سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 17 مارس 2013

مقالات أدبية: فعل الكتابة بقلم/ مروان محمد



الحياة جملة من الاختيارات الخاطئة ..... 
الأفضل أن أقول أنها مجموعة من الفرص الضائعة .... 
دائما عندما يهرب الوحى من الكاتب يفقد القدرة على التركيز و يبدأ فى رص مجموعة من العبارات المقولبة التى تعطى شكل مبهر للفكرة و لكنه هو نفسه لا يفهم مضمونها و لكن أغراه أنها مبهرة لمن يقرأها فطرحها على الورق بدون تفكير أو ترتيب. 
أحيانا هذا الجمل السطحية تعتبر مفتتح جيد لقصة قصيرة جيدة أو رواية فريدة , هكذا نتصور نحن الكتاب حينما نشرع فى الكتابة. 
الكتابة فعل إدمان يسيطر على صاحبه و لا يتركه أبدا. 
شعور لذيذ أن تسعى للكتابة فتطاوعك الحروف أحيانا و أحيانا أكثر تستعصى على الترويض كأنها حيوان برى لا يستأنس البشر....الكتابة مثل أحلام اليقظة يستطيع أن يشوه منظومة العالم المنتظمة و يغرقك فى الكثير من العشوائيات المفككة و عندما ينتهى مفعوله و تحاول أن تستدعيه مرة أخرى يشرع فى التمرد. 
حينما تصبح كل الأمور غير معقولة و غير مقبولة بالمرة. 
تحاول أن تتمرد على وحيك الذى لا يأتيك ألا فيما ندر و تكتب فتفشل كثيرا. 
و قليلا ما تجبره بفعلك هذا على الحضور فيكون حضوره طاغيا حتى أن الكلمات فى عقلك تسبق قدرتك على الكتابة , شىء مذهل !!
كيف أرتب أحداث روايتى الجديدة ؟, لا أعلم, الأحداث تتواجد فى خط زمنى واحد يلغى الماضى و الحاضر و المستقبل فيها و لكنك تفرزها بشكل خفى فتعرف ماضيها و حاضرها و مستقبلها و لكنك على الرغم من تلك الملكة المتفوقة تعجز عن ترتيبها وراء بعضها البعض, هل أفرغها كما هى بدون ترتيب لعلى أحدث نوع جديد من الكتابة أم هو هذيان غياب الوحى؟ 
هل الوحى أصلا حقيقى أم بدعة سينمائية أحببنا أن نتقمصها و نتصور وجودها , دائما ما ترى لقطات الكاميرا تكون سريعة جدا و هى تصور حالة كاتب يأتيه الوحى فيبدو كنبى يستقبل النبواءت الواحدة تلو الأخرى. 
يضيق عينيه ... 
يمسك رأسه ... 
يدور حول نفسه ... 
يضرب بضعة كتب فيطيح بها ... 
ثم يجلس ليكتب رائعته الأدبية ! 
و من ثم يتوجه لدار النشر فتنشرها له فورا ! 
هذا ما يسمونه سينما النفخ ! 
الحقيقة سمجة و أكثر مللا فهى لا تصلح للعرض على شاشات السينما. 
الجمهور يريد المثير الذى يتمناه و لا يلقاه أبدا فى حياته. 
تتناثر أحداث القصة فى تتابع عشوائى مثير, تصنع أروع المشاهد فى خيالك و لكنك تفشل فى الإمساك بها و الشروع فى كتابتها 
و قليلة هى اللحظات التى تهبك القدرة على الإسهال فى الكتابة. 
ممتع أن تعجز عن مجاراة عقلك فى السرد. 
كيف عرفت كل ذلك عن الوحى؟ 
أنا لم أعرف بل أنا أتخيل فقط!, فأنا صانع وحى, فأن شئت جعلته أبليس أو ملك أو حتى بائع فجل! 
كلا منا يصنع وحيه على الشكل الذى يرضيه و دائما ما يكون وحيك ساذج جدا !! 
لا أعرف لماذا يكون ساذجا؟ 
هى أشياء أشعر بها و لا يمكنى أن أعطيها وصف أكاديمى لأن المنظومة الأكاديمية تشير إلى الوحى بتعبير لطيف و منمق " موهبة " و ترتكز على معايير محددة للكتابة و فن صناعة الرواية. 
لتجعل أمثالك حينما يرغبون فى كتابة قصة أو رواية عليه أن يقرأ فقط كتالوج فن صناعة الرواية و من ثم يتم تصنيع منتج رواية مشهورة فى غلاف سميك قيم يباع بـ25 جنيه !!
استرجاع الذكريات ليس بالأمر الصعب و لكن ترجمتها إلى حروف مكتوبة عمل مرهق بحق و يستدعى الكثير من التركيز كأنك تحاول أن تعيد تأليف تلك الذكريات, أن تراها متجسدة حية أمامك, أن تنقلها من داخل صندوق الذاكرة إلى صندوق الكتابة فعل متعب و أحيانا ممل.
تنطلق الكثير من أحلام اليقظة التى ترسم لك أفضل الأفلام السينمائية على الأطلاق فتكون الكاتب الأبرع أو المخرج المبدع أو الممثل الذى يحتل أول القائمة دائما, لذيذة هى أحلام اليقظة أذا كان محفزها الحزن و الأكتئاب و أن كنت تعمل على رواية مثيرة كما تتصور أنت فأن أحلام اليقظة تعطيك أفضل الحلول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق