سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

المقالات الاجتماعية: رفقاً بالقلوب بقلم/ هدى محمود


رفقاً بالقلوب التي غادرتها الأفراح..وسكنتها الآلام..فقد أضنتها الأيام,فتارة بالحرمان,وآخري ,بالآلام..فلتترفقوا بهذه القلوب..
وسأجعل هذا مدخلاً لي كي أتحدث عن ظاهرة,ليست بجديدة في مضمونها ,ولكنها جديدة في مظهرها ..فهي علي الطريقة التكنولوجية الحديثة,مواكبتاً للعصر ..فنحن العرب ,لا ندع كل ما هو جديد أو حديث ,الا ونضع بصمتنا التي بالطبع ,تكون مختلفة ,حتي عن الغرض الأساسي الذي صممت له ..ولن أطيل عليكم الحديث ..وسأدخل الي ما أرنو إليه ..
فقد أطلعتنا دراسة حديثة ,مؤخراً ,عن زيادة عدد من يعانون من مرض العصر "الأكتئاب" بدرجاتة ,وأنواعه,وكانت هذه الدراسة قد أجريت علي رواد مواقع التواصل الأجتماعي ..فكانت النتجة ,أن القاعدة العريضة من رواد تلك المواقع ,هم من أكثر الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض..
والسؤال هنا الذي يطرح نفسه..إذا كانت مواقع التواصل هذه ,بالنسبة لنا ,كأغلب العرب..لا تستخدم الا للترويح عن النفس,وقتل الوقت ,إذن فلما تأتي بنتجة عكسية؟!
وبعد تأمل ,,في تلك المواقع ,وأحوال رواد هذه المواقع..علي الصعيدين الأفتراضي ,والواقعي ..أظن أنني قد وجدت إجابة ..
فقد وجدت أن أغلب هؤلاء الرواد ..تقتصر أنشتطهم علي كتابة التفاهات الشخصية _وعذراً إن كنت لا أجد مصطلحاً أكثر دبلوماسية أكثر من هذا _ولكنها الحقيقة! وتغير الصور للملفات الشخصية ..وما أدراك ما الصور الشخصية لكل رائد عظيم من هؤلاء الرواد ..والذي يتفنن كل منهم في ابتكارها ,وتغيرها بصورة مستمرة ..فهنا في أحد الملفات الشخصية ,فتاة قد أكرمها الله بزوج ,فتجد ملفها قد تحول من أيات القرآن الكريم ,والأحاديث الشريفة ,وأحبك ربي ..ولسوف يعطيك ربك فترضي..الي صور لقلوب ,وورد ,وصوراً لمشروع الزوج المنتظر ,وكلمات الحب ,والهيام..والتفنن في أن تلتقط لها الصور من كل حدب وصوب ,لتبرز لك في صورها كم هي سعيدة ,حتي ولو لم تكن سعيدة بالواقع!
أو حتي راضية تمام الرضا عن هذا الزوج! ..وعلي الرغم من أنها تعلم أن ملفها يعج بأصدقاء لها ,ومثيلات لها ,ممن لم يوفقهم الله بالزوج بعد ,ومنهن من من تخطوا سن الزواج القياسي الذي يضعه مجتمعنا العقيم ,وكأن ان تجاوزت الفتاة هذا السن قد أصبحت منتهية الصلاحية ,ليزفها المجتمع بلقبها الجديد (عانس) وكأنها علبة من المعلبات إن لم تؤكل في الوقت المناسب ,ستتلف ولن تكون صالحة بعد الآن ,وعلينا التحذير منها لذا نطلق عليها عانس كإشارة تحذيرية منها !!َ
فتجد النفوس قد باتت حزينة علي ما أل اليه أمرهم ..وكأن بتلك الصورة قد بات الجرح الذي كان يُعتقد فيما مضي أنه أندمل ,ولكنه الآن غائراً ,فيبيت القلب يتحسسه ,مصدراً لآنات الألم ..

وأخري قد رزقها الله بطفل ..فتلتقط له الصور ,والمزيد من الصور المبالغ فيها ..لا لحفظ الذكريات الجميلة ,كما هومعهود بالصور ..وانما لرفعها علي مواقع التواصل الاجتماعي وعلي سبيل (الفشخرة) ..التي صارت مرضاً مزمناً بمجتماعتنا العربية لآسف..فتراها من لم يقدر لها الله بطفل ..فتتذكر عجزها ..وتتألم هي الأخري.

وقس علي ذلك الكثير من المواقف ,والأفعال التي بات كل منا يفعلها فقط علي سبيل (الفشخرة) ..والتفنن في إلام الآخرين ..علي الطرق الحديثة .

والآن الا نتوقف ولو قليلاً عند هذه القلوب التي اوجعها الألم ,وأضنتها الأيام ..الا نكف عن غرورنا ,ونتنازل ولو قليلاً أيضاً لنشعر بغيرنا ..فالأيام دواليك ..لاحزن يدوم ,ولا فرح يدوم ..فلنترفق ببعضنا البعض ,ونكف عن إظهار "النقص" الذي نعاني منه ,ولا أعلم نقص فيما علي وجه التحديد ,ولكن من المؤكد أنه نقص في شئ ما لدينا .

وليكن مبدأ أو شعار لنا "رفقاً بالقلوب" ..فربما تدور الدائرة..وتكن أنت القلب الذي يتألم.

ومن الملاحظات الغريبة التي جعلتني أظن أنه كل ما يتعمد إلام الآخرين ,حتي وان كان بمجرد صورة وأنت تعلم أنها ربما ستألم غيرك ..لا يبارك الله في مثل هذه الفرحة أو مثل هذا الرزق ..ولله الحكم من قبل ومن بعد ..فهو الواحد الرزاق ..وله ما يعطي وما يأخذ ,

وتلك ملاحظتي ,,أن أغلب من يحرصوا علي مثل هذه الأفعال والتفنن فيها ..لا تجدهم سعداء الا وفقط في صورهم تلك !!!!
وسأترك لك التفسير أيضاً عزيزي القارئ..

هناك 3 تعليقات: