سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 27 فبراير 2014

المقالات الاجتماعى : النساء قادمات بقلم/ بنيحيى علي عزاوي


مقال دراماتورجي يستبصر في سجايا الذات الإنسانية ويزيح الستار على مفهوم المرأة والسلطة...هذا الطرح يبقى معلقا بأسئلة أخرى يطرحها علم "المستقبليات" في كون هذا الكائن سيحكم العالم من جديد على مستوى مفاصل الدولة الحداثية، في انتظار ما سيحدث من مستجدات نقترح هذا المدخل على لكل من يرى في نفسه الغوص في مفهوم السلطة وركائزها وأسسها في العقد الاجتماعي الحالي:

مدخل: النساء قادمات

منذ بدئ الخليقة والصراع قائم على أشده ما بين المرأة والرجل وذلك نتيجة حب سلطة التحكم والمصلحة النفعية لكل واحد منهما,فكان في خلق التكوين اختلاف على مستوى البيولوجي والفسيولوجي وطبعا الذكر كان قوي العضلات متباهيا بقوة الغاب قبل تحضر الإنسان وتنظيمه على مستوى العشيرة والقبيلة حتى وصل به الأمر على تكوين ما يشبه مفهوم الدولة أثناء سلطة الكهنة باسم الدين الأسطوري, فمنهم من بجل المرأة وأعطاها سلطان الحكم ومنهم من تفاوض مع الأنثى بعقد اجتماعي على أساس التخطيط والتنظيم الأسري وكل ما يتعلق بالأمن والأمان يضمنه الذكر حماية لحياتها وعرضها...دارت عجلات الزمان ونقض الذكر العقد باسم سلطة الفقيه وسلطات أخرى حبا في متعة الرجل وشهيته الغريزية اللا متناهية للأنثى واستغلالها بشتى الطرق..مرة باسم القضاء والقدر وأخرى باسم المال وأخرى باسم المساواة وأخرى باسم الإنسانية إلى أن ضرب أبشع الاستغلال الرأسمالي أطنابه في أوصال الطبقة المسحوقة من ذكر وأنثى,لكن دوما كانت الأنثى توظف ميكانيزمات دبلوماسيتها من أجل شهية الحياة وحب البقاء ..كانت الأنثى على مدى حياتها على وجه البسيطة وهي تدرك جيدا كيف تدير شؤونها مع الرجل ذاك القوي الجبار المفتول العضلات الذي يستطيع تكسير عضلاتها إن لم تطع الأوامر,وتلبي رغبات الذكر الملهوف على كل شئ ..فأدركت تدريجية سر الصراع أن ضعف الرجل يكمن في غريزته الجنسية , ومن ثمة اكتشفت أن بالرغم ضعف بنيتها الجسدية , أن لها قدرات فكرية رفيعة ,فعند حاجة الذكر تشخص أدوارا وتلعب بلعب الذكاء تباهيا بجسدها لأن الرجل القوي المتوحش لم يعد تهابه ولو تجبًرأمامها وخاصة عند إشباع الحاجة ((الجنسية))التي تتحكم في خيوطها الزئبقية, مدركة أن الذكر لا يمكن أن يحرك ساكنا إلا ويركع صائغا أمام قدميها وخاصة عندما تفيض مشاعره الجياشة لإشباع احتفاليته وإشباع غريزته,ومن ثمة وبذكائها الخلاق استطاعت المرأة تأكيد حجة الأساطير في التاريخ الشعبوي الثابت, وقد ثبت من خلال الحفريات ,اكتشف العلماء على أن المرأة كان لها سلطانها وحكمها قبل نزول فرائض وسنن الديانات السماوية, وحتى أثناء السلطة الدينية ظلت المرأة تتحكم في السلطة المجتمعة من وراء الستار,فبدبلوماسيتها وذكائها الخلاق كانت ولا تزال هي التي تسير العالم باسم سلطة الرجل الذي تعتبره كديكور فقط من النوع الممتاز ..وخاصة في المجتمعات المتخلفة تجد الأنثى هي التي تتحكم في الخيوط الرئيسية بالنسبة للمؤسسة الزوجية وحتى على مستوى مؤسسات الدولة وهي التي تسوق العربة بامتياز بل هي التي تتحكم في الصغيرة والكبيرة.وبالرغم من شيوع فتوى سلطة الفقيه في إيران على أن المرأة تابعة للرجل وهي المسيرة لا المخيرة من قبل حجية "الضلع" المعوج ثم عند حضورها تحضر الشياطين وليس لها سلطان الولاية لأنها ناقصة دين وعقل وشهادتها ناقصة في كل الشؤون المدنية والجنائية, وعند بعض الأقوام ليس لها حق الطبخ ولا احتفالية الطقوس الدينية المقدسة إلا بحضور الرجل "المرابط..الكاهن" الذي يزكي ويطهر نجاستها.وعند أقوام أخرى بجَلها الرجل الفقيه وأعطاها الأمارة واختيارها الزوج المناسب بل لها الحق في تزويجها أكثر من رجل .وهناك أشياء لا يقبلها حتى التخيل مورست على المرأة في الماضي وحتى في الوقت الحاضر عصر العولمة والدولة الحديثة تمارس على المرأة باسم الانفتاح والتقدم ..ثم في الحرب على سوريا أفتوا بما يسمى " جهاد النكاح"...ألخ.

عندما أتطرق إلى موضوع المرأة أجد نفسي حائرا في صبرها ومثابرتها وعنادها الإنساني في خلق مناخ ملائم يسوده العدل والمساواة ما بينها وبين صنوها الرجل ,لأن الحياة تفرض عليهما البناء والتشييد في كل المجالات , ولاشك أن الرجل الحداثي قد أدرك جيدا أن الإنسان في تطور مستديم سواء كان ذكرا أو أنثى وهما الاثنان بحاجة ماسة لبعضها البعض ,وخاصة في العقود المقبلة سيحتاج الرجل إلى المرأة في الأمور الدقيقة لأن الله أكرمها "بمخ" كبير أكبر من الرجل كما أثبتته العلوم الدقيقة لعلم الهندسة الوراثية وبالرغم من قسوة الطبيعة عليها( من ألم الولادة والدورة الشهرية ومعاناة أخرى نعرفها جميعا) فإنها صابرة مثابرة عاشقة للحياة مثلها كمثل الذكر الحداثي المتحضر الذي كان ولا يزال مهماز تبصر الأنثى الواعية ومناصرتها في السراء والضراء بل يعتبرها التجلي الأسمى للإلوهية الخالقة...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق