سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 22 مارس 2012

مقالات سياسية: سامحوني لأني لم أصوت في الانتخابات بقلم/ عماد منسى




سامحوني لاني لم اصوت في الانتخابات ..بقلب جرئ كما كنت اتمني واحلم ...ليس تقاعسا مني ولكن لان مقتضيات عملي تتطلب مني عدم التصويت حتي لو كنت في نفس اللجنه المسجل بها أسمي .

نعم حلمت كثيرا أن اغسل عاري في التقاعس عن الادلاء بصوتي لأحساسي في المرات السابقه انها مزوره ومزوره 100% وانك مهما ادليت بصوتك لشخصك المعين الذي تختاره عن قناعه سوف يذهب الي المنافس له التي تريده الدوله.

لذلك عندما اعلن المجلس العسكري عن انتخابات مجلس الشعب الاولي ..صممت علي ان اخرج انا وعائلتي الصغيره بالقاهره وعائلتي الكبيره بشربين احدي مدن محافظة الدقهليه للأدلاء بأصواتنا عن قناعه بكل فرد سنضع صوتنا له ... وحانت الفرصه وقبل الانتخابات بعدة ايام اعلنت وسائل الاعلام والصحف عن المرشحين بالدائرة التاسعه ( المعادي ) بالقاهره .فجلست امام النت وفتحت صفحة انتخابات مصر ودونت ارقامي القوميه انا وولداي وزوجتي ووجنا ان صوتي يوجد في مدرسة وابني في مدرسة اخري وزوجتي في مدرسة ثالثه وابني في مدرسة رابعه .

اعترانا الغضب كيف نكون أربعه في بيت واحد وسكن واحد وننتخب في اربع مدارس يبعد كل منها عن الاخر باكثر من كيلومتر ...المهم تصفحنا موقع الانتخابات ووجدنا أن المرشحين عن الدائره عددهم يقترب من ال150 مرشحا ... جلسنا جميعا نسمع الاراء لكي نختار الاصلح ..وطلبنا من بعضنا البعض أن نتناقش في الاسماء وأن يدون كلا منا اسماء القائمه التي سيختارها والاثنان فردي ..

وما أن فرغنا من تدوين القوائم والاسماء ...اكتشفت اننا انقسمنا ..فريق رجالي متحد في الاختيارات وفريق حريمي ايضا متحد في الاختيارات ..أنا وابني اخترنا الحريه والعداله في القوائم ومصطفي بكري (مستقل ) ورمضان عمر (حريه وعداله فردي ) واختارت زوجتي وابنتي الوسط في القوائم واحمد الدوري (مستقل ) ورمضان عمر (حريه وعداله )... وحينما تناقشنا حول هذا الموضوع ايقنت ان زوجتي وابنتي قد اختارا الوسط من مبدأ التغير ومخالفة الاغلبيه ..اما الدوري فقد اختاراه لانه ضابط شرطة مستقيل ويميل الي السلفيه .

وقبل موعد الانتخابات بايام وصلني علي مقر عملي استدعاء للعمل امين لجنه فرعيه للآنتخابات بالمعادي ...وهذا معناه اني لن استطيع الانتخاباب والادلاء بصوتي لاول مره منذ 57 عاما ..لأول مره لن ادلي بصوتي في انتخابات احس من الوهله الاولي انها ستكون نزيهه ..... المهم في الموعد المحدد للآنتخابات ذهبت كعادتي وتم توزيعي علي احدي اللجان بمدرسة مصطفي كامل الابتدائيه بالمعادي ( امين لجنه ) واستلمنا الاوراق الخاصه باللجنه والاحبار السريه والاقلام وتم نقلنا بواسطة حافلات هيئة النقل العام الي لجان الانتخاب قبل السابعه صباحا ..

والحقيقه اننا زاولنا العمل في تلك اللجنه تحت اشراف مستشار قضائي اسمه نصر من الجيزه ...هذا الرجل كان قمة في العدل والذكاء ورجاحة العقل ...لم يترك للريب والشك في نزاهة الانتخابات أي منفذ للمرور منه ... بل انه عين موظفة من اعضاء اللجان للتأكد من شخصيات المنقبات وجعل اثنين من الاعضاء مسئوليتهم تنحصر في توجيه المنتخبات ( لانها كانت لجنه نسائيه ) الي كيفية تطبيق وثني ورقة الانتخاب ووضع كل واحده في الصندوق المخصص لها أي ان ورقة انتخاب الفردي في صندوق الفردي والقوائم في صندوق القوائم ..وكان العمل في اليوم الاول مرهقا للأزدحام الشديد ولقرار اللجنه العليا للآنتخابات بتمديد وقت العمل حتي التاسعه مساءا ...المهم في اليوم الاول قام المستشار بتشميع الصندوقين وتسليمهما للشرطه العسكريه ووضعهما مع صناديق باقي اللجان في حجرة واحده محكمة الاغلاق ومشمعه بالشمع الاحمر ولم نترك مكان اللجنه الا بعد ان تأكدنا من استلام الشرطة والحراسه الليليه لها .

وفي اليوم التالي للآنتخابات كانت الاعداد قليله الا من كبار السن والمسافرين ..حتي اننا في بعض الاحيان كنا نستقبل الذين يريدون الادلاء باصواتهم علي باب اللجنه وندلهم علي مكان لجنتهم الانتخابيه ...ويومها مرت العمليه بسلام .....وحملنا صناديق الاقتراع مشمعه الي المقر المعين للفرز بنادي طره الاسمنت .... ولكوننا جئنا متأخرين بعض الشي فلم نجد مكانا لنا داخل المكان المعد للفرز داخل الخيمه مما دعا رئيس اللجنه العليا للآنتخابات بهذه الدائره الي الاعلان علي ان مكان الفرز سوف يمتد ليكون بالساحه الملاصقه للخيمه التي يجري فيها الفرز وملعب الكره ....المهم بدأت عمليه الفرز بكل دقه ونزاهه مستغلين في جمع الاصوات بنظام الحزم ...كل اربعه نحزمهم بصوت خامس ...ومنذ البدايه ونحن نجد ان الحريه والعداله والوسط والكتله هم اكثر القوائم اختيارا بين المصوتين ...وسرعان ماكان الفجر في الليله الاولي من الفرز ينادي لصلاته الا ونحن منتهين من تدوين نتيجة القوائم للجنة الخاصه بنا ...وبدأنا في فرز اصوات الناخبين للدوائر والتي كانت صعبه لوصول عدد المرشحين الي مايقرب من 150 مرشح ...المهم انتهينا من تدوين نتيجة الفردي قبل صلاة العصر الا أن المستشار رئيس اللجنه احب ان يتأكد من صدق تدويننا للبيانات فطلب اعادة جمع الاصوات مرة اخري ... وكان في الاعاده افاده فقد تأكدنا من صدق نتيجة عملنا ومادوناه من اصوات لكل ناخب ...والحقيقه ان نتيجة اللجنه التي كنت امينا لها اظهرت تفوقا للحريه والعداله تليها بمسافة قائمة النور السلفي وبعدها بمدة قائمة الكتله المصريه ...أما في الفردي فكانت نتيجته تقدم رمضان عمر ( عمال حريه وعداله ) ومصطفي بكري ( مستقل ) ثم بعد ذلك احمد الدوري ( سلفي ) ثم علي بعد ليس بالكثير ناصر امين ( الحقوقي المعروف ) .

عدت الي منزلي بعد ان قمت مع السيد المستشار نصر بتسليم اوراق اللجنه والنتيجه لرئيس اللجنه العامه وعلمنا في المساء ان الحريه والعداله هي الاولي في القوائم وان من فاز بالفردي هما ايضا رمضان عمر ( حريه وعداله ) ومصطفي بكري ( مستقل )

ولكن يظل السؤال المحير لجميع المنتخبين بدائرة حلوان والمعادي والتبين وطره و15 مايو لماذا ترك حزب الحريه والعداله المكان خاليا لمصطفي بكري ...حتي اننا لاحظنا أن معظم من كان يدلو بصوته من حزب الحريه والعداله يختار بكري مع رمضان عمر ...وقد وصلت الي مسامعنا بعد ظهور النتيجه ما اذهب حيرتنا ...فقد علمنا بما لايدع مجالا للشك أن مصطفي بكري متحالف مع الحريه والعداله في هذه الدائره أسوه بمحمد عبدالسلام الصاوي وزير الثقافه السابق المتحالف مع الحريه والعداله في الجيزه .

المهم انا هنا لأشهد شهادة حق ان الانتخابات هذه المره لم تشوبها شائبه وان تحدثت عن لجنتي فلم يحدث بها خطأ واحد ولم يؤثر اي واحد في اللجنه علي اراء الناخبين ..وان المستشار رئيس اللجنه كان قمة في العدل والذكاء والحنك السياسي والقضائي ورد علي اسئلة الجميع حول الانتخابات بكل حياديه ...ولم يترك مجالا مهما كان للقيل والقال عكس ماسبق في انتخابات 2010 والتي دخل معظمنا لجنة الفرز في انتخابات الشوري ومجلس الشعب بصوت واحد في الصندوق هو صوت المندوب في اللجنه وعلمنا بعد ذلك ان اللجنه اعلنت عن دخول اكثر من 80% من الاصوات لتلك اللجان الانتخابيه ..عمار يامصر ومرحبا بالديمقراطيه التي لن تعجب الكثيرين ممن اخذوا علي عاتقهم ان ينفذوا امر الديكتاتور السابق عفاه الله وشفاه حتي يستطيع الشعب ان يحصل علي حقه كاملا منه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق