سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

دراسات: نثر -شعر: هذا هو الشاعر العراقي / فضل خلف جبر (13) بقلم/ عدنان أبو أندلس

للفترة من 10-11-2013 إلى 18-11-2013
تضادات الواقع الجمعي , سردياً
الشاعر فضل خلف جبر في قصيدة - زغردن يابنات سومر.

إن مقطع القصيدة هذه ,هي من المجموعة الشعرية – طق إصبع - والتي تحمل بدلالتها وتأويلها معنيين وصورتين للمتلقي لحظتها ,أولهما تلائم نقطة إنطلاق الصوت المفرح – زغرودة - هذه المثابة الراسخة حدّ الثبات في ميثولوجيا الشعوب , بدءاً من تأريخ الآلهة و تركه المدينة التي تحطمت بفعل الدمار في سهل شنعار والى يومنا هذا , الموروث المتقلب / الفرح/ الحزن- مما إستهل بعنوان القصيدة – زغردن – المفردة التي حملت دلالتها معنى الفرح العام بدلالات نفسية وإجتماعية في التكوين الروحي والمتجذر بعاطفة نحو متغيرات آنية أو لاحقة بدليل الصوت السّار , ثانيهما ربما لائمة للنفس بالخيبة مما جرى من بعد خذلان لم يتوقع , كأن تقول/ للمخذول- للراسب – للخائب – زغردن لهذا من باب الخيبة وكمحفز وكردع لمحاولة أخرى يبنى عليها:
زغردن يابنات سومر 
إنه الوليد الموعود 
زغردن في الهور والريف والمدينة 
في الفقر والغنى والمسغبة 
في الجبل والوادي ومابينهما
إنه يهيب – بنات سومر – من إظهار الفرح والتعبير بإطلاق صوت الإبتهاج – زغرودة- بالمولود الموعود –ربما هو – المخلص – المنقذ – الحجة- بإنقاذه لهذه الأمة المتسربلة بالجور الذي لحق بها جراء أعمال حاكميها _ولولا المقطع هذا – إنه الوليد الجديد – لكان عنوان القصيدة يحمل أو يتحمل تأويلات أخرى بلائمة الآخر وبتقريع مستديم كما ذكرت بصورتين أو تأويلين – حيث إستعمل الشاعر هذا السرد القصدّي بذكر الأضداد كحالة صراع حياتي قائم حتى القيامة , إن لم يتغير الوضع الذي عليه بسيرورة الحالة الراهنة.
في النوم والصحو 
والحلم واللجاجة
زغردن فرحاً وأثلجن صدور الآلهة
طق..طق..طق
هذه الثلاثية في الحركة - طق- تمثل المطابقة مع لحن الصوت – زغرودة- اليد /إصبع--الفم /اللسان الية إشتغال حديثة لم تخطر ببال مبدع آخروبصيغة شعرية أراها مبتكرة بتقنية فائقة , تعمدها بقصدية فجاءت مطابقة حركياً , وقد بنيت القصيدة بمعمارية فنية في أساسها وبتدفق أظهرت سيولة متساوية وشمولية تعم الجميع من تأثيرات الضدية على الواقع ومداليله المحملة بالتناحر المستبطن بين ضديات الحياة /الغنى –الفقر –والمسغبة الحالة الأقوى فقراً مع مجاعة وتعب مضني ,والجبل والوادي وما بينهما –الصحراء-الحلم واللجاجة-مع هذا الظلم فإن المظلوم يضبط نفسه أمام هذه الموجة العارمة من القهرية والإستلاب المستشري عياناً بكمال العقل الراجح, خشية من خصومه وعناد الأراذل المتعنتين بمكانهم.
وأنتم الحالمون على أرائك الآلهة 
أيها الكسبة والسماكون
وحمالو الأسواق وجامعو النفايات(...)
إحلموا قبل أن تستفيق الحقائق الأخرى
كلها(...)
نعم قد عاودت فكرة اللائمة ذاتها على سوء الحظ والطالع السيء بحلم الأرذال من تبوء ارائك الآلهة والتصرف الاهوج في مستقبل الشعوب ,هولاء المهمشين بأحلامهم لهم الحذر قبل إستفاقة الحقيقة وكشف المستور المخيب – حقيقة هذه النبوءة نتوقف عليها برهة من شهق النفس لمعاودة إستقرائها وقراءتها مجددً , إنها تشكل رعباً لو نتقصى واقعها – الحقائق الأخرى- مخيفة وستتحقق –كلها –وستزغرد بنات سومر مجددً على حلم جمعي ,أو الصورة الثانية للتأويل الكسبة والسماكون وغيرهم ركائز التغيير خازني الأحلام ربما الإستحالة الأنية من سوء التدهور لأزمة إستفحلت أو صورة أخرى لمشهد مجيب للآمال المرجوة من وطن يئن بخراب متعمد من العسير التماشي معه بهذه الخصومة والتي باتت معروفع للجميع.
كركوك 14-11-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق