سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 1 مارس 2013

نقطة حوار: ياسين أحمد: اكتشفت أن بلدنا تكرس للمركزية أجرى الحوار : مروان محمد


الكاتب ياسين أحمد سعيد , كاتب شاب من محافظة أسوان , تتسم غالبية أعماله الأدبية بخط  الخيال العلمى و الغرائبيات , و قد صدر للأديب ياسين رواية (المنسيون) عن دار رواية و أيضا صدر له أعمال مشتركة بأسم (دائرة المجهول) عن دار ليلى مع كتاب آخرين و مؤخرا صدر له رواية (الكون المعكوس) عن دار الوراق للنشر الإليكترونى, شارك الأديب ياسين فى العديد من المسابقات الأدبية على مستوى محافظات مصر , يمكنك الإطلاع على مدونته الإليكترونية و التى تحمل نفس أسمه و هى خليط من المقالات و القصص القصيرة و الروايات و الخواطر الإنسانية بنكهة ياسين أحمد,  أسلوبه الأدبى متزن و هو يركز على الكتابة فى هذا النوع من الأدب بشكل خاص و الذى لايزال يبدو غير مألوف فى عالمنا العربى و كان لنا هذا الحوار المطول العفوى معه و هو كالتالى 


كيف يرى ياسين أحمد نفسه كأديب؟

* ياسين أحمد سعيد ..إنسان خيالى بعض الشئ .
*المهنة :فنى أشعة طبية .
ولما وجدت بعض من وقتى شاغراً ، التحقت بالتعليم المفتوح ، برنامج كلية آداب قسم إعلام .
أتمنى لو أجد وقت شاغر آخر ، فأصير رساماً ، أو سيناريست ، أو حتى رائد فضاء.
يمكننا أن نصير أى شئ فى الدنيا فقط لو تخيلنا أنفسنا كذلك ، وصدقنا أنفسنا.
اعتقادى أنه بعد الزواج سيموت أدب الخيال العلمى داخلى بالسكتة القلبية.
وأتحول لكتابة القصص الواقعية السوداء من وحى مشاكلى مع المدام وكيفية تدبير مصاريف (كى جى وان) للأولاد ، إلخ ..
*أنتمى لأقصى جنوب الجنوب، إذ كنت سعيد الحظ وخرجت من الطمى الأسمر لمحافظة أسوان.
لن أستطيع وصفها، كيف أفعل ولم يوفها حقها كل أغانى (منير) و (منيب) ، وقصص ( ادريس على) و (أحمد أبو خنجر) ، وعبقرية (العقاد)..

حدثنا عن تجربتك الأدبية كيف بدأت؟

القراءة و الأنشطة المدرسية ..
هذان – بإختصار- من صقلا كيانى .
بالنسبة للأولى : كنت ممن يلتهمون الكتب،بدئاً من محتويات مكتبة المدرسة،إنتهاء بورقة جريدة ملقاة،والورق التى يلف بها سندوتشات الطعمية.
ازدحم كل ما أقرأه فى صدرى ، وبالتالى خرج فى المتنفس الطبيعى لأى طالب.
الأنشطة المدرسية.
وصلنا أنا وبعض الزملاء لمرحلة  ( أننا لا نمارس أنشطة بجوار الدراسة ، بل ندرس بجوار الأنشطة)
أدمنت جلوسى المتهيب و اصطكاك ركبتى،بينما تناقشى لجنة تحكيم متشككة.
عشت فى هذه المنافسات أسعد لحظات عمرى، ولا أبالغ لو قلت أننى تعلمت الحياة خلالها.
تعلمت الثقة بالنفس،والصبر،وأن أكون على طبيعتى .
أخرجتنى هذه الأنشطة من رحاب القرية، إلى أفق معسكرات فى محافظات آخرى  مثل : القاهرة ، الجيزة ، الإسكندرية، المنصورة، بورسعيد .
التقيت أشخاص لا تقدر معرفتهم بمال .

كيف تقيم الخريطة الأدبية فى مصر حاليا؟

اكتشفت أن بلدنا تكرس للمركزية فى كل شئ حتى فى الأنشطة بين طلبتها.
فأنشطة مدرستنا أقل كثافة مما فى مدارس المركزلأننا فى القرية .
والإثنان يعدان لا شئ بالنسبة لما هو فى الشمال مثلاً.

هذا أورثنى شعور مبرح بالإستفزاز، لماذا يجب أن ندفع ضريبة بسبب عنواننا .
لا تتوقف الضريبة عند هذا الحد، بل تصل أحياناً إلى أنك تخسر لمجرد أنك من قرية لا من مدينة،ولأنك من من الأقاليم ولست من القاهرة.
لن أنسى موقف مستفز بأحد التصفيات،كانت واضحاً أن شباب القليوبية يستحقوا باكتساح المركز الأول، فهنأناهم بذلك فعلاً.
قبل إعلان النتائج فوجئنا بمديرة المعسكر قادمة بابتسامة ودود ، وقالت لممثلى القليوبية أمامنا :
- ألن تتضايقوا لو حصلتم على المركز الثانى لا الأول؟
وفوجئنا بالقاهرة تحصل على المركز الأول، لا لشئ إلا لأنها القاهرة.
هذا ما علموه لنا وتكرر فى 90% من الحالات، وكل من أحتك بهذا المجال يعلم ما أقوله جيداً.
تدريجياً فهمت أنه درس للحياة عموماً .
فحلمت بثقافة حرة بعيدة عن المركزية،حلمت بنظير لساقية الصاوى مثلاً فى كل محافظة فى مصر.
سألت نفسى ألف مرة : متى يحدث ذلك فى أسوان ؟
بعد 10 أعوام ؟ أم بعد 20 عاماً ؟

هل حاول المعنيين بالأدب فى أسوان أن يغيروا من هذا الواقع المرير ؟

بالمصادفة البحتة اكتشفت منذ أيام قليلة أن هذا تحقق فعلاً ، وأن شباب الجنوب المتحمس فعلها .
إسمها مؤسسة (ديارنا) للتنمية الثقافية .
نجح أصحاب الفكرة فى الحصول على تمويل من منظمة (المورد الثقافى)،وأنشأوا هذا الصرح المبهج فى أسوان.
مؤسسة ثقافية + شباب متحمس + منفذ لتوزيع الكتب+مكتبة+قاعة سينما+ورش عمل+مكان لتنفيذ بروفات المسرح.
لم أصدق نفسى عندما عرفت التفاصيل،فأنتهز الفرصة وأشد على أيديهم،وأتمنى لو أساهم ولو بأضعف الإيمان فى هذا الحلم.
وأتوقع بإذن الله تحقيقهم حضور مؤثر فى الوسط الثقافى.
ما هو شعورك لدى نشر أول رواية لك؟
زحام من السعادة ملأ صدرى ، خيل إلىّ أنه لو خرج ، سيغمر العالم أجمع .
أحمد الله أن قدر لى هذه الفرحة.

كيف تصف عملك الأدبى " المنسيون"؟

*المنسيون رواية فى أدب الغرائبيات ،تحمل كل مميزات وعيوب أى تجربة أولى..
تتحدث المنسيون عن كوكب آخر،يعيش فجر عصوره البدائية،ويحيا بين ظهرانيهم شاب يلقبونه بـ (الجامح).
يمتلك عقلية و معارف تسبق عصر،وبالتالى يتحمل الأمرين ليتكيف مع من حوله..
فالمختلف معذب كما يقولون .
وتظهر أهمية هذا (المختلف) عندما تدق طبول الحرب فى العشيرة،فتظهر جيوش متوحشة تظهر إلى عالمهم فجأة ، إلخ ، إلخ ..
هذا الكتاب لديه ذكريات خاصة معى ، إذ كتبته ووقعت العقد الخاص به أثناء فترة تجنيدى العسكرية.
كان إجراءات النشر أمراً بالغ الصعوبة بسبب هذا الظرف ، لولا التفهم الجميل الذى لاقيته من أ. محمد ابراهيم محروس.
مدير دار (رواية) التى نشرت الكتاب.
لدى تجربة ورقية آخرى ، صدرت عن دار( ليلى) و تحمل إسم (دائرة المجهول).
وهى دار نشر محترمة أسعدنى الإنضمام إليها،أسعدنى أكثر أن رسالة الدار بقبول الكتاب جائتنى يوم 19 مارس 2012.
كانت أجمل هدية نلتها فى عيد ميلادى الماضى.

صف لنا شعورك مع صدور ثانى أعمالك الأدبية (دائرة المجهول) و كيف تقيم تجربة أن يشترك أكثر من كاتب فى إصدار كتاب واحد يحمل خط معين من أدب الرعب؟

(دائرة المجهول) تجربة أدبية إستمتعت بها لأقصى حد ، كل قصص الكتاب تنتمى -كالعادة-  لعوالم الخيال العلمى والغرائب  ..
 و تتمحور جميعها مع فلك فكرة واحدة ، وهى أن الحياة تدور بنا فى دائرة مغلقة لا فكاك منها ، دائرة يتألف فيها الضباب مع الحيرة .....مع المجهول ..
لا أدرى لم  أرتأيت أنه حالة نفسية عامة لجيلى ، وهذا سبب تفكيرى فى أن يكون العمل جماعى ، أن يتجمع أكثر من قلم يحكى كل منا تجربته ، يتكلم عن الدائرة التى هو أسيرها ..
فكتبت رواية قصيرة بعنوان (خيوط الظلام)، تدور أحداث القصة فى معشوقتى الإسكندرية ، تحديداً فى مدينة العامرية .
وتتحدث عن عطار أقرب إلى المجاذيب يسكن الضاحية، يحارب (شبح الكلب الأسود) ، وهى أسطورة معروفة فى أكثر من مكان فى العالم ، يحاول الشبح أن ينسج خيوط الظلام على الضاحية.
وما بين الظلام والنور ..تدور الدائرة.
انضمت إلى فى الكتاب شقيقتى المبدعة (داليا مصطفى صلاح ) ، ولكم سعدت بأن تتقبل هى تحديداً التجربة ، فقلمها من النوع السهل الممتع ، وبطريقة لا أعرف كيف ؟ أجدها تتمكن من تقديم الرعب بطريقة رومانسية ، وهكذا إتضحت ملامح الكتاب وقتها  ..
ولا أن الدائرة لم تتوقف عند هذا الحد ، إذ أسعدنا إنضمام دكتورنا الجميل مصطفى سيف الدين ، وهو كاتب مميز وصاحب مدونة (طير الرماد) الشهيرة.
أهدانا د.مصطفى قصة قصيرة بعنوان (أرواح ودمى ).
كما أسعدتنا مشاركة قلم مميز حضرنا من المغرب الشقيق ، إنه صديقى العزيز (معاذ بويدو ) ، وقدم لنا معاذ تجربته  الخاصة التى حملت إسم (غزاتنا ) ، كما فاجئنا المبدع (معاذ بويدو ) بأنه يملك مواهب آخرى .
فقام تصميم الغلاف الذى يزين الكتاب الآن.
سأظل أفخر طويلاً بأننى عملت مع هذه المجموعة الجميلة .
فأعتبر (دائرة المجهول) تميمة للسعادة بالنسبة إلى،توج هذه الإحساس ترحيب الأستاذ (شريف شوقى) بكتابة مقدمته.
كان شرفاً ما بعده شرف من الكاتب الكبير ، وصاحب سلسلتى زهور والمكتب رقم 19 الذين نعرفهم جمبعاً.
لا زلت أذوب خجلاً إلى الآن أمام  ما قاله فى حقى خلال المقدمة ، وكثيراً ما أحاول أجود من ذاتى لأجل هذا .
لأجل أن أستحق الإشادة التى تلقيتها من أستاذ بحجم شريف شوقى .

كيف تري الوضع السياسى الراهن فى مصر؟

*أقر أولاً بأننى لست محللاً سياسياً، جزء من مشكلتنا أننا صرنا نمتلك 80 مليون محلل سياسى.
سأتحدث عن نظرتى كمصرى عادى،يراقب ما يحدث من مسرحية هزلية هابطة  .
وأرى نخبتنا – بلا إستثناء- كل خطأ ممكن أن يفقدوا به صدقهم ، جميعهم ناقضوا أنفسهم بكل فجاجة فى أفعالهم قبل تصريحاتهم .
لأسباب كهذه صارت كلمة (نخبة) أشبه بالشتيمة .

هل ترى أن المستقبل لسوق النشر الإليكترونى أم أن الورقة المطبوعة من الممكن أن تستمر لسنوات أخرى قادمة؟

الحياة تساع الجميع.
فلماذا نتصور أن شيئاً سيأتى على حساب وجود شئ آخر ؟
التلفاز قلل من شعبية الراديو ، ومع ذلك لا يزال للراديو جماهيره وعشاقه.
كما ظهر أيضاً اختراع هجين ما بين الراديو وأدوات عصرنا الحديث، وهو ببساطة راديو الإنترنت .
نفس الشئ بالنسبة للكتاب الورقى ، ستظل هناك فئة تذوب حباً فى إقتناءه.
فلا تجد بدلاً عن ملمس أغلفته الناعم ، و عبق الحبر المنبعث من أوراقه.

كيف تقيم تجربتك فى النشر الورقى و هل حققت انتشار مرضى لك بين قراء الكلمة المطبوعة؟

أنا أعشق الصراحة ، لذلك سأجيبك بتلقائية مطلقة .
الكلام عن النشر الورقى هو موال ذو شجن .
فقد وقعت مثلى مثل زملاء جيلى فى نفس الفخ ،حيث نظن أنه سننشر كتاباً ، وخلال عام سيدر الكتاب التكلفة التى دفعت فيه، وبالتالى سنتمكن من نشر آخر.
هذا – بالضبط - هو الفخ .
لقد اتضح أن دائرة النشر هى نموذج آخر من (دوائر المجهول).
لا يوجد من يطالع كتب أصلاً .
نحن ( أمة أقرأ التى لا تقرأ) .
الكتاب الكبار يشتكون من سوء التوزيع، فما بالكم بالكاتب الشاب؟
وتأتى أسعار الكتب الباهظة لتطيح القلة القارئة الباقية .
كما أن هناك قانون ضمنى يحكمنا ككتاب شباب :
(ليس المهم فى النشر أن يكون كتابك خارق الإبداع..
المهم هل معك تكلفة نشره أم لا ؟)
هذه الحقيقة .
ولا يمكن لأى أحد أن يعمى عينيه عن شمسها، كلامى سيضايق الناشرين المحترمين الذين أعرفهم ،فهم يجتهدوا بصورة فردية،فيقدموا  أقصى ما بوسعهم من تيسير ، على غرار :
 مشروع النشر لمن يستحق لدار ليلى، و كتب الجيب لدار الحلم.
أما لو تركوا العنان للعواطف 100% فستغلق دورهم خلال عام ، خصوصا أن المجريات السياسية أغلقت بعضها فعلاً.
كل ذلك أعلمه تماماً، ولعلى لو كنت مكانهم سأفعل نفس ما يفعلونه .
لكننى لا زلت حائراً ،لا زلت لا أعرف من المذنب إذن؟
الشئ الوحيد المؤكد بالنسبة لى : أنه ليس الكاتب الشاب حتماً..
ومع ذلك لا بديل للكاتب الشاب عن الكتاب الورقى ، على الأقل كتاب واحد.
فهو جواز السفر إلى الإعتراف بك ككاتب .
هذا للأسف جزء من المنظومة المجحفة ، فهناك مدونون عباقرة مثلاً ، يحمل فضاءهم البلوجرى روايات ومجموعات قصصية من العيار الثقيل .
هؤلاء لا يسلط عليهم الضوء إعلامياً ونقدياً لا لسبب ، إلا لكونهم لم ينشروا ورقياً.
تخيلوا ما يحدث عندما ينشر أحدهم كتاباً ورقياً، إذا بالكل يعيد النظر إلى انتاجه الإلكترونى .
وكأنما لم يصر كاتباً إلا بعد نيل الصك الورقى.

هل من الممكن أن تحدثنا عن مدونتك ؟

لو أردت وصفها بكلمة واحدة فهى (خلطبيطة) ..
بعض التغريدات الطائشة ، على قليل من القصص القصيرة، إلخ ..
من حيرتى كنت أغير إسمها من وقت للآخر، فى البداية كنت أسميها (الخيال العلمى والغرائبيات).
ثم قررت أن أجعل موضوعاتها عامة فأسميتها (لدى حلم).
وهى نفس عبارة المناضل (مارتن لوثر كينج) وإن كنت أعتبرها العنوان الوجدانى لكل انسان.
مرة ثالثة تملكنى الغيظ من الأوضاع المقيتة حولى فأسميتها (تباً) .
نصحنى بعض الأصدقاء بتغيير هذا العنوان الفج، وافقتهم الرأى فحولته إلى (سحقاً).
تحسنت حالتى النفسية فأردت لها اسم ثابت ، على أن يكون بعيداً بالطبع عن الأسماء المبتذلة الأخيرة.
فاستقررت أن يكون(ياسين أحمد سعيد) .
لعل هذا يسهل البحث عنها فى جوجل .

هل هناك أى أعمال أخرى فى المستقبل تعدها للنشر الورقى أو الإليكترونى؟

هناك كتاب صدر عن دار الوراق للنشر الإلكترونى .
وهو مطروح على موقعها فعلاً .
إسمه (الكون المعكوس) ، قوامه 5 حكايات من الخيال العلمى والغرائبيات .
أو كما أصفها على الغلاف 5 مرايا من وحى عالمنا القاسى المعكوس .
إنفجار نووى ..كوارث كونية ..عوالم موازية.. منحوتة للشيطان .. مرآة لا تعكس سوى ما تريده هى ..
لا أعرف إذا كان كوننا هو القاسى المعكوس ، أم أننى قلم سادى مفتعل لا أكثر.
أتمنى من القراء أن يطلعوا على الكتاب و يخبرونى بانطباعهم حول هذه النقطة .
على الجانب الآخر ، أحلم بمخاطبة جمهور آخر غير جمهور الكلمة المكتوبة ..
فأفكر فى كتابة السيناريو للسينما المستقلة ، أو الكوميكس.


من هم أكثر الأدباء الذى تحب قراءة أعمالهم الأن و تشعر أنها الأقرب إلى قلبك و بصمتك الأدبية؟

من المبكر القول أن لى بصمة أدبية .
إنها للدقة (شِبه بصمة) ، جنين يضطرب ويتململ منتظراً  اكتمال تكوينه.
أما عن الشق الأول من السؤال: لابد أن أنسب  الفضل أولاً - ككل زملائى الشباب- الدكتورين و الأبوين د.نبيل فاروق و أحمد خالد توفيق.
هذان بحق من صنعا شعبية نسبية للقراءة ، وبالتالى ندين لهما جميعاً كأجيال لاحقة بهذا الشئ .
أسعدنى الإلتقاء بالدكتور نبيل فى معرض الكتاب الأخير، فكانت لحظات لن أنساها طوال عمرى ، وحوارى القصير معه ستحمله مخيلتى ما حييت .
أنتهز الفرصة وأقدم التعازى فى شيخ القصة البوليسية ، والذين صدمنا رحيله منذ أيام،رحل الأستاذ (محمود سالم) ، وإن بقى حياً فينا بأعماله.
هناك طبيب آخر تعلمت كيف أرى الحياة هو الرائع (مصطفى محمود) .
لا أنسى العميد نجيب محفوظ ، أفضل من جال بنا بين دروب الحارة ومقاهيها وناسها وفتواتها .
 لا أعرف كيف كتب كل هذا العدد من الإصدارات وحافظ فيها على نفس القدر من الإبداع.
فهمت كيف يمكن أن توجد (رواية سياسية) على يد (احسان عبد القدوس)، كما أسرنى السهل الممتنع لـ (انيس منصور) ، و عمق (يوسف إدريس) ، و رومانسية (عبد الوهاب مطاوع) ، ونصف كلمة (أحمد رجب) ، وخفة ظل (يوسف معاطى) و
و (محمد عفيفى) .
تعلمت أكثر عن الحاضر من تجول العملاق (يوسف زيدان) بنا فى ردهات للماضى .
خطفنى كذلك الحضور الطاغى لقلم (أحمد مراد)
متضايق من نفسى أننى لم أتعلم كفاية من بلدياتى (أحمد أبو خنيجر) و (ادريس على)
الشئ الوحيد الذى تعلمته منهما : "من المستحيل أن يحيط قلم بعبقرية المكان من حوله ، خصوصاً عندما يكون هذا المكان مثل أسوان"
لم أحب الشعر الحر عموماً ، إلا عندما رشفته من كئوس العظماء أمثال  (نزار قبانى) و (أمل دنقل) و (محمود درويش) .
وتظل للعامية مذاقها مع الخال (الأبنودى) ومن قبله الرائد الكبير (صلاح جاهين).
لو انتقلت إلى الجانب الآخر من الشاطئ، هناك بوابات آخرى لا غنى من المرور عبرها من الأدب العالمى :
مثل (تولستوى) و (ديستوفسكى)  و (شكسبير) و (ماركيز) و (ديكنز).
وفى الخيال العلمى والقصة البوليسية لابد من القراءة للرواد (هربرت ويلز) و (جولى فيرن) و(أجاثا كريستى) و (آرثر دويل)
 كما خلبت عقلى ملحمة مسز (رولينج) ، لقد اتفقنا على الصراحة المطلقة ، وبالتالى لا أخجل من إعلان إنبهارى بهارى بوتر، كأول مثال يخطر فى بالى من الفانتازيا الغربية .
(دان بروان) كاتب قدير،قضيت أياماً طويلة ألهث وراء لملاحقة رموزه وطلاسمه.
وأثر فى بشدة رغم  تبييضه السافر للماسونية .
كل واحد من هؤلاء ترك داخلى بصمة لا تنمحى،وحتماً هناك آخرون لم تسعفنى بهم الذاكرة ..
جميعهم ترك أثراً فى كل سطر أكتبه ، فأتساءل :هل سأوفق بترك بصمة فيمن بعدى ؟
من غير المنطقى أن أستعجل الإجابة .
فهذا شئ لن أعرفه فى يوم وليلة ، وربما لا يظهر أثره إلا بعد رحيلى إلى القبر.

يمكنكم تحميل روايته الأخيرة " الكون المعكوس من خلال الرابط التالى:
كما يمكنكم أيضا متابعة كافة أعماله الأدبية على مدونته على الرابط التالى:


هناك تعليق واحد:

  1. حوار عفوي وتلقائي عبَّر عن كثير مما يجول في دواخلنا..

    موفق دائماً أديبنا الواعد ياسين

    ردحذف