سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 22 مارس 2012

مقالات سياسية: حكاية الثور و المجلس العسكرى بقلم/ مروان محمد




المجلس العسكرى لا ينوى تسليم السلطة, لكل من يقرأ هذا المقال الحرية التامة فى أن يفسر هذه الجملة بالشكل و الطريقة التى تعجبه, فمن الممكن شخصا ما لدى قراءته مقالى أن يشملنى برحمته و يدعونى مجنون أحمق لا يعرف ماذا يقول و الغيور الوطنى المتحصول سيتهمنى بالخيانة و العمالة و قبض المعلوم و أننى أريد أن تحترق مصر بالكامل و أن أسقط هيبة الدولة .... ألخ ألخ ألخ!!
و مع المجلس العسكرى سيكون نهارى أسود حالك و من الممكن أن يلقى القبض على بتهمة التحريض و تلقى أموال من جهات خارجية و احتمال يكون الموضوع أبسط من ذلك و يتم سحلى فى هدوء تام و لأنى كاتب مغمور فمن سيسأل ؟!
مرة ثانية المجلس العسكرى لا ينوى تسليم السلطة لا فى يوينو المقبل و لا فى أى وقت و هو يراهن على تفريغ ما تبقى من الثورة من أى محتوى و أن يطلق رصاصة الغدر الأخيرة على الثورة لتموت تماما و يعود نظام مبارك مرة أخرى للحياة بشكل مفعل أكثر من الأن فى صورة رجل عسكرى جديد يحكم مصر ببدلة مدنية, لا تهم الاسماء فى المرحلة الحالية, المهم أن يكون عسكريا يحكم مصر للفترة القادمة أو رئيس مدنى فى أحسن الظروف يدين بالولاء للمؤسسة العسكرية و فى ظل وضع خاص للجيش فى الدستور و أنه حامى الشرعية الدستورية و مدنية الدولة فمن لا يرضى عنه الجيش يتم خلعه بموجب الدستور.
إذن الجيش يريد مجلس شعب و حكومة و رئيس منتخب منزوع الدسم فى مقابل أن يقتسموا المدنيين معهم أيا كان لونهم أو طيفهم السياسى جزء من تورتة مصر, المجلس العسكرى يفضل السيناريو الأول و هو ألا يخرج الحكم عن يده لأن هذا معناه ليس فقط أن يسلموا أعناقهم لرئيس مدنى منتخب و حكومة مشكلة و مجلس شعب يحظى بشرعية و لكن معناها أن يفقدوا كافة الوظائف و المواقع الهامة فى الدولة التى تدر عليهم الأموال كالأرز مثل منصب محافظ و منصب وزير و منصب رئيس مجلس إدارة شركة قطاع عام ما أو مؤسسة ما, كل تلك الوظائف العليا المهمة الدسمة التى تتركز فى الاغلب فى يد لواءات الجيش المتقاعدين لتكون هذه هى مكافأة نهاية الخدمة بالإضافة إلى ميزانية المجلس العسكرى السرية التى يتم توزيعها كيفما اتفق المجلس العسكرى على ذلك و رأى و اشتهى !!!
و أيضا المعونة العسكرية الأمريكية التى هى بمثابة رزق إضافى لجيوب لواءات المجلس العسكرى و هم أيضا تجار سلاح أو وكلاء لتجار السلاح فى أفريقيا و آسيا و وسطاء فى صفقات الأسلحة التى تقوم بها المؤسسة العسكرية لشراء أسلحة جديدة للجيش المصرى, مما يعنى عمولات و مناولات من تحت المائدة و أيضا مصانع كثيرة و مزارع تدر عليهم أرباح اقتصادية تزاحم اقتصاد السوق المصرى بقوة و لها مكان قوى فى السوق المصرى تدر عليهم أرباح محترمة لا نعلم إلى أين تذهب و متى تدخل و متى تخرج مرة أخرى!!
إذن نحن أمام الكثير من العراقيل التى يراها أعضاء المجلس العسكرى كمصادر لنهب مقدرات و خيرات البلد من الممكن أن يحرمهم منها النظام الجديد فالإبقاء على جماعة اللصوص و المفسدين القدامى و المفسدين الجدد الذين لديهم استعداد للتعاون هو الهدف الأسمى لأن أى نظام ديموقراطى حر يعنى أن يتم تجفيف منابع السرقة هذه كلها و أن تخضع كلها للرقابة و المتابعة من مجلس الشعب فضلا عن أنهم بعد أن استولوا على السلطة بعد خلع مبارك تجلى لهم مصادر جديدة للنهب كانت ممنوعة عليهم لأنها كانت تدخل جيب آل مبارك و حاشيته و بطانته من رجال الاعمال و بعض الوزارء الوضعين المفسدين .
هناك من سيقول أنها اتهامات ظنية و مرسلة و لا يقوم عليها دليل و كفانا ترويج اتهامات و إشاعات باطلة لأنكم الله يخرب بيوتكم تريدون حرق البلاد و العباد!!, و إذا لا قدر الله وقعت فى يد أحد شرفاء المجلس العسكرى أو اتباعهم فسيكون سبب جيد لشنقى عسكريا أو قتلى سريا, تعددت الاسباب و بعثرة كرامة المصرى واحدة و لكنى أقول قولى هذا و أدعو الله أن يمد فى عمرى لأرى سقوط المجلس العسكرى المدوى, الله يخرب بيتى أريد أن أسقط هيبة الدولة و أن أتركها عرضة للسرقة و للنهب و الاحتلال من كل أجناس الأرض, و ماذا عن بعض أبنائها الغير شرفاء الغير مؤتمنين و ينهبونها ليل نهار, ألا يستحق هذا عناء الإطاحة بهم و الحيطة منهم و قطع أيديهم التى تمتد إلى أموالنا
القصور التى عرضتها أحدى أعداد جريدة الدستور للمشير طنطاوى و أحمد شفيق و سامى و عنان و عمر سليمان, تلك القصور الفاخرة الرائعة المبهجة التى نراها فى حكايات شهريار فقط, من أموال الشعب المسكين الذى يسكن القبور و المجارى و عشش الصفيح, فيرد على أحدهم: هذا هو عمل أمثالكم أن يشحنوا الشعب ضد المجلس العسكرى من أجل أن تتحول الثورة لصراع دامى و تكون حرب أهلية, هذا بافتراض أن الشعب مسلح, فكر بعقلك أولا, من منا المسلح؟, من منا يسقط مقتولا برصاص حى, نحن أم الجيش, كلاكما, أتحدى أى شخص أن يأتى بفيديو واحد لضباط جيش أو جندى قتيل أو مصاب , هل تعلم ماذا سيكون الرد؟, هذه معلومات سرية من أجل الحفاظ على معنويات الجيش مرتفعة, يا رااااااااااااااااجل!!, و النبى صحيح ! و معنويات الشعب فى داهية !!
الجيش لا ينوى تسليم السلطة لأنه ما صدق و تخلص من كابوس التوريث فاتاح الفرصة كاملة للشعب المصرى لأن يقتل مشروع التوريث فى مهده, فكيف يمكن أن يحكم مصر من هو ليس عسكريا هذا خرقا لناموس الحكم العسكرى و خروجا عن المألوف و اهتزار لسنة الكون و ....
فتركوا الشعب يسقط مبارك بنفسه و راهنوا على أن الشعب من الممكن أن ينجح فى ذلك و نجح الشعب فى ذلك و ينتهى دور الشعب المصرى عند هذا الحد و تجمد مفهوم الثورة لدى المجلس العسكرى و هى أن الثورة هى الإطاحة بمشروع التوريث و ليس معناها التغيير الفعلى و ممارسة الديموقراطية, لم يكن هذا المقصود من الثورة على حد فهم المجلس العسكرى فالطبيعى أن يتبنى دور مجلس قيادة الثورة المضادة لأنه مع بقاء نظام مبارك كما هو و لكن الجديد بدون مبارك و نجليه , هذه هى الفكرة بمنتهى البساطة, يبقى الفساد كما هو و التفاوت الاجتماعى الفج و سرقة الأموال و عدم محاكمة المخطئين و التعامل بعنف و وحشية و عدم الايمان بكلمة الديموقراطية و عشق كلمة ديكتاتورية و أن ترديد كلمة تطهير البلاد من الفساد على مسامعهم تصيبهم بصداع نصفى حاد و كلمة تكرار الفساد على مساممعهم تجعلهم ينتعشون و يتنفسون هواءا ملوثا طالما تنفسوه و أحبوه
خطة العسكرى لافشال الثورة القادمة هو نفس خطة مبارك العقيمة , لا يوجد تغير , لا يوجد تجديد على الاطلاق, نفس الفكر, نفس الأسلوب, نفس السذاجة فى التفكير و الكذب و الإدعاء و التضليل و الله كنت أتوقع منهم ذكاء و تكتيك مختلف و لكن فاجأونى بنفس التكتيك فحمدت الله كثيرا على أنه يمدهم فى غبائهم و يغشى أبصارهم بطلاوة الغباوة و يعمى قلوبهم و أبصارهم عن تكتيك عصرى جديد مختلف متميز و يجعل مكرهم أخيب من مكر الحيوان , حمدا كثيرا طيبا لله عز و جل أن جعلهم أغبياء باقتدار !!
إذن من يريد الأطلاع على خطة المجلس العسكرى فلن يبذل مجهود كثير عليه أن يعود بذاكرته لعشرة أشهر فقط و يتذكر ماذا فعلت الآلة الإعلامية التى كانت تعمل ليلا نهارا لصالح مبارك من أجل تشويه الدعوة للخروج يوم 25 يناير.
الخطة سهلة و بسيطة و أيضا غبية: هناك مخططات خارجية و أجندات خارجية و كشاكيل داخلية و مساطر أجنبية من أجل إفشال نهضة مصر و تقدمها نحو الرخاء و الديموقراطية و أيدى خفية و أيدى مأجورة و هناك من يريد تنفيذ مخطط جهنمى لولبى كوكبى لتقسيم مصر ثلاثة أرباع و ربع !!, و هناك هدف لحدوث احتكاك مباشر بين الجيش و الشعب من أجل تحويلها لثورة دموية
طبعا المتوقع أن الشعب المصرى يرتعد و يشعر بالرعب و الغيرة الوطنية على مصر التى يريد قلة مندسة أن تفسد نهضة مصر العظمى بين الأمم و التى اوشكت أن تتفوق على أمريكا فى الصعود الصاروخى على سلم المجد, ليرفضوا المشاركة فى هذه التظاهرات و أن يخافوا على نفسهم من مصادمات دموية و أيضا فى محاولة لتشويه الثورة و الثوار فى أعين الناس
فيتم استخدام البيانات كما فعل مبارك و طبعا التليفزيون المصرى ليخرج محللون مأجورون كلهم بلا استنثاء يتكلموا فى آن واحد على مخطط جهنمى لولبى كبير تشترك فيه أطراف داخلية و خارجية ..... أنتم تعلمون الباقى و كلهم يتكملون بنغمة واحدة بفكرة واحدة بأسلوب واحد و يمتلكون نفس مصادر المعلومات و دائما تكون الخلاصة أننا لا نعرف من هى الأيدى الخارجية و الجهات الاجنبية و المتواطئين و الخونة و ما هى أسمائهم و صفاتهم و أين يتواجدون و لكن المعلومات عن تفاصيل المؤامرة المشئومة يتم ذكرها بالتفصيل الممل أما أسماء هؤلاء فتظل أصبع و أيدى و أرجل و أنوف خفية لا تعرف أبدا فى كل حادث و كل كارثة انسانية
نفس هذا الأسلوب استخدمه بامتياز كل الحكام العرب الذين ثارت عليهم شعوبهم فى الوطن العربى و نفس التبريرات و نفس نوع المؤامرات الخارجية و الداخلية التى تهدف إلى إسقاط هيبة الدولة , كلهم يمتلكون نظرية مؤامرة واحدة و يضعون أنفسهم فى موضع الابطال الذين سيسعون بمجهود خارق لكبح و وقف هذه المؤامرة الدنيئة و من ثم الاحتفال بدماء الشهداء/ الاعداء على هذا النصر المبين و الفتح العظيم و إخماد فتنة كادت أن تشتعل ثم يفاجاؤا الناس بمؤامرة جديدة و خبيثة و فظيعة و مريعة و استمرار الكشاكيل الخارجية و الداخلية و ظهور أنواع جديدة من أجندات بسلك بلاستيك تنوى أسقاط هيبة الدولة و ضياع مصر إلى الأبد و هكذا دواليك يعيشوا على مثل هذه المؤامرات التى لا تنهى و لا تظهر ألا فى الوقت الذى يثور فيه الناس ضد هؤلاء الحكام الظلمة المفسدين الطغاة, استخدمها بشار الأسد و معمر القذافى و على عبد الله صالح فى اليمن و مبارك و زين العابدين و الأن يستخدمها المجلس العسكرى و لايزال هناك أيضا من يوالونهم و لازالت هناك اللجان الاليكترونية التى تروج لمثل هذه الاكاذيب على الانترنت
و لازال الاعلام الرسمى موالى لهم و أيضا فضائيات آخرى موالية لهم و لازال هناك مأجورين يخرجون إلى ميدان العباسية و لازال هناك حزب الكنبة المشتت و المضلل و المرهق بين هذا و ذاك و يميل إلى المجلس العسكرى ليس باعتباره صاحب الحق و لكن باعتبار كفاية إلى هذا الحد و ربنا على المفترى و يعنى ما الذى يمكن أن نصنعه فى ظل جبروت المجلس, دعونا نطاوعه لعل و عسى أما أن نصل الى نهاية السكة أو البئر يجف, الله يرحمك يا جاهين حينما قلت:
ارفع غماك يا تور و ارفض تلف
اكسر تروس الساقية و اشتم و تف
طب لفة كمان لفة كمان
يا اوصل نهاية السكة يا البير يجف
و عجبى !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق