سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 13 مارس 2013

المقالات الاجتماعية: مسألة القوة و العنف 1 بقلم/ جون ستراتشي ترجمة: مروان محمد



يتم نشر هذا الموضوع من خلال سلسلة من المقالات تحمل نفس الأسم و هى من الكتابات الشيوعية الكلاسيكية و قد تم ترجمتها من مقدمة كتاب النضال القادم من أجل السلطة لجون ستراتشى طبعة 1935 و نضع بين يدى القارىء اليوم أحدى الكتابات الكلاسيكية ليتعرف على الوضع العام العالمى فى بدايات القرن العشرين و قبيل الحرب العالمية الثانية.

من كتاب: النضال القادم من أجل السلطة

فى الثالث عشر من مارس 1935 فى ضاحية شيكاغو , ألينوى, تم القبض على من قبل ضابطين يتبعان الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة, التهمة هى أنى قد دعوت إلى الإطاحة بالحكومة الأمريكية من خلال استخدام القوة و العنف.
فى حين أنه لا يوجد تصريح لى بالدعوة لاستخدام مثل هذا الفعل, السلطات الفيدرالية اعتمدت على بضعة فقرات من كتبى و مقالاتى  و التى وصفت فيها نفسى على أنى شيوعى, فهم يتصورون أن كل الشيوعين يدعون لاستخدام القوة و العنف, ستراتشى شيوعى, و لذلك فأن ستراتشى يدعو لاستخدام القوة و العنف. هذا المنطق من جانب السلطات الفيدرالية يدفعنا لطرح سؤال, أعتقد أنه سيحرك تقريبا عقل و ضمير كل رجل و إمرأة معنى بالوضع الراهن فى العالم.
هل الشيوعين يدعون إلى تأسيس نظام اجتماعى جديد لن يكتمل ألا باستخدام وسائل العنف؟, هذا السؤال موجه بشكل خاص لهؤلاء الناس الذين زادت قناعتهم اليوم بأن قضية الشيوعية ضد الرأسمالية هى صحيحة و الذين يشعرون بأنه من الضرورى إجراء بعض التعديلات على النظام الأساسى للمجتمع. هؤلاء الناس غالبا ما يشعرون بأنهم لن يقدموا أى دعم للشيوعين طالما ترددت تهمة تفضيل الشيوعين لاستخدام العنف.
هذا الأمر بالتأكيد لن يصدقه هؤلاء الذين يعرفون بوجهات النظر الشيوعية كما وصفها أكثر المعارضين الشيوعين اللاذعين. لقد قرأنا آلاف المرات  فى الإعلام الرأسمالى أن الشيوعين يفضلون العنف, و هذا هو الاختلاف الرئيسى بينهم و بين الاشتراكين, و هو أن الشيوعين يبشرون بالثورة بشكل علنى. و مع ذلك, فأنا أكرر أن الشيوعين لم و لن يفضلا أبدا الدعوة أو الرغبة فى استخدام العنف و القوة.
على ما يبدو أذن أن الشيوعين لديهم وجهة نظر مختلفة جدا على هذا السؤال , من أجل أن نقوم بتعريف موقف الشيوعية من سؤال العنف و القوة سيكون من الضرورى أن نطرح ثلاثة قضايا. أولا, يجب علينا أن نعرف هل من المحتمل بالنسبة لنا أن نعيش بسلام فى ظل النظام الاجتماعى الحالى؟. ثانيا, يجب أن نعرف الفرق بين التنبؤ بأن العنف للأسف سيقع فى منعطف معين فى تاريخ الإنسانية و الرغبة أو تفضيل استخدام العنف. ثالثا, يجب أن نعالج السؤال الخاص, هل يوجد أو لا فى بريطانيا و أمريكا فى ماكينتهما الديموقراطية ما يمكن أن يؤثر فى إحداث تغييرات اجتماعية من خلال الوسائل السلمية و الدستورية؟
فى المقام الأول, أذن,  ما هى الافتراضات التى بناها هؤلاء على اتهام الشيوعين بأنهم يدعون إلى العنف؟ الأفتراض الذى دائما ما يتم طرحه ضمنيا هو أننا نعيش اليوم  فى جنة عدن بنوع من التعاون السلمى و الوائم الاجتماعى. و هذا يعنى ضمنا أن الذى يفسد ذلك المشهد المثالى هو وجود مجرمين مجانين يسمون بالشيوعين لسبب لا يمكن تفسيره أنهم عاقدون العزم على تحويل الاركاديا الحالية إلى مشهد من الدمار و المذابح و السلب و النهب.
لو أن هذا الافتراض صحيح,  من الذى لا يدين مثل هؤلاء المتعصبين المدمرين, لو كان مقدر لنا إذا إن كان هذا ممكنا أن نعيش فى سلام و رخاء فى ظل الرأسمالية و لذلك بدون أدنى شك, تقريبا فأن أى فرد مستعد لأن يستهجن هؤلاء الذى من شانهم أن يضروا بنا.
و لكن هل هذا الافتراض عن نظام اجتماعى موجود و انسجام اقتصادى يحمل أى تشابه مع الواقع الذى يعيشه عالمنا المعاصر؟ لتسأل مثل هذا السؤال لسوء الحظ يجب أن تجيب عليه.العالم فى تلك الفترة حقق بشكل غير مسبوق تفشى العنف بشكل متكرر و شديد, سواء داخل أو بين كل دولة رأسمالية. لا يوجد أى مجتمع رأسمالى خالى من الصراع الاجتماعى داخلها أو الضربات أو الإضرابات أو التظاهرات من أجل البطالة و نقص التغذية. و كل هذه الأحداث تتورط بدرجات متفاوتة فى أعمال عنف, و كثيرا ما يتخللها خسائر فى الأرواح. مهما تم من تقزيم هذه الأحداث المتكررة من تفشى العنف الاجتماعى, فأن هناك تفشى لنوع جديد لا يضاهى من العنف مقبلا علينا فى صورة حرب عامة. هذا الجحيم الحقيقى لعنف قريب أو موجود يمثل المشهد الاجتماعى و الذى سيظهر على أثره الشيوعين.
إن كل الافتراضات التى بنيت على اتهام الشيوعين مضللة. حتى يكون لهذا الاتهام وزن  يجب أن يكون ممكنا بالنسبة لنا أن نحيا فى سلام فى ظل الرأسمالية و هذا تحديدا ما يعد مستحيلا.
و بعد كل هذا يقال أن العنف القائم فى عالمنا هو نتاج لنشاطات الشيوعين المؤذية, حتى فيما يتعلق بعنف المنازعات الصناعية مثل هذا الخلاف غير منطقي لكل من يعرف أي شيء عن الحياة الصناعية الحديثة (هذا الأدعاء عن مسؤولية الشيوعية عن كل نزاع صناعي يصدرمن قبل نفس الأشخاص الذين، في مناسبات أخرى، لم يتعبوا من أن يقولوا لنا عن عدم كفاءة، وعجز و تفاهه الشيوعيين) و لكن من المستحيل أن يقولوا أن الشيوعين مسئولين عن عنف الحروب الرأسمالية فى الماضى البعيد و الحاضر و المستقبل. و من هنا فأنه لا شك فى أنه مهما كان الذى يبشر به الشيوعين, فهناك أشخاص آخرين يمارسون الاستعمال المستمر لأساليب العنف لتحقيق غاياتهم.
ماذا أذن؟, فأننا نصاب بالدهشة عندما نكتشف بشكل واضح أن الأشخاص المسئولين عن العنف المتطرف فى أيامنا هذه هم أكثر الناس ضجيجا عن اتهام الشيوعين بأنهم يكدرون السلم. و بعد كل ذلك طالما الرأسمالية مستمرة , الرأسمالين و المتحدثين بأسمهم عليهم أن يتحملوا المسئولية كاملة عن كلا من العنف الدولى و الاجتماعى الذى يتورط فيه نظامهم بشكل واضح, فهم سريعين بما يكفى لأدعاء الفضل فى أى انجازات لنظامهم. عليهم أن يتحملوا أيضا عب مسئولياتها. لديهم القدرة لكى يصنعوا العالم وفق الصورة التى وضعوها. لا يمكن أن يتهربوا من مسئوليتهم  اتجاه الشكل الذى هى عليه.
إن الشيوعيين يستشعرون إن الرجال الذين يقودون حضارتنا مباشرة إلى الدمار من خلال حرب عالمية جديدة هم رجال الدولة الرأسمالية الذين تحولوا فى لحظة من الأعمال الملحة لتدريب الشرطة و بناء الدبابات و السفن الحربية و القاذفات إلى رفع أيدى تقية من رعب و شر  الشيوعين على حد قولهم الذى يدعون للعنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق