سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 2 مارس 2013

مقالات الأدبية: هى دى حرية الصحافة يا صحفيين يا بتوع الصحافة؟!. بقلم/ هانى مراد



الجمعة 1مارس 2013

فجأة وبدون ترتيب وجدت أبى يوقظنى من النوم صباح أحد أيام صيف 1990 , "قوم يا واد يا هانى اسرح الغيط علشان تكون خولى للانفار النهاردة"
فى تلك الأيام كنا فى الريف نقاوم دودة القطن بنظام المقاومة اليدوية بالإضافة للمقاومة بالمبيدات،و كانت عن طريق تكوين فرق للمقاومة تنقسم لنوعين:

النوع الأول

كبار الزراع ...لمن يزرع أكثر من عشرة أفدنة قطن وفى تلك الحالة يكلف صاحب الأرض بتكوين فرقة من أبناء المزارعين الذين يقومون بزراعة الأرض ويكون رئيسها ( خولى ) غالبا ابن صاحب الأرض أو أحد أقاربه ومعارفه.

النوع الثانى

صغار الزراع ...لمن تقل أرضه عن مساحة النوع الأول من زراعة القطن وكانت فرق المقاومة تشكل بمعرفة الجمعية الزراعية ومن أبناء الزراع أيضا لتلك الأرض ولكن الإشراف والخولى يتم أختياره عن طريق المهندس الزراعى.
المهم وحتى لا أطيل عليكم فى صباح هذا اليوم تخلف الخولى المكلف بالإشراف على الفرقة التى تقاوم دود القطن بأرضنا عن الحضور فأيقظنى والدى لأكون بديلا له إضطرارا.
وذهبت بالفعل للغيط ومارست مهنة الخولى بكل سعادة فكونى رئيس لمجموعة لا تقل عن عشرة أطفال أقودهم شىء ممتع وفعلا بدأنا العمل وتخيرت طفل منهم و أعطيته مبلغ وقلت له أحضر لى الأخبار بسرعة ,,تقليدا ليس أكثر لما يفعله الخولى دائما.
فرجع لى هذا الولد بعد فترة حاملا الأهرام فقلت له أنا قلتلك هات الأخبار قال ليس هناك إلا أهرام ومنذ ذلك الحين تعلقت بالأهرام وداومت على قراءتها بشكل دورى وتربيت على أيادى وعصارة أفكار كتابها الكبار أمثال فهمى هويدى وسلامة أحمد سلامة و أنيس منصور وصلاح منتصر ووجدى رياض وغيرهم .
ما أردت أن أوصله لحضراتكم من تلك القصة هو أن الصدفة وحدها هى التى جعلتنى أرتبط بقراءة الأهرام و اكتشفت يوما بعد يوم أن الأهرام صحيفة عملاقة و أصبحت جزء من تراثى وشخصيتى كتشجيعى للأهلى مثلا, لا تعجبوا فقد تعلمنا ان الانتماء لكرة القدم فى السابق أقوى من أى أنتماء.
يوم بعد يوم كبرت وكبرت معى فكرة أن أكون صحفيا محترما كهؤلاء الكتاب الذين أقرأ لهم فخطوت أولى خطواتى مع الصحافة بتكوين مجلة مطبوعة ودورية بالمرحلة الثانوية و أطلقنا عليها ,,شروق الأزهار,, ثم التحقت بكلية الآداب قسم الإعلام وتدربت أثناء فترة الدراسة بالأهرام فى قسم البيئة بإشراف الأستاذ وجدى رياض ونشرت عدة موضوعات بها و أنا مازلت طالب بالكلية وظللت هكذا إلى أن استطعت بعد عناء أن أنضم للأهرام كأبن من أبنائها فى 2/2/2002 ولكن بإدارة الشئون التجارية وظللت أتردد على القسم العلمى وقسم البيئة و أتدرب و أمارس العمل الصحفى و أنشر العديد من الموضوعات بالأهرام اليومى و بالأهرام الطبعة العربية و بمجلة المستقل التى كانت تصدر عن المركز القومى للبحوث بسبب أن رئيس تحريرها وقتها كان الأستاذ حاتم صدقى رئيس القسمين العلمى والبيئة فى الأهرام وحاولت مرارا وتكرارا أن أنضم لبلاط صاحبة الجلالة رسميا دون جدوى و اكتفيت بما أنا فيه دون انقطاع الأمل فى الأنضمام للبلاط الذى أردت أن أكون أحد أبنائه منذ نعومة اظافرى ، كل هذا كان بسبب كتاب عظام قرأت لهم مثل فاروق جويدة وغيره ممن ذكرتهم سابقا .
الأن وبعد كل هذا الكفاح سواء بجدوى أو بدون جدوى أجدنى حزينا ومقهورا بما وصل إليه حال بعض الزملاء الأفاضل و بعض أساتذتنا الذين تعلمنا على إيديهم فنون التحرير الصحفى ، الأن أقولها للجميع متسائلا ..هل سيكون مثل هؤلاء البلطجية الذين رأيناهم جميعا اليوم على مدخل سلم النقابة قدوة ومثالا لأحد ؟؟!
هل وصل حال الصحافة والصحفيين إلى هذا الحد؟؟! هل تلك هى الحرية التى يتشدقون بها ويصدعوننا بها ليل نهار؟!
لا عجب أن يكون ذلك هو حالهم بعد أن أصبح أغلبهم أما مذيع أو معد لأحد برامج ,,التوك شو ,,التى تهاجم كل ماهو شريف اليوم حتى يهدموا البلد ولكن هيهات .

هناك تعليق واحد:

  1. حقا ودون مقدمات
    هل الان وفى زمن البلطجة الاعلامية من الممكن ان تفرز لنا مثل تلك الاجواء محبين للعمل الاعلامى بسبب الكتاب الشرفاء المحترمين ام بسبب حب المال والشهرة وشهوة المناصب؟؟!!.....هانى مراد

    ردحذف