سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 12 أبريل 2013

مقالات أدبية: الصراع محتدم بقلم/ فتحى والاش


نما إلى أسماع البرية ترانيم الأيام المُقَوّضَة (المدمرة)، حيث الأنهار من سفك الدماء جارية والجثامين صارت كصروح الجبال المُقَوّدة (الجبال الطويلة). والإثم ليس في تعمد
المخالفة إنما في السكوت بلا حرج والدفع إلى الهَرَج من أمة تعلمت فنون الذل قبل الصمت والخرس، وذكر أطلال الأيام لا يستحث الرحيل عن دولة الصمت بل يزيد الحنين إلى أكناف الماضي ورجاله الذين علو فوق الصعاب والفتن ولم يخشو إلا الصمد.
يمتزج الألم ويُختزل بين ضياع الهوية والندم ذلك الأمل. يسير كلانا متنافرين فوق الهوة وتنتابني جُدَدُ الذكريات الغابرة
وأنا أقول له:
لا يحدوني الأمل إلى سبر أغوار الماضي.
الماضي لا يزال يذكرني بعنفواني والحاضر جاثم فوق صدري يؤرقني.
فما كان منه إلا أن يداعب شرودي قائلا :
لقد كان ما كان في الماضي نتاجا للتزهد والتنسك والتمسك.
في تعجب أوقفني عن الشرود :
التمسك .. بم ؟!
يا أخ الماضي هل تزيد مما أنا فيه من الحيرة أم تقودني إلى الهذيان.
يرمقني بضحكة هادئة:
الهذيان ما أنت تسلبه من ماضيك لحاضرك حيث السر معلوم و العمل به متروك.
تشبث بما فيك من الإيمان لتعلم بماذا تتمسك لتصمد
قلت :
فلتصمت 
قال وقد ازدادت ابتسامته :
تذكر بأي موضع تطأ قدمك فالهوة في إزدياد ، وأنا قد اختلجت ممسكا ببقاياك . فاسمع ما يتهاوى من الذكر تتقوى به على آثامك.
كُن شَاكرا لأَنعُم خَالق الكَون مُمَجدا . . بالبيان مُعَلما للخلائق ومرشدا 
تمسك بفرائضه ولاتكن مُستَوهبا .. للنعيم وقد استَكثَرت قبيح الدُّنا
تلك الأهزاج تغازل روحي تدفعني إلى التحليق فأرى شواهد (صخرة توضع على القبر) الشهداء.
يا أخ الماضي قل لي كيف المحيص.
قال :
المهرب منها إليه. لكن لا أستطيع تكبد عناء ملازمتك فارحل متشبثا بحاضرك ومستقبلك واجعل العون من المعين.
قلت كفاك تواكلا سنعبر أنا وأنت الوادي بين الحاضر والماضي .. سيقسا علينا الزمان ويتهاوى ويضيع الرسم .. وينقلب الطريق غيما ويغيب الهمس .. ويتساقط السكون بين جنبات العمر.. وفي الأفق يومض البرق أملا .. ونحن ما نزال في الضحل .. تمسك بعروة الماضي .. لنكتب لهذه الأمة تاريخها.
يا وليد زماني مالك والماضي تعيشه ولا ترقب الآتي .. قلت أقطف ما شئت وأعدو امامك وأعكف على النور مدادا لرؤياك .. قبل أن تسقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق