سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 26 يوليو 2014

مقالات سياسية: أينما تكونوا يدرككم الموت بقلم/هانى عبدالمقصود مراد

مايحدث الآن فى غزة ،وتحميل الكثير من الخونة أو المغيبين لحركة المقاومة الإسلامية حماس أسباب ما يحدث متغافلين عن أن العدو الصهيونى يفتعل المناسبات والمواقف لارتكاب مذابح بين أخواننا المسلمين المرابطين فى فلسطين للضغط على المقاومة وتجريدها من أسلحتها لتصبح كالضفة الغربية لا تحرك ساكناً ولتترك حماس وغيرها من المقاومة الأراضى الفلسطينية المقدسة مرتعاً للصهاينة ليرتعوا فيها ويعيثوا فى الأرض الفساد دون مقاومة.

وحتى لو سلمنا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس هى من اختطفت الثلاثة مواطنيين فهل نسلم بأن هذا سبباً كاف لقتل المدنيين بمثل تلك الوحشية ؟!, وهل يعتبر هذا مبرراً للمسلمين العرب الذين أصبحوا كالنعام لإلقاء اللوم على حماس والتشفى فيهم وقد يصل الأمر أحياناً عند بعض الخونة إلى الشماتة والفرح؟!

رغم أننى غير مقتنع بأن من اختطف الثلاثة الأسرائيليين وقتلهم هم حماس أو غيرها من المقاومة الإسلامية بفلسطين إلا أننى لا أنكر عليهم مثل هذا الفعل لأنهم بالأساس حركات مقاومة ودورها الضغط على العدو الصهيونى بأى شكل لأنه حق مشروع لهم أن يقاوموا العدو الصهيونى.

ثم تعالوا لفكرة الموت وما يحدث فى غزة الأن ،ألا يقتل العرب أنفسهم فى كل مكان ،ألم يمت بمصر منذ قيام ما يسمى بثورة 25يناير حتى الأن آلاف المصريين من المدنيين والمتظاهرين السلميين ولم يعرف من قتلهم ولم يحاسب على قتلهم أحد للأن ؟!

ألا يموت المئات يومياً فى ليبيا نتيجة للصراع على السلطة ؟!

ألا يموت بالعراق يومياً المئات أيضا صراعا على السلطة ؟!

ألا يموت الألاف من المسلمين فى كل مكان بسبب وبدون سبب فى كل مناطق العالم كبورما ومن قبلها البوسنة وغيرها ؟!

المشكلة هنا يا سادة تكمن فى تغييب عقولنا وبصيرتنا بفعل فاعل والخوف من الموت وهو الوهن الذى أخبرنا به رسول الله صل الله عليه وسلم (مخافة الموت وحب الدنيا )ومخافة السلطان والخوف من قول الحق وتغيير المنكر .

جرفوا عقولنا وأفكارنا وأقنعونا أن حركات المقاومة الإسلامية ماهى ألا حركات أرهابية ، أقنعونا أن المقاومة كفر وأرهاب وتطرف حتى أصبحنا نخاف الموت فى سبيل الله ،وكل هذا حتى يستقر للأنظمة العربية أن تنهب ثروات ومقدرات شعوبها دون الدخول فى صراعات خارجية قد تهدد عروشهم فقط , الشعوب مهددة رضينا أم أبينا ويموت منا بأيادى الأنظمة العربية الإسلامية للحفاظ على السلطان ونهب مقدرات الشعوب مهما تكلف ذلك من ثمن بدماء شعوبهم !!

لو لم يقنعونا أن جيوشنا غير مستعدة للدخول فى حروب مع هذا أو ذاك عندما نتحدث عن حقنا فى مقاومة العدو الصهيونى ، ولكن عندما تتحدث عن الشأن الداخلى فى أى من تلك الدول تجدهم يتغنون بقوة تلك الجيوش وبسالتها وهى التى لم تخوض حتى معارك حقيقية مع الأرهاب المزعوم بل لا تجدهم حتى قادرين على تحديد الجناة كما يحلوا لهم ممن هاجموا سرية هنا أو كتيبة هناك ،ثم يعودوا ويتغنوا بقوتهم ونعود ونصدق أغانيهم .

جيوشنا العربية ترصد لها ميزانيات أضعاف ميزانيات الدول أنفسها ولا تحرك ساكناً ولا نرى منها جيش واحد على أستعداد لتحمل فكرة الدفاع عن الأسلام والمسلمين والأراضى القومية العربية ولا حتى أرضه حتى ركعونا جميعاً أمام عدو لقيط لا يتعدى عدد سكانه سكان حى من أحدى الأحياء السكنية بقلب عاصمة من عواصم العرب الكبيرة .

نتناسى ويتناسى هؤلاء أن الموت يأتينا جميعا بغتة ولو كنا فى بروج مشيدة.

يمحوا هويتنا ومعتقداتنا مهابة لهذا الموت المدرك لنا جميعاً مهما تحصنا منه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل فاللهم أنى أبرأ اليك منهم وأختصمهم جميعاً أمامك يوم لا ينفع مال ولا بنون ،تلك الأنظمة ومن يواليهم ويهلل لهم،اللهم إنى قد بلغت، اللهم فأشهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق