سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2012

مقالات أدبية: ذكريات الخريف بقلم/ هانى مراد



الحلقة الأولى

تهل نسماتك يا خريف فاذكر الماضى الجميل ,تهل النسمات فاسبح فى بحور الذكريات
،اشتاق لدخول الشتاء فى قريتى ،اتذكر العابنا سويا انا واصدقائى فى ايام الطفولة،اشتم
رائحة قش الارز ولكن دون ان يحترق اشتم رائحته حينما كان يرص الارز بعد حصاده وهو فى
سنبلاته بعيدان القش اتذكر حينما كان يجمعه الفلاح على شكل قرص الشمس ولذلك
كانو يطلقون عليه قرص الارز، اتذكر الجرار وهو يلف ويدور بالساعات فوق هذا القرص حتى
تنزلق حباته من سنابلها كان يدور الجرار فوق قرص الارز قبل ان تظهر مكاينة حصاد الارز
الاليه ..اشتحم رائحة هذا القش مع نسمات الخريف العليلة الرائعة ، اتذكر كيف كنا نلهو
فوق قرص القش بعد هرسه بالجرار واتذكر كيف كنا نعد الى بيوتنا غير مدركين للتعب الذى
حل بنا من كثرة اللعب وكيف كانت امى اعطاها الله الصحة والعافية تدخلنى للحمام رغما
عنى وبعد خناقة طويلة ..كانت اعزها الله تنتظرنى كل يوم بالماء الساخن وتغسل عنى كل
همومى واوجاعى حتى اننى كنت بعد هذا الحمام الرائع ادخل فى ثبات عميق مع الاحلام
ولا افوق منه الا على صوت امى صباحا وهى توقظنا وقد اعددت الفول والبيض المسلوك
وحتى الخبز قد خبزته واعددته بالمنزل ونقوم على رائحة السمن البلدى مع الفول والبيض
وبعض المخللات التى كانت تصنعها امى بنفسها ولا انسى اننى كنت اطلب دائما فى
صغرى بصلة الى جوار كل ذلك بصلة اقوم بهرسها بيدى فلا استطيع فاطلب من ابى رحمة
الله عليه ان يعطيها ضربته القاضية فتنفجر وابدأ بقضمها وكانها تقاحة هههههههه لا
تستغربون ضحكتى فانا اتخيل ابنى محمد الان وهو يطلب منى البصل كما كنت افعل مع
ابى وامى وانا صغير مع فارق وحيد هو ان ابى وامى لم يعترضا يوما على اكلى للبصل الا
يوم الجمعة اما زوجتى فتعترض على اكل محمد للبصل
 
الحلقة الثانية
 
غبت عنكم كثيرا منذ كتبت الحلقة الاولى لذكرياتى عن الخريف واعود لكم اليوم متحدثا فى الحلقة الثانية عن اجمل الذكريات واروعها واحبها الى نفسى
قد تلامس تلك الذكريات كثيرا من اوتار قلوب من يقرأها معى وذلك للاسباب الاتية
السبب الاول ..اما لان من يقرأها من ابناء الريف وحرم من تلك الذكريات مثلى تماما اما لهجرته خارج الريف كحالتى او لتحول بلدته الى جزء مطموس من المدينة فلا اصبحت ريف ولا اصبحت مدينة كما هو حال اغلب القرى المصرية حاليا الا القليل القليل القليل
السبب الثانى ...وهو ربما يتعلق بابناء المدن القريبة جدا من الريف ولهم علاقات باهل الريف ولهم بها بعض الذكريات من خلال زيارتهم القليلة لاصدقائهم او اقربائهم بتلك القرى
او لانهم من اصول ريفية ويزورون بلداتهم مع ابويهم بين الحين والاخر فى فترة صباهم
السبب الثالث ..قد يتعلق باهل المدينة ايضا الذين لم يعيشوا بالريف ولا يوم ولكنهم من الاحياء الشعبية نشأوا وترعرعو بها وفى اغلب الاحيان تكون تلك الاحياء اما نتاج لهجرة اهل الريف او بها الكثير من العادات الاصيلة التى تشبه عادات اهل الريف ولان اغلب العاب شباب المدينة تنتقل تدريجيا لصبية الريف خلال عشرة سنوات او اكثر ( ذلك قطعا فى الماضى) فقد تتشابه نشأتى وابناء جيلى مع من يبكرونا من شباب المدينة بعشرة سنوات او اكثر
تلك مقدمة طويلة كان يجب ان ابدأ بها فى الحلقة الاولى ولكن هكذا دارت الحلقتان وبناء عليه ساكتفى اليوم بالعاب التزلج على مياة المطر فى تلك الفترة
كانت الامطار فى الماضى وحتى تسيعينات القرن الماضى تهطل فى نهايات شهر سبتمبر وبدايات شهر اكتوبر اكثر من مرة كل عام وكان ذلك يسبب الكثير من المتعة والابتهاج لصبية القرى لان الارض بعد ذلك كانت تأخذ شكلا صلبا املس يشبه الارض التى رصفت بالمدينة وتقريبا بعد المرة الاولى لنزول المطر تكون الارض على هذا النحو وفى المرة الثانية عندما يأتى المطر خفيفا كنا نتزلج على تلك الارضية المبللة بالمطر لمسافات بعيدة ونتسابق من منا يستطيع ان يتزلج لمسافة اطول من الاخر وكنا نستعد للتزلج من خلال العودة للخلف ثم الجرى باقصى سرعة ونترك العنان لاحذيتنا البلاستيكية لكى تسرح فوق الارض المبللة لمسافة قد تزيد على الثلاثة امتار كما نرى المتزلجون على الجليد يفعلون ..وهكذا كانت العابنا بسيطة ممتعة شيقة وتحمل الكثير من الخطورة فى بدايات فصل الخريف وخواتيم فصل الشتاء الرائع

 
الحلقة الثالثة

تماشيا مع احداث ماسبيرو اليوم وما حدث من فوضى واراقة لدماء مصرية شريفة وما حدث لنا من انفعالات ومشاحنات وسلبية وايجابية مفرطة احكى لكم الحلقة الثالثة من ذكرياتى مع الخريف علها تكون رسالة مهمة لكل مصرى

اتذكر اليوم وفى نفس هذا الوقت من السنة واثناء احتفالات اكتوبر المجيد
اتذكر اننى كنت سهران فى مكان بالبلد مع صديقى سليمان دعبس الشقيق الاصغر للاستاذ احمد دعبس زميلنا المميز بمجموعتنا المحببة لقلوبنا جميعا ( اقلام منسية)
اتذكر اننا كنا جالسين بمكان ما فى احدى بيوتنا الريفية وكان المكان فعلا ملىْ بالبراغيث ( هذه ليست نكتة ولكنها حقيقة فعلا ) وقتها كنا بالثانوية العامة كنا شباب مقبل على الحياة كنا بنحب مصر اوووى
اقسم بالله اننا كنا نتابع فيلم ( الطريق الى ايلات) ولا استطيع ان اصف لكم قمة الانفعال والتركيز اللذان اعترانا من جراء المتابعة الحثيثة لكل احداث الفيلم وتقريبا كان الفيلم قد عرض قبل ذلك مرات عديدة فى مناسبات النصر ولكنى اردت ان اخرج من كلماتى البسيطة معكم الان والغير مرتبة والتى قد لا ترضينى لا صياغة ولا تسلسلا للاحداث الى اننا كنا شباب فعلا مرفه ومعنى ان يوجد باى مكان نتواجد فيه تلك الحشرات الغريبة ( براغيث ) كان يقلق راحتنا ويجعلنا نغادر المكان فورا ولكنى اتذكر والله اننا ما برحنا مكاننا الا بعد انتهاء الفيلم واتذكر وقتها ردود الفعل التى اعترتنا انا وسليمان بعد الاحداث ...كيف صبرنا على القرص والهرش الذى حدث لنا طيلة احداث الفيلم؟؟؟
لا اريد ان يأخذ كلامى على محمل من التهريج او السخافة وعدم الاكتراث لما حدث لنا وقتها وهو امر فعلا بسيط
لكنى اريد ان استخلص من هذا الموقف شىء بسيط الا وهو اين ذهبت وطنيتنا التى كانت تسيطر علينا ونحن صبية فى ريعان الشباب ؟ ! اين ذهب حبنا لمصر ؟؟! اين ذهب الانتماء؟! لهذا البلد الجميل؟!
لماذا كانت الاغانى الوطنية تجعلنا نشعر بالقشعريرة والاحساس بحب الوطن والاستعداد للتضحية بارواحنا من اجله ولا نشعر بذلك الان
هل قتل فينا مبارك وفلول النظام نخوة الغيرة والخوف على امن ومستقبل مصر
هل استطاع ما يسمى بالفلول ان يقسم مصر فعلا
هل فعلا يفعلها الان المجلس العسكرى كما كان يفعلها مبارك واعوانه
افيدونى افادكم الله فقد فقدت صوابى وتركيزى ...متى تعود لنا مصر او متى تكون لنا بالاساس لانها ما كانت معنا فى يوم من الايام الا شعارات وكلام ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق