يعجبني ولا يعجبني
أحيي أصحاب العقل العاقِل الذي يفكك الكلام الموزون...كل حرف من حروف الكلام هو شعلة أريج نسيم عليل ينزل على القلب عسل يا سلام.. كلنا بحاجة إلى حنان وسلم سلام...ما أجمل التساؤلات حين تكون منتظمة منظمة في شأن الهيام الروحي والآن..
يعجبني ولا يعجبني
يعجبني أن أرى الناس تنعم في أمن وأمان..ولا يعجبني الإنسان في العالم يمشي على رأسه...يعجبني الأفكار النورانية ذات أكمام وأفنان..ولا يعجبني العقل المتحجر وعلى بصيرته مضروب على جبنه حجاب من غمام...يعجبني جمال البحر في المد والجز لهو آية تدبر في خالق الأكوان ..ولا يعجبني تحوَل البشر إلى قطيع أنعام..
كم يعجبني وكم لا يعجبني
كم يعجبني حين أحس بائتلاف الأرواح الطيبة تبحث عن بعضها في كل مكان وزمان...وتعطي أثناء اللقاء والتلاقي القيمة الجمالية لسمو اللذة الكبرى على مقياس الثانية للزمان..يعتبرها اللبيب روعة في الكمال لأن ثانية التلاقي تحسب ببليون سنة مما تعدون....ثم عند التزاوج تحرث /الأرواح/حرثها المحروث انسيابيا فيه نماء وخصب نظيف ،نتاجه جينات العباقرة...
وكم لا يعجبني حين أرى مجتمعي المثابر المكابر الصابر صبر الصابرين كالصبار له مناعة العظماء ...رغم أنه محبط بيأس اليائسين الذين عند ربهم يرزقون ((هكذا علمونا ثقافة الماضي النرجسي المحمل بهاجس الشجو المشجون في مضمونه وعد ووعيد وجنات عين حور كاللؤلؤ المكنون))،مساكين شعوب الجنوب يتمتمون ويبخرون ويطبلون ويحضرون عبر مغناطيسية "الكثارسيس"..طبول ومزامير وجدبة صوفية،تزيدهم غما واستكانة واستضعافا منتظرين ناضرين وجه الحق يشرق في يوم ما!!!؟؟ظاعنين محمًلين بوهم الوهم أن في القريب العاجل ستشرق الشمس من الغرب والسماء تمطرعليهم دراهيم ودولارات..وهم على أرزاق الربا يعيشون..تصرف لهم من طرف بما يسمى جمعيات ذات خير وإحسان...هل الإحسان بالاستجداء؟...
متى يعجبني ومتى لا يعجبني؟
متى يعجبني في الجميل الأجمل فوق الإعجاب ... حين تشرقشمس الحرية على كل جزء من هذا العالم الجميل فيه الخيرات بكثير، لكن للأسف تستغله أقليات رؤوسها رؤوس الشياطين...متى ترى عيني المجردة العالم يسوده العدل والاعتدال والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع مخلوقات وخلائق الرحمن....
ومتى لا يعجبني حين أرى كل يوم أرواحا تزهق بغير ذنب قتلت..كان زمانا استباحة النساء أما اليوم فاستباحة الرجال والنساء والأطفال والعالم يتفرج كأن سادسته توغلت وتغوًلت في سياسة الصمت الصائت، لماذا؟هناك شئ ما يحاك في العالم ضد إنسانية الإنسان..؟؟
كيف يعجبني ولا يعجبني؟
كيف يعجبني وأنا أبحر في البحث عن الحلقة المفقودة في كنه الإنسان سواء كان ذكرا أو أنثى!!!..وكيف يعجبني شديد الإعجاب عندما يرتقى فكر الإنسان الكوني إلى عالم التحضًر ويرتوي من ماء تسنيم الحياة المتمثلة بمعين العلم المرصع في الكيفية والكمية ثم يبني الإنسان الذات والإرادة المثلى التي هي بحاجة إلى طاقة من نور العلم المبين..كيف يعجبني في كل لحظة من لحظات الأحداث...وفي كل حدث قصة وزمان ومكان وأشخاص من مختلف الأجناس والألوان والملل والنحل والعقائد يفكرون في الأمن والأمان..كل واحد منا بحاجة ماسة إلى روعة الجمال...الجمال في أنفسنا أفلا تبصرون؟.والحنان كذلك..!!!...
كيف لا يعجبني وأنا المتأمل في الأكوان ... وصدفة أتلمس وأتحسس عبرا لمفاجآت السارة تقودني إلى جنة الكوثر مع خليل الروح...أتلذذ رحيق ريق أنفاسه عطر الزهور وطيب الريحان.((ربما هي ملكة الخيال..))لا أدري وأدري
لماذا يعجبني ولماذا لا يعجبني؟
لماذا يعجبني العدل والعدالة الاجتماعية والمساواة وحب الإنسان كيف ما كان لونه وشكله أو ملته أو عقيدته شريطة أن يفقه جيدا مفهوم الحرية وحدودها من أين تبتدئ والى أين تنتهي..((هذا المبدأ الفلسفي يعجبني))..
ولماذا لا يعجبني الشر والشرور والعلة القصوى لطمس عيون القلب الذي هو منبع الخير للمشاعر الإنسانية العظيمة..((لأن الشر هو طاغي على الخير في النفوس البشرية يجب على كل منا تلمسه وقتله لكي يستفيض الخير كل الخير من جديد، ويعم الحب والوئام))....
لماذا يعجبني الهيام العذري الذي نبحث عليه جميعا مع الأرواح الطاهرة ، لأنه /الهيام العذري/ هو جذور الشجرة الطيبة المباركة الباسقة فروعها في علياء السماء...ظلالها ممددة وفاكهتها لذيذة الذوق والإحساس ، لا مقطوعة ولا ممنوعة تسر بشموخها وروعة جمالها العشاق المغرمين بغرام الصدق الصدوق والناظرين إلى الشجرة المباركة الطيبة ويسقونها هما الاثنين/ الذكر والأنثى/ بماء من زلال ناعم نعومة الحرير..ويتظللون تحت فروعها الكثيفة الأزهار في كل حين ،..حيث يجد المغرمين بسر مغناطيسية الأرواح نسيما عليلا يعطر الجو والقلبان التوأمان، المتعطشان/الذكر والأنثى/ للحرث المحروث بلذة كبرى تطول جولتهما بمقياس زمني و بحسبان...عندها يكون خصبها روعة في الكمال ..ويخلقان إنسان جديد له فكر من جينات العباقرة في عالمنا ألتخلفي ويستطيع تغيير الزمان والمكان..وتلتحق بالركب أمة الجنوب بأمة الشمال وترتقي إنسانية الإنسان في كل جزء من العالم الجميل الأفنان.
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق