سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 1 مارس 2013

مقالات دينية: الحاكمية لله وحده بقلم/ مروان محمد




أن المتشككين فى الإسلام يدفعونك دائما لأن تتخذ موقف المدافع و المبرر على طول الخط للإسلام و هذا لا يليق بمن أرتضى الإسلام منهاجا له, أن تلك القوى التى تدعى المدنية يرسمون لك قواعد اللعبة و يضعون لك القوانين التى تحاول دائما أن تجد أمامها الحلول التوفيقية تحاشيا لصدام مرتقب و هذا هو قمة الذل و الخزلان.
من يؤمن بأن الإسلام منهاج حياة عليه أن يثبت على مواقفه و لا يلجأ إلى حيل التبرير و الدفاع كما يفعل ضعاف النفوس الذين أرتضوا أن يلعبوا وفق قواعد اللعبة التى يرسيها لهم المتشككون فى الإسلام و على سبيل المثال الذين يقولون بمبدأ فصل الدين عن السياسة و أن تدخل الدين فى السياسة يحول الدولة إلى دولة دينية, هذه فرية بكل سهولة يمكنك أن تردها إليهم و لكن الأمر يحتاج منك إلى شجاعة و إيمان حقيقى بأن مبدأ خلط الدين بالسياسة هو من أصول الدين و أنها ليست تهمة لكى تنبرى للدفاع عنها أو محاولة إيجاد حلول توفيقية لها أو تخضع لهم بالقول.
يجب أن تقول بكل ثقة أن هذا الفكرة التى تنظرون لها و ترفعونها إلى مرتبة القدسية و تجعلونها قانون لا ينبغى كسره أو الخروج عليه هى فكرة خاطئة بالأساس و لا يستقيم مع أى مجتمع إسلامى يريد أن يتخذ الإسلام منهاج حياة أن يرددها أو حتى يتصدى للدفاع عنها و محاولة دفع خطر هذه التهمة كأنه تأكيد لها!, و لكن يجب أن تعمل على تأكيدها باعتبار أنك مأمور بخلط الدين بالسياسة.
من مساوىء بعض مشايخنا الخانعين أنهم عندما يتلقفوا هذه التهمة تكفهر وجوهم و يبدأوا فى محاولة إيجاد التبريرات الساذجة التى تؤكد انتصار الطرف الآخر الزائف على موقفك السليم.
أصدع بالحق و لا تخاف فى الحق لومة لائم, هذه من شيم و أخلاق المؤمن, أن الرسول عندما كان يحدث رعيته فى أمور دنياهم و على رأسها الأمور السياسية كان يحدثهم من منبره فى المسجد النبوى, لم يقل يوما, أن المساجد لا يجب أن تستخدم فى مناقشة الأمور السياسية, هل سمعت يوما فى السيرة النبوية العطرة أن الرسول خرج بالناس من ساحة المسجد ليحدثهم فى أمور دولته السياسية أم كان يخطب فيهم من على منبره داخل مسجده.
و المتلونون من المشايخ الذى يخطبون ود القوى التى تدعى المدنية يحرفون الحديث عن مواضعه و يجزمون بأن الرسول لم يتحدث يوما فى أى من الأمور السياسية من خلال خطبه التى كان يلقيها على السامعين من فوق منبره داخل مسجده و هذه فرية لا شك فيها.
كل هم القوى التى تدعى المدنية و من كان على شاكلتهم يحددون لك القواعد و ينتظرون منك ألا تخالفها فأن خالفتها صبوا عليك غضبهم و استنكارهم و استيائهم و المؤسف أن هناك من يسايرهم فى القول ثم يبرر و يغير فى مقومات الدين فى محاولة توفيقية سخيفة للتقريب بين مذاهب بشرية وضعها البشر و بين مذهب ألهى وضعه الله سبحانه و تعالى.
هل يستقيم أن نساوى بين منهج ألهى و منهج بشرى؟, كيف يستويان أن كنت تؤمن بحتمية تطبيق منهج الإسلام فى كل شئون حياتك؟, فأنت صاحب الحجة الأقوى لأنك تتبع منهج ألهى و هم أصحاب الحجج الواهية لأنهم يتبعون مناهج بشرية صاغها عقلهم القاصر فأى الفريقين أقوى و أثبت على الحق, من يمتلك بيمينه الحق الذى صاغه لك الله سبحانه و تعالى أم من يمسك بشماله بعض المقولات و النظريات التى صاغها بنفسه على ما فيها من نقص و شوائب و حاجة دائمة إلى التعديل و التنقيح و التهذيب.
لا شك أننا فى عصر وصلت فيه الفتن إلى ذروتها و تآمر المتآمرون على الإسلام يتداخل مع هذا العامل المهم و الحيوى و الرئيسى عدة عوامل فرعية و هو الرسائل السلبية التى يبثها بعض أتباع التيار الإسلامى على عموم الناس و لكنها تبقى العوامل الفرعية و الصراع الحقيقى بين الجاهلية و بين الإسلام.
نعم, لا تخجل من ترديد هذه الكلمة, من آفات الفكر التى نعانى منها فى بلادنا هو توقيع المفاهيم و المصطلحات فى غير مكانها و استخدام مفاهيم صحيحة فى مواضع غير صحيحة بالمرة و استحياء البعض الخانع من استخدام المصطلح الصحيح فى موضعه الصحيح, أن ما نراه جاهلية البعض الذى يريد أن يطفىء نور الإسلام و الله متم نوره و لو كره الكافرون, ليس شرط أن يكون الكفر هو الكفر بالإسلام و لكن كره كل ما يترتب على المرء التسليم به بعد الإيمان بعقيدة التوحيد من أوامر و نواهى و حلال و حرام و حدود و غيرها من أمور الشريعة الإسلامية و الكفر هنا درجات كما أن الإيمان درجات.
الجاهلية لا تعنى أمة من البقر أو الرعاع أو الجهال و لكن الجاهلية هنا تعنى عدم التسليم الكامل بكل ما أنزل الله و استبدال الكثير من الأحكام الألهية المنصوص عليها فى كتاب الله الكريم بأحكام أخرى مناقضة فى أغلبها للأحكام الألهية, إن رفض الحكم بما أنزل الله هو صورة من صور الجاهلية التى كان يحاربها الرسول و الرعيل الأول من المسلمين مع كل الجاهليين.
فالجاهلية أيضا درجات, هناك من تمتد جاهليته إلى حد جهله بمعرفة الله على وجهه الصحيح و هناك من تجد جاهليته تنحصر فى عدم التسليم بكل ما أنزل الله و أنه يريد أن يفصل دينا جديدا على مقاسه و مزاجه و هواه الشخصى, يأخذ منها الأحكام التى تتفق مع هواه و يلقى جانبا أو يجمد العمل بأحكام أخرى بحجة أنها لم تعد تناسب مقتضيات و ظروف العصر و من ثم يحيلون هذا الافتراء الغريب على سير النبى و الخلفاء الراشدين من بعده فى نزع للحدث من ظرفه و سياقه التاريخى و العجب العجاب أنك تجد من انصار التيار الإسلامى من يوافقهم هذه الفكرة و يؤمن عليها بجهل غريب رغبة منه فى إظهار صورته لهؤلاء على أنه متحضر و متفتح و متقبل لمتغيرات الزمن التى تقتضى وقف العمل ببعض آيات الله أو أو معظمها أو كلها !
و هذه لعبة يجيدها الطرف الثانى بمنتهى المهارة و هو تعطيل أغلب الأحكام بحجة أنها لم تعد تتماشى مع مقتضيات العصر او أن الظروف التى يترتب عليها تنفي هذه ههذ الأحكام لم تعد موجودة فبالتالى لم تعد لنا حاجة إلى هذه الأحكام و تجد للأسف الأذان التى تصغى لمثل هذه الخزعبلات و تعتبرها من أصول الفقه الإسلامى!!, و هناك سؤال بسيط يقتحم عليك المشهد و يسألك: و هل غفل الله سبحانه و تعالى عن أن بعض تشريعاته أو أحكامه قد تصل فى مرحلة من المراحل أنها لن تناسب مقتضيات العصر؟!!, و يخلطون ما بين تعطيل العمل بحكم لعدم تهىء الظرف البيئى له و أدخال فكرة تعطيله لأنه لم يعد مناسبا للعصر الذى جاء فيه أو أنه جاء وفق منظومة بيئية معينة كانت بدوية و لا تناسب الحضر فيعاد طرح السؤال مرة أخرى و هل أغفل الله سبحانه و تعالى هذا أيضا؟, حاشا لله أن يغفل و أنما المتحذلقون من الطرف الثانى يستدركون على الله و يعدلون عليه و نحن بكل سذاجة نؤمن على كلامهم و من ثم نختم عليه بختم الإسلام!!
يجب أن تضع أمامك قاعدة ذهبية هو أنه ليس هناك حكم من الأحكام التى أنزلها الله سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم لم تعد الأن موافقة لمقتضيات العصر أو غير متماشية معها أو أن ذلك الحكم نزل لبيئة معينة صحراوية بدوية و لا يناسب أهل الحضر فكل الأحكام هى تسرى على كل العباد فى كل مكان و كل زمان و لا يجب أن يتم التعامل مع هذه القاعدة على أنها شىء مقدس نؤمن به لأن مخالفته تستوجب العقاب الألهى لأننا بذلك نقول أننا مجموعة من العقول الفارغة تتبع بدون فهم, لأنه بكل بساطة لو كانت تلك الأحكام لا تتسق مع مقتضيات العصر الحالى فأن هذا القرآن به أعوجاج و أنه صناعة بشرية محضة كما يقول الملحدين و أن كنت ستقول حاشا لله أن أقول ذلك لمجرد أنك تسلم بقدسية هذه المسلمة فقط فهذه مصيبة أكبر و لكنك تؤمن بها لأن هناك الكثير من الدلائل الكامنة فى القرآن التى تدل على أنه يستحق هذه القدسية و المكانة الرفيعة بإعمال العقل و ليس بالتسليم المطلق بهذه الفرضية فقط.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق