سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مقالات أدبية: نقاد القىء و الأسهال بقلم/ مروان محمد

مضى على أسبوع حتى الأن و أنا أقرأ فى كتاب "ما الأدب؟" لجان بول سارتر, الحق أننى لم أفهم من هذا الكتاب أى شىء و قد وصلت إلى منتصف الكتاب!, أما لماذا لم أفهم؟, فهو أمر من الأثنين أما أن مؤلف الكتاب يكتب طلاسم غير مفهومة لا تنم عن ثقافة عميقة و لكن عن حذلقة عقيمة و أما و أن الترجمة سيئة للغاية. 

و لكن خلاصة القول أن هذا الكتاب ينطوى على نمط الكتابات النقدية التى يزعج بها رؤوسنا النقاد الحداثيون أو نقاد الطلاسم و الأحجية و رموز القمر و النجوم الخفية, الذين تخرج من نقدهم الأدبى لأى رواية أو قصة بدون أن تفهم حرفا واحد, سوى أنه حشد أكبر كم من المصطلحات الغربية المعربة بسوء ترجمة و وضعها كلها فى عدة فقرات لا تنظم جملا و لكنها تكون أعلى مستويات التخريف النقدى, و بهذه الطريقة الشاذة فى كتابة النقد يتبين لنا أن النقاد يحاولون أن يبنوا لأنفسهم صروح محصنة كهنوتية من طرق النقد التى يعرفونها هم فقط و لا تعرفها و أن أردت أن تفهم منها حرفا فعليك أن تعود إليهم ليفكوا لك طلاسمها و لن يحدثو جل ما سيفعلونه أنهم سيزيدون الأمور تعقيدا! 

خاصة و إن الناقد الحداثى او أيا كان موقعه الإعرابى هو يشبع شعوره بمركب النقص أن عجزت عن فهم تخاريفه فأحسنت النية و تصورتها كلام ذو معنى و منطق فذهبت لتستفسر منه, فكان ذلك دليلا له على جهلك و علو مكانته الثقافة و العلمية فى عالم ضرب الودع و حك مصباح علاء الدين!, أغلب نقاد الأدب ممن فشلوا أن يصبحوا أدباء أنصرفوا إلى مهنة تعكير صفو الأدباء و الكتاب و المبدعين, ممن يعانون من أزمات نفسية لا تنتهى من نظرة دونية من كل من حولهم كزوجاتهم و أبناءهم و جيرانهم كما وصفهم جان بول سارتر و هو ما أتفق معه فيه بكل قوة عندما شن هجوم قوى على النقاد فى هذا الكتاب أما سائر الكلام فلم أفهم منه حرفا سوى أنه يسبب لى طنين فى الأذن و أتصور أنه ليس عيبا فى جان بول سارتر و لكن عيبا فى المترجم نفسه الذى شوه ما يريد أن يخبرنا به جان بول سارتر و ذلك لأأنه ينتمى لصنف النقاد المطلسمون و ليسوا الحدثيون . 

حتى فى الهوامش التى حاول المترجم فيها أن يشرح لنا ماذا يقصد جان بول سارتر , استغرق أكثر و أكثر فى تغليف ما عجزنا عن فهمه من ترحمته السيئة بمزيد من الغموض حتى لا تفهم شيئا, بهذا هو يتفوق عليك و يعوض لديه مركب النقص الذى يشعر به و هو دونيته. 

أنا و الله لا أسخر منهم و لا أهاجمهم بدون طائل و لكن هم فى حقيقتهم هذا الرجل, أعلم طالما قام مجموعة من الرجال بتكوين جماعة نقاد و سموا أنفسهم بالنقاد و وضعوا أسلوب غريب يصعب على أى مثقف و ليس الرجل العادى أن يفهمه فذلك لأنه يخلق طبقة من الكهنة العارفين الذين سيشرحون لأمثالك و أمثالى ما لا نفهمه من تخاريفهم, فأعلم أنه مدعى و نفسيته زاخرة بالعقد النفسيةو الأمراض المستعصية. 

يكفى أن يراك أنت كرجل طبيعى تحظى بحياة طبيعية و هو لا يحظى بمثلها و لن أقول حياة لامعة رائعة و مسلطة عليك الأضواء, هو يحسدك لمجرد ما لديك من حياة طبيعية لا تتوفر لمأفون مثله لكى يحاول أن يتعالى عليك بتخاريف كتبها لا يفهمها فلن تفهمها فيمارس عليك دور الأستاذ العارف و أنت بين قدميه تصيغ السمع إليه كتلميذ أبله. 

أرفض أن ألعب هذا الدور, قررت فقط أن أقرأ بعض من الكتب و التنظيرات الأكاديمية فى فن كتابة القصة و الرواية و النقد الأدبى و الخطابى و تحليل النص من أجل فقط أن أبرهن لنفسى أن هذا فى أغلبه عالم من الكتابات العبثية لا عمق فيهت و لا خير من الممكن أن يقدموه و لكن يقدمون فقط كائنات مشوهة فى الأغلب الأعم و الذى يترك نفسه لمثل هؤلاء المخرفين, سيناله من جرب الفكر ما يفسد عليه موهبته فى الحال, فلكل موهوب مبدع لا تقرأ ما يكتبون و لا تشترى كتبهم و لا تجهد نفسك فى معرفة آرائهم, سأضطلع أنا بهذه المهمة بالنيابة عنك و أقرأ كل الغثاء الذى يكتبونه لأبرهن لك مرة أخرى و لنفسى أن ما كتبوه لا يستحق عناء القراءة و ليس لأكون مرآتهم أمام أنفسهم فمهما قلت و قال غيرى من عقود و لعقود أخرى قادمة سيظلوا يحيون فى كهوفهم متصورين أنهم كهنة عظام لهم مريدين و أتباع يأتونهم من كل فج عميق و هم نعاج على عروش أوهامهم لا يرتاد الخرابات التى يحيون فيها سوى من كان على شاكلتهم و على جنونهم! 

هؤلاء مثلهم مثل من يدعون أنهم فنانين تشكيلين تخرجوا فى كلية الفنون الجميلة و سكبوا بقع لونية بامتداد اللوحة و قالوا أن هذا أعلى و أسمى درجات الفن و تعبر عما يدور فى معدته من تقلص معوى و قولون عصبى بحت!! 

هم أصلا أنضموا إلى كلية الفنون الجميلة بفضل التنسيق و المجموع و أن مجموعهم لم ينال شرف كليات القمة كما كانوا يتمنون, فساقهم تنسيقهم و حظنا التعس أن يكونوا هؤلاء فنانين و لانهم يفتقرون إلى الموهبة و حتى النية فى تعلم الرسم على أسس سليمة فيخرفون أيما تخريف و يطلقون على تخاريفهم فنون و خلق و ابتكار و إبداع, هؤلاء هم الفشلة العجزة فى كل شكل فنى من أشكال الفن يعظمون من فشلهم و يشكلون نقابة للفشل و يتباهون بانها مركز عالمى للفنون المبهرة !!, شأنهم شان النقاد, فشل فى أن يكون موهوبا فى أى شىء فنظر من حوله لم يجد سوى مهنة واحدة من الممكن أن تحتويه و هى النقد و أن يعكر مزاج كل مبدع إنتقاما منه على أنه لم يكن مثله مبدع هو الآخر, قلة من القناد هم من تجد ليدهم العلم و النقد الموضوعى أهم ما فيه أنه مفهوم الكلمات ليس مجموعة من أبيات الشعر المصابة بتشنج عصبى أو كلمات شخص يهزى لا تعلم هل هو سكران أم مصاب بالحصبة الألمانى؟! 

هؤلاء لا يحتاجون إلى شهادات مختومة بختم النسر على أنهم قد حولوا روؤسهم إلى بنك المصطلحات الشاذة! و لكن تظهر عبقريتهم مما يكتبونه من نقد يستطيع أن يقرأه الجميع و يفهمه بسهولة و يسر بدون مرشد سياحى لطلاسم الخبل و الهبل, هؤلاء من يستمتع المرء منا بقراءة تعليقاتهم, هؤلاء معظمهم كتاب موهوبين كتبوا عن كتاب آخرين موهوبين مثلهم فلأنهم لا يحتاجون إلى الإدعاء أو شهادت بختم الدولة على أنه يفهم و يقرأ كثيرا خرجت كلماته بسيطة تصيب الهدف و لا تتفرع و لا تزخرف القول بمصطلحات القىء و الإسهال! 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق