سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 27 مارس 2014

المقالات الفلسفية: تساؤلات ليست كالتساؤلات بقلم/ بنيحي علي عزاي

تجد في هذه الحياة عقول تفكر وتتأمل في الكون والأكوان وسر وأسرار الجمال..وعقول تزمر وتطبل للساسة مصاصي الدماء وتجار العبيد منذ غابر الأزمان...عقول تنام ساعة ليستريح وتبحث ليل نهار ثم تنقب وتتساءل عن مفهوم المصلحة لشعوب العالم والخير للفقراء المسحوقين بالفقر المفقع في كل مكان بسبب وباء توحش الرأسمالية"الغول"..وعقول أخرى تنام 20ساعة والباقيات الصالحات للأكل والحمام مثلهم كمثل الأنعام لا يبالون بحالهم وهم جارين مجرورين وعلى وجههم علامة العنف والغرور...عقول تحدت حدود الميتافيزيقا: تحصيهم ذاكرة التاريخ النظيف باحترام ودرجات...وآخرون/عقول/ مستحمون بالأساطير حتى النخاع يسكنهم الوسواس والخناس وان غابت عنهم الماديات أصابهم الصرع وتحولوا إلى منتقمين جائرين في سلطة "الأنام"...عقول خلقت المعجزات وآخرون متخصصون في النميمة والحقد ويتباهون بالخزعبلات....عقول يؤمنون بالملموس والمحسوس وآخرون لا ينظرون حتى لوجههم في المرآة لأنهم محبطين يائسين في جميع الحالات...عقول متحررة حتى أثناء نومها تحلم بخوارق ومعجزات ذات روعة وجمال.. وآخرون يفكرون ببطونهم((الصغير والكبير)) مكبوتين جنسيا ونرجسية الأنا تنخر أجسادهم حتى العظام وليس لعقولهم عنان...عقول مشوشة حائرة في ساسة القرن الواحد والعشرين كلهم بدون استثناء ركبوا صهوة حصان العاطفة الدينية ليدغدغوا اللاشعور لاستغلال الشعوب المغفلة الغافلة عن تدبر الشؤون الدنيوية بقانون وضعي ينصف كل مواطن في ظل حقوق الإنسان.. وعقول مستكينة غائبة عن أحداث واقعها والعالم في تغير مستمر نحو السير قدما نحو جدلية الزمان...عقول تنبض بالحياة وتساهم في بناء وطنها وتفكر في استمرارية آدميتها بتطبيق العلم والحكمة والبرهان وتجيد لعبة السياسة وفنها الصعب بدبلوماسية التدبير وكمبيوتر الميزان ..
وأخرى/عقول/ ميتة مات.. ميتة الجيفة و لم ترى فيها إلا أشباح البشر الثقيل المثقال ...عقول تنفض غبار التخلف في كل مكان وحتى أثناء عملها تتقن التفنن في صنع الجمال..وأخرى/عقول/ تبجل الماضي وزمان الأزمان ثم تؤمن بالعنعنة والقلقلة من شيوخ آخر زمان سليطي اللسان ...عقول انتفضت كالبركان وقالت:الإنسان مخلوق ومن حقه البحث عن صانع الخلق والأكوان لأن الله خلق كل مخلوقات سواسية بقسطاس وحكمة ميزان.. وعقول أخرى ذكرهم الله في قرآنه المبين: من الصم والبكم ألعمي لا يعبئون لقيمة صيرورة الزمان...
ولم تنتهي بعدٌ حكاية العقل والعقال ووحدانية الإنسان الذي خلق في هذا العالم الشاسع الأكوان غريبا غربة الغرباء ..إلا بعد أن يرتقي الإنسان إلى عالم الإنسان "الكوني" الذي هو موضوع القرن الواحد والعشرين في البحث والتنقيب عن ماهيته وجوهره ليقلص الثانية والدقيقة والساعة من زمان الأزمان... 
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

هناك تعليق واحد: