سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 20 مايو 2012

المقالات الاجتماعية: كيف يكون الانسان كبيرا بين اقرانه؟( حوار ابوى خاص) بقلم/ هانى مراد




الأربعاء
 11/4/2012

تقبيل الأيادى بين أحترام الكبير بالريف وصورة من صور الحضارة بالمدينة.
أتاحت لنا الظروف جميعا رؤية الأفلام العربية القديمة ورأينا كيف يقبل الرجال أيادى النساء علامة على الاحترام والتمدن. 
أرجعنى مشهد كهذا إلى جزورى الريفية وقارنت بين تقبيلى أو تقبيل أحد أفراد العائلة المصرية ليد الأم أو الجدة والأنحناء عليها وتقبيلها بالفم ثم نطبع بالجبين على اليد أيضا تأكيدا للتقدير العالى والأحترام اللامتناهى.
تذكرت كيف كرمنى الله بجزور ريفية وبفطرة إسلامية فقارنت بين أن ألمس يد أجنبية لا تحل لى وأقبلها؟! وبين أنحنائى على يد أحدى محارمى ( جدتى أو أمى أو خالتى أو عمتى وتقبيلها ) مما يزيد من الود والتقارب والحب والألفة فهو تصرف ريفى إسلامى رائع يجمع بين الأحترام وصلة الأرحام.
ثم انتقلت بى الذاكرة إلى مشاهد أخرى مشابهة فقد رأيتنى أنحنى على يد أبى رحمة الله عليه وأقبلها وكذا أجدادى وأعمامى وأخى الأكبر وليس كل الناس أفعل معهم هذا.
تساءلت لما أقبل يد هذا ولا أفعل نفس التصرف مع الآخر؟؟!!

رن فى عقلى صدى قوى لكلمات سمعتها من أبى قديما (( يابنى الكبير مش بالسن الكبير بأفعاله وتصرفاته فأن أردت اأن تكون كبيرا فكن مضحيا )
سألته يا أبى وكيف أضحى من أجل الآخرين.
رد أبى قائلا يا بنى هو تصرف غير إرادى فأن أهمتك أمور أهلك وعشيرتك وأصدقائك فأنت لا محالة مضحى دون قصد فقد تضحى بمالك أو بوقتك أو بكليهما معا.
قلت يا أبتاه ازدنى بارك الله لى فيك.
قال يابنى أن انشغلت بأمر الغير وفكرت فى حلول لمشاكلهم دون ترتيب فستجد نفسك تترك الكثير من أعمالك لتجرى معهم فى قضاء مصالحهم وقد تشاركهم مناسباتهم وتساعدهم ماديا ولكن بشرط ألا يعلم بذلك أحد حتى يظل هذا التصرف بينك وبينهم.
ستجدهم يوقرونك ويهابونك ويحترمون شخصك ويلجأون إليك فى كل كبيرة وصغيرة وستجد نفسك كبيرا مهما اكن عمرك ومهما كان وضعك المالى أو الاجتماعى

هذا الحوار الذى دار بينى وبين والدى منذ ما يقرب من عشرين عام عاد إلى ذهنى وأقسم بالله وأنا أرى أبناء عمومتى يقبلون يدى وأنا أكبرهم بسنوات قليلة ولا يفعلون ذلك مع أخى الأكبر .
هذا الحوار يطفو على سطح تفكيرى وذاكرتى كلما علمت بخبر يسوء أحد أقاربى ووجدت نفسى منشغل به ومتضامن معه وجدانيا حتى أننى لا أنام بسبب هذا الانشغال أحيانا.
وفى نهاية هذا الحوار الأبوى الجميل أخرج لكم بخلاصة هذا المقال. 
أن أردت أن تكون كبيرا فلا تطلبها بل دع الآخرين يرفعونك إلى تلك المكانة بإرادتهم ولن يكون ذلك ألا أن ضحيت لأجلهم أما بوقتك وفكرك أو مالك أو كليهما معا ...وقتها فقط ستجد نفسك كبيرا دون أن تطلب أو تتوقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق