المرة الاخيرة اللي دخل فيها جاسر المعتقل عرف انة ملوش امل في انة يخرج منها تاني زي المرة اللي فاتت , ولذلك حاول يكيف نفسة مع الظروف الجديدة واستسلم للامر الواقع وبالتالي موصلتهوش اي اخبار عن اي اساطير فلسطينية جديدة ومعرفش مدثر حيرجع امتي تاني لارض فلسطين بعد اختفاءة الاخير اللي كان وقتها غريب جدا , طبعا افراد الامن الاسرائيلي كانوا بيحاولوا يشربوا من شيشة الجنة بتاعت جاسر ولكن بالتأكيد كانت بتموتهم ولما استجوبوا جاسر كذا مرة بالين وبالعنف مكنش لية غير رد واحد أن شيشة الجنة دي للمسلمين بس,بس هما مقتنعوش وحاولوا يكسروها ولكن معرفوش فدفنوها في حوش المعتقل ولكن دخان ابيض كان بيطلع منها كل ليلة الساعة اتناشر وهما قلقوا في الاول ولكن بعد كدة اعتادوا حكاية الدخان اللي بيطلع من موضع دفنها وجاسر كل ليلة في نفس الميعاد كان بيطلع علي سريرة ويطل من الشباك يبص علي دخان الشيشة الطالع من أرض الحوش ويبتسم وطبعا رفضوا يجاوبوا كل طلباتة اللي هيةالشاي المركز بالنعناع وفطيرة الجبنة بالبقدونس.
في الوقت دة ظهر مدثر فعلا ولكن في مكان غريب جدا بعيد عن فلسطين, ظهر عند التانيين, الامر غريب علي الاسرائيليين والفلسطينيين في نفس الوقت لان ظهورة في المكان دة عمل بلبلة وحيرة ,وكانت اسئلة الطرفين ,لية الارض دي بالذات؟ بس اللي لفت النظر أكتر هو الملايكة الاربعة اللي كانوا مع مدثر.
ملايكة بيضة ملهاش ملامح وأطرافها داخلة مع جسمها ولما تحرك الملايكة دي اطرافها تبان من جسمها وبس,لدرجة أن مدثر مشي في الشوارع عندهم والناس بتتفرج علية في استغراب بس مش بياخدوا أي خطوة عدائية أو حتي تعبير عن الخوف من وجود فلسطيني علي أرضهم لدرجة أن عربية البوليس عدت من جنبة وبص لة قوي راجل البوليس وكملت العربية مشيها عادي,دة كان غريب فعلا بالنسبة للجميع حتي بالنسبة لمدثر رغم أنة عارف أنة مؤيد بس كان الموقف كلة بالنسبة لية غير منطقي ولكنة عرف يمثل الدور كويس ويحبكة بطريقة فعلا كويسة وفي الاخير صدق الدور اللي هو فية وأبتدي يعيشة,حجز أوضة في فندق صغير وبعد الظهر نزل يتغدي في مطعم وطلب ممن الجرسون أنة يشغلة أغنية لفيروز متكنش وطنية فقالة الجرسون أنة بيحب أغنية حبيتك بالصيف فأعجب مدثر بذوق الجرسون وشكرة علي تشغيلها والناس اللي كانت قاعدة في المطعم بتراقب مدثر والملايكة الاربعة في صمت ولكن بسرعة تناسوا وجودة وكملوا أكلهم وكلامهم عادي, مدثر مكنش فاهم في البداية اية الداعي من ظهورة دة ولكنة بعد كام يوم فهمها من غير ما يسأل أي ملاك معاة ولما رجع للآهلة فضل يفهم كل واحد في بلدتة أن الهدف هو أنة مفيش هدف!!
والامر مجرد من اي خلفية او فكرة, طبعا استغربوا الموضوع كلة , لآن مدثر ذات نفسة مكنش عارف هو لية بيعمل كدة كل ما في الامر أنة بيتلقي اوامر وبينفذها زي ماهي بدون أي مناقشة وهو كان عارف أن ممكن قريب يعرف اية السبب من اللي بيعملة وممكن ما يعرفش و الفلسطينيين والاسرائيليين بقوا محتارين يصنفوها أزاي ,يا تري هي أسطورة فلسطينية جديدة ولا مجرد مناوشة فلسطينية بشرية جدا !!
الاجابة عن الاسئلة الكتيرة دي مكنتش متوفرة ودة لان الخطة لازالت مش واضحة ومدثر كل يوم محافظ بشدة علي مواعيد خروجة ورجوعة لاوضتة بالفندق والمرواح للمطعم والمجي منة لدرجة أن الاسرائيليين اعتادوا وجودة ومبقاش مسار سؤال ولا حتي أصبح ذكري بل أصبح مش موجود ودة خلي كل حتة من جسمة تختفي يوم بعد يوم لحد مبقاش بيتشاف ولكنة موجود والقاعدين في المطعم بقوا يشوفوا الكوباية بتترفع وبتتشرب والآكل بيتاكل من غير ما يكون حد قاعد وبياكلة , العيال الصغيرة كانت بتبص يأما باستغراب يأما بضحك وفي الاغلب بضحك , والملايكة بس هية اللي لازالت مرئية ولكن باين علي حركاتها العصبية وكلامهم النولراني مع بعضهم أنهم حاسين بشئ من الملل ,بس مش بيعترضوا علي وضعهم أبدا, وفي اخر يوم للفترة المحددة لمدثر في أرضهم رجع لبلادة بفلسطين وبعت كارنية تهنئة لرئيس الوزراء الاسرائيلي مكتوب فية مبروك عليك الوظيفة بس وغلاوة موسي عندكم متحرموش الفلسطينيين من شيشات الجنة اللي جايلهم من فوق ولا تمنعوا عنهم فطيرة الجبنة بالبقدونس والشاي المركز بالنعناع !!, بعديها اختفي مدثر تماما ومعاة الملايكة الاربعة من غير ما يستني رد الاسرائيليين علي جوابة ولكن كل فلسطيني قدام خيمتة أو بيتة أو علي الرصيف اللي نايم علية لما صحي تاني يوم لقي قدامة شيشة الجنة وشموا ريحة الشاي بالنعناع وفطيرة الجبنة بالبقدوس في القهاوي والافران!!
14-2-2004
الاسكندرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق