سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 22 مارس 2012

مقالات سياسية: ثقافة الفلول بقلم/ مروان محمد




فى ظل ضبابية الموقف الحالى .... فى ظل الحزن و الحيرة و الارتباك الذى يسيطر على حاليا, قد تبدو أرائى كلها مشوشة, مختلة أو منطقية و مرتبة , قد اتمسك بها لمرحلة طويلة أو أتخلى عنها بعد يومين أو بعد ساعة!!

و لكن كما قلت الحالة المأساوية من الضبابية الموجودة على الساحة الثورية حاليا هى التى فرضت الاختلال فى الرؤيا.... الاختلال فى النظر و قراءة الحدث و المشهد... و ربما أيضا الخروج عن الموضوعية إلى مربع اليأس و الخذلان و الشعور بالكتئاب الشديد, أنا أشعر بكآبة شديدة, بحزن عميق, المد الثانى للثورة المصرية فضح وجوه كانت تستتر خلف شعار الثورة و من ثم سقط عنها القناع و لو بعد عشرة أشهر و لكن سقط القناع قبل يومين من انتخابات تشريعية تنتظرها البلاد لأول مرة فى تاريخها, هذا ما يجعل الرؤية ضبابية, هذا ما يصنع الاختلال فى المشهد و يصنع التضارب فى الرأى ما بين السطر الحالى و السطر القادم!!

بالتأكيد أن المسئول الأول عن ارتباك المشهد السياسى فى مصر هو المجلس العسكرى و كأنه يعلن عن نجاح خطته فى إجهاض الثورة, المجلس العسكرى استطاع ان يخلق حالة من الفوضى السياسية المنظمة و أن يهز ثقة الناس فى الحياة الحزبية القادمة أمام أحزاب تتلون فى كل شهر و أحزاب تتماهى و أحزاب تتوارى و أحزاب تتلون و ائتلافات تدعى الديموقراطية و الدفاع عنها ثم تتخلى عنها و تفرض رأيها من قلب ميدان التحرير.

لم تعد لدينا القدرة على استعادة روح 25 يناير مرة أخرى, و كل هذا بسبب اأاحزاب و الحركات و الائتلافات, هم أيضا اتلفوا المشهد الثورى و اوصلونا إلى ما نحن فيه من انقسام فى قلب ميدان التحرير ... مجلس رئاسى ... حكومة إنقاذ وطنى... البرادعى ... الجنزورى ..... المجلس العسكرى يبقى ... المجلس العسكرى يرحل !!!

أى خبل هذا الذى نشهده فى ميدان التحرير, لماذا لم يعد يجمعنا صوت واحد أمام عدو واحد ماثل أمامنا و هو بكل صراحة المجلس العسكرى, لأننا ارتضينا أن نسلم أدمغتنا إلى مجموعة من الأحزاب النفعية و الائتلافات الكرتونية, هذه هى الحقيقة فأنفرد كل منهم يرفع شعار الحقيقة و الشعب يريد وفق هواه و رؤيته و أصبح منطق فرض الرأى هو ديموقراطية الميدان.

و إذا أخذنا أمثلة من الواقع على سبيل استعراض المشهد نجد أبرز المتحولين و هو سليم العوا, فلو عقدنا مقارنة بسيطة جدا بين تصريحاته قبل 18 نوفمبر و بعد 18 نوفمبر سيهولنا حجم التحول المريب فى آراءه كلها جملة واحدة فقبل 18 نوفمبر من أحدى تصريحاته : حذر محمد سليم العوا المفكر الاسلامى والمرشح المحتمل لرئاسه الجمهوريه من استمرار المجلس العسكرى فى اداره شئون البلاد بدعوى ان هناك تدهور امنى واقتصادى و بعد 18 نوفمبر يلتقى بسامى عنان فنجد أن التصريح التالى له هو :المجلس العسكري الأقدر حاليًا على إدارة البلاد.!!

و أيضا فى موضع آخر يقول: إن معلومات جديدة قدمت من شخصية سياسية رفيعة المستوى، خلال اجتماع القوى السياسية مع الفريق سامى عنان رئيس الأركان، تكشف عن تلقى أشخاص 400 جنيه على قهوة بشارع منصور!!, المجلس العسكرى الذى كنت تصفه بالتسويف فى تسليم السلطة أصبح الان مصدر معلوماتك الخطيرة و محل ثقتك بعد أن كنت تهدده بثورة دامية أن لم يسلم السلطة و أن الجيش المصرى ستتلطخ يديه بدماء المصريين, اصبحت دماء المصريين فى احداث 20 نوفمبر حتى 24 نوفمبر هم بلطجية على قهوة بشارع ناصر تقاضوا 400 جنيه لتفقأ أعينهم و يستشهد منهم 41, هؤلاء تقاضوا 400 جنيه , ألم يكن بالحرى و أنت تكذب هذه الكذبة أن تسعر بلطجتهم بسعر أكثر آدمية من هذا السعر البخس!!

هذا وجه من الوجوه المتحولة , أنى لا أخاف على الثورة من المجلس العسكرى و من فلوله الواضحين لنا جميعا بأكثر مما اخشى من هذه الوجوه المتحولة التى تختطف الثورة بدون أن ندرى لأننا نعطيها الامان و نتصور أنها منا و هى علينا و تعمل لصالحها الشخصى و أيضا إذا نظرنا للاخوان الذين اصطدموا بالمجلس العسكرى طول شهر اكتوبر الفائت و مطلع شهر نوفمبر و توعدوه بردود قاسية و حشد جماهيرى و أن يقدموا أرواحهم فداء لحرية مصر و هذا على لسان كبار قضاة الاخوان و حزب الحرية و العدالة, ماذا كان موقفهم من أحداث 20 نوفمبر إلى 24 نوفمبر , عدم المشاركة فى أى اعتصام أو مليونيات و بدأت تطلق حملة مكثفة مسعورة فى قناتهم مصر 25 الفضائية و على صفحات الفيس بوك و التويتر تروج لفكرة أن المجلس العسكرى استخدم القوة فى قمع المعتصمين صبيحة السبت 19 نوفمبر لدفع الاخوان المسلمين النزول إلى التحرير و الاشتباك مع قوات الامن و حدوث مواجهات دامية و فرض الاحكام العرفية و أن المجلس العسكرى سيستخدم نزول الاخوان المسلمين إلى الساحة فى تخويف الغرب من العنف الذى تستخدمه التيارات الاسلامية لاعتلاء الحكم و إلى غير هذا من الكلام السخيف المبتذل الذى لا قيمة له ألا عند اصحاب العقول الضعيفة, لأن من يعلم أن المجلس العسكرى يتآمر عليه لا يذهب إلى الفريق سامى عنان و يتفاوض معه و هو يعلم جيدا أنه يتآمر عليه و إن كان قراراهم بعدم النزول إلى ميدان التحرير حتى لا توصف بأسلمة الثورة كما يدعون فأحب أن أقول لهم أن السلفيين كانوا موجودين بكثافة شديدة فى الأيام التى شهدت مواجهات عنيفة مع الأمن و لم يصفها الاعلام الغربى بأنها صدامات الاسلامين مع السلطة و محاولة الاستيلاء على السلطة كما يدعى الاخوان المسلمين و أنا هنا لأتحرى الدقة لا أشمل فى نقدى كل جماعة الأخوان المسلمين و لكنى أقصد قيادات الاخوان المسنة فقط و على نحو أكثر دقة أخص بالذكر مكتب الارشاد و المرشد العام للأخوان المسلمين .

هناك يا أخوانى ما يسمى الفلول و هناك أيضا ما يمكن أن نطلق عليه أيضا ثقافة الفلول, ليس شرطا لتكون فلول أن تكون منتميا للنظام السابق أو أحد أعضاء الوطنى المنحل, من الممكن أن نكون نحن كأشخاص أو كأحزاب أو مؤسسات و كيانات مختلفة ننتمى لثقافة الفلول و نسير على خطى الفلول و هذا ما يعيب جسد الأخوان المسلمين أن مكتب الارشاد و المرشد العام حاليا يمثل ثقافة الفلول و حتى الأحزاب المطروحة على الساحة قبل الثورة تمثل بكل توجهاتها و اطيافها ثقافة الفلول فعلى سبيل المثال قام رفعت السعيد من خلال مؤتمر عام لحزب التجمع بانتزاع الكرسى من تحت اقدام خالد محى الدين الذى جثم على حزب التجمع لسنوات طوال لا يريد أن يتخلى عن رئاستها حتى أصبح كهل لا يرى و لا يسمع و لا يفهم فاستغل رفعت السعيد و رفقائه الأمر لانتزاع الكرسى من تحت قدميه و لازال رفعت السعيد جاثم إلى يومنا هذا على رأس الحزب لا يتغير أبدا و يجدد له و يتستفتى له و ينجح دائما تماما مثل مبارك و على الرغم من المؤتمر الأخير الذى اعترض فيه شباب الحزب على القيادات المتعفنة ألا أنه تحداهم و ظل جاثما على صدورهم !!!

الحزب العربى الناصرى : ظل ضياء الدين داود رئيس الحزب منذ أن أسسه إلى أن توفاه الله , حزب الغد : الدكتور أيمن نور رئيس الحزب إلى أن يتوفاه الله هو الأخر , حزب الوسط: رئيسه إلى يومنا هذا هو ابو العلا ماضى إلى أن يتوفاه الله , بصرف النظر عن أنها شخصيات رائعة أو غير ذلك و لكن تظل القيادات و لا تتغير أبدا و من ثم ينادون بالتغيير و ينادون بالتداول السلمى للسلطة , كيف يتم التداول السلمى للسلطة و الثقافة الفلولية تسيطر عليهم, حزب الوسط يقدم مصالحه الشخصية على حساب مصالح الشعب و يستعين بالمتحول سليم العوا فى جوالتهم الانتخابية لما له من قبول لدى الجمهور على الرغم من تضاد مواقفه و مواقف حزب الوسط , فى الوقت الذى رفض فيه حزب الوسط حكومة إنقاذ وطنى برئاسة الجنزورى أثنى عليه سليم العوا !!, و بعدها يتم الاستعانة به فى مؤتمرات للحزب بدمياط و غيرها !!

حزب المصريين الاحرار يضم على قوائمه فلول و مؤخرا الكنيسة تعد قوائم كنسية لحزب المصريين الاحرار بختم البابا !!, و حزب الوفد يضم أكبر تجمع لفلول الوطنى و السيد البدوى له صورة تسد عين الشمس و هو يسلم بحرارة على صفوت الشريف فى ظل النظام السابق!!

حزب العدل أحد الموقعين على وثيقة سامى عنان هو و أثنى عشر حزب غيره يعلنون فيها التأييد الكامل للقوات المسلحة !!, فضلا عن عشرة أحزاب للفلول تخوض الانتخابات التشريعية, يعنى كوميديا سوداء سخيفة , ليس الشعب المصرى الغير مؤهل للديموقراطية, أبدا و لكن الأحزاب المطروحة على الساحة هى غير المؤهلة للديموقراطية , لأنها أحزاب تسير وفق ثقافة الفلول, حتى حركة 6 أبريل يخرج المتحدث الرسمى باسمها الجبهة الديموقراطية طارق الخولى و يعلن أمام مذيع قناة الجزيرة مباشر مصر أن الميدان اتفق على أن حكومة الانقاذ الوطنى تكون برئاسة البرادعى فيرد عليه المذيع و يقول أليست هذه ديكتاتورية فى أن تحبس إرادة المصريين فى ميدان التحرير فقط, فلا يلتفت إلى مغزى السؤال و لا يعتذر و لا يدرك فداحة الديكتاتورية التى مارسها و هو يتحدث إلى المذيع بكل ثقة بل يستمر و يؤكد على أن الميدان هو اللى يطلع منه القرار و هو الممثل الوحيد للشعب المصرى !!!, حتى بعض جيل الشباب للأسف تسيطر عليه ثقافة الفلول , و الله لم يشتت شمل المصريين سوى هذه الاحزاب المصلحجية النفعية و سابقا منذ عشرة أشهر توحد المصريين كلهم لأنهم قرروا سابقا أن ينبذوا كل الاحزاب و يخرجوها خارج حساباتهم فلذلك نجحت الثورة فى مدها الأول و ها هى تفشل فى مدها الثانى و المستفيد الأوحد من وراء كل هذا هو المجلس العسكرى الذى يغزى الانقسامات بين الاحزاب فتغذى بالضرورة الانقسامات بين الناس فنجد ميدان التحرير له ألف رأس و ألف صوت و ألف رأى و كلها تتعارض و تتقاطع و قد صمد الشعب المصرى فى وحدة فريدة من نوعها من تاريخ 20 نوفمبر حتى تاريخ 24 نوفمبر و لم يتكرر هذا المشهد ثانية لان الاحزاب تدخلت و تفننت كيف تفتت الميدان و كل ذلك يمكن رده إلى ثقافة الفلول التى تحوم من حولنا و تسيطر على طريقة تفكيرنا فتدفعنا دائما إلى الفرقة .

التخلص من أرث 60 عاما من الظلم و القهر و العدوان و غياب المشاركة السياسية الحقيقة و غياب فكرة إنتاج رموز سياسية على مدار العقود الستة الماضية هى التى افضت بنا إلى هذا النفق المظلم, أفضت بنا على حسب تصريحات اللواء ممدوح شاهين إلى أنتخاب مجلس شعب منزوع الصلاحيات و إليكم طائفة من تصريحاته حول دور مجلس الشعب القادم:

اللواء ممدوح شاهين: دستوريا وقانونيا ليس لمجلس الشعب سلطة على الحكومة ولا يستطيع سحب الثقة منها!!!

وثيقة السلمي بما فيها المواد 9 و 10 لا تزال مطروحه للنقاش.

إذن نحن أمام مجلس شعب منزوع الصلاحيات خالى الدسم فما جدوى انتخابات برلمانية ستفرز لى مجلس شعب بلا صلاحيات ... أخيرا أحب أن أقول لكم مبروك عليكم الانتخابات و التى كنت أنتظرها بفارغ الصبر لأنها ستكون أول انتخابات حرة فى تاريخ مصر إذا كتب لها أن تكون حرة فى ظل مد المراحل الانتخابية إلى يومين مما يعنى أن صندوق الاقتراع سيبيت ليلة كاملة بعيدا عن عين القاصى !!! مما يعنى أن ظلال الشك و الريبة ستخيم على نزاهة الانتخابات بالكامل ألا أنه أفضل من لا شىء و لعل هذا يشرح شيئا من الكآبة الشديدة و الحيرة العميقة التى تصيبنى و لا أدرى كيف من الممكن أن تتبدد ضبابية المشهد الحالى و نحن أمام مغتصب للسلطة و منتفع فى انتظار دروه لاغتصاب السلطة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق