سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

قصة قصيرة: بيضاء شبه شفافة بقلم/ مروان محمد

يكفى أن تعرف أن ما يدور فى خلده حاليا عشرات الذكريات تتدفق كصور تمر أمام عينيه بسرعة شديدة.
بعضها بطىء.
البعض الآخر يمر أسرع مما تستطيع عينيه ملاحقتها.
بعض الصور جامدة.
الآخر متحرك.
بعضها ملون بلون واحد.
بنى ...
أزرق ...
و بعضها أبيض و أسود.
و صور أخرى مفعمة بالألوان.
ليس الجو الشاعرى الذى ينغمس فيه حتى أذنيه هو ما يدفع إليه بشريط الذكريات و يرسم تلك الملامح المستكينة المتأملة على وجهه
أبدا!
و ليست أيضا لحظة صفاء ذهنى كما تتصور.
كل ما فى الأمر أن هناك ذكريات قررت أن تتدفق إلى رأسه بدون مقدمات.
يضرب بأصبعه طرف السيجارة ليطير منها رمادها, و من ثم يسحب نفس آخر.
تتوهج السيجارة بين شفتيه.
يطوحها بعيدا.
و دخان كثيف يفلت من فمه فى أشكال غير منتظمة.
ينظر هناك و لا تسأل أي هناك؟!
لأنه ليس هناك محدد و لكنه فقط ينظر هناك.
لا تعلم هل يتأمل؟!
يشرد ...
يستعيد ذكريات أخرى.
و لكنه يلتقط موبايله من جيبه يقلب فى الأسماء
يتوقف عند أسم معين ثم يقوم ...
بمسحه..
من السخافة أن تتصور بأنه بحذف هذا الأسم فأن كل شىء قد أنتهى و إلى الأبد.
و لكنه يقنع نفسه بذلك على الأقل.
- جاهز يا أحمد.
يلتفت إلى الصوت من خلفه, يهز رأسه و يغادرالمكان معه.
خطواتهم تبتعد و لكن صوتها مسموعا كأنها تضرب الأرض, لا تحاول أن تتصور شىء مبالغ فيه , الأمر لا يتعدى أن وقعها عاليا و فقط!
نور الصالة ينطفىء, حزمة من النور تتسلل من باب الشقة المفتوح إلى الداخل , ثم ينسحب النور فى سرعة إلى الخارج و الباب يغلق هو الآخر.
هل تشعر بالصمت المطبق؟
ليس فقط ألا الستائر التى تتطاير كل حين بسبب نسمة هواء تتسلل من خلال النافذة المفتوحة و ضوء باهت للقمر يتسلل من خلال الستائر البيضاء شبه الشفافة إلى الداخل.
10/10/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق