سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دراسات: نثر - شغر: هذا هو الشاعرالعراقي /د. سعد ياسين يوسف (8) بقلم/ عدنان أبو أندلس

للفترة من 26-10-2013 إلى 3 11-2013
مجهولية الزمن والتأطير المحدّد
قصيدة- أشجار خريف موحش- للشاعر سعد ياسين يوسف.


إن عنونة هذه القصيدة تخبىء في مضمونها عناوينً فرعية أخرى , قد تكون بمناورة دقيقة من قبل الشاعر بتكثيفه وإختزاله معاً , كي يلائم الحس الذوقي الجمعي للمتلقي , كأن تكون – أشجار خريف- بصيغة يحسبها السامع إنها نكرة , لكنها معرفة حتى لو لم يضيف لها مفردة – موحش- لأنها مكتفية بحالها – خريف موحش –بنفس المدلول – حيث يحملان – أشجار خريف ...........وخريف موحش- دلالة معنوية يرتكز عليها التأويل المعرفي , وهي – أي خريف- مثابة – مثابة العنوان وآليتهِ الحركية والتي تضفي للجملة معانٍ عدةِ , ولا يخفى بأنها أهم العناصر المفتاحية التي تفصح عن مضمون النص .
أما إذا بقيت على عنوانها – أي القصيدة- أشجار خريف موحش , فيمكن أن تأول على صيغة معلومة / مجهولة- نكرة / معرفة- ظرف زمان / مكان- فلو أبعدنا العنصر الزمني عنها ونجعلها طليقة / مجانية ولا نقول – ذات أشجار ......خريف ......موحش- أو من غير المعقول نسبقها بـ/ سوف- سوف تكون .....إلا إنه - أي الشاعر - ولمرعاة الواقع الراهن قد حسمها بـ/ الراهن /الحالي- اللحظوي – لما فرضته الحالة القهرية –القسرية بسبب الخصب الحاضن للتخلف والكره للحياة من قبل كارهي الدنياً نفاقاً, 
حتى أضحى الجمال قبح , والحسن بلاء والأمل رذيلة , والنور مثلبة- هذا التقعر وصفه الشاعر بمتن نصه الزاخر بالصورالبديعة العاكسة لمناخاتنا الملبدة بالعتمة القصدية .وما الخريف إلا مفردة من حدود النهايات المعلومة للبشر والكائنات الأخرى يقول في نصه:
عند ضياءِ
يوصف فجراً 
وصلنا كتف البحر 
نثار زوارقنا يطفو خشباً أدماه الموج
يستهل مقطعه هذا بـمفردة –عند- ظرف الزمان/المكان يلائم للحالتين معاً أثناء التوظيف في جملة تحمل المعنى, عند ضياء والتي تعني للمتلقي – ذات ضياء , في-لـ/الفجر الإشراقي بعد عتمة , والفجر وقت التغيير والمفاجأت لذا وظفها بهذه الصيغة الموفقة , حيث إشتغاله على مجهولية وإخفاء نادرين بصراع مريرعلى عتمة الحقت الخسائر التي لم يوضحها بل أبقاها على عهدة المتلقي:
رؤوس الأطفال المذبوحين 
بنهم نبي كاذب
عيوناً ترنو ....أبعد من مملكة الضوء 
أحلام الخشب المسلوبة لون الشمس
هذه المشاهدات المؤلمة كانت مجاهيلاً حيث وضحها بهذه الصيغة المفجعة ومفردات ضاجة بالوحشية والقساوة- الذبح نبي كاذب- المسلوبة-نهم – أبعد من مملكة الضوء /هذا المجهول وكأنه غيبي – ماورائي –مملكة الضوء / إستحالة مايشبه خرق للعقل البشري /الوهم.
أزهار يبست 
صوراً للنخل الواقف 
ثملاً فوق الجرف 
يلوح لضفاف أخُرى.
إنها إستغاثة بوقت الجفاف واليباب ربما تقصد بهذه الصورة , ولكون النخلة تحمل صفة إنسانية تتمثل بالرأس – إن قطع تموت فهي بهذه الصفة تشبه حالة البشر , وكأن المتلقي يرى جذعها واقف – ثمل بالعطش القهري /القسري – شاخصة فوق الجرف تطلق نداء إستغاثة , فعلاً بهذا الإستسلاب إنها /أشجار خريف موحش/ ترنو كبشر الى ضفاف أخرى ثملة بإرتواء ونماء وخصب – لربما هي أشجار ربيع زاهرأبدي الخضرة .
كركوك-27-10-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق