سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

القصة القصيرة: الحب فى زمن النهضة بقلم/ محمد الجعيدى


أن تحب أفلام الكاراتيه شىء وأن تتزوج بطلة كاراتيه شىء آخر......صدقني عندما أقول ذلك

كنت أجلس مع زوجتى على البحر تحت إحدى الشماسي ذات الألوان الكارثية بينما الهواء المشبع برائحه اليود يزكى أنفاسى عندها قررت أن أقص عليها إحدى معاركى القديمة

- هل أخبرتك من قبل يا عزيزتى أننى ضربت أربعة رجال بمفردى

أنا لا أكذب عليك بالتأكيد لقد حدث هذا ذات مرة عندما .... ماذا... تريدين منى أن أبعد الرجل الذى يقف أمامنا 

نهضت من مقعدى مستلسما لأمرها ..كان الرجل مفتول العضلات كأحد أبطال كمال الأجسام سأحاول أن أتحدث معه بهدوء حتى لا أثير غضبه ولو أننى أعلم أنه من أول كلمة سوف ينهال على ضربا .... 

دائما ما يحدث ذلك لأمثالى فى الأفلام مع احتمال أن أموت ليكبر ابنى الحبيب بعد ذلك ليصبح بطلاً فى الكاراتيه ثم يبدأ رحلته المقدسة من أجل الانتقام لى وفى خلال ذلك سوف يقوم بتهشيم وتكسير عظام العشرات من الرجال الذين لا فائدة منهم فى الحياة سوى الموت على يديه القويتين 

إلى أن يستطيع الوصول إلى هذا الرجل والذى ستدور بينه وبين ابنى عندئذ معركة شرسة تكون نتيجتها الحتمية انتصار ابنى وقتله لهذا الشرير لتنتهى تلك الدراما بأغنية سعيدة وربما أخرج عندئذ من قبرى لأرقص عشرة بلدى احتفالا بما حدث

تلك هى الأفكار التى دارت فى عقلى وأنا أقول للرجل أن يتنحى جانبا لأنه يحجب عنا منظر البحر

الغريب أن الرجل ابتعد جانبا بكل هدوء لتنهار كل مخطاطاتى الدراماتيكية وقبل أن أعود إلى مكانى فوجئت بزوجتى الرقيقة تنهال على الرجل بمزيج من ضربات الكاراتيه المدروسة التى جعلته يترنح ثم يسقط أرضا ..يكفى ذلك يا عزيزتى.. يكفى 

ماهذا أنت تقضمين يده ..أرجوك ..يكفى ذلك ..هل هذه دماء التى تسيل من فمك ..إنها دماءه ابصقيها يا عزيزتى ....نعم هذا جيد..ابصقى أيضا قطعة اللحم التى خرجت معها.. لا.. لا تمضغيها نعم هذا جيد هناك رجال ونساء فقدوا الوعى دعك منهم لا عزيزتى

أنت ما زلت مصممة على ضرب الرجل.. هل هذه عصا شمسية التى فى يدك.. أنت تنهالين بها على جسده ..لا يا عزيزتى أنت أرق من ذلك.. لا تضريبه على رأسه قد يموت.. على ظهره يفى بالغرض ..أقول على ظهره يا عزيزتى وليس أسفل ظهره ستتسببين له بشىء أسوأ من الموت..

أحسنت اتركيه الآن ..ماذا تفعلين.. أنت تدفنين وجهه فى الرمال ..دعيه ..نعم ارفعى وجهه من على الرمل قد يختنق.. رائع يا عزيزتى ها أنت ترفعين وجهه من على الرمل.. لكن عندى لكِ سؤالاً.. لماذا تحشرين الرمال فى فمه وأنفه ..رائع يبدو انك نسيت عينه ..ها أنت تضعين فيها الرمال كم أنت دقيقة يا عزيزتى

أنت الآن تساعدينه على النهوض يا لطيبة قلبك! ..لكن هذا الحبل الذى تلفينه حول عنقه وترفعينه به يجعلك تبدين كمن يحاول شنقه..بالتأكيد من يعتقد ذلك لهو أحمق أو شخص لا يعلم بطباعك الرقيقة..جحظت عين الرجل وتدلى لسانه خارج فمه..يكفى ذلك يا عزيزتى

رائع أنت الآن تركتِ الرجل وذهبت لتركبى السيارة.. هل ستغادرين وتتركينى؟ 

لماذا تتوجهين بالسيارة ناحية الرجل.. لا أعتقد أنك تنوين دهسه فقط أنت لا تريه ولا تسمعين صراخ الناس وهم يطلبون منك الابتعاد.. أنت مصممة على إكمال طريقك كم أنت مكافحة يا عزيزتى

قفز أحد الواقفين وأنقذ الرجل فى آخر لحظة بينما عبرتِ..لقد نجا المسكين 

الآن نحن نغادر المكان بالسيارة والعشرات يجرون خلفنا ..يبدو أنهم يرغبون فى الركوب معنا ...كلا يا عزيزتى بالتأكيد لا يريدون ضربنا..لا يمكن لأحد أن يرغب فى ضرب إنسانة رقيقة مثلك.. دقيقة واحدة يا عزيزتى هناك شىء بارز من فمك.. نعم ها هو.. يبدو أن ذلك الرجل الهمجى قد نسى إحدى أصابعه بين أسنانك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق