سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2012

مقالات ادبية: رمضان فى بلدى - ريف مصر ذكريات أيام البركة بقلم/ هانى مراد



(1)

كتب الله لى من فضله أن أنشأ بأحدى قرى محافظة الشرقية , ادركت رمضان فى صغرى و أنا طفل فى أشهر الصيف كتلك الايام كانت نسبة الصيام قليلة بين الشباب وكنت ترى الكثير معلنا إفطاره جهارا نهارا !!
ربتنى والدتى جزاها الله عنى كل الحير على الصيام منذ كنت فى السادسة من عمرى و أحمد الله على أننى استطعت بتوفيقه أن أتدرب و أصوم كل أيام رمضان الاول لى وكان ذلك عام 1982 ألا يومين اثنين فى هذا العام الاول لى مع الصيام و أنا ابن السادسة, سأحكى لكم قصة تحمل من الفكاهة الكثير
كما ذكرت لكم كان الحر شديد فى ذلك العام وكان أغلب الشباب للاسف يجاهرون بالافطار ولا يلومهم أحد وفى تلك الاثناء وفى أحد هاذين اليومين الذين لم أصوم فيهما كنت أمر على الكوبرى أو المحطة ببلدتى ( وكان الكوبرى بمثابة الملتقى أو التجمع الأكبر لكل أبناء القرية)كنت أمر وقتها من أمام هذا الكوبرى و إذ بعمى أطال الله عمره ينادى على ليضرب المثل بى لاحد الشباب المفطرين بالقرية ويقول له هذا هانى ابن الستة اعوام وهو صائم و أنت للاسف شاب كبير ولا تصوم وسألنى أمامه أنت صايم يا هانى فقلت له لا أنا اليوم افطرت و شعر عمى وقتها بالاحراج ولم ألقى للموقف بال ولكنى عندما عدت للمنزل تذكرت ذلك الموقف و ادركت ما كان يرمى إليه عمى وندمت ندما شديدا على افطارى فى ذلك اليوم ومنذ وقتها والحمد لله لم أفطر يوم فى رمضان وكنت أمر أمام الكوبرى عل عمى يسألنى ثانية ولكنه لم يفعل ولم أفطر من وقتها.

(2)

 لا أدرى ما علاقة الحر والصيام عندى فهما يمثلان لى شهر رمضان الحقيقى فقد تعلمنا الصيام أنا و ابناء جيلى فى شهور الصيف و صمنا لأول مرة مع شدة الحر ولفحاته و ارتبط رمضان لدينا بالحر والمياة الباردة والثلج
اتذكر أنه كانت توجد ببلدتى بتاع عصير واحد وكنا نطلق على المحل أو الدكان (المعصرة) نسبة لعصير القصب وكانت المعصرة هى المصدر الوحيد لالواح الثلج التى كنا نشتريها لكى نخلطها بالماء وبعصير تمر الهندى الذى كنا نفطر عليه أو كما كان يطلق عليه اجدادى نشق به صيامنا - وذلك قبل دخول الثلاجات لبلدتنا بالريف لأنى أتذكر أن أبى اشترى لنا ثلاجة عشرة قدم ايديال بعدها بسنتين أى عام 82 وكانت وقتها تشترى من الخارج بالدولار من خلال شركة ايديال المصرية.
أتذكر أننى عندما كنت أذهب للكوبرى قبل الافطار مارا بالمعصرة و أذهب لأبحث عن أبى او عمى أو حتى خالى ليعطينى نقودا كى اشترى بها حلويات بعد الافطار , أحدهم دائما ما كانى يعطينى ورقة فئة خمسة قروش و يا فرحتى وقتها ففى عام1980 كان القرش عملة معترف بها وكان بامكانى أن أفك الخمسة قروش إلى خمسة قطع معدنية فئة قرش واحد أو واحد صاغ مصرى أو أكثر لأن القرش هو الآخر كان يفك إلى نصفين أى معدنين أى كل معدن يساوى نصف قرش
كنت وقتها ممن يحبون أن يفعلوا شىء يدخل البهجة على أمى بالخصوص فكنت اشترى أحيانا بالخمسة قروش كاملة مربع كبير من الثلج ملفوفا فى القش و أذهب به إلى أمى مسرعا كى أرى السعادة و الرضا فى عينيها ثم تأخذ المربع الثلجى وتغسله من القش وتلقى بأجزاء منه بعد تغتيته على العصير و اجزاء على الماء فى وعاء كبير كان معدا لذلك خصيصا فى رمضان

(3)

أفكر دائما فى  سبب ارتباط الحر ولهيبه والمثلجات برمضان معى عموما أكمل لكم ذكرياتى عن رمضان فى أيام الحر واللهيب
انتهيت فى الحلقة السابقة عند الواح الثلج ومكعباته والبهجة التى كنت اظن انى جالبها لامى اطال الله بقائها وشفاها وعافاها من كل سوء ,فى عام 1982 حيث كنا ذاهبون لبورسعيد بسيارة أبى رحمة الله عليه بيجو504(كانت شراكة مع واحد من البلد... موديل 1981) كعادة أبى رحمة الله عليه كان كل عام فى رمضان يأخذنا إلى بورسعيد بالسيارة ثم ننتقل منها إلى لنش لنعبر به القناة وننزل إلى بورسعيد كل عام لشراء متطلبات العيد
وفى هذا اليوم حدث للسيارة عطل مفاجىء لا أدرى ماهو استدعى أن نعود بالسيارة إلى المنزل مرة أخرى و يا سبحان الله وجدنا سيارة ربع نقل محملة بالثلاجة التى بالقطع كانت سيارة شركة ايديال وكانوا لا يزالون يسألون عن منزلنا لأن التليفونات المحمولة قطعا لم يكن لها وجود وحتى التليفونات الارضية تقريبا كانت منعدمة بالبلد ألا من تليفون النقطة و ربما لا يعمل, كان اليوم يوم عيد و السيارة تحمل لنا كنز ولا أنسى يومها التفاف أبناء الحارة والبلد ليتفرجوا على تلك الثلاجة العشرة قدم والتى كان لها دور كبير فيما بعد مع رمضان لكل أبناء الحارة والحارات المجاورة
كنا نستخدم بالبلد علب الحلاوة الطحينية البلاستيك لملئها بالمياة ووضعها بالديب فريزر الذى كانت تحتوية الثلاجة وكان الجيران يأتون لنا كل يوم قبل آذان المغرب كل حسب قربه ليأخذوا علب الحلاوة المملؤة عوضا عنها بالماء المثلج وبعض الجيران كانو يستخدمون جراكن زيت السيارات بعد غسيلها ووضعها بالثلاجة ليأخذوا مياة باردة عوضا عن الثلج والبعض الاخر كان يملىء زجاجات بلاستيكية ربما تكون احداها مخلفات من زجاجات زيت الطهى
كانت الثلاجة فى تلك الفترة على غير عادات الثلاجات فى زماننا هذا كانت تقريبا لا تحتوى سوى على الطمام والخيار بالرف الاسفل والباقى كله عبارة عن مياة وثلج


(4)


مازلت مستغربا من ان اغلب ذكرياتى عن رمضان مرتبطة بايام الحر واللهيب
كان لابى رحمة الله علية ستة اخوة ذكور وبنتين (اطال الله عمرهم جميعا)وكامو جميعا يسكنون منزل جدى رحمة الله عليه ومعهم ام جدى وام ابي بالاضافة لابى الذى ظل ببيت ابيه حتى كنت انا فى سن الثالثة من عمرى ثم انتقل بنا لفترة فى منزل مجاور اشتراه لنا ثم بنى لنا البيت الذى نقيم به حتى الان بالبلد
كان منزل جدى من الطوب اللبن من دور واحد وكان يتكون من منزلين يصلهما دوار كبير كنا نطلق عليه (وسط البيت) كان المنزل الاول والمطل على الشارع الرئيسى( الزراعية ) مكون من ااربع حجرات كبار وحمام ومطبح وصالة كبيرة وملحق به فراندا كنا نطلق عليها ( براندا) كبيرة وهى امتداد لم يعرفه البعد بالمصطبة
وكان الدوار يحتوى على حظيرة كبيرة للمواشى (زريبة) وحجرة كبيرة للطيور وقت خلودهم للراحة ليلا وحجرة للعلف الخاص بالمواشى وحجرة لخزين القمح والارز وحجرة للفرن وحجرة للبن ( كانت بمثابة مصنع لبن مصغر ) لمجرد الدخول بها تجد الجبن والزبد والقشط واللبن الرايب وكل انواع اللبن
وكان يوجد باول الدوار صوماعتين كانو يطلقون عليها صندوق كنا نستخدمهما لخزين القمح والارز والذرةوكانت تقفل من الاعلى ومن الاسفل بها فتحة مغلقة بالطين حتى الانتهاء من الحزين الموجود بحجرة الخزين يبدأو فى فتح هاتان الصومعتان
والمنزل الاخر كان كالاول تمام مع الاختلاف ان الاول كان للفراندا به سور يمنع عنا النظر
وصفت لكم منزل جدى حتى يتسنى لكم ان تعايشو الخير والبراح الذى كنا نعيش فيه
اعود بكم لرمضان وكانت بداية ادراكى لرمضان وصومه ونحن منفصلين فى السكن فقط عن بيت جدى ولكنا كنا اغلب الوقت نفطر ببيت جدىوكانت سفرة الافطار عبارة عن حصيرة كبيرة تفرش على البرندا بالخارج وتوضع عليها صينيتين لبيرتين عليهما كل انواع الخير من طيور ولحوم وكان الرجال يفطرون بالبرندا والنساء بالداخل ينتظرن الى ان ينتهى الرجال من الافطار وينقلون الصولنى للداخل ويفطرو هن واطفالهن
كنت لا انتظر الافطار مع النساء والاطفال من ابناء عمومتى ولا اخوتى لاننى كنت اصوم وكنت انضم الى صوانى الرجال وقت الافطار مع استهجان بعض اعمامى للموقف ولكنى كنت اصر ان انضم اليهم كونى صائم مثلهم
اريدكم ان تتخيلو معى كيف كان يفطر الريفيون زمااااااان فى رمضان يفطرون على البراندا اى ان اكلهم شبه بالشارع وكل من يمر والله لازم تتفضل تفطر معانا واحيانا كان يقوم ابى او احد اخوته قاطعا الطريق على احدهم وجاذبه من ملابسه ومصر على ان يفطر معنا وكانت تلك هى حياتنا البسيطة الجميلة التى شكلتى وجدانى الى يومنا هذا وستظل محفورة فى ذاكرتى الى ان يتوفانى الله
كان اغلب الظن والسبب الرئيسى لافطارنا على البراندا حر الصيف وعدم وجود مراوح تقريبا ولا مكيفات طبعا وكانت ايام لا اظن انها قد تعود ثانية لا انسى ابدا كم اللمة والناس والزحام كل يوم على الافطار واصوات الملاعق وهات يا واد وهاتى يابت وكانت ايام


(5)

حدثتكم عن رمضان فى الحلقات الاربع السابقة من خلال اختلاطى بالكبار ووصفى للجو العام الذى كان سائدا وذلك لمتابعتى القوية وملاحظتى وقتها لكل صغيرة قبل الكبيرة منهم لاننى كنت دائما تواق لان اكون واحدا منهم كنت اتمنى ان احسب على الكبار ولا احسب على الاطفال
لكنى فى حلقة اليوم ساحكى لكم عن طفولتى وطفولة ابناء الريف فى رمضان
كنت انتظر رمضان كل عام حتى اشترى الفانوس الاحمر ابو شمعة وقاعدة تفتح وتضاء من خلالها الشمعة المثبتة فى قاعدته واتذكر ان ثمن الفانوس وقتها كان يتراوح ما بين عشرة قروش وخمسة عشر قرشا وكم كانت قيمة هذا الفانوس تزداد فى ليالى رمضان لكثرة انقطاع التيار الكهربائى بالبلد ووقتها كنت استخدم الفانوس ليضىء لى وللعائلة فرحا مسرورا بذلك ولا اخفى عليكم فكم لسعتنى حرارة الفانوس وكم ترك الهباب الذى كانت تخلفه الشمعة اثارا بيدى
كان يأتى ليل رمضان ببلدتنا وكأنه مهرجان للصبية فتراهم منتشرون فى كل مكان خصوصا بعد صلاة العشاء واتذكر وقتها اننا كنا نقضى الليل كله فى اللعب حتى صلاة الفجر لان رمضان دائما ما كان يأتى فى اجازة الدراسة( الاجازة الكبيرة)
كانت اشهر العابنا فى رمضان لعبة الاستغماية وكنا نلعبها فرادى ومجموعات بمعنى انه احيانا من كثرة الصبية كنا نقسم انفسنا الى مجموعتين مجموعة منهم تطير اى تختفى والاخرى كانت تلاحقها وكنا نتفق على جدار حائط(كنا نسميه المساخة ولا اعرف معناها حتى الان) من يصل اليه يكون قد سلم وكنا نضع ايدينا على الجدار ونقول اشهدولى اى اننى سلمت ونبوس ايدينا وش وظهر ولا ادرى ما الحكمة من ذلك حتى الان بل انى لا اخفى عليكم سرا اننى كنت اظن ان اشهدولى كلمة اخرى وهى ( الشدولى ولم اكن ادرى ما معناها)
كنا نتفق ايضا على عدد معين اذا استطاعت الفرقة الاخرى الامساك به تكون كل الفرقة قد وقعت وتطير الفرقة الاخرى
ثم نتجمع كلنا اخر الليل فى ساحة كبيرة كنا نسميها (جرن العمدة) واتذكر انه كانت توجد به نخلة مقطوعة كنا نتجمع حولها وعليها لنحكى قصص وحواديت عن العفاريت ثم نتفرق كلا يذهب الى بيته


(6)


ما زلت على اصرارى ان اتعبكم واروى لكم كثيرا عن ذكريات قد لا تهم البعض وقد يجد البعض نفسه فيها حتى ولو لم يعشها
يضحكنى كثيرا ان اجد اغلب ذكرياتى الرمضانية متعلقة بالحر والصيف ولكنى وجدت الان ذكرى تتعلق بالنقيض تماما ( الشتائء والمطر)
لا ادرى ان كان مر عليكم رمضان فى احدى سنوات التسعينات حيث كانت الامطار تهطل لمدة اسبوع متواصل ليل نهار وكنت وقتها تقريبا بالاعدادية...
كان تقريبا نصف العام او بعده او قبله بقليل (لا اتذكر تحديدا)
كان رمضان فى هذا العام مختلف تماما عن الاعوام السابقة فقد كانت الامطار تهطل لمدة اسبوع بقريتى بالشرقية وكنا وقتها قد انتقلنا لمنزلنا الذى بناه لنا ابى رحمة الله عليه (على الكوبرى) كان المنزل ومازال قطعا مبنيا على مساحة ثمانية قراريط وثمانية اسهم(تقريبا 1450 متر) ومساحة البناء كانت قيراطين تحديدا والباقى غرف للطيور وحديقة صغيرة وملعب كبير واماكن لتخزين الحبوب الزراعية وجراشات لسيارات ابى لانه كان يتاجر احيانا فى السيارات والجرارات الزراعية
كان منزلنا يتكون من دورين والثالث اعمدة خرسانية فقط وما زال على وضعه
اتذكر وقتها اننا كنا نصحو صباحا ونفرد بعض من اعواد القش تحت خوارج سقف المنزل من الناحية الشرقية لنستمتع بسطوع الشمس رغم هطول الامطار المتواصل وكنا نظل هكذا ختى اذان الظهر وكان ابى رحمة الله عليه يجعلنا نصعد على سطح المنزل فى نوبتشيات متواصلة لكى نزيح المياة من خلال المزاريب حتى لا يتأكل حديد السقف وكنت احيانا اظل اقوم بهذا الدور حتى يؤذن عليا المغرب وذلك لان ابى رحمة الله عليه كان يثق فىّ كثيرا وكنت اعمل بمنتهى الاخلاص والجد حتى احافظ على ثقة والدى رحمة الله عليه فى قدرتى على تحمل المسؤلية والخوف على الممتلكات الخاصة بنا فكنت اسمع اذان المغرب ولا انزل حتى ينادى عليا ابى كى افطر وحتى اتاكد من انه عرف اننى اقوم بعملى كما طلب منى تماما
كان يأتى ليلنا كثيرا مظلما لان الامطار كانت من اسباب انقطاع التيار الكهربائ بالبلد وكنا نفطر على كشافات الاضاءة التى تشحن نهارا بالكهرباء بعد ان تخطينا مرحلة اللمبة نمرة عشرة التى كنا نضيئها بالجاز الابيض الذى انقرض الان ولا ادرى لماذا ثم نتجمع بعد صلاة العشاء والتراويح وكان يأتينا الكثير من الناس لكى يفصل ابى بينهم فى نزاعاتهم لكون ابى كبيرا لعائلتنا بالبلد وكونه شيخا للبلد فى نفس الوقت( وكان شيخ البلد فى البلاد التى بها نقطة شرطة يقوم باعمال العمدة قديما تماما)
كان بيتنا لا ينفض منه الناس ابدا حتى موعد السحور لدرجة ان بعض اولاد عم ابى واخوته كانو احيانا يتسحرون ويفطرون معنا حسب وقت تواجده
كنت استمع لشكاوى بعض الناس من العائلات الاخرى لابى من بعض اقربائنا وكان ابى رحمة الله عليه يرسلنى احيانا لاعود له بهذا القريب لكى يحل ما بينه وبين الطرف الاخر وفى نهاية الليل كنت استمع مستمتعا لبعض قصصهم عن ماضيهم فمنهم من يحكى عن جيشه ونوادره ومنهم من يحكى قصصا عن عفاريت قابلته وهو فى طريقه للحقل وكانت ايام روعة لا انساها ابدا ولا يمحوها الزمن من ذاكرتى وكلما مر بى موقف اتذكر له مثيل من الماضى اشعر بنفس لذة الماضى

(7)


ربما الان وبعد انتهاء ماتش الاهلى ومولودية وهران الجزائرى بفوز الاهلى اتنين صفر ربما حان الوقت للحديث عن ذكرى رمضانية كورية مع منتخبنا المصرى
اتذكر عام 93 وفى اخر مباراة لمصر مع زيمبابوى فى مجموعتهما والتى كانت بمثابة مجموعة مؤهلة للتصفيات النهائية بعد ذلك
ربما كانت المبارة عام 92 وليست 93 لا اتذكر تحديدا
المهم اننا كنا قد خرجنا من بطولة كأس العالم 1990 بعد تعا......دل مع هولندا واحد واحد وتعادل مع ايرلندا صفر صفر وهزيمة غير مستحقة من انجلترا واحد صفر اضعنا فى تلك المبارة العديد من الاهداف اشهرهما فرصة لجمال عبدالحميد ومجدى طلبة
كنا ننتظر تصفيات كأس العالم كمصريين حتى نعود لكأس العالم وللاسف لم نعود لكأس العالم منذ عام90 حتى الان
اعود بكم للمباراة وكانت مصر وقتها 7 نقاط وزيمبابوى 9 ومصر كانت تتفوق بفارق الاهداف وكان يكفيها الفوز لتتساوى معها فى النقاط وتصعد بفارق الاهداف وبالفعل فازت مصر فى هذا اللقاء بعد عناء كبير وصعدنا للدور التانى من التصفيات واتذكر وقتها انى كنت ادير مجلة شهرية بالمدرسة الثانوية اسمها شروق الازهار وكنت ايضا محررا للرياضة بها وقد كتبت موضوع عن المباراة بعنوان صعدنا ببركة رمضان
لكن وللاسف فقد القت الجماهير وقتها بالحجارة داخل الملعب واصيب مدرب زيمبابوى وقتها بطوبة فى راسه وتفنن مخرج المباراة المصرى وقتها فى اظهاره واظهارة الشاش حول راسه واعيدت المباراة فى سابقة هى الاولى من نوعها واقيمت بليون فى فرنسا ولم نستطع ان نفوز بالمباراة وحرجت صفر صفر وحرجنا من التصفيات ومنذ وقتها حتى مباراة مصر والجزائر بالسودان ولم نستطع ان نصعد لنهائيات كاس العالم اتذكر وقتها كم الحزن الذى سيطر علينا ايام وليالى وربما ذلك لان كل ما كان يشعرنا بمصريتنا فى تلك الفترة هى كرة القدم لاننا لم نكن نشعر باى انتماء الا لكرة القدم للاسف وهذا ما كان ينميه فينا النظام السابق ومازلنا نعانى منه حتى الان


(8)

رمضان شهر العزومات وشهر اللمة والاصحاب
سبحان الله رحم الله ابى الشيخ محمد عبدالمقصود شيخ بلد قصاصين الازهار شرقية وعميد عائلة مراد بها فلولاه ما كنت كما انا الان ولا كانت لى ذكريات جميلة عن رمضان احكيها لكم واتعب البعض من خلال قراتها
كان ابى رحمة الله عليه كريما للحد الذى قد يصوره البعض بذخ وليست تلك الشهادة لانه كان والدى رحمة الله عليه ولكن يوجد بيننا فى تلك...... المجموعة من هم من ابناء بلدى يردونى فى اى حرف اقوله عنه رحمة الله عليه فكان مثالا للرجولة بكل معانيها كرم واخلاق لا تدخين لا اى انحرافات على الرغم من بساطته وعلى الرغم مما اعطاه الله من عزوة ومال الا انه كان ابسط البسطاء حين يذهب الى الحقل مع الفلاحين حتى انه كان يذهب بنا للحقل لنشارك المزارعين اعمال الزراعة على الرغم من انها لم تكن مطلوبة منا لان الفلاحين يقومون بذلك مقابل اقتسام المحصول ولكنه كان يريد لنا ان نكون فلاحين نعرف كل شىء عن الزراعة رغم اننا بالمدارس ورغم اننا لا نحتاج لكل هذا الجهد وكان ذلك يضايق اغلب اخوتى الا انا فكنت استمتع واظهر له استمتاعى حتى يظل واثقا فيا مأملا ان اكون يوما ما اعرف كل كبيرة وصغيرة عن الارض والزراعة فبالاول والاخر نحن فلاحون ومسيرنا الى بلادنا نعود او على الاقل سنباشر اراضينا بعد وفاته
عموما حتى لا اتفرع بكم عن الموضوع الاصلى وهو رمضان وعزومات رمضان
كان ابى يقوم بعزومة لاخوته السته وفى يوم واخوته البنات وازواجهن فى يوم اخر وكل يوم تقريبا يقوم بعزومة احد ابناء عمومته فكان بيتا فى رمضان يعج دائما بالمعزومين من اقربائنا واصدقاء والدى
بالاضافة الى ذلك كان ابى يترك الحرية لنا كاولاده فى عزومة من نريد من اصدقاءنا واساتذتنا بالمدارس فانا على سبيل المثال كنت لى عزومتان فى رمضان احداها لاصدقائى من ابناء جيلى والاجيال الاحقة والاخرى لاساتذتى سواء بالمدرسة او الجامعة
كانت امى تشتكى مر الشكوى من عزمتايا انا لاننى كنت اجمع اكبر عدد من اصدقائى فى عزومتهم فقد كان يصل العدد احيانا لاربعة عشر فردا فى عزومة الاصدقاء وكان من بين الاصدقاء دائما ضيفا اولى لكل الرمضانات الاستاذ محبوب رحمة الله عليه ذلك المعلم الفاضل الذى تعلمت منه الكثير والكثير واذكر له موقف هنا لانه كان يعيش بيننا كشباب كالشباب ويعيش مع الكبار ككبير اتذكر انه وفى احدى العزومات وكان بها اساتذتى وبالمصادفة كان ابى يعزم بعض قيادات مركز الشرطة كرئيس المباحث وبعض الضباط وكبار البلاد المجاورة
فى ذلك اليوم كانت الصواريخ التى يستخدمها الاطفال هذه الايام بشكلها الجديد لم تكن قد انتشرت وفى احدى سفريات استاذ محبوب رحمة الله عليه خارج البلد وجد منها ما يباع فاشترى منها علبة وكانت جديدة لم نسمع بها قبل ومع اذان المغرب وكل واحد رافع العصير لكى يفطر القى الاستاذ محبوب بذلك الصاروخ فاهتزت الاكواب فى ايادى الكبار والصغار وثار ابى رحمة الله عليه ايه يا واد انت وهو ده فقلت له انا يا ابى من فعل ذلك رغم انى فوجأت بالموقف حتى لا اضعه رحمة الله عليه فى حرج فقال ابى يابن .... انت عيل سافل فقلت له يا شيخ لانى كنت دائما ما اناديه بيا شيخ بطل شغل الرسميات دى وفكك شوية وضحك الحاضرون وضحك ابى مجاملة لهم ولكنه اخر الليل اراد ان يفتك بى ولكنى صارحته بان صاحب الصاروخ كان الاستاذ محبوب ولم ارد ان احرجه امام الناس فقال لا حول ولا قوة الا بالله جدع يا واد ياهانى لانى كنت حنفعل عليه وده ما يصحش

(9)
ها هو الشهر الكريم يقترب من العشر الاواخر عشر العتق من النار ، عشر ليلة القدر
فغدا بأذن الله من بعد الافطار يحيى المسلمون سنن من السنن الرمضانية العظيمة سنة الاعتكاف فى العشر الاواخر
ذكرنى قرب العشر الاواخر والاعتكاف بذكرى جميلة عشتها فى السنة الثالثة لى بالمرحلة الثانوية ( وكان يطلق عليها ثانوية عامة )
اعود بكم للوراء قليلا واتذكر قريب لى يدعو صادق وهو ابن خلى كان قد انعم الله عليه بالالتزام المبكر فى الصلاة بمسجد انشأته جمعية انصار السنة المحمدية بقريتى بالشرقية وهذا المسجد كان له فضل كبير على اغلب شباب البلد فى الالتزام والمحافظة على سنن الهادى محمد صلى الله عليه وسلم ، كان قريبى دائما ما يذهب للصلاة فى هذا المسجد وكان دائما ما يدعوننى للصلاة معه فكنت ارد عليه ولماذا اذهب الى مسجد بعيد( كان المسجد يبعد عنا حوالى مسافة الكيلو متر ) كنت ارد عليه لماذا وبجوار منزلنا مسجدين اصلى فى احدهما والحمد لله اسوف يقولنا لنا صلاة غير التى نصليها او اسلام غير الذى نعرفه فكان يرد علىّ بقوله تعالى ( لمسجد اسس على التقوى احق ان تقوم فيه )
المهم وبعد الحاح منه فى مرات كثيرة ذهبت معه واكتشفت مع الوقت ان لهذا المسجد برواده سحرا واحساس بالرقى الروحى لا يعدله احساس وكنت اداعبه بعد ذلك كثيرا واذكره بكلماتى له عن لماذا اذهب للصلاة بمسجد بعيد وبجوارى مسجدين وكان يضحك كثيرا كلما ذكرته بتلك الكلمات
المهم انعم الله علىّ واعتكفت للمرة الاولى فى حياتى بالمسجد فى هذا العام ( الثانوية العامة ) واخذت معى كتبى واباجورة وملائة ومرتبة وكل متطلبات الاعتكاف وكانت تسع ليال لا استطيع ان اصف لكم كم الجمال الذى عايشته فيها( تسع ليال لان رمضان فى هذا العام كان 29 يوما)
اتذكر اننا كنا مجموعة من 39 فرد كان كل واحد فينا يدفع مبلغ مقابل وجبة السحور التى كنا نعدها بالمسشجد وتم اختيار 9 افراد كنت واحد منهم ممن قامو باعداد الفطور للمجموعة بالمنزل لاننا لم نكن نعد وجبة الافطار فى تلك السنة بالمسجد ولكن العام التالى كنا نعدها بالمسجد واتذكر انه كان لى صديق مسيحى كنت متعودا على عزومته فى احدى ليالى رمضان وقد حضر الينا بالمسجد وافطر معنا فى ذلك اليوم الذى اعدت امى لنا فيه وجبة الافطار وكان ذلك بعد استأذان المسؤل عن المسجد الاستاذ ابراهيم بركات ولم يمانع ابدا وقتها
اتذكر اننى عشت اجمل ايام عمرى فى هذه الايام وعرفت اشياء كثيرة كنت اجهلها وكانت لى مواقف عديدة مع الاعتكاف الاول لى فى حياتى احكيها لكم ان شاء الله فى المرات القادمة وسيكون ابرزها اننى كتبت قصيدة زجلية جمعت فيها كل المواقف التى حدثت لنا فى المسجد وكانت تتكون من 96 شطر وان شاء الله ابحث عنها واتيكم بها فى المرات القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق