفة
  هذا جزاؤك منى لا انعم عليك به رد الجميل علينا انك البادئ بالمعروف
  فعجب الرشيد من هذا القول وامر بكتابه تلك القصة فوصلت الينا
  وقال لايضيع المعروف اين وضع 
القصة تبدا بسؤال ساله الخليفى هارون الرشيد للقاضى يحي بن اكثم بن صيف وسنبدأ بيحي ابن اكثم بن صبف وهنا وجب علينا الحديث عن:

 الاب اكثم بن صيف أولا

روى انه لما سمع أكثم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابنه حبيشا ليأتيه بخبره وقال:يابني اني اعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى ان ترجع(فذكر قصة طويلة فيها)فكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم(أحمد اليك الله الذي لا أله الا هو ان الله امرني ان اقول لا أله الا الله) فقال أكثم لأبنه ماذا رأيت؟ قال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائهما. فجمع أكثم قومه ودعاهم إلى اتباعه وقال لهم ان سفيان بن مجاشع قد سمي ابنه محمدا حبا في هذا الرجل وذلك لأن اسقف نجران كان يخبره بقرب بعث النبي. فكونوا في امركم اولا ولا تكونوا اخرا. فقال لهم مالك بن نويره :ان شيخكم قد خرف. فقال اكثم: ويل للشجي من الخلي والله ماعليك من أسى ولكن على العامة ثم نادى في قومه فتبعه مائة رجل منهم الأقرع بن حابس وسلمى بن القيس وابو تميمة الهجيمي رياح بن الربيع والهنيد وعبدالرحمن بن الربيع وصفوان بن أسيّد فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش مسيره فأدلج على إبل أصحاب أبيه فنحره وشق قربهم ومزادتهم فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر فجهدهم العطش وأيقن أكثم بالموت، فقال لأصحابه اذهابوا إلى هذا الرجل وقولوا له اني اشهد ان لا أله الا الله وانه رسول الله(اي محمد)صلى الله عليه وسلم. فوصلوا المدينة فأّمنوا واتبعوه واّزروه فبلغ ذلك حاجبا ووكيعا خروج اكثم بن صيفي فخرجا به فمرا على قبر ه وأقاما به ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابه فقالوا ماأمركم به أكثم؟ قالوا امرنما بالإسلام فأسلما معهما.

وقال أبو حاتم التميمي: وذكر أهل العلم ان قول القرآن: (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله فقد وقع أجره على الله) أن الأّيه نزلت في اكثم بن صيفي التميمي. ورروينا ذلك عن عمرو بن محمد السعدي عن عامر الشعبي قال: سألت ابن عباس عن هذه الأية فقال نزلت في اكثم بن صيفي فقلت أين الليثي؟ قال ان الليثي كان قبل ذلك بزمن وهي خاصة عامه. وروينا عن رشد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس أن الآية المذكورة نزلت فيه...

رواية اخرى

وفي رواية ثانية جاء: أنه لما بلغ أكثم بن صيفي مبعث النبي عليه الصلاة والسلام أراد ان يأتيه فأبى قومه وقالوا انت كبيرنا لم يكن لتخف اليه قال فليأت من يبلغه عنى فانتدب رجلان لرسالته فلما وصلا للنبي عليه الصلاة والسلام قالا له:نحن رسولا اكثم بن صيفي وهو يسألك من انت؟ وماأنت؟ وفيم جئت؟ فقال عليه الصلاة والسلام أنامحمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهما: (ان الله يأمر بالعدل والأحسان وايتائ ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) فأتيا أكثم :وقالا ابي ان يرفع نسبه فسألنا عنه فوجدناه زاكي النسب واسطا في مضر وقد رمى إلينا بكلمات حفظناها فلما سمعها اكثم قال: أي قوم اني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا فبهذا الأمر رؤساً ولا تكوتون أذنابا وكونوا أولا ولا تكونوا فيه آخراً.. ولم يلبث ان حضرته الوفاة.

يحيى بن اكثم

قاضي القضاة، الفقيه العلاَّمة أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي المروزي، وُلد في خلافة المهدي العباسي وروى عنه الترمذي والبخاري وأبو حاتم وإسماعيل القاضي، وابراهيم بن محمد بن متويه، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمود المروزي، وكان من أئمة الاجتهادوله تصانيف أهمها كتاب «التنبيه»، وكان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المناظرة، ويقال أنه من ولد أكثم بن صفي الخطيب الشهير.

ولكثرة فضائله قرَّبه المأمون العباسي وعهد إليه بمنصب قاضي القضاة، فغلب يحيى على المأمون حتى لم يتقدمه عنده أحد، واستطاع يحيى أن يخفف من الآثار الضارة التي كان يتركها قاضي المحنة أحمد بن داود على الخليفة المأمون، وأن يصحح القرارات الخاطئة التي كان يأخذها المأمون مثل قرار إباحة نكاح المتعة وبعض شعائرالشيعة الإمامية فقد أقنع المأمون بخطأ هذه الأمور ومخالفتها للشرع حتى رجع عنها.

وولي قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه. وقيل: كم سن القاضي؟ قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله على قضاء اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضياً على البصرة.

ولقد تعرض يحيى بن أكثم للرمي بالشناعات والأمور الباطلة والبدع الغليظة وهو منها براء فلقد نسبوه للاعتزال بسبب منزلته عند المأمون على الرغم من أن يحيى كان من أئمة السنة وقال: «القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه».

ورموه بسرقة الحديث ووضعه وكيف ذلك وقد روى عنه الترمذي والبخاري وقال عنه أحمد بن حنبل: «ما عرفناه ببدعة»، وأنكر بشدة على من يقول ذلك. ولو صح ذلك عنها ما صار في رتبة قاضي القضاة وأحد أئمة العلم. وقد مات في 22 من ذي الحجة سنة 242هـ بعدما جاوز الثمانين. قال ابن اخته: بلغ ثلاثاً وثمانين سنة.[1]

فهذا هو يحيى بن اكثم

 اما هارون الرشيد فهو عنى عن التعريف 

هو امير المؤمنين وخليفة المسلمين هارون الرشيد احد الخلفاء العباسيين

والقصة تبدا برواية عن اكثم بن صيف يقول فيها دخلت على امير المؤمنين هارون الرشيدوهو مطرق مفكر اى دخل عليه وهو شارد الذهن يفكر فقال لى من قائل هذه الابيات

الخير ابقى وان طال الزمان به والشر اخبث ما اوعيت من زاد 

فقال يحيى يا امير المؤمنين ان لهذا البيت شانا مع عبيد بن الابرص

وعبيد بن الابرص 
هو عبيد بن الابرص بن عوف بن جشم الاسدى المضرى وكنيته ابو زياد

شاعر من دهاة العرب فى الجاهلية  وحكمائها واهو اح اصحاب المجمهرات المعدودة فى الطبقة الثانية بعد المعلقات

عاصر امرؤ القيس بن حجر وله معه مناظرات ومناقضات وعمر طويلا حتى قتله النعمان بن المنذر

فى يوم بؤسه 

المراجع

اعلام النبلاء للذهبى

موسوعة بنى تميم للامام الذهبى

الشعروالشعراء ص 84

الاغانى 19/84

خزانة الادب ولب لباب لسان العرب 1/323

سمط اللالى فى شرح الامالى 439

ورغبة الامل فى كتاب الكامل2/62

والاعلام 4/188

الاعانى19/86 

المستطرف فى كل فن مستظرف1/44

المختار من نوادر الاخبار مخطوط

قصص العرب4/369

ادب الجن49/54

هناك 12 تعليقًا: