سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

قصة قصيرة: خبز و دم بقلم/ حميد عقبي


نفذ ما بِحوزتهم من خبزٍ، منذ أيام لا صوت سوى صوت الرصاص و الإنفجارات، الأب يعمل بمسحِ السيارات بالمطار لم يعد منذ أيام، المذياعُ لا يعملُ بشكلٍ جيد، فهمو من بعضِ الأخبار أن المسلحين دخلو صنعاء و أن هذه الإنفجارات لإحكام السيطرة على معسكر الفرقة مدرع، هم يسكنون بمنطقةِ فقيرة تبعد قليلاً من هذا المعسكر ، ألام لا تدري كيف تحمي اطفالها الخمسة؟ مُحاصرون بهذا البيت، سقفه هش يهتزُ بين الحين والآخر مع أي انفجار او انطلاق قذيفة، بيوت كثيرة تدمرت حولهم، الأطفال يصرخونَ من الجوعِ، يقرر حسين الأخ الأكبر الخروج للبحثِ عن دكان لشراء الخبز، ليس لهم خيار آخر لابد من المغامرة أفضل من الموت جوعاً، هم جوعاء، تودعة أمه و أخوته، يخرجُ بجنحِ الظلامِ بين الركام والدمار الموت بكل ركن ..بشجاعةٍ يواصلُ زحفاً أو حبواً، يصلُ لبيتِ صاحب الدكان، يطرقُ الباب باكياً مستغيثاً، لحسنِ الحظِ يسمعهُ الرجل يفتحُ له البابَ يُعطيه بعض الخبز و المعلبات، يسرعُ حسين فرحاً، يعودُ بحذرٍ يقتربُ من البيتِ، مُتخيلاً فرحة أمه و أخوته، يزحفُ بين الجثثِ المرمية الأعضاء المتناثرة، البيتُ أصبح على بعدِ امتارٍ قليلة، فجأه يسمعُ صوتَ هدير الرصاص، حسين يحتضنُ كيس الخبز، يُحسُّ بالدمِ يتدفقُ ساخناً يبلبل الخبز اليابس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق