سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 26 أغسطس 2013

مقالات سياسية: ثورة الصحافة .. صحافة الثورة بقلم/ مختار الأحولى


منذ أصبح الإعلام في العالم أداة التغيير سياسي واقتصاديّ وعسكريّ، وسلطة لا منازع لها لتنفيذ برامج المستعمر الإمبريالي الصهيونيّ. صار لزاما علينا تحرير الطاقات الإعلاميّة في بلداننا لمجابهة هذه الهجمة والجبهة المفتوحة لدمغجة الرأي العام واستعماره وتحويل وجهة ثروته وثورته وسلبه كرامته واستقلاله وعزّته . ومنه الإعلام التونسي الذي أصبح له دور رياديّ لو يعلمون. ليس في تونس وحسب وإنما على أصعدة متعددة منذ إنجاز الثورة. لكن لنا في التاريخ القريب ما قبل الزين وأيامه ، ما أسميه مهزلة تسمى صحافة خصوصا . وإعلاما ، عموما. وفي نظرة سريعة ومحدّدة للعمل الصحفي والإعلامي التونسي قبل الثورة. رغم ما عرف ويعرف عن مهام ودور الصحفي والإعلامي من التزام بصوت الشعب ورغباته وطلباته والمهام الثوريّة المناط بعهدته على المستويين القريب والبعيد المدى. إلاّ أن الموجود كان مجموعة من مستكتبين في أفضل الحالات. يقتصر دورهم على إعادة صياغة ما يرسل لهم من القصر من برقيات. والنقل عن الصحف العربيّة التي تكتب إعلامها بحرفيّة في كشف الحقائق . وتعميم الخبر. والسعي خلف كشف المستور من ملفّات القضايا الساخنة والرئيسة في عالم السياسة والاقتصاد وحتى الرياضة التي يتفاخر بعضهم بإنجازات وهميّة يخال وأنه مبدعها وصاحب السبق فيها . وهي لا تتعدى مؤامرات يحيكها إخوة ومنتسب العائلة التي أقول مالكة وليس غير ذلك . فهيا والكلّ يعلم ما مدى التناحر بينها على ريادية وقيادة الفرق التي هي طريق نحو الشعبيّة وإعداد جناح في الشعب باعتماد الشقاق بين صفوف الشعب لإلهائه أوّلا وتخديره . وتأطيره في أجنحة معدّة لتكون ميليشيا الزعامات المتناحرة داخل القصر وخارجه في المحيط الاقتصادي .
حتى أنّ هؤلاء الإعلاميين يتلقّون المعلومة جاهزة عن طريق الهاتف ومن مصادر متورّطة في العمليات الأنفة الذكر لتعبّي جيوبها من فتات خيرات البلاد المغتصبة. التي يدرّها الولاء على منتفعين يمثّلون كما أسلفت ميليشيا الزعيم . 
أما ما يسما بالصحافة الوطنيّة هي لا تتعدى تغطية باهتة لما أمروا للتحدّث عنه وتصويره قبل وبعد ما يسمى إنجازات التغيير والتي يغطى بها عورة النظام وتذرّ كالرماد على عيون الشعب الذي كان يعلم أنها استثمارات لرؤوس أموال محلّية أو أجنبية وفي أفضل الحالات هي نتاج فتات ما تبرّعوا به لصناديق كصندوق 26 /26 . وأعدموا الفكر الحرّ حتى الموالي لهم والمنتمي لحزبهم إلى درجة أننا نفتقر للمقالات التحليليّة سياسيا كان ذلك أو اقتصاديا واجتماعيا إلى غير ذلك مما يوعّي الشعب على حقائق خافوا أن تكون النار التي يكوون بها . لكن جاءهم الخبر من حيث يعلمون ولا يعلمون ها هو الفايسبوك يعوّض هذا النقص ويجعل من شباب البلاد النار التي طردتهم من البلاد شرّ طردة وكنّستهم من ترابها الأبيّ الطاهر "وما يبق في الواد كان حجروا" وحتى لا أعمم كان ثمة من الذين نذروا أعمارهم لقضيّة الوطن من حاولوا اختراق الحجب والإدلاء بدلوهم على قلّتهم والقسوة التي جوبهوا بها والتي كانت حربا جسديّة من خلال الاعتقال أو إرسال من يؤدّبهم أو من خلال حرب نفسيّة قذرة مفتوحة على مدى المحيط الذي يدور فيه هذا الرافع قلمه سيفا في وجه الطغاة مثل الحيّ ووسائل النقل والشارع والمقهى والبيت وغير ذلك مما يمكن أن يكون مكان يرتاح فيه هذا المشبوه ويكتب ما يراه وما بلغه من حقائق .بينما كان الكثير ممن يسمون جزافا بالإعلاميين يغنمون غنائم ما يتستّرون عنه ويجمّلونه ويهبون معارفهم في عالم المهنة لخدمة النظام البائد. ولا يتجرؤون على اجتياز عتبة مكاتبهم إلا للتواجد في المحافل التي تجلب لهم أيام السعد وولائم كفّ الجوع الدائم رغم ما يتمتّعون به من نعم تغيب عن كلّ إعلاميّ شريف . 
فكيف نسمّي إعلاميّا لا يسعى إلى الحقيقة ويجول ليفضح الكوارث والحقائق التي لم تكن بعيدة أو صعبة المنال. من فقر وجوع وتهميش وإقصاء متعمّد . وسرقة وسلب وتشريد وتهديد بالموت لو نطقوا أو فضحوا الحقيقة. وكلّ ما يمكن أن يكون جرائم في حقّ الوطن والشعب. والتي طالت حتى الأمة.؟
كيف نفسّر إعلاما لم نرى كميراته وأقلامه تجول في شارع البطالة والإقصاء والتهميش . بينما ينظّف صورة الطاغية بمجهود وتفاني منقطع النظير من خلال حوارات ومواقف هي مدعاة لسخرية القاصي والداني على عالم صحافة وإعلام البلاد .وهاهم وبلا خجل ولا حياء يطلعون علينا اليوم كشرفاء محكومين ومفعول فيهم . والحال أنهم كانوا مرتاحين ومتنعّمين بينما كان غيرهم يناضل من أجل إبلاغ صوته الذي هم أوّل من حاربه وقتله بشكل أو بآخر حتى يبقوا هم على كراسيهم . وها هم يعمّرون المشهد الإعلاميّ بحضور ثوريّ ملغوم يصنعون من خلاله الطاغية الجديد الذي يمنّ عليهم فتات مائدته من الرأسماليين المتبقّين على الساحة الإعلاميّة مثلا. وهم غبر قادرين على تحرير حتى مقال تحليليّ بسيط لوضع اجتماعي أو تحليل سياسي أو تفكيك للبنية الاقتصادية في البلاد وما يمكن أن يكون مادة لتوعية الشعب وتنويره وتثقيفه بشكل من الأشكال.؟ 
وماذا نسمّي أيضا هذه الهجمة الشرسة على اعتلاء المنابر في المشهد التلفزيّ وتكريس وجوه بعينها معروف سلفا درجة ولاءها وخدماتها للعهد البائد . وما قدّموه من خدمات له لم تشفع لهم وقتها ليكونوا ضمن القائمة المخوّل لها التحدّث في المرئي ليس شكّ في درجة ولاءها وإنما لقلّة قدرتها على الإفهام والانضباط الإعلامي بمفاهيم ما يرغب السرّاق والقتلة إيصاله للبسطاء المغرّر بهم من أبناء الشعب الذي كان ينتظر في وقفة رجال من بينهم رجال الإعلام لفضح وكشف الحقائق التي يعيشون . وهضم الحقوق التي هي أبسط ما يمكن أن يقوم به الإعلاميّ الشريف ؟ 
ماذا نسمّي تأجيجهم للجهويّة كرويّا للتغطية على جرائم النظام وإضافة معطى جديد لشقّ الصفّ وإثارة النعرة والانقسام في صفوف شعب ثروته الوحيدة هي لحمة سواعده وتراص صفّه خلف قيادة وطنيّة تسعى للرقيّ به وتكون من كرامته كريمة وفاعلة على جميع الأصعدة . داخليّا وخارجيّا ؟
ماذا نسمّي الغبن الإعلامي الذي يعانيه كلّ ما ابتعد عن العاصمة أو المركز بمجرّد شبر. وكلّنا يتذكّر ما حصل في الرديّف وقفصه عموما وبن قردان من أحداث قبل الثورة بقليل . أين إعلامنا وقتها ؟ أين نام في أي غيّ ؟ والأمثلة وإن ذكّرت فقط بالقريب لضيق المجال . يمكن أن أذكّر من يرغب بأكثر من ذلك بكثير. 
وحتى أكون صادقا . وأعطي لكلّ ذي حقّ حقّه . فإنّ الصحافة المعارضة أغلبها كانت المنبر الوحيد الذي صدق ولو بنسب متفاوتة وعده رغم كلّ المعانات وقلّة خبرة البعض وانعدام الموارد ومحاربة النظام لأقلامهم ومشهدهم. وأيضا بعض ممن قذف نور في صدرهم أيام الطاغية . من الإعلام الرسمي .وكانوا ضمن قائمة المقهورين والمغلوبين بلقمة العيش . ولم يأبهوا بل واصلوا حتى نفّذ الوعد الشعبيّ وفرّ الطاغية إلى مثواه بالسعوديّة . لكنّهم مبعدون أيضا الآن وفي صميم الثورة عن مواقعهم الأصليّة بحكم تكاثر متسلّقي الثورة ومغتنمي الفرص السعيدة من غنائم الثورة . والذين يهبون كلّهم لأجل البروز في المشهد حتى يكون لهم مكان بيننا . وبلا حياء ولا حتى "حشمة ". وسنعود فيما بعد لدور الإعلام(خصوصا الخاص)الذي لعبه إبّان بعد الثورة... لكن قبل ذلك وحتى نبق في إطار كشف الأسباب الحقيقيّة والتاريخيّة لثورة 14/01/2010 في تونس.كان لابدّ من تخصيص ما يجب أن يخصص من الردّ أيضا على أطفال بورقيبة الذين يحاولون الرجوع بالزمن إلى الوراء(وهم في الأصل بقايا نظام لم ينقطع منذ رحيل بورقيبة) بعد أن أعاد صياغتهم وتوزيع مهامهم ومراكزهم كلّ حسب طاقاته وإبداعه في ميادين قتل الشعب وأبناء الشعب الطامحين للحرّية والديمقراطيّة والكرامة.وعلى رأسها الشغل الذي كانوا بولائهم المطلق وخدماتهم الجاسوسية والتدميريّة يحرزون عليه قبل غيرهم من أبناء الكادحين. وغيره من المصاعب التي كانوا بارعين في إذاقتها وكذلك العذاب لكل مناضل وطني.وها كم نموذج فيه من الذاتيّة ما كان أيضا عاما وبدرجات لكنه مثال ونموذجا ل23 سنة من المرارة والتدمير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق