قصة حقيقية
27 اكتوبر 2011
حينما اتممنا دراستنا الجامعيه لم يكن يشغل بالنا سوي الاقتران بفتاه اختارها انا وتوافق عليها العائله أو تختارها العائله واوافق عليها أنا ... كان ذلك قبل ثلاثون عاما او يقل قليلا ... ولكن وقفت تلك الامنيات امام الالتحاق بالجيش وتأدية الخدمه الالزاميه عائقا لبعض الوقت.
وفي عام 1977 ومع انطلاق المباريات التمهيديه لدوري القسم الثالث لكرة القدم وحيث ان فريق مدينتنا مرفق مياه شربين هو من احد تلك الفرق ... فقد تم اختياري واخي الاكبر رحمه الله وابن عمي للأنضمام لهذا الفريق حيث اننا كنا نجيد فن اللعب بالكره .
ومع اول مباريات الدوري للقسم الثالث ووسط جماهير وحكام دوليون ومراقبين لتلك المباريات توكلنا علي الله وسافرنا للمنصوره لملاقاة فريق عمال المنصوره والذي تم تغييره فيما بعد لشباب مبارك ... المهم اختار الدير الفني الكابتن نادر شندي والمدرب العام الكابتن يسري احمد ثلاثتنا للأشتراك في تلك المباراه ( أنا حارس مرمي وابن عمي باك يمين واخي قلب هجوم ) ولسوء حظنا أو حسنه لانعرف تم اختيار نصف الملعب الذي علي يمين المقصوره ليكن ملعبنا في هذا الشوط ... وماهي الا لحظات وهبت ريح شديده ساعدت الفريق المضيف في امتلاك الكره والتسديد القوي .
وفي النصف الاول من الشوط الاول احتسب الحكم ضربة جزاء ... ولم اكن قد تدربت بعد علي صد ضربات الجزاء ... الا أن اخي الاكبر جاء الي وهمس في اذني بأن ارتمي في الزاويه اليمني مهما حدث فاللاعب مشهور عنه انه يضع الكره في هذا المكان ... وصفر الحكم ودخل اللاعب علي الكره ومعه الهواء وقذف بالكره ناحية الزاويه التي اخبرني بها اخي وتمكنت من صدها ... الا انها ذهبت علي رأس منطقة الجزاء من ناحية الشمال فأعادها لاعب اخر قاصدا احراز هدف ... الا أنني اسطعت ان الم شتات تفكيري وامسك بالكره ... ومن وقتها ودب الحماس في جسمي ولم يدخل مرماي اي هدف في تلك المباراه ... الا ان اخي الاكبر قد تمكن من احراز هدف الفوز لنا من كره ثابته علي بعد 30 يارده سكنت الزاويه اليسري للحارس ...
ويومها كانت سعادتنا غامره فقد اشاد الجميع بثلاثتنا ... وقرروا مكافآتنا ... واثناء ركوبنا الاتوبيس في طريق العوده ...تقدم المهندس محمد عبد الفتاح رحمه الله المدير الاداري للفريق واعطاني جنيها لاني قمت بصد ضربة الجزاء واعطي لأبن عمي 25 قرشا لبلاؤه الحسن جهة اليمن واخي الكبير محرز هدف الفوز حصل ايضا علي جنيه واحد مكأفأه ...
الان وانا اتذكر ذلك انظر لحال لاعبي الكره الان وحالنا قبل 30 عاما او يقل قليلا .
وفي العام 1984 تم عقدقراني وزواجي وسافرت انا وزوجتي الي السعوديه للاقامه بها ... وانتظرنا بعد تسعة اشهر مولودنا الاول (هيثم ) الذي جاء في شهر مايو 85 ثم تبعته اخته في العام 87 واتفقت انا وزوجتي ان نتوقف عند هذا العدد من الاولاد وحتي نؤمن لهم حياة سعيده ...وادخلناهم مدارس خاصة حتي المرحله الاعداديه ... وكنت قد عدت انا وزوجتي للقاهره بعد انتهاء تعاقدي بناء علي طلبي لمرافقة اخي المريض ( رحمه الله ) في رحلته العلاجيه بمصر ...وذلك في عام 1995 ...
وللحقيقه فقد وهب الله في ولداي ذكاءا منقطع النظير ... وقبولا من الجميع ... وحتي القدر كان رحيما بهما في كثير من المواقف لأنه يعلم ماتضمره ضمائرنا من حب للجميع ...الا أن ابني الاكبر هيثم كان له مع القدر ثلاث مواقف اراد الله ان يعطينا في كل موقف منها درسانتعلم منه عظة وعبره .
فهو وكان وقتها ابن الخامسه ... سقط سهوا من يدي امه من الدور الاول علي الرمال وذلك في احد ليالي صيف عام 1990وكنت انا وقتها في القاهرة لمقابلة زملاء من السعوديه جاءوا للفسحه بالقاهره ... وتم اصابته باصابات متفرقه في الجسم والوجه والرأس ولكن الله سلم .
وهو ابن السادسه عشر ويزيد قليلا وبالتحديد في يوم عيد العمال من عام 2001 واثناء ذهابه الي احد الاساتذه للحصول علي درس في اللغه الفرنسيه ....وعند نزوله من الميني باص علق الكوتشي الخاص به في سلم النزول من الميني باص وسقط علي الدرج الخاص بالميني باص نصفه الامامي يرتطم بالاسفلت والماره ونصفه الاخر داخل الباص ..ولولا صرخات الركاب لكان ابني الان عند ربه ..
حملته سيارة الاسعاف الي المستشفي لانقاذه وحمدلله علي كل شئ فقد كان قويا رغم ان تلك الحادثه قد نتج عنها كسور بالترقوه والحوض والزند وقطع في اللسان وكسر في الركبه واصابات مختلفه بالرأس والوجه واليد نتج عنها انني قدمت له اوراق امتحانه للثانويه العامه المرحله الاولي في لجنه خاصه بلجنته الاصليه وكنت كل يوم احمله في سيارة اسعاف الي اللجنه وكل جسمه تم تجبيسه ماعدا وجهه ورأسه ويده اليسري ..
المهم اكرمنا الله واثبت ابني تفوقه وحصل علي 97% في مجمل المرحلتين الحقاه بكلية الهندسه جامعة القاهره وبناء علي رغبته التحق بقسم الهندسه الميكانيكيه وتخرج منها بتقدير جيد عام 2008 .....وحيث انه وحيد والداه لم يلتحق بالجيش والتحق في بعض المشاريع التي كانت بمجرد انتهائها يستغنون عن خدماته .
وفكرنا غي حل يرضي الجميع هو الصبر الي ان يحلها الله من عنده وتم بالفعل قبول دعواتنا من قبل المولي واتصل احد زملائه في مشروع التخرج ووفر له فرصة عمل معه باحدي الدول العربيه سافراليها معتمدا علي الله منذ اربعة شهور وبدأ العمل فيها ولاقي استحسان القائمين عليها لجده ومثابرته ومنحوه سيارة وسكنا خاصا ...الا ان القدر كان بالمرصاد لولدي ليختبره للمره الثالثه في حياته وبأشد من الاختبارين السابقين .
لبي ابني دعوة زملائه لتمضية ليلة الخميس في احدي المدن الساحليه خلال الاسبوع الاخير من سبتمبر الماضي ... واستقل سيارته وتوكل علي الله طيلة 350 كيلو هي المسافه بين مدينته علي الحدود ومدينة اصدقائه وعند الثالثه صباحا ... استأذن منهم في العوده وحيدا بعربته ... وقبل الوصول لمدينته بثلاثون كيلو ... لاحظ ان النعاس بدأ يدب في عينية فقام بتموين سيارته ... واثر ان ينام قليلا بالمحطة ولحين العوده الا أن الشيطان قد اشار عليه بأن المسافه قليله وعليه بالعوده والنوم في البيت بدلا من النوم في محطة البنزين ...
وادار ابني مفتاح سيارته وتوكل علي الله ليكمل مشوار رحلته وقبل الوصول بعشرين كيلو وفي مكان ليس به اضاءه او سيارات مقابله او قادمه غلب ولدي النعاس وسقطت سيارته من ارتفاع 5 امتار في ارض جعلت كمخر سيل وانقلبت حسب تقرير الشرطه اربع مرات ... ولم تعد لناظرها سياره ... ولكن ماذا كان مصير ولدي ... الذي انقلبت به السياره من هذا الارتفاع وانقلبت عدة مرات به ... اقول لكم الحقيقه لو سألوني هذا السؤال مليون مره لقلت ان ولدي هالك لامحاله !!! ولكن القدر كان رحيما بنا !!! واعاده لنا الا من بعض الاصابات والكسور التي ستشفي باذن الله عما قريب.
27 اكتوبر 2011
حينما اتممنا دراستنا الجامعيه لم يكن يشغل بالنا سوي الاقتران بفتاه اختارها انا وتوافق عليها العائله أو تختارها العائله واوافق عليها أنا ... كان ذلك قبل ثلاثون عاما او يقل قليلا ... ولكن وقفت تلك الامنيات امام الالتحاق بالجيش وتأدية الخدمه الالزاميه عائقا لبعض الوقت.
وفي عام 1977 ومع انطلاق المباريات التمهيديه لدوري القسم الثالث لكرة القدم وحيث ان فريق مدينتنا مرفق مياه شربين هو من احد تلك الفرق ... فقد تم اختياري واخي الاكبر رحمه الله وابن عمي للأنضمام لهذا الفريق حيث اننا كنا نجيد فن اللعب بالكره .
ومع اول مباريات الدوري للقسم الثالث ووسط جماهير وحكام دوليون ومراقبين لتلك المباريات توكلنا علي الله وسافرنا للمنصوره لملاقاة فريق عمال المنصوره والذي تم تغييره فيما بعد لشباب مبارك ... المهم اختار الدير الفني الكابتن نادر شندي والمدرب العام الكابتن يسري احمد ثلاثتنا للأشتراك في تلك المباراه ( أنا حارس مرمي وابن عمي باك يمين واخي قلب هجوم ) ولسوء حظنا أو حسنه لانعرف تم اختيار نصف الملعب الذي علي يمين المقصوره ليكن ملعبنا في هذا الشوط ... وماهي الا لحظات وهبت ريح شديده ساعدت الفريق المضيف في امتلاك الكره والتسديد القوي .
وفي النصف الاول من الشوط الاول احتسب الحكم ضربة جزاء ... ولم اكن قد تدربت بعد علي صد ضربات الجزاء ... الا أن اخي الاكبر جاء الي وهمس في اذني بأن ارتمي في الزاويه اليمني مهما حدث فاللاعب مشهور عنه انه يضع الكره في هذا المكان ... وصفر الحكم ودخل اللاعب علي الكره ومعه الهواء وقذف بالكره ناحية الزاويه التي اخبرني بها اخي وتمكنت من صدها ... الا انها ذهبت علي رأس منطقة الجزاء من ناحية الشمال فأعادها لاعب اخر قاصدا احراز هدف ... الا أنني اسطعت ان الم شتات تفكيري وامسك بالكره ... ومن وقتها ودب الحماس في جسمي ولم يدخل مرماي اي هدف في تلك المباراه ... الا ان اخي الاكبر قد تمكن من احراز هدف الفوز لنا من كره ثابته علي بعد 30 يارده سكنت الزاويه اليسري للحارس ...
ويومها كانت سعادتنا غامره فقد اشاد الجميع بثلاثتنا ... وقرروا مكافآتنا ... واثناء ركوبنا الاتوبيس في طريق العوده ...تقدم المهندس محمد عبد الفتاح رحمه الله المدير الاداري للفريق واعطاني جنيها لاني قمت بصد ضربة الجزاء واعطي لأبن عمي 25 قرشا لبلاؤه الحسن جهة اليمن واخي الكبير محرز هدف الفوز حصل ايضا علي جنيه واحد مكأفأه ...
الان وانا اتذكر ذلك انظر لحال لاعبي الكره الان وحالنا قبل 30 عاما او يقل قليلا .
وفي العام 1984 تم عقدقراني وزواجي وسافرت انا وزوجتي الي السعوديه للاقامه بها ... وانتظرنا بعد تسعة اشهر مولودنا الاول (هيثم ) الذي جاء في شهر مايو 85 ثم تبعته اخته في العام 87 واتفقت انا وزوجتي ان نتوقف عند هذا العدد من الاولاد وحتي نؤمن لهم حياة سعيده ...وادخلناهم مدارس خاصة حتي المرحله الاعداديه ... وكنت قد عدت انا وزوجتي للقاهره بعد انتهاء تعاقدي بناء علي طلبي لمرافقة اخي المريض ( رحمه الله ) في رحلته العلاجيه بمصر ...وذلك في عام 1995 ...
وللحقيقه فقد وهب الله في ولداي ذكاءا منقطع النظير ... وقبولا من الجميع ... وحتي القدر كان رحيما بهما في كثير من المواقف لأنه يعلم ماتضمره ضمائرنا من حب للجميع ...الا أن ابني الاكبر هيثم كان له مع القدر ثلاث مواقف اراد الله ان يعطينا في كل موقف منها درسانتعلم منه عظة وعبره .
فهو وكان وقتها ابن الخامسه ... سقط سهوا من يدي امه من الدور الاول علي الرمال وذلك في احد ليالي صيف عام 1990وكنت انا وقتها في القاهرة لمقابلة زملاء من السعوديه جاءوا للفسحه بالقاهره ... وتم اصابته باصابات متفرقه في الجسم والوجه والرأس ولكن الله سلم .
وهو ابن السادسه عشر ويزيد قليلا وبالتحديد في يوم عيد العمال من عام 2001 واثناء ذهابه الي احد الاساتذه للحصول علي درس في اللغه الفرنسيه ....وعند نزوله من الميني باص علق الكوتشي الخاص به في سلم النزول من الميني باص وسقط علي الدرج الخاص بالميني باص نصفه الامامي يرتطم بالاسفلت والماره ونصفه الاخر داخل الباص ..ولولا صرخات الركاب لكان ابني الان عند ربه ..
حملته سيارة الاسعاف الي المستشفي لانقاذه وحمدلله علي كل شئ فقد كان قويا رغم ان تلك الحادثه قد نتج عنها كسور بالترقوه والحوض والزند وقطع في اللسان وكسر في الركبه واصابات مختلفه بالرأس والوجه واليد نتج عنها انني قدمت له اوراق امتحانه للثانويه العامه المرحله الاولي في لجنه خاصه بلجنته الاصليه وكنت كل يوم احمله في سيارة اسعاف الي اللجنه وكل جسمه تم تجبيسه ماعدا وجهه ورأسه ويده اليسري ..
المهم اكرمنا الله واثبت ابني تفوقه وحصل علي 97% في مجمل المرحلتين الحقاه بكلية الهندسه جامعة القاهره وبناء علي رغبته التحق بقسم الهندسه الميكانيكيه وتخرج منها بتقدير جيد عام 2008 .....وحيث انه وحيد والداه لم يلتحق بالجيش والتحق في بعض المشاريع التي كانت بمجرد انتهائها يستغنون عن خدماته .
وفكرنا غي حل يرضي الجميع هو الصبر الي ان يحلها الله من عنده وتم بالفعل قبول دعواتنا من قبل المولي واتصل احد زملائه في مشروع التخرج ووفر له فرصة عمل معه باحدي الدول العربيه سافراليها معتمدا علي الله منذ اربعة شهور وبدأ العمل فيها ولاقي استحسان القائمين عليها لجده ومثابرته ومنحوه سيارة وسكنا خاصا ...الا ان القدر كان بالمرصاد لولدي ليختبره للمره الثالثه في حياته وبأشد من الاختبارين السابقين .
لبي ابني دعوة زملائه لتمضية ليلة الخميس في احدي المدن الساحليه خلال الاسبوع الاخير من سبتمبر الماضي ... واستقل سيارته وتوكل علي الله طيلة 350 كيلو هي المسافه بين مدينته علي الحدود ومدينة اصدقائه وعند الثالثه صباحا ... استأذن منهم في العوده وحيدا بعربته ... وقبل الوصول لمدينته بثلاثون كيلو ... لاحظ ان النعاس بدأ يدب في عينية فقام بتموين سيارته ... واثر ان ينام قليلا بالمحطة ولحين العوده الا أن الشيطان قد اشار عليه بأن المسافه قليله وعليه بالعوده والنوم في البيت بدلا من النوم في محطة البنزين ...
وادار ابني مفتاح سيارته وتوكل علي الله ليكمل مشوار رحلته وقبل الوصول بعشرين كيلو وفي مكان ليس به اضاءه او سيارات مقابله او قادمه غلب ولدي النعاس وسقطت سيارته من ارتفاع 5 امتار في ارض جعلت كمخر سيل وانقلبت حسب تقرير الشرطه اربع مرات ... ولم تعد لناظرها سياره ... ولكن ماذا كان مصير ولدي ... الذي انقلبت به السياره من هذا الارتفاع وانقلبت عدة مرات به ... اقول لكم الحقيقه لو سألوني هذا السؤال مليون مره لقلت ان ولدي هالك لامحاله !!! ولكن القدر كان رحيما بنا !!! واعاده لنا الا من بعض الاصابات والكسور التي ستشفي باذن الله عما قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق