سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 13 مارس 2013

العلوم الطبيعية: جينوم قرود النسناس يقود إلى حلول طبية للبشر بقلم/ مروان محمد




تكاد تكون خارطة الجينوم البشرى من أهم العلوم التى تلقى الاهتمام و البحث الدؤوب فى العالم الغربى حاليا لأنها تفتح آفاق متعددة من أبرزها أنها تساعد فى فهم و معاجلة الكثير من الأمراض المزمنة حاليا و التى يعانى منها الإنسان و يعتبر هذا الفرع من العلوم هو علم المستقبل الحاضر و الذى يوليه الغرب عناية خاصة, يعكف علماء الوراثة فى الغرب على تحليل و فهم الخرائط الجينومية للإنسان و الكثير من الحيوانات القريبة الشبه فى خرائطها الجينومية مع الإنسان مثل قردى الشامبنزى و النسناس, و لذلك نجد أن  باحثو مركز تسلسل الجينوم البشرى فى كلية بيلور للطب فى هيوستن إن جينوم قرد الماكاك سيدعم البحوث الطبية فى مجالات مثل علم الأعصاب و البيولوجيا السلوكية و الفيزيولوجيا التناسلية و علم الغدد الصماء و أمراض أوعية القلب و الشرايين و العوز المناعى.
و يمكن إرجاع كل هذه المجالات الطبية التى يفتحها دراسة جينوم قرود الماكاك أن تلك القرود تستخدم على نطاق واسع فى مختلف بلدان العالم كنماذج مختبرية , فى طائفة واسعة من الاختبارات و الأبحاث الطبية مثل أمراض القلب و فيروس الإتش آى فى المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز) و من الأمور الملفتة للنظر فى تلك البحوث أن قرد النساس وجد فى دمه المستضد الريسوسى نسبة إلى هذا النوع من قرود النسناس و الذى مكن الأطباء من تحديد فصائل الدم المختلفة عند البشر و قد تم هذا الاكتشاف فى العام 1940 و هو أيضا أول من أطلق على متن صاروخ إلى الفضاء.
استطاع فريق البحوث فى مركز تسلسل الجينوم البشرى فى كلية بيلور للطب فى هيوستن بالتعاون مع مركز تسلسل الجينوم فى جامعة واشنطن فى سانت لويس و معهد كريج فنتر فى روكفيل إلى جانب مركز مايكل سميث لعلوم الجينوم فى وكالة السرطان فى جامعة بريتش كولومبيا فى فانكوفر  إلى نشر الخارطة الوراثية للنسناس الريسوسى و بدأت المراكز الثلاثة فى تحليل الخارطة الوراثية أبتداءا منذ العام 2005 و استغرق نحو تسعة أشهر و ضم الفريق الذى فك الخارطة الوراثية أكثر من 170 عالم من خمس و ثلاثين مؤسسة و قارن الباحثون بين التسلسلات الجينومية للبشر و الشامبنزى و قرود الماكاك لتحديد المتغيرات التى طرأت على الفصائل الثلاث خلال 25 مليون سنة ماضية.
اختلف جينوم الماكاك عن جينوم الإنسان بنسبة 7%  بينما يختلف جينوم الشامبنزى عن جينوم الإنسان بنسبة تترواح من 1 إلى 2% و وجد علماء الوراثة أيضا أنه فى بعض الحالات, كانت الأشكال الطبيعية لبروتينات الماكاك تشبه الأشكال المرضية لروتينات البشر و من ضمن النماذج التى اكتشفها العلماء يتمثل فى بروتين معين أسمه بيلة الفينيل كيتون الذى يمكن أن يقود إلى تلف الدماغ و الإعاقة العقلية سب إفتقار الإنسان لأنزيم مهم و هو ممكن أن يوجد له علاج يتم استخلاصه من جينوم قرود الماكاك بدراسة الخارصة الوراثية لهذه القرود.
و يستدعى ذلك النظر إلى أن مقارنة اختلافات أفراد قرود الماكاك على مستوى تسلسل الدى أن إيه مفتاح لفهم دور التباين الجينى فى التحكم فى الاستجابة الفردية للأمراض و أيضا مثلت هذه المقارنة اكتشاف آخر مهم للباحثين و هى أن أفراد قرود الماكاك الهندية قد تأثرت أخيرا بتقلص فى حجمها.
هذا الفرع من العلم فى المستقبل القريب جدا سيحمل الكثير من الاستكشافات التى ستساعد فى القضاء على الكثير من الأمراض المزمنة مثل أمراض السكر و القلب و الزهايمر و ضمور الخلايا و معالجة الشيخوخة و تتسابق الشركات العالمية العابرة للقارات فى المجال الطبى خاصة على تمويل هذه البحوث و تمويل مراكز البحوث المختلفة فى أوربا و أمريكا لما لها من عائد اقتصادى فلكى يصل إلى مليارات الدولارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق