سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2012

مقالات أدبية: هو أكل عيش و لا بنرضى مزاجنا!! بقلم: مروان محمد




أنا ناوى أتكلم فى هذا المقال ببساطة شديدة و حتى قررت أن تكون لغتى عامية, عشان أنا عايز أوصل كلامى ده لكل الناس, الناس العادية و الناس المثقفة و الناس المتفزلكة و للنقاد و لأصحاب دور النشر و مدعى الكتابة و اللى بيكتبوا بجد, هدفى هو الجميع.
السؤال المشهور اللى بيقول" هو البيضة قبل الفرخة لا الفرخة قبل البيضة؟" مش سؤال جدلى و عامل زى البحث فى دائرة مغلقة لا طائل من ورائها, طيب و السؤال اللى شبهه و كلنا بنردده" هو الفن من أجل الفن و لا من أجل الاتجار بيه؟" سؤال جدلى فرض نفسه لفترات طويلة و لازال إلى يومنا هذا بيفرض نفسه و أصبح مسار جدل ما بين كتاب و نقاد و مثقفين و عوام و بياعين خضار كمان, و لو هو فن من أجل الفن فهو موجه لمين و ده معناه أن الكاتب يطلق لخياله العنان و مزاجيته أنها تتحكم فيما يكتب و يولع القارىء و لا معناها فن راقى و جاد ( كلام مطاطى غير مفهوم بالمرة), و لا هو تجارة و أسفاف و ربحية بصرف النظر عن القيمة و الموضوع و الرسالة و الفكرة, و هو لازم يكون العمل الإبداعى صاحب رسالة و هدف  و قضية و لا ممكن يكون أبسط من كده بكتير!!
طيب ليه ميكنش خليط ما بين أنه يكون الدافع من وارئه تربح و قيمة فنية برضه, هما الأتنين من طايفتين مختلفتين و كلا له دينه يعنى و لا إيه الموضوع بالضبط؟!!
أكيد الموضوع مش بالسطحية دى و لا هو أبيض يا أما أسود و مفيش أبعاد تانية, لأ الموضوع فيه ألوان تانية كتير هو بمزج اللون الأبيض و الأسود نوصل للمساحة الرمادى, يعنى مش شرط كل عمل فنى أو أدبى يكون صاحب رسالة أو قضية و تبقى معيبة لو العمل ده مفهوش كده, و مش معناه أنه يبقى سطحى و تافه و ملوش قصة أو مضمون حتى, مش يا أما أقصى اليمين أو أقصى الشمال يعنى, طيب أصحاب دور النشر دول بينشروا و بيطبعوا و بيوزعوا لمين؟ و تعابين نفسهم ليه قوى كده, هل هما بيبحثوا عن فئة معينة من القارىء على مستوى ثقافى معين و لا على مستوى مادى معين و لا على الأتنين دول مع بعض طيب و بقية القراء و الشعب الغلبان يولع يعنى.
طيب يا جماعة عشان المواضيع متوهش مننا يبقى لازم الأول نرتب أفكارنا و اتجاهات كلامنا رايحة لفين و جاية منين, عشان نفهم كل موضوع على حدة و نوصل لنتيجة أو حل أو فهم على الأقل للمواضيع الكبيرة قوى دى و لا أنتوا مش متفقين معايا فى الطرح ده... طيب الحمد لله أنها موافقة !!!
خلينا نمسك فى موضوع شعار " الفن من أجل الفن" يعنى هو السؤال مش أصبح شعار مبتذل و سخيف فى زمن لا يتسق معه شعارات زى دى و شعار زى ده يعتبر من الكلاسيكيات البالية اللى أصبحت لا تواكب العصر, و شعار أثبت فشله لأن ممارسة الفن من دون أى دافع ربحى أو بدون أقبال جماهيرى أثبت فشله مائة بالمائة و العمل الذى لا يرى النور لا يستحق أن يكون عمل فنى يلتفت إليه, طيب إلى أى مدى ممكن نزاوج بين الربحية و بمعنى تانى العلاقة المادية مع العلاقة الفنية, هو أمر ممكن و لا يقلل من شأن الفن و الأدب بأى حال من الأحوال, مش زى ما بيدعوا بعض المتفذلكين و المتفلسفين لأن دى سوفسطائية أصبحت مش بتتهضم, الفنان دايمن محتاج لدافع و محفز يخليه دايمن شغوف بالعمل الفنى اللى بيقوم بيه سواء كان فن رسم أو شعر أو غناء أو تمثيل أو إخراج او كتابة, كل مجالات الفن, لازم يكون للفنان جمهور بيحبه و بيقبل على عمله و مهتم بيه و منتظر إبداعاته, الفنان ميقدرش يحبس نفسه جوا قمقم الفن من أجل الفن مدعى أنه بيمارس أعلى حالات الإبداع إذا كان مفيش أى اهتمام من المحيطين بعمله الفنى ده, الفنان أزاى يقيس مدى تطوره و مدى موهبته و إبداعه بدون الحاجة إلى آخرين يقوما بالحكم عليه و يرسموا مكانه على الخريطة الإبداعية و الفنية .... هو مش الموضوع بالعافية و لا ضرب راس و لا حتدخل فيه بصدرك و جمهور النقاد مع احترامى ليهم و المثقفين مش كافى أبدا للحكم, الحكم    يا أخوانى المبدعين و الفنانين للناس أولا و برضه أخيرا.
أنك تتربح من عملك الأدبى أو الفنى ده بيديك دافع للتطوير و التحسين و الارتقاء و التنويع مش ممكن أبدا يحبسك فى أطار معين متسهجن أو تجارى بحت, دى نظرية غلط أوهمونا بيها بعض المتفذلكين و اعتبروها قاعدة مسلم بيها و هى فخ كبير قوى....
أحنا ممكن نشتغل فى خط معين بنحبه و بنرتاح إليه و ممكن أن أحنا لا نتنازل عنه و تصور أن تحكم المادة فى العملية الابداعية بيبعدنا عن الهدف ده أكبر مؤامرة علينا, خلينا ناخد أمثلة من الواقع الموجود قدامنا, خالد يوسف قدر يحقق المعادلة الصعبة دى بيقدم الفن اللى بيحبه و ووسمه بطابعه الشخصى و حقق فيه طموحاته الفنية و رؤيته الإبداعية و فى نفس الوقت حقق الاقبال الجماهيرى و هو مش مسف و لا تاف و لا بيبيع علينا أفلام تجارية بحتة و السلام و فيها رسالة و قضية كمان و لا أيه؟!
و عندنا مثال أخر الشاعر الغنائى بهاء الدين محمد ليه أغانى كتير حملت التجديد فى الطرح و الموضوعات و لاقت نجاح كبير برضه, بصرف النظر عن بعض انحرافاته اللى ممكن لا ترقى إلى المستوى المطلوب و لكن أحنا بنحكم بشكل عام و اجمالى, يبقى يا أخوانى الشعار ده مكانه بصراحة مزبلة التاريخ لأنه عتيق و غير واقعى و افلاطونى جدا.
النقطة التانية و المهمة فى موضوعنا, دور النشر دى اللى عمالة بسم الله ما شاء الله كل يوم تطلع لنا واحدة من تحت الأرض و كان فيه ماسورة دور نشر ضربت و كل يوم ترمى لنا دور نشر مع احترامى ليهم كلهم, إيه الاختلاف بين كل دور النشر دى و إيه امكانياتها و قدرتها على النشر المكثف و بكميات ضخمة و القدرة العالية على التوزيع فى شتى اقطار مصر و العالم العربى و أيضا أساليب الدعاية و الاعلان و الترويج لمنشوراتها, يعنى أحنا قدام عقبة و مشكلة حقيقية بتواجهة دور النشر, هى فقر إمكانيات دور النشر بشكل عام فى عالمنا العربى و المصرى بشكل خاص فأفضل دار نشر تطبع ما بين ثلاثة الاف و خمسة الاف للكتاب الواحد فى الطبعة الواحدة و أفضل كتاب تم طبعه 15 مرة, يعنى لو ضربنا العدد 15 * 5000 طبعة على أقصى تقدير, نلاقى اقصى طاقة اشتغلت بيها أفضل دور نشر هى 75000 ألف نسخة, يعنى رقم محزن و مخزى!!
طبعا بتتنوع أسباب أصحاب دور النشر ما بين قلة الامكانيات و ضعف الموارد المادية و تقلص أعداد الجمهور القارىء ... الضغوطات الاقتصادية, الأزمة الراهنة للثقافة العربية و غلو أسعار الخامات... الضرائب, مش عارف بس بامانة مش حاسس بنعاطف و لو اعتبرنا دى عوامل لأسباب الأزمة فسأقول عليها دى عوامل فرعية و مش هى المسببة للأزمة المفتعلة دى أساسا, المشكلة من وجهة نظرى تكمن فى سياسات دور النشر اللى بتهتم بنشر الأعمال الفنية و الإبداعية, الإدارات اللى بتدير دور النشر دى بروقراطية و روتينية جدا و معندهاش فكر إبداعى أصلا فى عالم التسويق و الدعاية و أضف إلى ذلك بخل معظم أصحاب دور النشر و أضف إلى ذلك الجشع و الطمع لدى صنف آخر من أصحاب دور النشر.
طيب أصحاب دور النشر حيقولوا مهو أنت عمال تتكلم و تبجح و أنت مش عارف حاجة و لا عمرك كنت صاحب دار نشر عشان تقولنا إيه الغلط و إيه الصح, طيب ماشى, أنا حاخد مثال برضه من الواقع يا سادة يا أفاضل, جميع دور النشر الإسلامية المرترتة لو ينفع نقول كده, عددهم زى الرز و بيكسبوا مكاسب فلكية و مش بيخسروا بل بالعكس عليهم أقبال كبير جدا و هامش أرباح عالى جدا, حتقولى ده بسبب الصحوة الدينية و اهتمام الناس بالدين هو اللى بيدفعهم لشراء هذه الكتب و البحث عن الثواب.
اسمح لى أقولك مهما كان الدافع الدينى لدى الإنسان لو مش معاه فلوس عمره ما حيشترى مهما كان الدافع الدينى عنده, أحنا شعب غلبان بيحصل قوت يومه بالعافية, ساعتها لا دين و لا فن ممكن يحمسوه أنه يدفع فى كتاب خمسين جنيه و خمسة و عشرين جنيه و المبالغ الفلكية اللى بتبيعوا بيها كتبكم.
لازم دايمن نربط ما بين هيكل الأجور فى مصر للطبقة المتوسطة كمؤشر و مقياس و ما بين أسعار الكتب, طبعا السياسة دى ناجحة فيها جدا دور النشر الإسلامى أولا بيقدروا يطبعوا كميات كبيرة جدا من الكتب بأسعار فى متناول الجميع و بيركزوا على الموضوعات اللى تهم الناس و كمان قدرتهم عالية جدا على التوزيع فى كل مكان فى مصر و بيقدروا من خلال عملية التوزيع أنهم يوصلوا لكل أيد و ده كل دور النشر اللى بتعنى بالاعمال الفنية و الإبداعية فاشلة فيه تماما فضلا عن آله إعلامية جبارة فيها ألحاح على الناس و تواصل معاهم على طول بيخلى الناس لازم تتحمس أنها تشترى كتب الدعاة السلف, طب ليه لأن فيه منبر أعلامى بيظهروا فيه و بيتكلموا منه و ده بيشجع عملية بيع الكتب كمان و فيه تواصل بينهم و بين الناس عن طريق الدروس الدينية و الخطب فى الجامع, أنتم إيه بقى أدواركم عشان تعملوا كده, أنتم قافلين عليكم بابكم و اللى عايز يجينى يجينى أنا مبروحش لحد و كل الندوات الاجتماعات و اللقاءات اللى بتعملوها بتكون لمبدعين تانيين أو ناس من نفس الوسط بتاعكم ليه متقفوش توزعوا ورق على الناس الالف نسخة بستين جنيه طباعة اسمها كولكشن لندوة بتعملوها أو حفلة لتوقيع كتاب و الحضور للجميع, أعملوا شادر .و ادعوا فيه الناس أنهم يجوا يسمعوكم و مفيش مانع لو وزعتم  عليهم شيكولاته ... أى حاجة يعنى تشغلوا بيها دماغكم عشان تروجوا لنفسيكم.
ليه متنزلوش أسعار الكتب لحد ما يبقى الكتاب بتلاتة جنيه و بأتنين و نص و تعملوا منافذ بيع تكتبوا عليها كتبنا باتنين و نص, فكرة ساخرة أكنى بتريق عليكم أبدا و الله مش تريقة و لا حاجة بس أنتوا تترفعوا عن أنكم تعملوا كده و اعملوا طبعات شعبية و اطبعوا بكثافة عالية و خلوا هامش الربح صغير بس كبير بكتر الطبع و البيع و أعملوا الدعاية اللازمة للكتب اللى بتنشروها يعنى اشتروا حق ظهور صاحب العمل الأدبى لمدة ساعة أو نص ساعة فى برنامج مشهور من البرامج الفضائية اللى عليه أقبال جماهيرى زى القاهرة اليوم و تسعين دقيقة و برنامج العاشرة مساءا, اشتروا حق نص ساعة ظهور فى البرامج دى و اعملوا ترويج دعائى للكاتب اللى بتنشروا ليه و ركزوا على فرد واحد فى كل موسم كأنكم بتعدوا لشريط غنائى أو فيلم حيتطرح الموسم اللى جاى و هكذا و اعملوا أعلانات طرق فى شوارع القاهرة على طريق المحور و كوبرى ستة أكتوبر و خمسة و عشرين مايو حتقولوا ده أبتدى يسخر و يتريق تانى أو فين الموارد اللى ممكن تسع كل المصاريف دى, لأ فيه , اتكاتفوا و اعملوا مشاريع موحدة أنتم كدور نشر مختلفة زى شركات الإنتاج السينمائى لما بنلاقى أكتر من شركة سينمائية بتدخل فى عمل واحد و يتقاسموا الأرباح فى النهاية, هو كل شىء ممكن بس كل دار نشر متصورة نفسها هى الأحسن و الأفضل و صاحبة الرسالة و الريادة و الهبالة و عك كتير يعنى من الآخر.
سمعنا عن عشرات دور النشر و لم نسمع عن أى كاتب واحد أشتهر على أديكم فين فكر صناعة النجوم عندكم ليه متصنعوش كاتب و يتسيط فى السوق و يعمل ضجة و لما يفرقع بالمصطلح الدارج تبدأوا نفس السكة مع مبدع جديد و هكذا و ترشوا على شوية برامج مشهورة فلوس عشان تستضيف فلان و علان.
و خلوا وشوش معروفة للناس العوام تتكلم عن بعض كتبكم و المبدعين اللى عندكم كأنكم شركة إنتاج فنى غنائى , كل ده مش عيب و لا إقلال بالفن بس هى الشعارات الخايبة اللى أنتوا متمسكين بيها هى أكبر دليل على أنكم بتستخدموها عشان تداروا بيها عيوبكم و فشلكم الزريع, اللهم أنى بلغت اللهم فأشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق