سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 17 يناير 2014

مقالات أدبية: درس لا يُنسى بقلم/ أحمد عبد الله

إبنى محمد كان عنده حوالى ثلاث سنوات .. فكنت أنسج قصص و أحكى له.. كان يسعد دائماً كلما أحكى له حكايات .. غالباً أنسج القصة لحظة طلبه الحودتة وبالتأكيد كانت هادفة وشيقة .. فى معظم الأحيان يطلب تكرار نفس الحكاية وأرويها له .. وكثيراً ما كانت الذاكرة لا تسعفنى وأغير بعض ألفاظها أو محتواها وأجده يراجعنى ويصحح فكنت أوافقه وأحنوا عليه بسعادة وإمتنان بمدى سعادته بما أفعل.. فهنا أتأكد بعدها أنه إلتقت العبرة والعظة وإلا كنت أوضحها له و أدربه على ربط الحكاية بالحياة المحيطة ليستفيد من توجيهاتى له الغير مباشرة .. و أحياناً أحكى له حكاية بعد تصرف أريده التخلى عنه .. فأخبره بأننى سوف أحكى له حكاية.. وبلهفة يصتنت ويستمتع بالحكاية فيخبرنى بعدها أنه لن يفعل ما عُوقب عليه بطل القصة ..قطعاً إقتبست طريقة أبلة فضيلة فى السرد الهادئ لترك فرصة للإستيعاب عن طريق تطويل وإعادة الألفاظ مثلاً ( فضل يمشى. يمشى . يمشى ) غالباً هذه الحكايات قبل النوم تهدئ أعصابه وينام فوراً ... فى يوم من أيام العطلات كنا بالنادى فكان يعشق اللعب و يفضله على أى شئ وخاصة الزحليقة .. فأردت أن أشغله وأبعده عن بعض الأولاد الأكبر سناً على الزحليقة مخافة أن يحدث له أذى ..لذا ناديت عليه و أخبرته أننى سأحكى له حدوتة .. فترك كل شئ و إنتبه لى مع أننى كنت غير مستعد أن أعصر تلابيب فكرى لأستقى الكلمات المنمقة كما تعودت وعودته .. فحاولت جاهداً فدون أن أشعر و بسبب زحام المكان وضوضاءه سردت قصة لا تجوز لصغير السن ووضعت بطل القصة فى خطر أمام وحش ضارى و كأننا فى فيلم رعب أو أكشن .. فتلقفت نفسى وحاولت إلهائه.. فقلت له فى المساء سوف أُكمل .. ففوجئت به يبكى بشدة .. خوفاً على البطل الذى يواجه الوحش .. راجياً أن أكمل الحكاية ليطمئن على بطل الحكاية وماذا حدث له ... فمن هذه اللحظة إنتبهت لما يقال ..ففورا بدأت أُوضح له أننى من ينسج القصص.. فشرحت له كيف.. بأنه يستطيع أن يكمل الحكاية ويحدد نهايتها بنفسه.. فساعدته حتى فعل ووضع عدة نهايات ليطمئن ويكتسب نفس المهارة .. وهكذا فهم وفهمت و تعلم وتعلمت ..تعلمت كما تعلم إبنى ألا ينتظر لغداً عندما يتركنا أحدهم فى شوق الغد للتكملة وهل التسويف أصبح عقدة الشعب المصرى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق