سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

دراسات: نثر - شعر: التشكيل الدائري للمناورة الحتمية بقلم/ عدنان أبو أندلس

قصيدة شروط اللعبة - للشاعر و الناقد سامي مهدي.

يبدو للوهلة الأولى, وحين إلقاء نظرة عجلى على عنوان القصيدة , يتبادر لنا بأنها لعبة عابرة نمارسها في حياتنا اليومية ولها شروطها البسيطة, ولا تشكل أية ذهنية للتفكير بها ,شأنها شأن أية لعبة أخرى ولكن حين التحديق بها ملياً يبرز لنا آفقها البعيد بمدلوله الفلسفي , وكأنه تنبؤ بما تؤول إليه الأحداث لاحقاً ,إنها لعبة على حيز الواقع ومسرح حياتي بلذته وآلامه, لعبة دائرية تكمل آلية شكلها من دورة كونية كاملة - ولادة – حياة –موت – نشور- بعث- وهكذا فشروطها غاية في الدقة والتطبيق – حسية , حيث اللاعبون بها كل البشرية –زمانية وبفترات متفاوتة – أو تتحمل دفقة واحدة, فاللعبة هذه المفردة المنغمة موسيقياً تتواءم مع مفردات أخرى من مقاربات المعنى مثل / لهو – مرح- هزل – مُزاح – تسلية الى آخر ما تستلذه الروح من المداعبة , لكنها ليست عبثية بالمعنى المألوف :
هذا أنا , بدمي ولحمي
متُ ثم بُعِثتُ
ليستْ هذه الأولى 
ولا هي بالأخيرةِ
هكذا هو ما أحس ُ:
هذا التأكيد – أنا- الماثل أمامك والمعني بعذابي – أنت- يمثل نوعاً من التّحدي ويقر بأنها ليست الأولى, ولن تكن الأخيرة – سأُمارس مافي ضميري من أشياء مطلقة لنفسي بتعقل ,هذا إحساس مؤكد لنقاء سريرتي , فأقضي ما أنت قاضٍ , لأن التحدي إعتراف قائم بذاته- وكما في - ولا هي الأخيرة.
أموت كي أحيا
وأحيا كي أموت, 
فدورةٌ هيَ في سهوب الكون 
بين رياضتين: ولادتين/جنازتين, 
وفي دمي يتَخمرُ التأريخ,
والأشياء تستقصي بلاغتها لتقول,
هذا الإحساس المتجلي بفلسفة روحية ومنطق عقلاني يشرح مسار الفكرة – أموت كي أحيا= خلود
أحيا كي أموت= خلود أبدي, هذه المناورة رائعة التطبيق لفكرة شروط اللعبة, كما في حاصل التعويض 
حياة _____الموت
الموت____حياة ثانية, بهذه المفارقة البديعة ,إكتملت الدورة الحياتية لرؤية العالم وبإتساع مدياتهِ المقررة في شروط اللعبة وتدرج المسيرة في التشكيل الدائري هذا- ولادة – حياة – موت – بعث – نشور – حياة أخرى/ هذه المراحل الدائرية من الولادة ----الى الحياة الثانية .
ثانية (خلود أبدي)وبين رياضتين المعادلة الحتمية في الحياة, ولادتين --------الأولى / ولادة طفل – الثانية __موت إنسان
جنازتين--------المهد /ا لأولى= الكفن / الثانية
لكن ْ لا حلول ولا تناسخ.
ربما هي لعبة عبثيةٌ يلهو بها غيري 
ليفسد رغبة الجلاد في قتلي
ولكني سألعبها بكلِّ شروطها , 
فأموت كي أحيا 
وأحيا كي أموت.
وفي دمي يتخمر التأريخ أي يكمل مسيرتهُ السيرورية بتعقل, وكما الأشياء تستقصي كمالها في بلاغة القول لأنسنتها بالنطق آخروياً كغاية لوجودها شاهدة على ماننطق بهفوات غير موفقة, وتستمر حلقة اللعبة الدائرية , فليس هي إنتقال الروح من بدن الى آخر , أو إحلال القدرة في بدن العارفين , وليست هي لعبة عبثية أبطالها مسرح االسِأم والتضجر من الحياة ,أو هي الروليت الروسي بمناورة الرصاصة ,لكن لها شروطها وتوطئاتها قبل الإقدام على ممارستها, بل تضحية أملتها العقلانية للروح البشرية كي تفوت الفرصة على الجلاد لئلا يستلذ بلعبته المفبركة بحقد دفين أبدي التجهيز والتحضير الممهد لها بإنتهاء اللعبة المصطنعة.
كركوك-8-11-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق