سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 1 مارس 2013

مقالات أدبية: حكايات جيل الثمانينات ! بقلم/ مروان محمد




كتير قوى من أجيال التسعينات و الألفينات متعرفش تقريبا أى حاجة عن " المستعجلة" , فى قاموس التاريخ الكلمة دى معناها المعاصر هو " اسكوتر" !!
أبناء الطبقات المتوسطة الأن معظم أطفالهم عندهم "أسكوتر" و اللى مبسوط حبتين عنده أسكوتر بالكهرباء وأطفال الطبقة الفقيرة الأن لا حظ لهم فى الأسكوتر
فى نص التمانينات كان السكوتر ده اساسا بتاع اطفال الطبقة الفقيرة فقط و اللى تحت المتوسطة مباشرة !!
لأن الأسكوتر اللى كان أسمه "مستعجلة" كان بيعملوه الاطفال من جيلى بنفسيهم أساسا , كان العيل من دول يروح أى ورشة ميكانيكى و يشترى من عنده 2 رومان بيلى صغير بايظ بعشرة صاغ أو عشرين صاغ أو يمكن ياخده ببلاش و يدور فى الزبالة أو عند النجارين على بواقى الخشب اللى مش نافع و يعمل منه اللوح اللى حيقف عليه و اللوح التانى الرأسى و قصبة خشب عبارة عن مقود المستعجلة و بكده يكون عنده أحلى أسكوتر فى الشارع و أجمل اسكوتر وقتها هو اللى صاحبه يزينه بعشرات من غطيان أزايز الكوكا كولا و البيبسى اللى مرمى فى الشوارع !!
و كان اليويو بتاع زمان " الله يرحمه" تشتريه من أى دكان زى دكان "الديدى" يجى بربع جنيهو هو عبارة عن كورة صغيرة محشية ورق و نشارة خشب و ملفوف بأستك طويل هو ده كان اليويو أساسا أنما دلوقتى طبعا فيه اليويو الصينى اللى بينور " عيال اليومين دول سيس فعلا!!"
و زمان كان فيه النحلة الخشب و الواد الصايع اللى يرمى نحلته فى الأرض فتلف بسرعة قوى لمدة 30 ثانية مش برضه نحلة اليومين دول اللى صينى !!
و كانت الكورة فى الأحياء الشعبى عبارة عن شراب جوا شراب جوا شراب ممسكوين كلهم بحبال معفنة دايبة اللى بتتعمل منها السبته أساسا و دى الكورة الرسمى لأطفال الأحياء الشعبية واللى كان يبقى معاه كورة كفر ده يبقى ابن زواد بصحيح لأن الكورة الكفر وقتها كان سعرها خيالى جدا " 20 جنيه بحالهم"!!
و اللى كانت أمه دعاية ليه كان معاه كورة قديمة لما تتخرم منه يروح للعجلاتى يرقعها له بخمستاشر صاغ و يمشى وسط صحابه بيهللوا أنه الكورة رجعت جديدة لانج !!
زمااان اللى هو بالنسبة للأجيال الجديدة دى زمان فعلا و بالنسبة للأجيال اللى قبل منى مش زمان أصلا , لما ظهرت العربية الريموت بالسلك كانت أعجوبة و مش أى حد معاه عربية ريموت بسلك " يا نهار أبيض, أكيد أبوه شغال فى الخليج "
دلوقتى لما أبنك يبقى عنده عربية ريموت لاسلكى و فيها سنتر لوك و بتزمر و فوانيسها بتنور, على فكرة هو جاب الشىء العادى من السوق , تخيل لو كان جيلنا عنده عربية بالمواصفات دى كان ممكن صاحبها اتهبل و ودوه مستشفى المجانين !!
كانت الطيارة زمان ورق فعلا, فيه عيال محترفة بتعملها و بتبيعها بتلاتة جنيه و الكبيرة ما بين خمسة و سبعة جنيه و دى فى مقام باب بلكونة , كانت بتتعمل من سدايب الخشب المتقاطعة مع بعض و ورق التجليد القديم بتاع الكراسات اللى كان يا أحمر يا أزرق و أخضر و أصفر , و لو أنت مش بتعرف تعمل طيارة ورق بتروح تشترى واحدة من الدكان اللى بيعمل كراسى البحر و الشماسى
دلوقتى ممكن تلاقى الطيارة عبارة عن دبدوب و تنين و أشكال غريبة و العيال المبسوطة بتجيب هيلكوبتر بريموت لاسلكى !!
بس كانت الطيارة الورق دى زمان ليهم طعم تانى خالص, أول ما يهل علينا الصيف و ناخد الأجازة ممكن تطلع على سطح أى عمارة و تقعد تتفرج على الطيارات الورق اللى طايره فى الهوا و أنت مبهور , احجام كتيرة و ألوان زاهية حلوة , صحيح الاشكال أغلبها كانت متشابه مع بعضها , أغلبها سداسى الشكل و الشاطر اللى يزين طيارته الورق بشراشيب من ورق التجليد, كانت العيال زمان مبدعة و فنانة بصحيح
كان عندنا واحد فى الشارع أسمه محمد طيارة و ده لقب حاز عليه لأنه كان متخصص فى عمل الطيارات الورق بأشكال مبهرة و رائعة و بكل الأحجام و بيبعها لكل عيال المنطقة, هو نفسه عيل من دورنا و كان دايمن يحتفظ لنفسه بأفضل شكل من الأشكال اللى عملها لينا كلنا و يطلع فوق سطح بيته و يطيرها و هو عارف أن كلنا واقفين نتابع لحظة انطلاق طيارته بانبهار شديد و نتحاكى على حجمها الكبير و مهارته الاسطورية فى أنه يخليها تطلع لفوق ... لفوق .... لفوق " كانت أيام تحفة و الله"
كانت مهنة المنجد دى منتشرة جدا زمان , كل ستات البيوت مع بداية كل سنة تقريبا تنزل مخداتها و مراتبها اللى عندها و تعيد تنجيدهم من جديد و تشترى العبك و توديه للمنجد و هو يقعد على حصيرة بلاستيك كبيرة فى نص الشارع يفتح بطن المخدة و المرتبة و يطلع قطنها المتيبس المصفر و يدخله فى الماكينة الصغيرة الخضرا العتيقة قوى دى أم صوت مزعج قوى و فى نفس الوقت سحرية جدا و يدخل القطن المصفر من فتحة فىالوشدى تطلع من الفتحة التانية قطن أبيض جميل كأنه اتولد من جديد و يهيش حوالين الحصيرة و العيال الصغيرة تتجمع حواليه و تلعب فى القطن فيقوم شاتمهم و هاششهم بعصاية جنبه طويله بيضرب بيها على المخدات الجديدة بعد ما يستفها بالقطن اللى اتولد على أيده من أول و جديد, تبقى المخدات كده عنده كأنها عرايس طالعة من عند الكوافير, راجعة تانى على بيوت الناس و العرايس الجداد يجيبوا كذا قنطار قطن و هو يقعد يفصل لهم مخدات و مراتب , هى كانت دوشة كبيرة قوى و وجع قلب , عشان تروح تشترى كذا قنطار قطن و تفاصل الراجل و تشيل شولة كبيرة قوى و تحملهم على عربية و تروح على المنجد تتعارك معاه برضه على السعر و بعدين يقعد يشتغل و بعد أسبوعين تيجى تاخدهم و تتنخانق معاه أنه محشاش المرتبة كويس و طلعت مبعككة من الجنب اليمين أو الشمال أو فى نصها و يفكها تانى و يرجع يساوى القطن فيها.
دلوقتى كل المسرحية الطويلة العريضة دى ممكن تختصرها و أنت رايح عند مراتب يانسن أو المراتب التركى أو الاماراتى تشترى مرتبة سوستة و تبعتها فورا على البيت مع مخدات معمولة بالسفنج , كل ده فى دقيقة , ميزة و عيب , الميزة أنك اتخلصت من وجع القلب ده كله و العيب أن فرحة التنجيد بقت خلاص بخ !!
أنا فاكر أن الاستورجى تقريبا كان ستات البيوت يبعتوا يجيبوه عشان يعيد تنجيد الأنترية من تانى بعد السوست بتاعته ما هبطت و يشد عليها قماش جديد بالمسامير النحاس اللى بيدقها بشكوشه الصغير و بعدين يحط القشرة المدهب على النقوش البارزة فى أنتريه أمك القديم أو جدتك , كنت أقعد على السجادة بتاعت الصالون و أقعد اتفرج عليه و هو بقى عايش دور الفنان و هو بيفرد القشرة الدهبى و يلبسها للنقش البارز فى الانتريه بحسوكة و دقة و يقف يبص لها و يجرع يقعد تانى ويعيد تركيبها لحد ما يطمن ليها فيقوم يبتسم ابتسامة عريضة زى أى فنان شعره هايش!!
دلوقتى المنجد بيعمل الانتريه كده فى طرقعة صوابعك, معاه مسدس دبابيس يقوم مجلد الجسم الخشبى للانتريه بالواح السفنج , و اسمع صوت المسدس," فس ... فس" ,و فى لمح البصر بقى فيه انتريه واقف على رجليه , إيه الحلاوة دى !!
الانتريه زمان لما كان يتعمل و يخلص يمكن ياخد نفس الوقت اللى بتتبنى فيه عمارة 14 دور دلوقتى!!
صحيح انا بكره انتريه جدتى بنقوشه التعبانة اللى كانت فيه و القشرة الدهب اللى عليه بس كنت بستمتع جدا و أنا بتابع الصنايعى قاعد شغال فى الانتريه , كان بيعمل جو احتفاليةفى البيت فعلا
زمان كانت أفراح الطبقة الفقيرة و بدايات الطبقة المتوسطة بتتعمل فى شوارع الأحياء الشعبية , يتعمل مسرح خشبى فى نص الشارع و يقعد العروسين على الكوشة الحمرا اللى مكنش يظهر أيامها فيه غيرها !!, و الفراشة تنزل بالكراسى الحمرا برضه ولو العريس ربنا كرمه حبتين يفرش فى موكتات بطول الشارع حمرا برضه و لو يعنى العريش شوية مضعضع يترش على الأرض نشارة خشب ملونة بالأحمر برضه مش فاهم إيه حكاية الأحمر؟!
و كانت بتيجى فرقة كاملة طول الفرح , مكنش لسه اخترعوا وقتها الدى جى ده, و يجى المغنى لابس الصديرى الفضى اللى بيلمع و قميص بيلمع أحمر برضه و طاقم الطبالين لابسين قمصان حمرا و بنطلونات سودا و كلهم مثبتين شعرهم بالفزلين !!
و الواد بتاع الاورج و يا لا أديها بقى, و صوت المغنى المحشرج يلعلع باغانى عمرو دياب و مدحت صالح و محمد الحلو و عدوية و حسن الاسمر!!, و لما الدنيا اتطورت بقى يغنى لهشام عباس و مصطفى قمر !!
و ينزل المغنى يرقص مع الفرقة بتاعته و هيصة على حق , و تلاقى بقى حبال اللمب الاحمر "تانى" و أخضر و أصفر مسقفة الشارع الضيق أساسا و تلاقى العيال اللى بينصبوا الفرح, يطلعوا يخبطوا عليك و يقول لأمك أو جدتك : بعد أذنك يا حاجة اركب النور فى البلكونة عندكم و رد الحاجة التقليدى : اتفضل يا ابنى هو مين اللى حيتجوز النهاردة ؟!
و افتكر أن واحدة من الافراح اللى كان بيحكى عليها أهل المنطقة لكذا يوم, كان فرح واحد ربنا كرمه حبتين كتير" جاب فرقة فيها بقى عروسة حصان لابسينها اتنين قعدت ترقص مع العريس و العروسة مع الزمارة الصعيدى و مرة عروسة تانية على شكل فيل
افتكر برضه أن لما الصيف يهل لازم يظهر الراجل الصعيدى مع الناى بتاعه يعزف عليه لحن حزين معروف بيعزوفه كل الصعايدة بياعين الناى و بيعزفوه بمهارة شديدة و تلاقى العيال تنزل من بيوتها و فى أيديها البريزة تشترى منه بوص ناى مخروم تلات خرام من فوق و اتحداك بعد ما الصعيدى يعزف عليه عزف رائع أنك تاخده و تعرف تطلع منه صوت, ممكن نفسك يتقطع و أنت بتنفخ فى الناى و مفيش صوت واحد طلع , و أنا كنت ببقى متنرفز قوى و أنا عمال انفخ فى الناى لحد ما نفسى يتقطع و أدوخ, و أقول فى عقل بالى " باع لى ناى بايظ " الناى ده فضل سعره ينط لحد ما وصل لربع جنيه ثم نص جنيه و ده كان وقتها غالى قوى, من فترة مش طويلة كام شهر كده, عدى صعيدى تحت الشقة اللى أنا ساكن فيها فى مدينة نصر و بيعزف على الربابة عزف جميل طلعت من الشباك اتفرجت عليه و كنت فرحان قوى , نفس الربابة المعفنة دى اللى كنت بشوفها معاه و أنا صغير و طلعت أجرى مستعيد شعورى بالمعيلة و اشتريت منه ربابة و اتصدمت أن الحتة المعفنة دى بقى تمنها 13 جنيه, " يا نهار ابيض فى آخر التمانينات و بدايات التسعينات " ال13 جنيه كانوا ممكن يجيبوا ليا أحلى لعبة فى العيد الصغير و الكبير !!
تقريبا أنا الوحيد اللى اشتريت من الراجل الربابة , الناس دى للأسف انقرضت من زمان قوى زى أصحاب مهن تانية كتيرة انقرضت برضه و محدش عاد يهتم بيهم و العيال الصغيرة بتوع اليومين دول بيبصوا لللصعايدة بياعين الناى و الربابة بشىء من الاستحقار و كأن لسان حالهم بيقول " بيعمل إيه الاهبل ده؟!" الأهبل ده كان نجم زمان بس انتوا اللى متعرفوش
ذكريات التمانينات و مطلع التسعينات كتيرة قوى ,مش حينفع تتحكى كلها فى مقال واحد و لذلك أنا قررت أنى أكتب فيها سلسلة مقالات عشان أفكر جيلى باللى أحنا عشناه و اخليهم يقارنوه بدلوقتى يا ترى حيقولوا زى ما ابهاتناقالوا لينا ده أحنا أيامنا كانت أحلى بكتير , فين أنتوا من الأيام دى دلوقتى!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق