أكبر ثوارن بركانى فى تاريخ الإنسانية
مملكة تامبورا الواقعة فى جزيرة سامباوا الإندونسية و التى اختفت تحت الرماد البركانى فى العام 1815 بسبب ثوارن بركان جبل تامبورا و كان هذا أكبر ثوران بركانى فى تاريخ الإنسانية و قد أدى إلى مصرى 117 ألف شحص و بعد عشرين عاما من الأبحاث فى عام 2004 نجح فريق مشترك من علماء جامعة كارولينا الأمريكية و إدارة البراكين الإندونسية فى العثور على بقايا المملكة المفقودة تحت عشرة أقدام من الرماد البركانى و على الدلائل الأولى على طبيعة ثقافة تلك المملكة و نمط الحياة فيها.
و بعد ستة أسابيع من التنقيب فى النطقة فى صيف 2004. اكشتف الفريق الذى قاده البروفسيور هارالدور سيجوردسون استاذ الجيولوجيا بجامعة نورث كارولينا, منزلا يضم بقايا شخصين بالغين و اوانى برونزية و قدورا مصنوع من السيراميك و أدوات حديدية و مشغولات يدوية أخرى و يفرض تصميم و زينة المشغولات اليدوية أن ثقافة تامبورا كانت مرتبطة بالثقافة الفيتنامية و الكمبودية و ان لغتها جزاءا من عائلة اللغات الخميرية التى تتوزع الىن عبر جنوب شرق آسيا.
بومبيى الشرق
يقول سيجوردسون" إن تامبورا هى بومبيى الشرق و قد ينطوى اكتشافها على أهمية ثقافية كبيرة" و بومبيى التى تحدث عنها هى مدينة رومانية كان يعيش فيها 20 ألف نسمة, 40% منهم عبيد, و تقع المدينة عند سفح جبل بركان فيزوف الذى يرتفع حاليا 1200 متر و قد دمرت المدينة بالكامل أثناء الثوارن الهائل للبركان و التى حدثت عام 97 ميلاديا و ادت إلى تدميرها بالكامل و ايضا مدينة هيركولونيوم المجاورة لها, البركان طمر المدينة بالرماد لمدة 1700 سنة حتى اكتشافها فى القرن الثامن عشر و قد سجل الرومان نشاطات البركان فيزوف منذ القدم و قد بدأ البركان بالثوران فى ظهيرة 24 اغسطس من العام 79 محدثا سحبا متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس و حولت النهار إلى ظلام دامسو حاول سكان البلدة الفرار و لجأوا إلى بيوتهم لحمايتهم و الغريب أن ذلك اليوم كان معدا لأله النار الرومانى و شاهد العيان الوحيد فى ذلك الوقت هو المؤرخ بلينى الذى كان صغيرا وقتها و قد وصف يلينى مشهد انفجار و ثورة البركان و التى ادت إلى دمار المدينة و رقدت مدينة بومبيى و هيروكولونيوم فى طى النسيان لمدة 1700 عام تحت طبقة من الرماد البركانى يزيد سمكها عن ستة امتار و قد اكتشفت المدينة هيروكولونيوم فى العام 1738 و تلتها بومبيى فى العام 1748 و عثر فيها على سكان المدينة موتى فى اوضاعهم التى كانوا عليها و كشف التنقيب عن الطابع الثرى للمدينة و ترف الحياة فى فترة الامبراطورية الرومانية و بعد ثورة فيزوف المدمرة هدأ البركان لمدة 1500 عام ثم ثار مرة أخرى العام 1631 و قتل وقتها 18000 نسمة و منذ ذلك التاريخ و هذا البركان لم يخمد بصورة نهائية.
بركان تامبورا يؤثر على العالم أجمع
و بالعودة مرة أخرى لمملكة تامبورا فأن العالم سيجوردسون يعتقد أن المملكة الصغيرة تضم قصرا خشبيا كبيرا و أن كل الناس و بيوتهم محفوظة كما هى فى كبسولة من الرماد البركانى و من المهم أن تبقى الكبسولة على حالها و أن يتم فتحها بحذر شديد و اثناء ثوران بركان جبل تامبورا قذف نحو مائة كيلومتر مكعب من الحمم البركانية و الصخور المنصهرة و أطلق إلى الغلاف الجوى نحو 400 مليون طن من الأبخرة البركانية و الغازات الفوسفورية و أفضت الغازات التى لفت الأرض إلى عامن من البرودة الكوني و يعرف العام 1816 الىن بانه العام الذى لا صيف له حيث شهد تفشى اوبئة عديدة و مجاعات فى أنحاء العالم نتيجة لخراب المحاصيل و فى نيوأنجلند تأخرت المخاصيل فى ذلك العام نخو مائة يوم و هو ما أدى بالمزارعين إلى هجر الزراعة و الارتحال نحو الغرب و لم تسلم من الثورة البركانية جزر مالكو و جاوة و بالى و لومبوكو.
بدايات الكشف عن ممكلة تامبورا
لقد قام العالم سيجوردسون برحلته الاستكشافية الأولى إلى جبل تامبورا فى العام 1986 لحساب حجم الانفجار البركانى و عاد بعد عامين ليستكشف فوهة البركان التى بلغ عمقها 1250 مترا و قد عثر على مشغولات قديمة عثر عليها السكان المحليون الحالين فى الغابة على بعد 25 كيلومترا من فوهة البركان و عندما عاد سيجوردسون لزيارة الموقع فى العام 2004 نقب فى أخدود شقه عبر ركام و زجاج بركانى سمكه عشرة أقدام و سرعان ما عثر على أول بقايا المملكة المطموسة و استخدم الرادار لاستكشاف اعماق الموقع و اكتشف الباحثون منزلا شيد على ركائز صخرية و أن كل شىء تم العثور عليه كان مكربنا و تحول غلى فحم حجرى تحت تأثر حرارة الحمم البركانية و استنادا الى المشغولات التى عثر عليها خاصة البرونزية منها يعتقد سيجوردسون ان سكان تامبورا لم يكونوا فقراء و هو ما تؤيده الروايات التاريخية التى تخدثت عن أن سكان تامبورا اشتهروا فى جزر الأنديز الشرقية بعسلهم و خيولهم و بخشب السابان الذى كانوا يصنعون منه الخمر و خشب الصندل الذى استخدم فى إنتاج البخور و العقاقير الطبية و يعتقد سيجوردسون أن المملكة كانت تقع على مسافة خمسة كيلومترات بعيدا عن الشاطىء ليامن سكانها شرور القراصنة الذين كانوا يغيرون على الشواطىء و يخطفون السكان و يبيعونهم كعبيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق