بعد فترة من إنهاك القوّة العسكريّة.والجبهة الداخليّة لسوريا.هاهي
أمريكا تعلن نفسها حامية الشعوب بذات الوسيلة التي تؤسس بها (ديمقراطيّات) شرق
أوسطيّة عربيّة. على مقاس برنامجها الاستعماري الصهيوني الإمبريالي. وهاهي تتحرّك
نحو تحالف جديد قديم.بما أنّه أعلن نفسه قبل ذلك في ليبيا.واليوم سوريا.
والمتتبّع لأطوار تنفيذ هذا المخطط.سيقوده جمع وتفكيك ثم ربط الأحداث
بأسلوب واقعي حتى لا أقول علمي.إلى حقيقة أنّ إسرائيل هي الراعية الرسميّة لهذه
(الديمقراطيّات) التي تؤسس لها القوّة(قوّة القرار الدولي الخانع الخاضع)و(القوّة
العسكريّة)التي عملت طيلة سنين خلت مصانع التسليح الأمريكيّة والصهيونيّة.على
تخطّي ثغراتها قدّام نوعيّة التسليح الذي تمنحه روسيا والصين وكوريا الشماليّة
وبعض دول الغرب. لدول عربيّة تمثّل جملة اللآت العربيّة في وجه طموحات العدوّ
الصهيوني.
فكانت العراق المنطلق الأوّل الذي لقّنهم ولا يزال دروس خطيرة. لقيادة
المعركة.فخسائرهم في العراق كانت الدافع نحو صعود نجم أوباما بأسلحته الحديثة التي
وعدت بافتتاح عصر جديد لإدارة المعركة عن بعد وبجهد محلّي أولا بفضل تكنولوجيّا
النات. والمجتمعات الافتراضيّة. التي قادته هو ذاته لسدّة الحكم في أمريكا.
وإن استعصى عليهم التنفيذ وإحراز النصر الذي أحرزوه في مختبرهم الأول
تونس. ومن بعدها مصر خطّ النار والقيادة الهرمة للعرب. ليكوّنا من خلال هبّة
شعبيّة كبيرة كادت تكون ثورة حقيقيّة. لولا الالتفاف بانقلاب سريع وفجائي. تتدخّل
القوّة العسكريّة بمسرحيّة دوليّة لم يعد مهما درجة هضمها شعبيّا. بقدر ما تكون
مدخلا لضرب ما هو عصيّ على خونة الداخل.
وهذا ما رأيناه في ليبيا ونعيش أطواره الأولى في سوريا.لكن السؤال
المطروح هل سينجح التدخّل العسكري بوجهتيه؟:
1- التدخّل العسكري الشامل والمباشر
2- أو الضربات (الوقائيّة) لمواقع عسكريّة وسياسيّة
واقتصادية
هل فعلا أنهك الجيش السوري قدرة قتاليّة؟ وعدّة وعتادا؟ ولماذا تمانع
أمريكا قرار تسليح المعارضة بأسلحة تمثّل قدرة عسكريّة قادرة على الإطاحة بالنظام؟
ربّما جاءت بالنصر له بأخفّ الأضرار خصوصا السياسيّة التي تترنّح حاليا بقرار ضرب
سوريا داخليّا وخارجيّا في الأوساط الشعبيّة وفي صفوف الرأي العام الدولي؟هل تخشى
أن يكون هذا السلاح موجّها لها بعد كسب سوريا وتحقّق الانتصار لقوى الردّة المتأسلمة؟
مثلما هو الحال بالنسبة لسلاح القاعدة تلميذها ووليد أجهزتها الإستخباراتيّة
الخائب؟
إنّ هذه الأسئلة وأخرى كثيرة انتقينا أهمها هي التي تقود أوباما إلى
تقريب يوم رحيله عن خارطة القيادات الدوليّة في كلتا الحالتين.إمّا انتصارا هو عار
حيث أنه اعتمد كذبة هي ذات كذبة الحرب على العراق وهي امتلاك أسلحة دمار شامل.أو
في حالة الهزيمة التي تشكّل صورة العار للمؤسسة العسكريّة الإمبرياليّة الصهيونيّة
وتعرّي(كما عرّت حرب )2006 حجم العدوّ الحقيقي على الميدان.حين توفّرت إرادة
الانتصار الحقيقيّة لدى المقاتل العربي.
ورغم تأخّر روسيا عن دخول المعركة(علنيا وفعليّا).وهذا ما أعلنته على
الأقل مؤخّرا.ورغم جنوح الصين لمبدأ الحلّ السياسي الذي يغطّي عدم دخولها هذه
الحرب أيضا علنيا وفعليّا.فإنّ الجيش السوري لم ينهك إلى تلك الدرجة التي تجعل منه
لقمة سهلة(لا من حيث التسليح فهو حتى الآن لم يستعمل كامل ترسانته الحربيّة)و(لا
معنويّا فانتصاراته الميدانيّة رغم بشاعة تفاعلات الإخوة الأعداء في جبهات
مثل(جبهة النصرة) وقذارة تعاملهم مع من يأسر. تؤكّد أنّ الجيش السوري لا يزال
قادرا على إدارة المعارك ومجابهة الجبهات التي قد تفتح ضدّه)لكن الجبهة الداخليّة
التي توفّر أكثر من (جلبي) جديد سوري هذه المرّة.هي التي تعيق حتى الآن تحقيق نصر
نهائي وحاسم.ويطيل زمن المعركة الداخليّة.ويسرّع بالتفرّغ لأيّ تحرّك خارجي
عسكريّا وحتى سياسيا.
وها هما أوباما و(سركولاند) زعيم اليسار الفرنسي المخصي.والذي يقدّم
قدرته العسكريّة هديّة لمن يدفع.كأي مرتزق يبحث عن لقمة عيش قذرة مغمّسة في دماء
الأبرياء. فالصفقات الأخيرة التي عقدتها فرنسا مع عربان الخليج المصرّين إلحاحا.
على تحطيم كلّ القوى العربيّة التي تأسست على خلفيّة العداء للصهيونيّة.التي بات
واضحا أنها تمتلك روح القرار. وكراسي السلطنات والإمارات العميلة. التي وبعد
افتضاح أمرها باتت تخشى على كراسيها أكثر من أي وقت مضى.وتقدّم كلّ قدرات ومقدّرات
شعوبها خدمة للعدوّ الذي ينجح في كلّ لحظة. ويحسن إدارة ملفّات بقائهم على رأس
السلطة. أو تعويضهم بمعوّض من سلالتهم الأصيلة المتأصّلة في الخيانة والعمالة أبا
عن جد. كما هو الحال في قطر.ويزاحون إلى إسطبلاّت الحمير يرتعون في غيّهم وفجورهم
ومجونهم حتى موعد نسيانهم من خارطة الأحياء.
فالتاريخ علّمنا كيف يكون الابن قاتلا لأبيه من أجل سلطة يهبها إليهم
راع. هو المتحكّم الفعلي لكلّ حياتهم على كرسيّ. هو حطب نار التي تحرقهم حياة
وموتا.
ومن خلال مقالنا هذا لا يجب أن يعتقد أحدا. أننا نشجّع دكتاتوريّة
عائلة الأسد.وإن كنّا نعذرها في حالة الحرب لأنّها تمثّل المدخل لتفادي الخيانة
والجبن والعمالة.لكن لا نعذرها لأنّ في فترات الهدوء الحقيقي للمعارك المباشرة كان
بالإمكان تأسيس ديمقراطيّة وطنيّة تكون هي المؤسس للجبهة الداخليّة
المتماسكة.فالعدوّ واحد بالنسبة للجميع وإن اختلفت الرؤى والأطروحات في كيفيّة
التعاطي مع العدوّ. لكن بالنهاية تلتقي جميع مكونات الشعب السوري في محاربته
ومواجهته بكلّ الطرق المتاحة والممكنة.وهذا يمثّل ثراء وتنوعا يخلق ديناميكيّة في
الفكر ويؤسس للانتصار الشعبي وليس النظامي فحسب.
لذلك فإنّ نظام البعث في سوريا يجني ما جناه رفيقه في العراق.نتاج
دكتاتوريّة مفرطة وقاسية كان يمكن تفاديها وتفادي نتائجها الكارثيّة.ولكن هذا لا
يبيح للوطنيين الارتماء في حضن عدوّ مكشوف وتاريخيّ. سيكون هو مالكهم ومالك أمرهم
الرئيسيّ. قدرة وقرارا وتاريخا من الخزي والخذلان. يكتبوه بدم إخوتهم في الوطن
الذي من المفترض أن يكون منارة للجميع يهتدي بها الثوار.
لذلك لا يجب مداواة العلّة بالعلّة.فلكلّ علّة قوّتها. والعلّة التي
اختاروها هي المحدّد لزمن موتهم النهائي. وانقراضهم من خارطة الوطن. إن لم يمتثلوا
لما يرغبه العدوّ التاريخي لهم
إسرائيل.
تونس في:01/09/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق